أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي مختار - وباء العنصرية والمذهبية تعرقل تقدم الدول والشعوب في الشرق الأوسط













المزيد.....

وباء العنصرية والمذهبية تعرقل تقدم الدول والشعوب في الشرق الأوسط


هادي مختار

الحوار المتمدن-العدد: 7141 - 2022 / 1 / 20 - 23:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان الدول الشرق الأوسط من أكثر الدول التي تنتشر فيها العنصرية القومية والدينية والمذهبية، إذا استثنينا الصين وبورما في معاملتهما للمسلمين.
ان هذه العنصرية بدأت في منطقتنا مع نهاية الحكم العثماني المغولي عندما تأسست أحزاب قومية في الدولة العثمانية المغولية ليضيفوا شرعية على وجود القومية التركية المغولية على أراضي اناضول فبدأوا بإبادة الارمن وثم تطهير المناطق الشرقية من اليونانيين واخيرا حاولوا صهر الاكراد وتسميتهم بأتراك الجبل و مازالت محاولات الحكومات التركية المغولية قائمة لصهر الاكراد منذ أكثر من قرن ولكنها فشلت في إبادة الاكراد او صهرهم قوميا بسبب صمود الاكراد ضد المحتل التركي المغولي، ووجود الاكراد أيضا في أراضيهم في كردستان الكبرى خارج الأناضول التي قسمتها اتفاقية سايكس بيكو بين اربع دول إيران وثلاثة دول اصطنعت بعد الحرب العالمية الأولى تركيا والعراق وسوريا.

واما الفرس فقد فرضوا الحكم الفارسي على الاكراد والبلوش والعرب والآذريين، والسلطة الفارسية في طهران في صراع مستمر معهم الى يومنا هذا، مع العلم ان عرب الاحواز والآذريين هم على المذهب الشيعي، فلم يشفع لهم المذهب الشيعي لحمايتهم من الطغيان العنصري الفارسي، والأكراد يحاربون الفرس لنيل حقوقهم واسسوا جمهورية مهاباد في عام 1946 في كردستان إيران ولم يتوقفوا عن الجهاد لنيل حقوقهم وحريتهم على ارض كردستان، والبلوش والعرب في ثورات وتمردات مستمرة ضد الفرس.

واما العرب الجزيرة العربية استغلوا الدين الإسلامي والثقافة العربية التي انتشرت في المنطقة مع انتشار الإسلام الى ان يطلقوا اسم الوطن العربي على الدول والشعوب الإسلامية من الخليج الى المحيط وعلى العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين متجاهلين قوميات الشعوب الاصلية في المنطقة والديانات والمذاهب والفرق الدينية التي كانت منتشرة في المنطقة وحتى وإن كانت الديانات توحيدية.

ان شبه الجزيرة العربية هي الدولة العربية الوحيدة تاريخيا وحاليا، وان وجود العرب في الدول الشرق الأوسط هم اقلية عددية ومهاجرين وليسوا من السكان الأصليين، ولكن اللغة العربية هي الأكثرية الثقافية لأنها لغة القرآن الكريم وليست بسبب الثقافة العربية، فأن نسبة الشعوب من أصول العربية في دول شمال افريقيا لا تتجاوز 20 بالمئة من السكان، ولا يمثلون أكثر من 30 بالمئة من الشعوب في العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين وفقا للدراسات الجينية، فمعظم سكان سوريا ولبنان ليسوا من أصول عربية، وليست من الصعوبة التمييز بين بشرة الوجوه الشامية عن بشرة وجوه العرب المستعربة في صحراء الجزيرة العربية.
اما عرب اليمن، فهم عرب اقحاح احفاد سام بن نوح، فأنهم نشروا الإسلام في شرق اسيا سلميا ودون استعمارهم او فرض اللغة العربية كاللغة الرسمية في بلدانهم، فأصبحت اندونيسيا الآن أكبر دولة إسلامية في العالم محافظة على لغاتها المحلية والأديان والمعتقدات التي كانت سائدة قبل نشر الإسلام فيها.

اما في العراق فقد هجروا اليهود بعد تأسيس دولة إسرائيل بتواطئي مع الحكومة الإسرائيلية لتشجيع هجرة اليهود الى إسرائيل، وعملية تهجير المسيحيين قسرا او طوعا مستمرة الى الآن، وتشييع مناطق الجنوب وحزام بغداد الى سامراء تسير على قدم وساق بعد 2003 لتشييع ثلثي العراق، والأكراد في ثورات مستمرة منذ تأسيس الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الأولى لنيل حريتهم.

