أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد اللطيف السعدي - في أسباب الأصطفافات والإحتقان الطائفي..... مخاطر سياسات التعكز الى التمثيل الطائفي















المزيد.....

في أسباب الأصطفافات والإحتقان الطائفي..... مخاطر سياسات التعكز الى التمثيل الطائفي


عبد اللطيف السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وتستمر الحالة العراقية المأساوية. تستمر أعمال ونشاطات الهدم والقتل والتدمير بلا توقف، بل وأخذت الأيام الأخيرة تشهد تنوعا أو قل تفننا في أساليب وأشكال التخريب للحالة التاريخية لشعبنا العراقي الذي كان دائما متلون الإنتماءات القومية والدينية والاجتماعية والسياسية بشكل أخص. وكثيرة هي العوامل والدوافع التي أدت لبلوغ هذا المنعطف الخطير في حياة شعبنا وبلادنا، وخاصة منذ سقوط الدكتاتورية بوسيلة الحرب والإحتلال والتي جاءت على أرضية تراكمات مفجعة لسياسات وممارسات سياسية وقومانية واقتصادية دامت لأكثر من 35 عاما. فهذه السياسات والحروب الخارجية والداخلية العبثية والاجرامية بحق الشعب وقواه الحية وبحق الجيران والابعدين، لكل ذلك وبسبب الحصار الظالم الذي دام أكثر من 11عاما، تعززت مشاعر الحيف والغبن القومي والطائفي وتوسعت بؤر الخوف والفاقة بكل شيء. لقد تبدل المجتمع العراقي الذي كان معروفا بثراء نسيجه ولحمة عناصره بكل المعاني والأبعاد، وصار بشكل عام وواسع مجتمعا فارغا من تلك الروح وهبط مستوى الوعي في أجياله اللاحقة وهم شباب يتعرضون اليوم وبدون حصانات لكل أشكال وأساليب الترغيب والتهديد والضغط لولوج طرق هي أقل مايمكن وصفها،اجرامية.
لست هنا كما أسلفت في مجال التفصيل لكل هذه الجوانب والعوامل ولكنني أريد لهذا الحيز أن يعالج جانبا أعتقده هاما وحساسا ونادرا ما تجرأ الكتاب والسياسيون للبحث فيه والغوص في كل أسسه. جانبا يشكل اليوم عاملا حاسما في وقف النزيف والتخفيف من كل أشكال الاحتقانات وخاصة الطائفية منها. وقصدي هي المكونات التي نشأت بعد سقوط النظام القمعي والتي تلبست بلباس التمثيل لطوائف دينية. فكيف ولماذا تشكلت وأين هي مسؤوليتها في كل ماحدث ويستمر في الحدوث منذ أكثر من ثلاث سنوات؟؟.أين مسؤوليتها وأخطائها في الممارسة. في التاكتيك والاستراتيج وفي نهجها لتحقيق مكاسب قد تبدو انتصارات ولكنها في حقيقة الأمر ووقائع الأحوال كانت سببا ودافعا جوهريا لتعميق الاصطفافات على أسس طائفية وتأجيج أشكال متنوعة للإحتقانات الطائفية في حالة لم يشهد لها التاريخ العراقي المعاصر ومنذ تأسيس الدولة العراقية. والانتصارات ان صحت تسميتها كذلك كانت محصورة ولشدة ضيق نتائجها عادت على الوطن بالكثير من الويلات والمخاطر.فليس من باب المغالاة القول اليوم أن العمليات التي تصطبغ بألوان طائفية هي الأشد خطرا على وحدة ومصير هذا البلد.
