أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصف سلطاني - حتى لا ننسى أول إنتخابات في تاريخ تونس المستقلة :














المزيد.....

حتى لا ننسى أول إنتخابات في تاريخ تونس المستقلة :


منصف سلطاني

الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمضى رئيس الحكومة التونسية الطاهر بن عمار مع الساعة الخامسة و خمس و أربعون دقيقة من يوم 20 مارس 1956 مع وزير الفرنسي كريستيان بينو اتفاقيات الاستقلال التام بحضور عديد الأعضاء من الوفد التونسي . و قد رجع الوفد التونسي المفاوض إلى البلاد يوم 24 مارس 1956 برئاسة الطاهر بن عمار ، و تم استقبالهم وسط حضور شعبي كبير لتحقيق حلم كل التونسيين بالاستقلال التام .
و بعد إمضاء هذا البروتوكول ، وقع إلغاء العمل نهائيا بمضامين معاهدات الاستقلال الداخلي الذي أمضي في 3 جوان 1955 ، تلك الاتفاقيات التي تسببت في تقسيم التونسيين إلى شقين الشق اليوسفي و الشق البورقيبي .
و بعد تحقيق هذا الحلم ، سارع التونسيون إلى إجراء انتخابات مجلس قومي تأسيسي تتمثل مهمته في اعداد دستور للبلاد في ظل النظام الملكي حسب الأمر العلي الصادر في 29 ديسمبر 1955 . و لا يحق لهذا المجلس حسب هذا الأمر تشكيل الحكومات أو التدخل في نظام الحكم للمملكة التونسية حسب الفصل الأول من الأمر العلي التي جاءت صيغته على النحو التالي :" يقع استدعاء مجلس قومي تأسيسي يوم 8 أفريل 1956 لسن دستور لمملكتنا " .
و قد قاطع اليوسفيون انتخابات المجلس القومي التأسيسي رفقة الحزب الحر الدستوري القديم . و سارعوا إلى حث التونسيين بعدم التصويت لأن هذه الانتخابات في اعتقادهم محسومة لصالح الحزب الحر الدستوري الجديد و لحلفائه " الجبهة القومية " قبل يوم الاقتراع.
و تم إجراء الانتخابات يوم 25 مارس 1956 في 18 دائرة انتخابية ترشحت فيها قائمات الجبهة القومية التي تتكون من الحزب الحر الدستوري الجديد و بعض المنظمات الوطنية مثل الاتحاد العام التونسي للشغل و الاتحاد التونسي للصناعة و التجارة و الاتحاد القومي للمزارعين التونسيين .
و في المقابل شارك الحزب الشيوعي التونسي في 12 دائرة فقط و ضمت قائماته 69 مترشحا
و بصفة عامة ، قدرت نسبة المشاركة في أول انتخابات بتونس المستقلة ب 82.86 % حسب تصريح الجهات المختصة ، و قدرت الأصوات المعلنة ب 599.232 صوتا من إجمالي 723.151 مسجلين بالقائمات الانتخابية .
و فازت الجبهة القومية بكل المقاعد بالأغلبية الساحقة و جاءت النتائج كالآتي : 29 مقعدا لصالح الحزب الدستوري الجديد و 34 مقعدا لصالح الاتحاد العام التونسي للشغل و 10 مقاعد لصالح الاتحاد التونسي للصناعة و التجارة و 13 مقعدا للاتحاد القومي للمزارعين و 12 مقعدا لفائدة المستقلين .
و ضمت تركيبة المجلس القومي التأسيسي كل شرائح المجتمع التونسي حسب المهن و هم على النحو التالي : 19 مزارعا ، 14 محاميا ، 11 تاجرا ، 11 أستاذا ، 10 موظفين ، 8 معلمين ، 7 عمال ، 5 أطباء ، 3 صيدليين ، 3 مقاومين ، صحفيان (2 ) ، 2 سعاة للبريد ، مهندس واحد ، حرفي و خبير
و عقدت الجلسة الأولى للمجلس القومي التأسيسي يوم 8 أفريل 1956 بحضور محمد الأمين باي . و وقع انتخاب الزعيم الحبيب بورقيبة رئيسا للمجلس و أحمد بن صالح رئيسا للجنة صياغة الدستور .
و في أول جلسة لهذا المجلس قدمت حكومة الطاهر بن عمار استقالتها في نهاية يوم 8 أفريل 1956 و دعا الباي مكتب المجلس القومي التأسيسي للتشاور حول تكليف الشخصية التي ستشكل الحكومة الأولى للبلاد بعد الاستقلال و كلف الزعيم الحبيب باجماع من أعضاء مكتب المجلس بهذه المهمة و أقيمت يوم 11 مارس 1956 مراسم تنصيب الحبيب بورقيبة وزيرا أكبر ( رئيس الوزراء ) و أعلن عن استقالته من رئاسة المجلس القومي التأسيسي يوم 14 أفريل 1956 بسبب عدم الجمع بين رئاسة المجلس و الحكومة و تم تعويضه في هذا المنصب بجلولي فارس .
و بعد ذلك ذلك ، تم تشكيل أول حكومة للبلاد بعد الاستقلال برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة و ضمت أعضاء عن الحزب الدستوري الجديد و هم الباهي الأدغم مساعدا لرئيس الحكومة ، المنجي سليم وزيرا للداخلية ، محمد المصمودي وزير دولة ، الطيب المهيري وزيرا للداخلية ، أحمد المستيري وزيرا للعدل ، الهادي نويرة وزيرا للمالية ، الفرجاني بالحاج عمار وزيرا للإقتصاد القومي ، الدمكتور محمود الماطري وزيرا للصحة العمومية. كما ضمت هذه الحكومة أيضا وزراء عن الاتحاد العام التونسي للشغل و هم محمود الخياري و مصطفى الفيلالي و عزالدين العباسي .
و لا يمكن التغافل أن بعض أعضاء الحكومة كانوا ينتمون للحزب الدستوري الجديد و المنظمة الشغيلة في آن واحد و تعود جذور هذه العلاقة الوطيدة بين الحزب و النقابة إلى سنة 1946 تاريخ تأسيس الإتحاد ، حيث لم تكن الحركة النقابية بمعزل عن الحركة الوطنية في فترة النضال الاستعمار الفرنسي بتونس . و استمرت علاقة التحالف بينهما إلى يوم 26 جانفي 1978 ، حينما أعلنت المنظمة النقابية " إتحاد الشغل " الإضراب العام بكل جهات الجمهورية التونسية . وواجهت قوات النظام البورقيبي ذلك بالقمع مما أدى إلى سقوط عديد القتلى و الجرحى .
و لم يقتصر دور المجلس القومي التأسيسي عن صياغة دستور للمملكة فقط حسب ما نص عليه الأمر العلي الذي ذكر سابقا ، بل حرص هذا المجلس المنتخب على إلغاء النظام الملكي للبلاد و إعلان نظام بديل " النظام الجمهوري " . فقد صوت نواب المجلس القومي التأسيسي عشية 25 جويلية 1925 على إعلان النظام الجمهوري و إلغاء الملكية دون معارضة . و تم على ذلك تكليف الزعيم الحبيب بورقيبة برئاسة الجمهورية التونسية و لم يكن إعلان النظام الجديد للبلاد أمرا إعتباطيا ، فقد اجتمع الديوان السياسي للحزب الدستوري الجديد بالقصبة سرا و قرر إلغاء النظام الملكي نهائيا .
و ختاما ، كانت لانتخابات المجلس القومي التأسيسي " أول انتخابات في تاريخ تونس المعاصر" لها دور بالغ الأهمية ، حيث أقرت مجلسا تشريعيا كان له بصمة في تأسيس الدولة الوطنية الحديثة و الرقي بها إقليميا و عالميا .