الوضع الحالي:
لا يمكن ان تتقدم الدول الشرق الأوسط بسبب استنفاذ طاقات حكوماتها المتسلطة على الشعوب المنطقة في محاربة القوميات الأصلية والديانات والمذاهب في المنطقة تحت راية قومية واحدة متسلطة: عربية او تركية مغولية او فارسية، فلا يمكن للعرب او الترك المغول ولا الفرس بسبب العنصرية الاستعلائية واستعمارهم لإراضي شعوب أخرى التعايش بالتساوي بالحقوق والواجبات مع القوميات او الاديان او المذاهب او الفرق الدينية والمعتقدات الأخرى ليتمتعوا الجميع بحقوق الكاملة ويمارسون حقوهم الدينية والعقائدية والسياسية والثقافية بحرية، لذلك كثر المتاجرين بالدين وبالمذهبية كواجهة لعنصرية قومية وما الصراعات في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن الا وجه من أوجه الصراع بين العقول المتخلفة العنصرية القومية والدينية والمذهبية ضد صحوة الشعوب المستعمرة من قبلهم، فان البدوا مازالوا يحكمون الجزيرة بعقلية العشيرة والمشيخة ويسرفون بالأموال المسروقة من شعوبهم "عائدات النفط" لصالح العائلة او العشيرة الحاكمة ليظهروا بأنهم اغنياء وملوك وامراء البترول ليغطوا على تخلفهم الثقافي والحضاري، ويمولون الحروب في اليمن والعراق وسوريا وفي ليبيا.

واما الترك المغول اللذين استعمروا المنطقة فمازالوا يتصرفون بعقلية المغول خوفا من نبذهم من قبل الشعوب الاصلية من الأراضي التي استعمروها واسترداد الشعوب الأرمن والاكراد والإغريق لأراضيهم بقوة القانون إذا وجدت العدالة في الأمم المتحدة بعد حل المجلس الأمن المهيمن عليه دول استعمارية كبرى.

وان الفرس يستغلون الدين الإسلامي والتشييع في إيران والعراق وسوريا وخاصة بعد 2003 لفرض توسعها واستعمار المنطقة من الجديد وكأننا نعيش أجواء حرب القادسية قبل 1400 عاما، فاستغلوا المذهب الشيعي وأضافوا اليه الكثير من البدع والخرافات ليبقوا التشييع والمتشيعين يعيشون في الماضي وليجمع مراجعهم الدينية الخمس من اللذين يتبعونهم ويقلدونهم، ويطلقون الفتاوي مخالفة للقرآن، ويعتبرون كل من لا يواليهم بأنهم من احفاد يزيد ويكفرون الخلفاء الراشدين أصحاب الرسول واصهار علي بن ابي طالب كرم الله وجه، ويشاركون الله في حكمه على الناس، فمنهم من يدعي ان من لم يؤمن بولاية الإمام علي او لم يكن اثني عشريا، أي لا يؤمن بولاية اثنا عشر إماما من سلالة الإمام علي والفاطمة الزهراء يدخل النار، ويجادلون في أمور دينية لا تقدم ولا تؤخر من مزاعمهم حول ولاية علي كرم الله وجهه، فلن يستطيعوا احياء علي كرم الله وجه من قبره ليتولى الخلافة بدل من أبو بكر الصديق ولو قتلوا السكان الكرة الأرضية، ان أبو بكر الصديق كان من أوائل اللذين امنوا وصدقوا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسمي بالصديق لتصديقه لكل ما انبئه الرسول محمد صلى الله علي وسلم ، وكان صاحبه في الغار عندما هاجر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة المنورة.

ان احدى وسائل محاربة الإسلام هي اختلاق أحاديث عن الرسول وتفسير آيات القران الكريم بما يبعد المسلمين عن الدين الإسلامي كل لغايته، فالفرس نجحوا نجاحا كبيرا في فرقة المسلمين باستغلال التشييع الصفوي واختلاق القصص والاحداث أقرب الى الوثنية والشرك بالله منها الى المبادئ الدين الإسلامي، وكذلك الفرق الإرهابية اللذين حملوا ويحملون السلاح ويرهبون المسلمين ويقتلون الأبرياء ويغتصبون النساء ويخربون المدن العامرة اتخذوا من القتال مهنة يرتزقون منها فشوهوا الدين الإسلامي لمنافع شخصية شريرة وحب الزعامة والقيادة ولو كانوا التابعين إليهم جهلة وحمير.

