أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر محمد - جبهة الخلاص رصاصة الرحمة للمعارضة الوطنية أم بداية السيل















المزيد.....

جبهة الخلاص رصاصة الرحمة للمعارضة الوطنية أم بداية السيل


ياسر محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 06:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تميز تاريخ المعارضة السورية بعد عام 1970 ليس فقط بالتضحيات باهظة الثمن وليس فقط ببعض خياراتها الخاطئة ذات السقف المرتفع , وإنما بتشرذمها وصراعها ليس فقط مع النظام وإنما صراعها فيما بينها انسجاما مع عقلية الإقصاء ورفض الآخر التي تمتعت بها مختلف تيارات المعارضة بلا استثناء بامتياز , وكل فصيل ادعى احتكار تمثيل الفئة المجتمعية التي يمثل بعض أجزاء منها فعلا , فكل حزب في التيار اليساري ادعى انه الأحق بتمثيل الطبقة العاملة وسائر الفقراء والمسحوقين , تماما كما ادعى التيار الإسلامي ممثلا بالإخوان المسلمين تمثيل الصف الإسلامي عامة .
واستمرت هذه العقلية سائدة أكثر من عقدين من الزمن , لم تنحسر إلا بتقدم موجة التيار الديمقراطي في السنوات الأخيرة ليتبناها البعض بالعمق كمفهوم وممارسة ,وليتبناها البعض الآخر في الظاهر فقط دون ان تمس المضمون ليبدو الأمر لدى هؤلاء أشبه بمومياء ترتدي بذلة سموكن .
وليبدو على هذه الخلفية حراك سياسي كإعلان دمشق خطوة مهمة فعلا , رغم كل العيوب التي رافقت عملية قيامه ولا تزال , وتنبع أهميته بالدرجة الأولى من انه وللمرة الأولى تلتف فئات مهمة ومتنوعة من المعارضة وتتفق على مجموعة محددة ومهمة من المبادئ وببنية مفتوحة على احتمالات التطوير , ما دفع فئات عدة لتأييده رغم مآخذهم الكثيرة عليه .
لكن الأجواء الاحتفالية التي رافقت صدور الإعلان وتلته , سرعان ما تبددت على واقع بروز حقيقة ان كثير من القوى الموقعة عليه , كل منها لها أجندته الخاصة وأساليب عملها المشتقة من تراثها القديم الذي يفترض ان يكون قد طوي , هذه الأجندة وتلك الأساليب لا تتفق أبدا مع روحية إعلان دمشق وما يفترضه من التزامات سياسية وأخلاقية بتعزيز صفوفه ووضع الاستراتيجيات الخاصة بترسيخه وتمدده أفقيا وعموديا بتوافق القوى الموقعة عليه , ولا تتفق مع قابليته المفترضة للتطوير .
فقد رفضت بعض القوى علنا أو ضمنا أي تعديلات تجري على صيغة الإعلان بما فيها تلك التعديلات (التوضيحات) التي نشرت بعد ظهور الإعلان بقليل , لتنشر تلك القوى في أوساطها أخبارا تفيد بأنهم لا يوافقوا على تلك التوضيحات ولم يوقعوا عليها , رغم أنها صدرت باسم اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق الجهة الوحيدة المخولة النطق رسميا باسم الإعلان .
وليصار أيضا إلى ان هذه القوى رفضت أي شكل من أشكال تطوير صيغة الإعلان باتجاه محاور ومبادئ جديدة ذات منحى اجتماعي-اقتصادي تعبر عن الهموم الأساسية لغالبية أبناء الشعب بحجة ان تلك الأفكار لا جدوى منها وتساهم في تبديد الجهود الموجهة باتجاه إلغاء الاستبداد وتؤثر على أولوية المطالب السياسية الديمقراطي
