أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايمن ناصر - الوهم الفلسطيني الرسمي في فهم السياسة الاسرائيلية














المزيد.....

الوهم الفلسطيني الرسمي في فهم السياسة الاسرائيلية


ايمن ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 7161 - 2022 / 2 / 13 - 16:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع للمارسات العملية وحديث المستوى الرسمي الفلسطيني في موضوع العلاقة مع الاسرائليين وحكوماتهم وما انبثق عن ذلك من لجان لتطوير العلاقات يعكس الهوة في منهجية التفكير السياسي للقيادة الفلسطينية في تعاملهم مع الحالة السياسية الاسرائيلية على مدار عقود، وما جملة اللقاءات الاخيرة ما بين مسؤولين فلسطنيين ووزراء اسرائيلين إلا ترجمة لذلك، هذه اللقاءات مبنية في جوهرها على فلسفة امكانية التوصل الى حلول سياسية عادلة مع دولة الاحتلال، وهذه واحدة من سيل جارف من كتل الوهم الذي بني في رؤوسنا، هذا الوهم الذي تبلور في ظل عجزنا عن فهم السياق والوظائف لمشروع دولة الاحتلال.
وحتى يكون ما نرمي اليه اقرب للفهم نسوق حدثين لعلهما يشكلان مقاربة تسهم في فهم كيف يفكر الاحتلال وبالتالي كيف علينا ان نفكر . الحادثة الاولى كانت في العام 1962 وكما اشارت وثائق الامم المتحدة، فإن احد الفلاحين من قرية كفر كلا اللبنانية كان يملك حمارة، وفي احد الايام دخلت الحدود الفلسطينية اللبنانية وبعد فترة عادت الحمارة الى مالكها فما كان من دولة الاحتلال إلا ان تقدم شكوى واحتجاج عبر الامم المتحدة مطالبة باعادة الحمارة اليها مسوغة ذلك بان الحمارة حامل من حمار اسرائيلي، وبعد مفاوضات مع المالك تم الاتفاق على أن تعاد الحمارة الى الجانب الاسرائيلي الى ان تلد، بعد اشهر ولدت الحمارة وعادت مع ابنها الصغير الى مالكها اللبناني، فعادت اسرائيل وطالبت بالحمار الصغير واعادته اليها.
خلاصة القصة ان الاسرائيليين ليس لديهم اي استعداد للتنازل عن اي شيئ، والاكثر من ذلك فانهم اسياد من يصادر حقوق واملاك الاخرين.
الحدث الثاني وكما ورد في كتاب نيران صديقة لرئيس الشاباك الاسرائيلي السابق عامي ايالون، وفقا لما اشار فإن قوة اسرائيلية خاصة بقيادة رفائيل ايتان والذي اصبح لاحقاً رئيس لهيئة الاركان وقائد سياسي، دخلت الى الجنوب اللبناني في بدايات الثمانيين للقيام بعملية اغتيال لشخصيات فلسطينية، الجنود سألوا رفائيل ايتان قائد القوة ما هي معايير اطلاق النار ، فقال لهم فقط من لا يطلق عليه النار من يحمل بلالين الاحتفال بأعياد الميلاد، وفي تلك الحادثة اجبرهم على اطلاق النار على عزل كانو يرتادون مقهى .
خلاصة الحدث ان الاسرائيلين لا يرون في الفلسطينيين او غيرهم بشر يستحقون الحياة، بل هدف سهل للتنكيل والتقتيل دون وازع او تأنيب ضمير .
المتتبع لسياسات الحكومات المتعاقبة وبكل الوانها سيجد ان الاسرائيليين لا يرون في الفلسطينين اصحاب حق في الحياة والحرية والسيادة ولا يمكن ان يروا فيهم شركاء لاي صيغة من الحلول التي يمكن ان تصل الى حد التنازل عن اي جزء من السيادة الاسرائيلية على الاراضي المحتلة، ومنذ اتفاقات كامب ديفيد وقبلها مرورا بمشروع روابط القرى بدايات الثمانين الى اوسلوا ويومنا هذا، ما تراه اسرائيل لا يتعدى اصلاحات اقتصادية ودعم محدود يهدف الى امتصاص اي امكانية لتطور وعي ومطالب وطنية للفلسطينين، في اللقاءات الاخيرة فقط يتم الحديث عن ترتيبات امنية وحلول اقتصادية وتسهيلات هادفة الى تعزيز المنفعة والاستثمار لفئة صغيرة تجد في معانات العمال والفقراء فرصة للاستثمار والربح المتوحش .
