الايادي الخفية

سامال أمين

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 02:36
المحور: الادب والفن
    

في مصر ارض الكنانة كل عمل أرهابي يدور ويدور ويستقر في رقبة مختل عقلياً .... وفي كردستان العراق كل مظاهرة شعبية تخرج رافضة الواقع المرير تدور وتدور وتستقر في رقبة أو اصحاب الايادي الخفية حتى أصبح مصطلح جديد في علم السياسة . وبهذه المناسبة نتحدث قليلاً عن الايادي الخفية .


الايادي الخفية

كثر الحديث عن الايادي الخفية
تجول ليلا ً في المدائن الكردية
توزع بعضا ً من المنشورات الخطية
وما تملك من الادلة المادية
من هم ْ ؟
وما تلك الايادي الخبيثة ؟
عربية ؟
أم انها فارسية ؟
تركية ؟
أم انها تركمانية؟
او ربما كلدواشورية ؟
أو اسلامية ؟
أو أسلامية أنصارية ؟
ولم يذكروا لنا انها كردية
أحفاد صلاح الدين ذو المواقف البطولية
وتنادي الى نهوض الجماهير الفتية
من غفوتها ونومتها الابدية
تدعو الى رفض اللصوصية
والمفسدة الادارية
والمحسوبية الحزبية
والمتاجرة بالشعارات الوطنية
ونهب أموالنا باسم الضريبة القانونية
والكف ِ عن ملأ البنوك السويسرية
بالدولارات الامريكية
وبناء القصور والقلاع ذو المداخل الحديدية
التي تسر الناظر وتشفي المريض بالاورام المستعصية
ومزارع الاسماك النهرية
على طريق بيرمام* ومنتجع دوكان* السياحية
وتوزيع اراضي البلدية
في أربيل ودهوك والسليمانية
على مناضلي الاحزاب والزبانية
وشاربي الماستاو* كما يقال في الامثال الشعبية
الا يكفيكم ما عانيناه من حروبكم الاخوية
فانها والله الازدواجية !!!!
تهضمون حقوقنا المدنية
وتطالبوننا بالواجبات المصيرية
والذهاب الى الانتخابات النيابية
والتصويت للقائمة الكردستانية
وغض الطرف عن التقصيرات المعنوية
لمصلحتنا ولأجل القضية القومية
فحكومتنا مازالت رضيعة وتحتاج الى الحِنية
لهذا يمنعوننا من المظاهرات الشعبية
لانها لا تملك أذنا ً من وزارة الداخلية
في حكومة الاقليم الفدرالية
ويقولون فلتكن بالطرق السلمية
وتتسم ُ بالعقلانية
وهل أبقيتم لنا شيئا ً من العقلانية
ومن العاطفة القلبية
الا تنظرون الى المستشفيات الحكومية؟
والطاقة الكهربائية
وازمة الوقود النهائية
وارتفاع الايجارات السكنية
والرقيب ُ مفقود على المواد الغذائية
وها أنتم تجابهوننا بالاعيرة النارية
وتفتكون بنا كأننا لسنا من الامة الكردية
وتقتلون كما ً من النفوس الشجية
المطالبِة ِ بالحرية
وبقليل ٍ من الخدمات المدنية
في طاسلوجة وجمجمال والسليمانية
والباقيات الصالحات آتياتٌ بروية
فلا تكونوا خلفاء الفاشية البعثية
بملابس والسنة ٍ كردية
........................................................

المقطع الاول مقتبس من قصيدة بغداد للشاعر كريم العراقي .
بيرمام : مصيف سياحي شمال شرق مدينة أربيل .
دوكان : مصيف سياحي شمال غرب مدينة السليمانية .
الماستاو : اللبن باللغة الكردية وهذا مصطلح شعبي يرمز الى الذين يجاملون ويتقربون من الحزبيين والمسؤولين ويفعلون اي شي مهما كان وسخا ووضيعا ويقابله في العربية مصطلح لاعقي الاحذية حسب علمي .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات