أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد جابر - لماذا الحزب الشيوعي العراقي/اتحاد الشعب















المزيد.....

لماذا الحزب الشيوعي العراقي/اتحاد الشعب


محمد جابر

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 10:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان الالتفاف الذي تبديه القيادات الشيوعية المتنصلة بأساليبها وتوجهاتها المختلفة أدى الى شل فاعلية الطبقة العاملة واحتواء تأثيرات الإشعاع الثوري للفكر الماركسي وتمويع أدواته النضالية بإضفاء طابع الضمور على الحركة الشيوعية في العراق من خلال تشتيت نضالاتها الوطنية والطبقية التي أدت الى شل الوعي الطبقي القومي التحرري بفعل مجمل الأخطاء التي ارتكبت بحقها والتي عكست مدى عقم هذه المعالجات وفشل تطبيقاتها التي أدت الى تشويه النضال الشيوعي التحرري وتمحوره باتجاهات توفيقية مصلحيه حالت دون استكمال بناء الحزب الطليعي للطبقة العاملة كعملية تاريخية ملازمة لإشكالية بناء الحزب الذي تأسس نتيجة لتنامي المد الوطني المتصاعد لحركة التحرر التي طغت على قياداتها توجهات البرجوازية الوطنية المتطلعة الى الانعتاق من الأحلاف الاستعمارية وفي هذا السياق العام كان الحزب الشيوعي حزبا تحرريا وطنيا ذو نفوذ قوي على الحركة العمالية وممثلا للحركة الشيوعية في العراق إلا انه لم يكن حزب الطبقة العاملة في تطلعاته الطبقية بل كان في العديد من مراحل نضاله جزء من اللعبة السياسية المهادنة للنظام المرتبط بالاستعمار نتيجة لوقوفه الى جانب الاتحاد السوفيتي ضد دول المحور وما ترتب عليه من دعم غير مباشر لمواقف الاحتلال البريطاني في العراق وهذا ما يتعارض مع جوهر وجود الأحزاب الشيوعية وفلسفة انبثاقها التي تتمركز في تهيئة مستلزمات عملية التحرر من خلال قيادة الطبقة العاملة باتجاه تحقيق المجتمع الاشتراكي .
ان الإشكالية الشيوعية الملازمة لمرحلة التحرر الوطني بتوجهاتها البرجوازية الوطنية كانت بفعل الإنتاج الصناعي الغير متطور حيث انتهج الاستعمار البريطاني في العراق سياسة خلق القاعدة المادية التكنيكية للاستعمار التي تركزت على عمليات استخراج النفط ومد خطوط السكك الحديدية مما أدى الى الحد من أتساع الطبقة العاملة بالإضافة الى أتساع حجم الأمية وضعف الوعي الشيوعي بين العمال حيث كان الانتماء الشيوعي على الأعم أخلاقي بفعل التأثير القوي للقيم الشيوعية وهذا مما أدى الى إفساح المجال أمام البرجوازية الوطنية المتطلعة إلى العمل الوطني الى الانخراط في صفوف الحزب الشيوعي والتي انعكست تأثيرات انتماءاتها فيما بعد على مسيرة الحزب .
ان الانتكاسات العديدة والمتلاحقة التي تعرضت لها الحركة الشيوعية في العراق ليست بالجديدة ولم تكن نتيجة للممارسات والمواقف الخاطئة لقيادات الحزب المتلاحقة وكذلك لم تكن وليدة ضلوع قيادة الحزب الحالية في مخطط الاحتلال بل هو انعكاس لخضوع قيادة الحزب لسياسة مركز الحركة الشيوعية العالمية وتداعيات تداخل المصالح السوفيتية وتقاطعاتها مع أطراف مركز الحركة الشيوعية فمنذو ما بعد ثورة 14/ تموز إذ لم تستطع هذه القيادة من ان تحدد الأساليب التكتيكية والأهداف الاستراتيجية ولم تتمكن من تعبئة الشعب والقوى الوطنية المتحالفة معه في جبهة الاتحاد الوطني لإنجاز مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية للانتقال الى بناء المقدمات الأساسية للاشتراكية من خلال انحيازها الغير متوازن الى جانب عبد الكريم قاسم وتجنيدها لقوى الحزب لخدمت السلطة العسكرية التي تخدم مصالح البرجوازية مقابل علنية هشة انهارت قبل ان يسقط قاسم سائرة على طريق المساومات الغير مبدئية مقدمة مصلحة وجودها على مصلحة الحزب والجماهير .