اما من ناحية القوى الكردية فقد كانت واضحة وازدادت وضوحا حقيقة ان توقيعهم على الإعلان كانت خطوة تكتيكية تهدف إلى خدمة مشروعهم القومي الانفصالي المستند إلى نهوض شعبي ومد قومي كردي قوي على وقع المكاسب التي حققها الأكراد في شمال العراق والظروف الدولية والإقليمية والمحلية المواتية , ولذلك لجأوا إلى المساومة والابتزاز لنيل اكبر قدر من المكاسب الممكنة من بقية قوى الإعلان والتي تخدم مشروعهم آنف الذكر .
أما فيما يتعلق بأبرز القوى الإسلامية الموقعة على الإعلان وهم الإخوان المسلمين فلم تكن الهدية الكبيرة المجانية التي قدمها لهم جهابذة صياغة الإعلان والمتمثلة بالفقرة الثالثة من صيغة الإعلان (الإسلام دين الأكثرية وعقيدتها ...) والتي كانت مثار جدل كبير في الأوساط المهتمة بالشأن العام , وعلى ما يقول البعض ان الإخوان أنفسهم لم يشترطوها , لم تكن هذه الهدية كافية لهذا التنظيم لإقناعه بالاكتفاء بمظلة إعلان دمشق لتتضح حقيقة أنهم مثل غيرهم يرغبون بالاستفادة التكتيكية من التوقيع , وأنهم مستعجلون كثيرا لنيل حصتهم من ثمرة السلطة (الدانية القطاف) !! , فقد سارعوا مبعد زمن قصير من صدور الإعلان للتنسيق مع معجزة الحرية حديث الولادة عبد الحليم خدام , ورغم ان الإخوان طالبوه في البدء بموقف منطقي هو في الحقيقة مطلب الحد الأدنى الذي يطلب ممن هم على شاكلته , طالبوه بتقديم اعتذار علني للشعب السوري وتقديم مراجعة كاملة عن دوره البارز في رسم سياسات النظام خلال العقود الأربعة الأخيرة , لكنهم سرعان ما تجاوزوا مطلبهم هذا ليعززوا من شراكتهم مع خدام وليصار إلى إعلان تشكيل هيئة سياسية جديدة تحت اسم جبهة الخلاص-(وبرسم التذكير فقط , يلفت الانتباه الموقف الهادئ جدا من مسألة التحالف الاخواني-الخدامي وتشكيل جبهة الخلاص من قبل بعض قوى إعلان دمشق الرافضة لأي إضافة ذات صبغة اقتصادية – اجتماعية إلى نص الإعلان بحجة عدم تشتيت الجهود , ترى إلا يشكل بنظرهم تشكيل الجبهة بأهدافها المعلنة تشتيتا بل تدميرا لجهود ووجود الإعلان ؟!!)-
المهم تم الإعلان عن تشكيل جبهة خلاص ليصار إلى عقد مؤتمرها التأسيسي منذ فترة قصيرة ولتعلن أهدافها التي تستحق ان يتم الوقوف عندها طويلا .
بانفصال واضح عن صيغة إعلان دمشق التي تدعو إلى تغيير سلمي هادئ ومتدرج , دعت جبهة الخلاص لتغيير كامل ومباشر أو على الأقل بأسرع ما يمكن للنظام , داعين الشعب إلى العصيان المدني وداعين الجيش وقوى الأمن لتحمل مسؤولياتهم فما الذي يمكن استنتاجه من دعوات الجبهة تلك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها :
هل من الواقعي تبني مطلب الإزالة الفورية للنظام وضمن معطيات الواقع وضمن ميزان القوى الفعلي داخل الوطن وبأي أداة سيتم ذلك؟
وهل من الواقعي الطلب من جماهير الشعب حتى ضمن المدى المنظور النزول إلى الشارع والقيام بعصيان مدني , الشعب المصاب بأقصى درجات الرهاب من السلطة هل يستطيع حقا وبمجرد توجيه من لندن ان بنزل إلى الشارع بكل بساطة متخليا عن كل رهاباته ؟
