أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد أمين وشن - وهم العولمة














المزيد.....

وهم العولمة


محمد أمين وشن

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 07:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد قرن طغت فيه الأفكار الاشتراكية و الديمقراطية و مبادئ العدالة الاجتماعية تلوح الآن في الأفق حركة مضادة تقتلع كل ما حققته الطبقة العاملة و الوسطى من مكاسب ، فزيادة البطالة و انخفاض الأجور و تدهور مستوى العيش و ابتعاد الحكومة عن التدخل في النشاط الاقتصادي (ما يفرزه السوق صالح أما تدخل الدولة فهو طالح) و تفاقم توزيع الدخل و الثروة بين المواطنين ،كل هذه الأمور ليست كما يبدو إلا عودة إلى الأوضاع عينها التي ميزت البدايات الأولى للنظام الرأسمالي إبان مرحلة الثورة الصناعية (1750_1850)وهي أمور سوف تزداد سوءا مع السرعة التي تتحرك بها عجلتها ،هذه الحركة هي ما اصطلح عليه بالعولمة. فما هي العولمة؟و ما هي انعكاساتها على المجتمع؟
منذ فوز المحافظين في بريطانيا سنة1979 (تاتشر) و في الولايات المتحدة الأمريكية (ريجن) نادى مستشاراهما (فريدريش فون هايك) و( ميلتون فريدمان) على التوالي حكومتيهما بالحفاظ على الإطار العام للنظام الرأسمالي مؤكدين انه كلما تمتعت المشروعات بحرية اكبر بشان استثماراتها و استخدامها للأيدي العاملة كان النمو أكبر و المستوى الاقتصادي أعلى و بناء على ذلك راحت الحكومات الليبرالية النزعة تبذل جهدها في تحرير رأس المال من القيود و تلغي تدخل الدولة و لم تكتف بذلك فحسب بل راحت تضغط أيضا على الشركاء الرافضين الأخذ بهذا التوجه مهددين إياهم بعقوبات تجارية ووسائل ضغط أخرى.
و بناء على هذا فإن العولمة من خلال السياسات الليبرالية الحديثة التي تعتمد عليها إنما ترسم لنا صورة المستقبل بالرجوع إلى الماضي السحيق للرأسمالية ،فالحكومات أصبحت مرغمة على تخفيض الضرائب و خوصصة المشروعات العامة بالرغم من رفض شعوبها ،وكل هذا يتم تحت ذريعة المصلحة العامة ،لكن الحقيقة أو الغطاء الذي يتم بموجبه ذلك هو تحرير السوق المالية و التي اجبر صندوق النقد الدولي مختلف دول العالم على تطبيقه و بالتالي فقد أضحت العناصر الثلاثة:الليبرالية_التحرير_الخوصصة.إيديولوجية صارمة يخضع لها الجميع.
و تحت تأثير الركض وراء الأرباح بدأت جميع القطاعات تتنافس من اجل خفض كلفة الإنتاج فكان التسابق خاصة في الوصول بالجور لأدنى مستوى ممكن لكن المثير للملاحظة هو أن الأمر لم يعد يقتصر على العمال ذوي الوزرات الزرقاء و التي حلت الآلات محلهم بل أصبح يطال أيضا أصحاب الوزرات البيضاء(الوظائف المتوسطة) حيث تولى استخدام أجهزة الكمبيوتر مهمة الاستغناء عن آلاف الوظائف و المهن التي يقوم بها هؤلاء فأضحى ملايين العمال قربانا للسوق العالمية و لعل ما زاد الطين بلة هو الضغط الذي أصبح يمارسه أصحاب رؤوس الأموال على الحكومات مهددين إياهم بتهريب رؤوس الأموال ما لم تستجب لمطالبهم خاصة تعديل التشريعات التي كانت تحقق مكاسب للطبقة العاملة و هنا نستحضر وصف كارل ماركس للرأسمالية حيث قال:"إن الإنتاج الرأسمالي لا يميل في العموم إلى رفع متوسط الأجور و إنما إلى الضغط على قيمة العمل إلى أدنى مستوى".
أما مشاكل البلدان النامية خاصة الدول الإفريقية فان الدول الغنية أصبحت تتجاهل على نحو خطير مشاكلها حيث أن المساعدات التنموية التي كانت تعطى لهذه الدول أصبحت في خبر كان خصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة و موت حوار شمال_جنوب و دخول البلدان النامية النفق المسدود للمديونية.
ولعل ما يثير السخرية حقا هو ما يزعمه مروجو قيم العولمة في أن طرفاها (الديمقراطية_السوق)متلازمان لكن الأمر الأرجح للصواب هو التعارض التام بينهما حيث أن الديمقراطية التي يتم الحديث عنها من طرف هؤلاء هي تلك التي تدافع و تحمي مصالح الأثرياء و تضر بالعمال و الطبقة الوسطى و هو ما نراه في الدعوة إلى تخفيض الأجور المستمر و الزيادة في ساعات العمل و إبعاد الدولة عن التدخل في الحياة الاقتصادية بحجة أن السوق ينظم نفسه بنفسه و لعل ما يؤيد ترجيحنا و يزكيه هو أن الديمقراطية الحق هي التي تمارس فقط حينما يكون الناس في مأمن ضد الفقر و المرض و البطالة وان الدولة التي تقوم على أسس ديمقراطية لا يوجد لديها مواطنون فائضون عن الحاجة
و خلاصة القول هو أن فوضى العولمة أدت إلى التضحية بالعدالة الاجتماعية و تدمير التماسك الاجتماعي و إحداث خلل في البيئة و نمو الجريمة و العنف و تأجيج النزعة الشوفينية و التظاهرات و الاحتجاجات الجماهيرية و ارتفاع نسبة العداء للأجانب و زيادة التفكك السياسي و انتشار المخدرات و..........................



#محمد_أمين_وشن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد أمين وشن - وهم العولمة