أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيزالراشيدي - حضارة القمع وآليات صناعة الأوهام














المزيد.....

حضارة القمع وآليات صناعة الأوهام


عبد العزيزالراشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 10:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حضارة القمع وآليات صناعة الأوهام :
على درب التفكيك، والتحليل للمنظومة المجتمعية الحداثية نستمر لنحاول في كل مرة أن نسلط الضوء على بعض القضايا العميقة. التي قد تبدو لنا عادية إذا نظرنا إليها بأعينهم التي تحتل أعيننا، وفي هذه المرة سنحاول إن نكتشف الوجه القمعي لهذه الحضارة، لهذا الوجه المنفتح على جميع الأصعدة. فكيف يتبدى لنا هذا الوجه إذن ؟
إننا بمعية ماركيوز نذرك أن الصفة الأساسية لمجتمع الصناعي المعاصر هي إنه مجتمع قمعي في أساسه. غير أن مفهوم القمع في شكله الجديد يختلف عن صورته التقليدية القديمة، فهو لا يمارس اليوم إنطلاقا من نقص الحاجات أو عدم النضج الطبيعي والفني للإمكانات، وإنما يمارس من خلال مركز القوة. فإمكانيات المجتمع الصناعي الذهنية الوم تفوق إمكاناته بالأمس، وهذا يعني إن هيمنة وسيطرة المجتمع على الفرد أصبحت أكثر وأشد مما سبق.
إن القمع في هذا المجتمع يتأسس على عاملين أساسيين هما الطابع السلعي للمجتمع الذي إستطاع بإمكانيات جهازه الإنتاجي الضخم أن يخلق مزيدا من السلع، والحاجات التي تربط الجماهير بالنظم السائدة، التي تقوم بإحتواء عقلي وغريز للطبقات الكادحة. لتجعل من البرليتاريا تتشارك معها في حاجاتها، وإهتمامتها. لتغدو هذه الحاجات التي ينتجها المجتمع الصناعي اليوم شيء يضرب بجذوره في أعماق البنية الغريزية للإنسان.
أما على مستوى العامل الثاني فهو يكمن في العامل التكنولوجي، الذي حول السيطرة إلى سيطرة تكنولوجية. لتغدو التكنولوجية بدورها وسيلة القمع الأساسية، فبفضلها يتم إمتصاص كافة التناقضات الإجتماعية، والعمل على إخضاع الجماهير عبر تزييف حاجيات الإنسان المادية والفكرية. لتصبح الحاجيات التي يلبها هذا المجتمع مجرد حاجيات وهمية من صنع الدعاية والإعلان، ووسائل اللإتصال. وما الإنسان ذو البعد الواحد إلا ذاك الإنسان الذي إستغنى عن الحرية بوهم الحرية، لأنه يتوهم إنه حر بمجرد أنه يستطيع أن يختار تشكيلة كبيرة من البضائع والخدمات التي يكفلها له المجتمع، فما أشبهه من هذه الزاوية بالعبد الذي يتوهم أنه حر بمجرد أن منحت له حرية إختيار سادته.
إن هذا الوهم يزداد حينما تظن السكرتيرة أنها حرة لأنها تستطيع إن تشاهد نفس البرنامج التليفزيوني الذي يشاهده مديرها. إذن عبر هذا القمع العام الذي يسود في المجتمع أصبحنا أمام مجتمع لايمكن لأفراده أن يتعرف على ذاتهم إلا من خلال سلعهم، ويجدون رحهم في سيارتهم، وفي جهاز التسجيل والمنزل المريح، وأدوات الطبخ. لتغيير الآلية التي تربط الفرد بالمجتمع وتستقر السيطرة الإجتماعية في داخل الحاجات الجديدة المبتكرة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...
- مقتل سيدة وإصابة 11 في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان
- مشاهير العالم يحضرون زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز في البندقي ...
- تقرير أمني.. عمليات القرصنة السيبرانية الإيرانية بقيت محدودة ...
- بوندستاغ يقر تعليق لم شمل أسر الحاصلين على -الحماية الثانوية ...
- القضاء الإسرائيلي يرفض طلب نتنياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيزالراشيدي - حضارة القمع وآليات صناعة الأوهام