أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحمد عمر - ألحقيقة ليست حكرأ لإنسان














المزيد.....

ألحقيقة ليست حكرأ لإنسان


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:49
المحور: المجتمع المدني
    


مسكين جدأ ذلك الإنسان الذى يظن أنه يملك الحقيقة فى يديه , واستحوذ عليها , وصارت تحت إمرته , يتصرف فيها , ويحركها ويثبتها , ويظهرها ويخفيها , عندما يريد وحيثما تسمح نفسه بذلك , وبعد ان يتشاور مع عقله الأوحد , وفكره الأعظم , الذى لا يدانيه فكر , ولا يصل إلى مكانته عقل إنسان مهما كان 00فقد صارت الحقيقة جزءأ من ممتلكاته , ولا يحق لمخلوق أن ينافسه فى ملكيتها , وإلا كان النقد القاتل , والترويع والتخويف , والوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور نصيب ذلك المتهور الذى يريد ان يتنافس معه فى معرفة الحقيقة وأقول هنا معرفة وليست ملكية لأن السيد الفاضل مالك الحقيقة هو وحده مالكها 0
ولست أعرف ولست أدرى ولست افهم لأى سبب ولأى هدف يعيش هذا الإنسان المسكين – مالك الحقيقة — فى هذا الوهم القاتل والكابوس المفزع الذى لن يستيقظ منه إلا فى قبره مضيعأ بذلك حصاد وشقاء عمره فى الإختباء وراء وهم مزعج إسمه ( ملكية الحقيقة ) ويعلم الله تعالى أن الحق والحقيقة ملك لقيوم السماوات والأرض وحده بلا شريك , فأى بئر سحيقة سقط فيها هذا الجانى على نفسه , المناقض لكل كتاب سماوى , المحارب للعقل والفكر والكرامة الإنسانية , الداعى لعبادته بدلأ من عبادة الحى القيوم , والذائد عن نفسه لدرجة التورم العقلى , والحارق لغيره بأبشع انواع التهميش والتصغير والتحقير فكأنه وحده الذى يعرف وغيره يجهل , وهو وحده الذى يفكر وغيره يتخبط , وهو وحده الذى يتدبر وغيره يتعثر , وهو وحده الذى يرى وسواه اعمى , وهو وحده الذى يسمع وسواه أكمه , وهو وحده الذى يفقه وغيره أبله , وهو وحده القوى وغيره ضعيف , وهو وحده الثقيل وغيره خفيف , وهو وحده الفاهم وغيره ناقم , وهو وحده الذكى وغيره غبى , وهو وحده الجدع وغيره يضرب الودع , وهو وحده الوسيم وغيره دميم 00
إنه شخص متفرد بذاته , يعيش فى ملكوت ملذاته , وجبروت شهواته هذا الذى ينفى كل النعم الربانية عن بقية العباد , ويثبتها فقط لذاته ويسخرها لمتعه ولذاته , ويجود ببعضها على أقاربه وذواته ومجامع أشتاته , فهو شقى بكبره , ميت كأنه بقبره , سخيف يخيلائه , وضيع حتى فى أبهى ردائه , هذا الذى يريد سرقة الحقيقة وجعلها حكرأ له من دون العباد , وكأن الناس خلقوا لكى يلتفوا حوله ويستجدوا عطفه فيتنازل من علياء سمائه , وينسى جزءأ يسيرأ من حقده وكبريائه فينظر إليهم ويتكلم معهم وكأنه واحد منهم والحق أنه كذاب أشر , وأشر نفر والبعد عنه غنيمة , والقرب منه جريمة0
طبعأ لا يوجد شخص بعينه أقصده بمقالى , ولكن توجد صفات ممقوتة فى بعض المسوخ البشرية التى غواها الشيطان الرجيم , وطغى عليها الحقد ولفها الكبر على العباد , فظنوا كما ظن إبليس من ذى قبل أنهم خلقوا من طينة أغلى وقماشة أعلى وصنعة خصوصية خصصها رب الكون لخلقهم فتعالوا على الناس , والناس عند الله أعظم منهم , وإليه اقرب والله أعلم وأعظم
لو أردت نقاشه فى مسألة , تحول الموقف إلى مهزلة , فهو لا يطيق الحوار , ولكنه يقدس الموافقة على ما يقول وكأنه يتكلم مع عجول , ولا يطيق رفض وجهة نظره فهو فوق وغيره تحت فكيف يتطاول التحتيون على الفوقيين , وكيف يتجرأ الاراذل على ألأكابر , وكيف تناقشه وهو أصلأ لا يراك , فقد عميت عيناه ليس من مرض ولكن من حقد , وقد صمت أذناه ليس من صمم ولكن عن عمد , وقد تدرب لسانه على القذف والسب والشتم لكل من خالفه , والمدح والتبجيل لكل من وافقه فهى صفات عربيد عتيد , وعتل زنيم , لا يرقى للفكر الإنسانى المستنير ولا يتأتى له أن يحسب بشرأ , بل هو ذئب يفترس حق الناس فى الكلام والفهم والرفض والثورة على الباطل , ويفترس حقهم فى الحرية بكل ما تحمل كلمة حرية من معان , ويفترس حقهم فى أن يكونوا رأيأ ما فى مسألة ما وأن يكون لهم فكرهم الخاص ووجهة نظرهم التى يجب أن تحترم مهما كانت مخالفة لمعتقداته وافكاره وآرائه0
الإنسان مخلوق مميز بالعقل والفكر والإدراك والفهم وتكوين وجهات نظر فى كل منحى من مناحى الحياة , بل لقد كرم الله الإنسان لدرجة أنه حر طليق يفعل ما يشاء – دون إضرار الآخر طبعأ – لدرجة إطلاق الحرية الدينية لمن شاء أن يؤمن بالله الذى خلقه أو يكفر به والعياذ بالله تعالى فقد حكى القرآن الكريم عن نبى الله إبراهيم الخليل عندما دعا ربه ان يرزق أهل مكة ( بلد الكعبة الشريفة) من آمن منهم بالله واليوم الآخر وخصص الدعاء للمؤمن فقط ولكن الله الغنى القوى العزيز الكريم قال ومن كفر فأمتعه قليلأ – أى فترة حياته الدنيا—ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير وقرر المولى سبحانه أن يرزق الكفرة كما يرزق المؤمنين فى الدنيا ولكن فى الآخرة شأن آخر فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثأ
فيا ايها الواهم ظلمأ انك تملك الحقيقة0000 رويدك
ويا ايها الناظر للناس من فوق وهم – فى رأيك – تحت
ويا ايها المعتقد زورأ وجورأ أنك على الحق وغيرك باطل
ويا كل إنسان متكبر على خلق الله لأى سبب من الأسباب
أفيقوا قبل فوات الأوان وقبل ان يأتى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم 0



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممنوع ضرب الأطفال
- أبطال خلف لوحة المفاتيح
- التعليق من حق القارىء
- لكل كاتب غاية ولكل قارىء هواية
- نعم لا بد أن نكتب
- هل لا بد ان نكتب؟؟
- ملفات العقل البشرى
- تهميش الآخر..لماذا؟؟
- ثقافة الميكروباص
- زمان الحب
- حرية الرأى بين الإختيار والإضطرار
- أحلام كاتب مصرى
- وطنية على الورق
- كلام من فضة
- كائنات أخرى فى القرآن
- أبرار وأشرار
- ألمرأة الصخرية
- وداعأ زمن الثقافة
- فرسان وجرذان
- كذبة إبريل : صدام حسين يعترف بجرائمه


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحمد عمر - ألحقيقة ليست حكرأ لإنسان