قديماً قيل على لسان احد الفلاسفة " حتى تكون سياسياً بشكل جيد عليك ان تكون قارئ للتاريخ بشكل جيد"، والمتتبع لجملة السياسات التي اتبعتها وتتبعها القيادات الفلسطينية ليس في المرحلة الراهنة بل اعمق من ذلك منذ بدء الهجرة الصهيونية الى فلسطين مرورا ببدء نشاط الهجرة في الثلاثينيات من القرن الماضي سيجد ان التعامل مع الحركة الصهونية ولاحقاً امتداده دولة الاحتلال لم يكن مبنياً على فهم عميق ودقيق لطبيعة العدو، لذلك كان الاخفاق في ادارة الصراع بعد ما يقارب من 140 عام من بدء الهجرة الصهيونية .
الحكماء قديماً قالوا اعرف عدوك، ليس من باب الاطلاع والترف، بل لان ذلك ضرورة مقررة لامكانية حسم الصراع ام لا، فغياب الفهم المطابق لطبيعة العدو سيجعل منا ممارسيين لسيل كبير من الاخفاقات والخطايا التي تنذر بتبديد كل الجهد وتجعل من ممكنات المواجهة والانتصار فرصة متخيلة غير قابلة للحضور وبالتالي زرع اليأس وفقدان الامل من اي فرصة للانتصار .
اليوم في الواقع الفلسطيني المعاش نجد ان الثقة بالاحتلال ومسؤوليه وامكانيات لقائهم والسعي لذلك هو اقرب بكثير اتجاه مكونات أخرى من ابناء شعبنا، وهذا السلوك ليس نابع فقط من اعتبارات منفعية وتقاطع مصالح لثلة من المستقيدين ولكنه فوق ذلك واعمق منه ترجمة فعلية لطبيعة فهم راسخ في ذهنية البعض اتجاه العدو وطبيعيته التكونية، فالتشوه والانحراف في المفاهيم يتولد عنه فعلاً مشوهاً، ومجهضاً للكثير من الفرص التي من شأنها ان تراكم على طريق الاستقلال والحرية.
كثيرة هي المتطلبات اللازمة حتى نتمكن من تجاوز هذه الثغرة في الفهم والممارسة، ولكن متابعة ما يحدث في دولة الاحتلال والاضطلاع على اوضاعهم الداخلية من شأنه ان يعزز مستوى الفهم لدينا والى ذلك لا بد من العودة الى قراءة مرجعيات تفكيرهم حتى نكون اقرب الى المعرفة، فهم نتاج سياق طويل من التداخلات الاعتقادية ( الميثولوجية) والدينية الساسية .



#ايمن_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الموت والوجه الناصع - عمر اسعد، ناصر ابو حميد، كريم يو ...


المزيد.....




- شاهد.. محتجون إسرائيليون يخربون شاحنات مساعدات متجهة إلى غزة ...
- في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني.. نص ما ورد في -إعلان البحرين- ...
- سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز ...
- قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا
- الرئيس الصيني شي يستقبل نظيره الروسي بوتين في بكين
- صحيفة: درونات مجهولة تصور بشكل خفي أكبر سفينة حربية يابانية ...
- بوتين: تحالف روسيا والصين في قطاع الطاقة سيتعزز
- وزراء خارجية 13 دولة يحذرون إسرائيل من الهجوم على رفح
- كندا تفرض عقوبات على أربعة مستوطنين
- الدفاع الروسية: تدمير أكثر من 100 طائرة و6 زوارق مسيرة أوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايمن ناصر - الوهم الفلسطيني الرسمي في فهم السياسة الاسرائيلية