لقد عجزت قيادة سلام عادل على مواجهة الضغوط التي مورست من قبل العديد من أعضاء قيادة الحزب آنذاك مما أدى الى تعثر مسيرة الحزب وتشويه أساليب النضال الوطني والقومي من خلال تعبئة الجماهير عمليا لمصلحة البرجوازية وقيادتها العسكرية ضد مصلحة الحزب مما أدى الى تحجيم دور الحزب في التغير الذي كانت العديد من قواعد الحزب تنتظره للاستمرار في التحولات الثورية .
لقد نجم عن مجمل هذه التحولات ترسيخ لعملية تغير جوهر الحزب وتركيبته ضمن سلسة إجراءات تصفية النزعات الثورية التي تحملت قواعد الحزب ما ترتب عليها من تطورات لاحقة شكلت صيرورة تطور هذه القيادة التي حولت الحزب الى مرتع للعناصر المعادية لتوجهات التحرر الوطني والانعتاق القومي والمرتبطة بتوجهات بؤر ثيولوجية شكلت القاعدة الأساسية للاحتلال مما دفع بهذه القيادة التي لم تستوعب مهام المرحلة ولم تستطع التحسس بعصف المتغيرات والنتائج الخطيرة التي ترتبت على احتلال العراق الى ان تأخذ مكانتها الطبيعية ضمن تشكيلة قوى الاحتلال متحولة الى صنائع انتهازية وأدوات طيعة للمراكز الاحتكارية التي أفقدتهم القدرة الأزمة على البقاء والاستمرار خارج فلك الاحتلال . لقد أثبتت مجريات الأحداث بما لا يقبل الشك ان مراكز الحركة الشيوعية العراقية بمسمياتها وعناوينها المتعددة لم تدرك تداخل عملية الصراع الطبقي في الأطر الوطنية والقومية في مرحلة التحرر ولا يبدو أنها قد استوعبت إشكالية الاحتلال التي ساهمت في خلق وعي طبقي ووطني تحرري معادي لتوجهاتها , ان العملية بهذا الاتجاه محفوفة بالمخاطر لأي قوى شيوعية تحيد عن المسار الوطني والقومي . ان مصداقية الانتماء الشيوعي تقاس بالمواقف الطبقية وقضايا التحرر الوطني وما يترتب على هذا الصراع كالتزام أخلاقي يقف بالضد من كل المواقف التي تضر بحركة التحرر الوطني والانعتاق القومي . ان المواقف الطبقية والوطنية لقيادات ما يسمى بالحركة الشيوعية العراقية تشكل سياسة خادعة ليس لها أثر على تطور الأوضاع في العراق بل على العكس من هذا حيث ألحقت وتلحق باستمرار الضرر البالغ بقضية مناهضة الاحتلال ومقاومة وجو ه من خلال عملها على شر عنة الاحتلال ووقوفها ضد المقاومة الوطنية الباسلة التي باتت تشكل الخطر الأكبر على مصالحها .
وعلى ضوء هذه المعطيات يضطلع الحزب الشيوعي العراقي /اتحاد الشعب بمهمة وحدة التيار الوطني الشيوعي المناهض للاحتلال والمقاوم لوجوده الذي يشكل منعطفا هاما بحكم ضرورات الواقع الراهن للصراع الطبقي والوطني التحرري الذي يتحمل فيه القسط الرئيسي في تفعيل التوجهات الشيوعية الوطنية التحررية لخوض معركة التحرر الشامل من الاحتلال .ان الإمكانات الثورية التحررية التي تفجرت نتيجة الاحتلال ولمواقف القيادات الشيوعية المتنصلة جعلت من الطموح المشروع في البدء بأجراء مراجعة شاملة لتصحيح مسار الحركة الشيوعية العراقية وفق الثوابت الوطنية الابتعاد عن ظاهرة المراوحة والدوران المعاكس والبعيد عن مسار الحل الصائب للخروج من إشكالية الحركة الشيوعية العراقية . ان النضال التحرري للحزب الشيوعي العراقي /اتحاد الشعب بات يشكل عبأ مورقا لبرنامج اليمين الشيوعي المعتمل بفعل التأيد والإسناد الوطني والقومي والاممي الذي دفع بقيادته الى مناهضة الاحتلال ومقاومة وجوده من اجل إنجاز مرحلة التحرر الوطني التي اعتبرت من أولويات المهام الوطنية





#محمد_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار اللبناني: سؤال الغياب
- النخبة السياسية الفلسطينية في موقع المعارضة: السلوك والذهنية ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد جابر - لماذا الحزب الشيوعي العراقي/اتحاد الشعب