وهل ان قواهم الواقعية وامتداداتهم في الشارع السوري الشديدة الضعف بالتأكيد هل هي قادرة على قيادة هكذا تحرك؟
وإذا كنا نتكلم عن إلغاء الاستبداد وتحقيق الديمقراطية فما مغزى تحريض الجيش والأمن على التحرك ؟ وهل يفترض هؤلاء ان الجيش والمخابرات إذا تحركوا سيزيلون النظام ليسلموا السلطة إلى الشعب هكذا بكل بساطة؟ ثم يختتمون كلامهم بعد هذا بالتأكيد على رفض الاستقواء بالخارج , والحقيقة ان التحليل المنطقي يقود إلى احتمالين اثنين :
1- ان يكون القائمون على هذه الدعوات من انعدام روح المسؤولية ومن السذاجة السياسية بحيث أنهم مقتنعون بان مطالبهم قابلة للتحقيق بسرعة وبأدوات عملية , حتى لو سلمنا بإمكانية ذلك هل من المنطقي الطلب من الجيش وقوى الأمن التحرك ؟ وماذا سيكون شكل النظام الناتج عن تحركهم ألن يكون صورة منقحة عن النظام الحالي في أحسن الأحوال ؟
2- وهذا الاحتمال الأرجح , ان يكون القائمون على هذه الدعوة مدركين لاستحالة تحقيق مطالبهم بأدوات محلية في الوقت الحاضر على الأقل وبالتالي فان ادعائهم بأنهم ضد التدخل الخارجي وضد الاستقواء بالخارج ليس أكثر من ستار تعمية لمنع إثارة الحساسية لدى جمهورهم المفترض والمعادي بمعظمه للغرب والولايات المتحدة خصوصا , وبالتالي فان رفع سقف المطالب إلى الحد الأقصى ليس اعتباطا أبدا وإنما لتبرير ما سيحصل فيما بعد عندما يتبين للناس استحالة تحقيقها بعد ان يكون قد تثبت في أذهانهم أحقية هذه المطالب وصحة طرحها بهذا الشكل عندئذ سيكون مبررا ان تؤيد تلك القوى ضغوطا أمريكية أقوى بكثير أو حتى تدخل عسكري باعتبار ذلك الحل الوحيد في التعامل مع هذا النظام !!
وعلى هذا الأساس يصبح منطقيا تحريض الجيش على التحرك لأنه بالتأكيد سيكون لهم حصة في النظام المقبل الذي لن يحتكره العسكريون بالكامل على الأقل سعيا وراء نيل رضا الراعي الأميركي .
حقا ان شهوة السلطة كبيرة وإغراؤها اكبر وبالتالي فلها أحكام ومعايير مختلفة والسعي إليها صعب ويتطلب التضحية بالكثير حتى بالمبادئ والكتب المقدسة .
اعتقد ختاما ان أسوأ ما ابتليت به المعارضة لم يكن قمع النظام واستبداده فقط , واعتقد ان أسوأ ما ابتلي به شعبنا ليس استبداد النظام وفساده فقط ولمن لا يصدق فليراقب ما يجري وما سيجري .



#ياسر_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مقتل 3 أشخاص وإصابة 59 آخرين في سقوط لوحة إعلانات عملاقة في ...
- أربعة جرحى إثر انهيار مبنى في العاصمة الكينية نيروبي
- تغريم سياسي ألماني يميني متطرف بسبب شعار نازي
- بصواريخ تدميرية دقيقة.. حزب الله يتوعد إسرائيل بحرب استنزاف ...
- سريع: فرضنا سيطرتنا على البحر الأحمر
- الاحتجاجات الطلابية في بريطانيا تتوسع
- تظاهرة في محيط السفارة الإسرائيلية بعمان
- مصر تتهم إسرائيل -بالتنصل من مسؤولية- الأزمة الإنسانية في قط ...
- -مجزرة الدبابات الإسرائيلية-.. هكذا وصف مغردون معركة جباليا ...
- إيكونوميست: إسرائيل تمزق نفسها


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر محمد - جبهة الخلاص رصاصة الرحمة للمعارضة الوطنية أم بداية السيل