#منصف_سلطاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة و الحركات الإحتجاجية : إحتجاج مارس 1968 الطلابي نموذج ...


المزيد.....




- عدسة مصوّر ترصد درب التبانة من إحدى أحلك بقاع المملكة المتحد ...
- مصر.. ما قد لا تعلمه عن -الحزام الشمسي السحري- وحل مشكلة انق ...
- عامي أيالون لـCNN: لا أستطيع تبرير ولا الدفاع عما نفعله في غ ...
- -أين أنظمة السلامة؟-: حريق الكوت يثير الغضب في العراق
- ماذا نعرف عن أسرار شوارع دبي القديمة التي تتحدى لهيب الصيف؟ ...
- دمشق تتهم مقاتلي السويداء بخرق الهدنة وتستعد لإعادة الانتشار ...
- الاتحاد الأوروبي يفرض -أقوى- عقوبات ضد روسيا وفرنسا تتطلع لإ ...
- الانسحاب من السويداء بين الهزيمة وتجنب الفوضى
- ترامب يوقف الضربة على إيران: ضربة مؤجلة أم معركة مؤطرة؟
- ألمانيا.. سلطات اللجوء تعاود البت بالطلبات المقدمة من غزة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصف سلطاني - حتى لا ننسى أول إنتخابات في تاريخ تونس المستقلة :