بعد تركيز الاحتلال وبروز ضرورة،أو فرصة استثمار الوضع سلميا والبدء بعملية سياسية لتحقيق أهداف إعادة بناء الدولة وتوفير كل مستلزمات الخلاص من وجود القوات الأجنبية في وقت يناسب الشعب وتجنيبه مجددا مخاطر العنف والدمار، بعد ذلك كله وعلى مشارف العمليات الانتخابية برز في الواقع السياسي العراقي كتل وقوى أرادت استثمار الحالة التي يبرز فيها الشعور بالانتماء الى قومية أو تشكيل جمعي وبشكل خاص طائفي ومذهبي، فنظمت قوى على أساس تلك الانتماءات. كان الهدف واضح وهو تحقيق انتصارات بالمعنى الضيق وليس بمعاني المصالح الوطنية العامة ولصالح مشروع وطني يركز على بناء دولة جديدة تقطع مع الماضي تماما وتوفر الاسس لمنع أية محاولات للعودة الى الوراء أو ولادة أنماط أو واجهات جديدة لنظام شمولي أو دكتاتور بلبوسات جديدة. فعلى قاعدة الشعارات الوطنية جرى تشكيل اصطفافات طائفية. فكتلة الإئتلاف العراقي الموحد والتي تشكلت تماما على أساس الانتماء لطائفة بعينها فكرت بالمشروع الوطني من زاوية ضيقة فحاصرت بذلك وموضوعيا الاهداف الوطنية العامة التي أعلنتها سواء كقوى أو كتحالف، بمكاسب للطائفة تحت شعارات وتخريجات الخوف من العودة الى الماضي. وبدل تعزيز اللحمة الوطنية في العمل ومواجهة مهمات السير بالعملية الوطنية الى أهدافها، أجبرها التاكتيك على التخلي عن الهدف الاستراتيجي العام. وبدل أن تكون بالمطلق عامل تعزيز للمسيرة صارت من حيث أرادت أو لم تخطط أداة للتعميق للبعد الطائفي. وعمق هذا النهج بل وشكل سببا جوهريا لما يسمى اليوم بالاحتقان والحرب الطائفيين، ضمها لقوى تشكلت بعد الحرب بأدوات هي تماما من تشظيات التراكمات المباشرة لممارسات وسياسات ومؤسسات النظام السابق.وبذلك صار التاكتيك عاليا وخانقا للأستراتيج الوطني العام والذي أعلنت عنه كل القوى الوطنية التي صارعت الدكتاتورية لسنوات طوال قبل سقوطها، وبينها، بل ومن أبرز مكوناتها الأساسية الأحزاب والقوى التي تشكل نواة ولحمة الائتلاف العراقي الموحد اليوم.أنه حقا يعكس وبجلاء حالة التناقض الصارخ بين الأهداف الوطنية التي تحتاج للتجرد من كل نعرات المصالح الأنانية الضيقة من جهة والتفكير الضيق بتحقيق مكاسب ومطامح قد تلهب حماس الفائزين بها ولكنها ومع الأسف ستشكل حتما أسباب ليس فقط لانهيارهم وفقدان الثقة بهم من قبل ناخبيهم وانما وبشكل اساس،ستشكل أسباب وعوامل تهدد وحدة البلاد وفقدان المسيرة الوطنية بوصلة السلامة،من جهة ثانية.
وفي الاتجاه المقابل برزت قوى مختلفة وأصلا متنازعة الأهواء والمطامح وإئتلفت في إطار واحد وكأن القيمين عليها نصبوا أنفسهم ,وليس معروفا بأي حق تاريخي وموضوعي، ممثلين لطائفة أخرى. ومهما صدقت النوايا فهو، والحق يجب أن يقال، محاولة للعب بنار الاختلاف الطائفي والتمايز المقصود والمفتعل بهدف تحقيق نفس الاهداف الأنانية الضيقة والمكاسب للطرف الآخر الذي بحثنا في توجهاته الأساسية. فتشكيل جبهة التوافق العراقيةجاء وعلى لسان مؤسسيه المتنوعين لتحقيق أهداف، هي موضوعيا أهداف وطنية لكل القوى التي تصدت للدكتاتورية قبلا وثم للعملية السياسية لاحقا. وفي مقدمتها الخلاص من الاحتلال وإعادة السيادة الوطنية ولكنها أغمطت التفكير