ان الدول والشعوب الكفر كما يدعونهم تجار الدين هم اللذين يطبقون مبادئ الدين الإسلامي بمساعدة المساكين والفقراء والمهجرين ويساعدون حتى المسلمين أكثر من الدول الإسلامية والمراجع الخمس اللذين يكنزون الأموال الخمس ليورثوها الى أبنائهم واحفادهم بدل ان ينفقونها على المهجرين والفقراء والمساكين في العراق وسوريا واليمن وليبيا وعلى الاعمال الصالحة.

بدأت الصحوة من داخل المجتمع الشيعي وما ثورة الشباب في تشرين 2019 في المحافظات الجنوبية العراقية ذات اغلبية الشيعية الا صحوة العقل الحر على البدع والخرافات، وان ممارسات الأحزاب الشيعية في العراق وسرقة قياداتهم للأموال الشعب العراقي واستغلالهم لمقتل الحسين حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كربلاء كشعار للاستيلاء على السلطة والبقاء في الحكم في العراق وهم من اكبر حرامية القرن العشرين الى يومنا دون ان يحاكموا على سرقاتهم وقتلهم للأبرياء على الاسم والهوية، فهؤلاء هم اللذين شوهوا المذهب الشيعي واستغلوا المذهب لأغراض سياسية وشخصية فتحولوا من معدمين جهلة لا يفقهون من الإسلام سوى تقليد المراجع الدينية الى أصحاب الملايين والمليارات ويعيشوا أولادهم واحفادهم واصهاره في دولة الكفر في بريطانيا، كما يدعون، وينافسون امراء العائلة المالكة البريطانية بثرائهم وعقاراتهم.

إضافة الى صحوة شباب الشيعي العراقي، فنجد المفكرين والمراجع الدينية من اللذين درسوا في حوزة النجف وقم مثل الكاتب والمفكر الإسلامي احمد الكاتب والمرجع الديني السيد كمال الحيدري وغيرهم من المتنورين والمؤمنين الصادقين، أدركوا البدع والافتراءات اللذين يدعون أنفسهم بالمراجع الدينية وإئمة واختلاق روايات كاذبة مثل الغيبة ومعجزات من يدعونهم أئمة، فانعم الله على اللذين يقودون الصحوة من الشباب والمفكرين والمراجع الشجاعة والايمان ليقفوا في مواجهة المتاجرين بالدين وبآل البيت من اجل مكاسب مادية وهي جمع أموال الخمس من اللذين خُدعوا برواياتهم الكاذبة وافتراءاتهم.

نحتاج الى صحوة إسلامية في إيران وأفغانستان وباكستان للتحرر من الحركات والأحزاب الاسلامية التي تأخذ من الدين الإسلامي وسيلة للتسلط على الحكم وليس لخدمة الإسلام والمسلمين، فأنهم شوهوا الدين الإسلامي ولا يفقهون من الدين الا ما يرددونه قياداتهم.

ان الإيمان بالله هو إيمان بالقلب وتزكية النفس والعمل الصالح وليس بإتباع المذاهب والفرق الدينية المختلفة والأولياء وألائمه الكذبة والمراجع من المتاجرين بالدين وجامعي أموال الخمس، فان الله يرى ما في الصدور (القلوب) ولا يرى العمائم واللحى، كما جاء في القرآن الكريم:
"أَفَلَا يَعۡلَمُ إِذَا بُعۡثِرَ مَا فِي ٱلۡقُبُورِ، وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ، إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذ لَّخَبِيرُۢ" (العاديات).
"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زكاها، وقد خَابَ مَنْ دَسَّاها " (الشمس).
"وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر " (العصر).

