أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايمن ناصر - ثقافة الموت والوجه الناصع - عمر اسعد، ناصر ابو حميد، كريم يونس صور حياة














المزيد.....

ثقافة الموت والوجه الناصع - عمر اسعد، ناصر ابو حميد، كريم يونس صور حياة


ايمن ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 7134 - 2022 / 1 / 12 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للوهلة الاولى قد يبدو ان لا رابط بين الاسماء، ولكن المتمعن عميقاً في سياق الاحداث سيجد ان الاسماء الثلاث ما هي إلا ضحايا لثقافة لها جذورها الراسخة في منظومة دولة الاحتلال في علاقتها مع ابناء شعبنا، عمر أسعد ثمانيني من قرية جلجليا شمال رام الله مات مكبل فجر اليوم بعد ان نُكل به من جنود الاحتلال، في حدث ليس عارض بل سلوك متكرر على امتداد ارض البلاد، وليس بعيدا من هناك ومن مخيم الامعري الاسير ناصر ابو حميد يصارع الموت في سجون الاحتلال بعد ان فتك بجسمه مرض السرطان الذي نبت في ارض الاهمال الصحي والقهر الذي تعرض له على مدار عشرات السنوات في سجون الاحتلال، ومن بقعة اخرى من ارض الوطن الاسير كريم يونس يدخل عامه الاربعون في السجون، ليكون بذلك من اقدم الاسرى في العالم الذين يمضون مدة بهذا المستوى، فاي مخالفة تستوجب ان تقيد حرية البشر لاربعة عقود في الوقت الذي ينعم اخرون من مواطنين ذات الدولة بحريتهم لاقترافهم ذات المخالفة، انه وببساطة الاختلاف العنصري بالتفكير اتجاه البشر.
سلوك الافراد والجماعات هو امتداد طبيعي لثقافتهم وبهذا المعنى علينا ان نرى هذه الاسماء وما لحق بها من معاناة ومصادرة للحياة، فثقافة الموت التي تسيطر على كل مكونات دولة الاحتلال لا يمكن ان تنتج سلوكاً غير السائد مع ابناء شعبنا في كل اماكن تواجدة .
لذلك علينا الاجتهاد من جديد في إعادة القراءة لمكونات معركة الاشتباك مع دولة الاحتلال، لنتعداه الى المدى الاوسع والاشمل الذي يجيب على كل الاسئلة المحيرة لبشاعة السلوك الممارس يومياً بحق الفلسطينيين، وإلا ما المنطق الذي يستطيع ان يفسر قتل عجوز مكبل او ترك انساناً يموت ألما بمرض، او تغييب كريم كل السنوات الطوال عن الحرية وتقييد تفاصيل يومه بهذه البشاعة، فمات له احبة وولد اخرون وتغيرت عوالم من حوله وهو ما زال عالقاً يراوح مكانه في أغلال القهر اليومي .
إن التفسير القادر على الاجابة على كل ذلك لن يكون إلا في طبيعة الثقافة المتبنى في دولة الاحتلال إتجاه كل العالم المحيط بهم، انها ثقافة الموت، التي لا ترى ان للحياة قيمة إلا اذا كانت ليهودي، ولا ترى في الكرامة حقاً لبشر إلا اذا كان من ابناء جلدتهم، وان الحرية حق حصري للاسرائيلين فقط وان انسانً كما كريم يونس وغيره من الالاف القابعين في سجون الاحتلال وبعضهم الكثير شارف على عقود ثلاث وأكثر ليس إلا ارقام لا قيمة لوجودهم وليس في حسبة البشر.
امام ذلك علينا ان نعيد بناء فعلنا استناداً للثقافة المسيطرة في دولة الاحتلال فالصراع ليس على الارض او خلافاً في الدين او غيره، أنه اوسع من كل ذلك واشمل انه التصادم ما بين ثقافة الموت وثقافة الحياة.
حرية البشر وحقهم في العلاج وكرامة الانسان وحقه في الحياة إن كان كبيراً او صغيراً كلها تفاصيل راسخة في ثقافة الحياة وواجب كل انسان ان ينحاز لها كنهج حياة، وما يعارض ذلك ما هو إلا التجلي الواضح لثقافة الموت، التي باتت تغلف سلوك دولة الاحتلال في تعاملهم مع كل تفاصيل شعبنا.
حينما نرى مستوطني التلال ، والقمع الممارس بحق سكان النقب، وتهديم البيوت وتهجير اهاليها، وترويع الاطفال اليومي في كل مكان، وإذلال الناس على الحواجز، ومنع الناس من الوصول الى اراضيهم وغيرها الكثير من التفاصيل التي لا تعد ولا تحصى ما علينا إلا ان نضعها في هذا الاطار الذي يُمكن له ان يسهل علينا فهم وتفسير كل ما يحدث من حولنا.
إن التحدي امامنا أن نكون الاوفياء لكل صور الحياة وان لا نستكين اما صور الموت التي يدفعوها الينا كل يوم مدعومة بجبروت القوة، وعلينا ان لا نألف ان يكبل كريم لاربعون عاماً وان يكون ناصر موجوعاً بعيداً عن حضن امه التي لا تجد من اولادها احداً فهم رهن الإحتجاز من اعوام.
ثقافة الحياة سيل من التفاصيل المبنية على وعي اهمية الحياة والانحياز لها، فأن تزرع شجرة جزء من ذلك وان تشارك ابناء بلدك جهد التعمير والبناء جزء من ذلك، ان تحترم الناس وتساعدهم، ان تجيد تربية ابناءك، ان تكون منفتحا على الاخر ومؤمناً بالحرية وكرامة الناس كنهج حياة .
إنتصار اي ثقافة يستوجب إعلاء الصوت مقروناً بالفعل اليومي كنهج حياة
وأمام الحياة والموت لا إنحياز إلا لثقافة الحياة



#ايمن_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. القبض على مصري لـ-ترويجه حملة حج وهمية-
- -سجال- بين إسرائيل وجنوب إفريقيا بشأن تهمة -الإبادة الجماعية ...
- في ظل العمالة القسرية للإيغور.. واشنطن تحظر الاستيراد من شرك ...
- مستقبل غزة بعد الحرب يسبب انقسامات علنية داخل الحكومة الإسرا ...
- قتيل سادس في صفوف الاحتلال بغزة وكمائن المقاومة تستهدف جنوده ...
- شهيد ومصابان برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايمن ناصر - ثقافة الموت والوجه الناصع - عمر اسعد، ناصر ابو حميد، كريم يونس صور حياة