المعمق بأسباب الحرب والعوامل التي أدت ايها داخليا وأقليميا وعالميا وتناست حقيقة أن من دمر البلاد هو الطاغية ونظامه وأن من جلب الغزاة وسهل لهم الحرب والغزو وثم الاحتلال هو كارثية القراءات والسياسات الفردية والاجرامية بحق الشعب والوطن . وهكذا صار الأستراتيج تاكتيكا في الممارسات ووضع هدف التمثيل الضيق "لأبناء الجلدة" على حساب المصالح العليا لكل العراقيين . وبسبب ذلك وبشكل موضوعي صارت الجبهة في الكثير من طروحاتها وكأنها الحامل لأفكار يبتغيها بقايا النظام المقبور ويستندون اليها المنظمون لمجموعات تمارس القتل والعنف على الهوية.
أن أخطاء المشاركة في العملية السياسية بشكل متأخر والمزج بين طروحات الدين والطائفة وأهداف عامة والإنطواء في بوتقة التمثيل للطائفة، وردود الفعل على ممارسات وأخطاء لقوى انظمت للطرف الآخر بتصريحات وأعمال ونشاطات منفعلة... كل ذلك عزز من الخطاب الطائفي الضيق ووسع من الفرز والإصطفاف الطائفيين وسبب الكثير من الاحتقان خاصة وأن الجبهة في كثير من الأحيان تبنت مواقف لقوى دينية متشددة.
الوضع العراقي الراهن بلغ الزبى وهو يحتاج حقا الى بنيه المخلصين المتجردين من كل نوازع الذات أإو ترهات التمثيل الطائفي التي لن تزيد شعبنا الا أسباب أخرى توعد بالمزيد من تأجيج الصراع والأعمال الوحشية التي يرفضها الدين وكل اجتهادات المرجعيات في كل الطوائف والملل.
نقول وبعد كل هذا النزيف المدمى أن الوقت قد حان وربما نحن نسير في مهالك تجاوز مستحقاته، الوقت قد حان لكي نرعوي جميعا أحزاب وكتل وقوى من كل الأطياف والألوان، ولكي نكرس كل الجهود لتحقيق الأهداف الوطنية العامة بعيدا عن التخريجات ذات الأبعاد الضيقة طائفيا أو حزبيا أو سياسيا بشكل أعم. فالهدف المركزي الآن هو عودة الأمن للمواطن والسير ببناء الدولة الديمقراطية،دولة القانون وحقوق الانسان العراقي التي ماتزال مهدورة، وهذا هو سبيلنا لتحقيق السيادة الكاملة على مقدرات وطننا بلا أية قوة أجنبية، ولتوجيه كل الأسلحة في البناء لنعيد البسمة الى أطفالنا والهدوء والأمل الى مجتمعنا الموحد وللنهوض بتلبية الحاجات الملحة. أعتقد أن لكل من قيادات القوى المتصدرة للعملية السياسية في البلاد ضمائر حية تتذكر في كل لحظة حجم التضحيات التي قدمها هذا الشعب المضام، وتستذكر على الدوام أن لولا هذه التضحيات ماكان بإمكان أي منهم التصدر اليوم واحتلال مواقع القيادة في الدولة والمجتمع..... فهل نكون بمستوى هذه الحقائق... وليعلم الجميع أن الدوائر تدور وان طالت الأزمان....!!!! .



#عبد_اللطيف_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل انقاذ حقيقي للوطن.... وللخروج من مآزق الأنانيات المدم ...
- بين بعض حقائق -العولمة-، وممارسات بعض المتصدين للعملية السيا ...
- المستبدون بيننا.... فلنحذر ونحذر


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد اللطيف السعدي - في أسباب الأصطفافات والإحتقان الطائفي..... مخاطر سياسات التعكز الى التمثيل الطائفي