الغريب ان المتعصبين من القوميين العرب المستعربة اللذين هاجروا من الشبه الجزيرة العربية واستقروا في البلدان الشرق الأوسط يتهمون أصحاب الأرض بالانفصاليين اذا طالبوا بحقوقهم المشروعة، فلم يسمحوا للنوبيين او الاقباط او للأمازيغ من تولي الحكم على شعوبهم في مصر وفي المغرب ويعاملونهم كمواطنين من الدرجة الثانية، ان جمال عبد الناصر ثاني مصري حكم مصر بعد اللواء محمد نجيب منذ الفتح الإسلامي، كان يتفاخر بأنه من قبيلة بن مر العربية، والحقيقة كان جمال من قرية بني مر في محافظة أسيوط في صعيد مصر (مسقط رأس والده) التي كانت تضم انساب مختلفة، وهذا النسب ليس مؤكدا، فأن شكل جمال عبدالناصر وقوامه اشبه الى الفراعنة منه الى العرب الجزيرة، ، وأن الرئيس أنور السادات تبنى وسجل نسب الاشراف (الاشراف يدعون بانهم من احفاد الحسن ابن علي بن أبي طالب) بعد ان اصبح ضابط في الجيش المصري قبل ثورة يوليو 1952، اي انه لم يكن نسبه مسجلا مع الأشراف عند ولادته، وهكذا يفعل العراقيون اليوم بشراء شهادات النسب الى آل البيت في النجف والكربلاء بمبلغ 2000 دولار، ورغم ان ثورة جمال عبد الناصر كانت لتحرير مصر من الاستعمار، لكنه لم يستطع ان يحرر نفسه من العنصرية القومية العربية او المستعربة فتسبب بحروب في المنطقة واستيلاء إسرائيل على الضفة الغربية والقدس والجولان ولم نتحرر من نتائج مغامراته والعصبية القومية الى اليوم.

ستظل الدول العربية والفارسية والتركية المغولية متخلفة عن الركب الحضارة ما لم يتبعوا مبادئ الدين الإسلامي كما جاء بالقرآن الكريم ويحكموا بالشورى وليس بفكر حسن البنا والاخوان المسلمين والقاعدة وداعش، وفكر أولياء الفقهاء الفرس خميني وخامنئي ولا بفكر المراجع الدينية التي تتبنى جمع أموال الخمس.
او يتخلوا عن عصبتيهم القومية الاستعلائية بتبني الديمقراطية الغربية ليلحقوا بالركب الحضاري.
فلا أحزاب ولا مذاهب ولا أئمة في الإسلام بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وانما دستور المسلمين هو القران الكريم وهو مصدر واف وشاف للعاهات العصر الاقتصادية والاجتماعية، فالدين الإسلامي والقرآن الكريم جعل من بغداد مركزا عالميا للعلوم والثقافة وطوروا علماء المسلمين الساعة في عصر هارون الرشيد، وطوروا الإسطرلاب وادخلوا عليه تحسينات كثيرة وطوروا الطب والعلوم الرياضيات عندما كانت أوربا في سبات التخلف والحروب الداخلية، ومنح الاسلام المرأة قبل 1400 عاما أكثر مما قدمتها الدول الغربية للنساء كما وردت في الآيات القرن الكريم، حيث أمر الله بعدم اخراج المطلقات من بيوتهنَّ وعلى الأزواج ان يسكنوهنَّ حيث سكنوا أي بمستوى سكنهم:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا " (الطلاق).
"أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى" (الطلاق).
"وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة)

ان الدين الإسلامي ضد التميز العنصري والطبقي والقومي، فان المسلم المتظاهر بأنه مؤمناً وهو مخفي قلب فاسد ونفس مدسوسة ليس مؤمنا " قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَٰلِكُمْ شَيْـًٔا إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (الحجرات).
ان المؤمن من جاء الى اليَوْمَ الذي لَا يَنفَعُ فيه مَالٌ ولا بنون، إِلَّا مَن أَتَى ٱللَّهَ بِقَلب سَلِيمٖ.
"يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَن أَتَى ٱللَّهَ بِقَلب سَلِيمٖ" (الشعراء).
"أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (التوبة).

فهل يعي التجار الدين ان حسابهم سيكون عسيرا يوم لا تشفع لهم العمامة السوداء ولا البيضاء ولا البدع والخرافات التي ينشرونها، بل من أوتي كتابه بيمينه ، وان خدمة زوار النجف والكربلاء وعمارة المراقد لا تمحي ذنوبهم.
وهل يعي اللذين يتاجرون بالاستعلاء القومي بأنهم فاشلون في مسعاهم ولن يتركوا ورائهم الا الغزي العار، فلا فرق بينهم وبين هتلر الذي نادى بالتفوق العنصري، فكان جمال عبد الناصر يملئ الدنيا ضجيجا وصخبا كرائد للقومية العربية، ونصب معمر القذافي "أمينا على القومية العربية"، فاين منجزاتهما الحضارية لشعوب مصر وليبيا.



#هادي_مختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي مختار - وباء العنصرية والمذهبية تعرقل تقدم الدول والشعوب في الشرق الأوسط