أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المينائي - -العيون السود- لكريم عبد ... ماذا رأت؟ وماذا رأينا فيها؟














المزيد.....

-العيون السود- لكريم عبد ... ماذا رأت؟ وماذا رأينا فيها؟


محمد المينائي

الحوار المتمدن-العدد: 7161 - 2022 / 2 / 13 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


"العيون السود" للقاص كريم عبد

ماذا رأت ؟ .. و ماذا رأينا فيها؟


ألا يكفي القول عن هذه المجموعة القصصية بأنها ممتعة وشيّقة؟. و لمن يحبونها ساخنة، فإنها مع تصاعد صفحاتها تتصاعد فيها تنهدات الغرام وآهات العذاب، ببوح إنساني صادق ، وقائع غالباً ما جرت في حياتنا، لذا هي تُكدر صفو تناسي الماضي .. العراقي. مع هذا ليس فيها ما يتلوى عذاباً تحت سياط حب كاذب.

قصص قصيرة مكتوبة بلغة شعرية ثرية طرية، و بأسلوب مرن يتنقل بين تسلسل الحوادث برشاقة. هذه الرشاقة التي فلتت بفعلها هذه النصوص من ثقل التعابير الإنشائية أو تأويل معاني الوقائع لخدمة أيديولوجيا الكاتب وميوله الفكرية. وبذلك تكون هذه القصص قد نجت من أخطر الفخاخ التي ينصبها الكاتب لنفسه، حين يستبد به حماس المواقف الكبيرة ، فيفقد ذوق المحادثة ومهارة التعبير. القصة في جوهرها محادثة عن واقعة تروى بين شخصين، هما الكاتب والقارئ. عنوان المجموعة يحيل إلى الذهن غرام المغنية بالعيون السود في بلدنا وكم هي حلوة وجميلة، ونظل هكذا، حتى نقف على السر بأن هذه العيون السود هي عيون دودة قز، نظرت نظرة شاكية لشخص حساس كاد أن يهلكها وهو يرمي بها بعيداً، وقد فزع من وقوعها في طيات ملابسه وملامستها جلده. ( في تلك اللحظة التفت دودة القز نحوي و رمقني بنظرة حزينة مليئة بالعتاب! عينان سوداوان حزينتان لم أر أجمل منهما في حياتي! يا إلهي! أية حماقة كانت! وأي رجل مضطرب أنا؟ ولكن ماذا بوسعي أن أفعل الآن؟).

وهذا التفصيل، كما أرى، محور كل القصص التالية. الإنسان المخرب لبساطة الحياة وسلاسة العلاقات الإنسانية وعلاقة البشر بالطبيعة والوجود. بفعل جهالته وظلمه وفزعه وطمعه، و يحدث أن يكون بعدها بمواجهة ندمه. و على هذا المحور تدور المجموعة في توالي قصصها من مواجهة الطفولة لمفاجأة حوادث الحياة ( الطفل الذي يُكلّف بنقل بنقل مسدس ملفوف بمنشفة في دروب بساتين تخبئ له مفاجأة صادمة) . والكلبة العابثة التي تقلق قصة (زيارة) الرجل فيما القلق يستبد به ، وهو الباحث عن وجوده في ليل حلب بين النبيذ و المطر الذي هطل مع الهزائم السياسية مبكرا. هذه القصص تروي الحكايات بعذوبة وتمهل بلا جعجعة أو ادعاء و تتلاشى جملها الأخيرة مثلما الجمل الموسيقية التي تنتهي متأنية بنقرات أصابع عازف البيانو. كريم عبد الشاعر يتماهى مع كريم معمار بناء النص. سهل ممتنع، نبيذ لا يفصح عن مشقة أطوار تكوينه. قصص كريم عبد ثمرة تأمل طويل في الحياة بعد معايشة قاسية و رحلة هجرة طويلة على حافة الهاوية. من ( أيام بغداد 1973) الى( ملاحقة الأشباح) في ( بيت قديم) وسط ( ضجيج البساتين) فيما ( الكلاب تنبح و المطر يشتد!). هذه بعض عناوين قصص المجموعة و هي تنم عن مضامينها. لا تعدم أن تجد المجموعة موضونة بزخارف الحياة عابقة بالبنفسج و أريج أشجار السدر و أواني الفاكهة و ملامسات الغرام.

هذه المجموعة تعيد للقصص القصيرة في الأدب العراقي روعة الأثر الإنساني، حيث التشويق و جزالة الإنشاء و عذوبة التعبير. القصص التي تشحذ الذهن و تُذكي العاطفة، من صنف تلك المنشورات التي كنا نتواصى بها في أوج شبابنا، والتي سرعان ما ندرتْ بفعل الميل الجارف الى التجريب والتباري في نمذجة نظريات النقد الجديد.

مجموعة " العيون السود" للشاعر والكاتب والمثابر في مراقبة الشأن السياسي، كريم عبد. والصادرة عن دار نشر شُبَّر في لندن بصفحات عددها 154 من القطع المتوسط. بلوحة غلاف ترسم تماس أشباح البشر، رجل وامرأة فيما بينهما غيمة تشتعل، للفنان حسين السكافي. المجموعة جديرة بطبعة ثانية تنال مما وصلته أناقة الطباعة ولدونة الورق. مجموعة جديرة بأن نظمّها الى الكتب الأثيرة في مكتبتنا أو أن ترافقنا في رحلة بالقطار، كما وهي جديرة بأن تُهدى إلى صديق.



#محمد_المينائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العيون السود- لكريم عبد ... ماذا رأت؟ وماذا رأينا فيها؟


المزيد.....




- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ


المزيد.....

- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المينائي - -العيون السود- لكريم عبد ... ماذا رأت؟ وماذا رأينا فيها؟