أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل فهد - عيد ميلاد شيخ القبيلة














المزيد.....

عيد ميلاد شيخ القبيلة


كامل فهد

الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


أوسلو



حدثنا ابي ذات ليلة خريفية عن عيد ميلاد شيخ قبيلتنا الشجاع، فقد كان ابي من ندامى الشيخ المقربين بحكم رفقة الحرب السابقة التي انهزما كليهما فيها، لكنه على اية حال وفياً لشيخنا تمام الوفاء، وبعد أن اسرف في الوصف لجمال القصر المهيب برياشه الفاخر وزينته الأسطورية، اطرق برهة ثم قال:

عقب خروج الجميع وبينهم الأبناء والأحفاد والجنرالات والأسياد، استبقاني الشيخ برهة حتى يغفو، كان حفظه الرحمن ثملاً، ولحظت رأسه يتطوح ذات اليمين وذات اليسار، سحبته بلطف الى سريره ودثّرته بإزار من الحرير، وخرجت بحذر، وما هي إلا سويعة أو أقل، طرق سمعنا صوت نحيب وعويل واستغفار واعتذارات متواصلة، وصرخات من قبيل..سيد..سيد..سيد..!

فزعنا أنا والحرس وبعض الخدم..وجدنا شيخنا مستلقياً على الأرض ببيجامته الأرجوانية الفاقع لونها،

كان يرتجف كسعفة في مهب الريح، وكان العرق يبلل وجهه وجبهته الكريمة...!

هرولنا نحوه وأنهضناه برفق، وأجلسناه على كرسيه المهيب...!

-سلامتك شيخنا...!

اين هم.. أين السيد...!

أين منْ ومن هو السيد؟

-ماذا؟ لا..لا..أظنني شربتُ كثيراً هذه الليلة.. ما رأيكم.. كان عيد ميلاد رائع..وفرة في اللحم والخمور وو..!

حسنا أخرجوا لطفاً..سأقرأ قليلاً ثم أنام...!

وماذا كان هذا الذي افزع شيخنا يا أبي؟

-ربما هي الخمر أو سحر ساحر..وإلا من يكون السيد هذا الذي جعل الشيخ يرغي ويزبد...!



***



كان ضيوفي غاية الرقة واللطف والكرم ، نساء ورجال ، جنرالات قدامى وجُدد، من رفاق السلاح والمعارك السابقة، كانت زينة القصر غاية الروعة والأناقة، الضيوف وعوائلهم كانوا بمنتهى الأناقة بثيابهم الأرجوانية والأعلام العشائرية، ما أجمل أن يكون لي كل هذا العدد الكبير من الأحبة والموالين النبلاء من خيرة أبناء القبيلة، تخيل " هتف الشيخ محدثاً نفسه" هم يهتمون بما أحب ويتجنبون ما أكره ، حتى اطفالهم كانوا عصافير ارجوانية تزقزق حولي وتنهال بالقبل على يدي وخدّيَ، نعم حتى الأطفال كانوا يرتدون ملابس بذات اللون الأثير عندي وهو ذاته لون بيجامتي التي موهت بها على الدرك واخترقت السفارة ونجوت من الطيران المعادي.

" وتمشى الشيخ على مهل وقد عقد ذراعيه خلف ظهره"

كُنتُ بتمام زينتي..واو..ما أجملني بجلبابي الموشى بالحرير وخيوط الذهب.

كنت اتوسط المدعوُين من علية القوم والأهل والأصهار وجنرالات الجيش الكبار وعجائز من آل البيت ومن الجوار، وشربنا بغزارة، ولعبنا ومرحنا ورقصنا، وغفوة قليلاً فأيقظتني السيدة الأولى، ثم اعتذرت نيابة عني وأخذتني الى سريري.

ابتسمت لنفسي وأنا أتنعم بدفء السرير ونعومة الحرير، فجأة تناهبني حشدٌ من الخواطر والذكريات، بعضها رفع درجة مرارة الخمر على لساني، وأخرى جفلت لها وارتعدت..!

اختفت صورة هنا لتحل أخرى هناك وعتمة الرأس والضباب الكثيف يطبق بقوة على دماغي، وأدركت طنيناً في أذني وأزيزٌ في جوف رأسي، و...

تناهى لسمعي صوت جلبةٍ وصخب وهدير وخرير وصرخات ولعنات تأتي من خلف أسوار قصري..ويدنو الصوت وتُفتح كل النوافذ مُشرعةً للريح، ويغمرني البرد والعرق وزنخة الروائح المختلفة القادمة مع القادمين...!

حشود الصبية والنسوة والشيوخ يتقافزون كالجراد من النوافذ أسراباً أسراب..يقتربون مني، يطبقون عليَّ، يهتفُ هاتف فيهم اسحبوا المجرم، أخرجوه لنحاكمه..!

-يا أخوة، يا طيبون، أنا لا أعرفكم، أنا لم أرتكب أي جرم..أنا..

-اخرس.. أنت المسؤول عن كل شيء، عن كل ما أصابنا...!

-اقسم بالرب أنّي لم أفعل شيء..حتى اسألوا السيدة الأولى..أسألوا الخدم..الجنرالات..ال

- أنت شيخنا..أنت الوحيد المسؤول...!

-هه..أتصدقون هذا...!

اقسم أني لا أملك شيء، أسألوا السيد..

-يا سيد... يا سيد...!

وأفقت... أفقت وأنا أسبح في عرقي الغزير...نظرت حولي..كان الجميع هناك..الحرس والخدم والنديم والسيدة الأولى...!

إلا السيد..لم يكن هناك لحسن الحظ وإلّا..

وغمرتني رجفة رعب محت من رأسي نشوة النجاة من الغوغاء...!



أوسلو في الثالث عشر من سبتمبر 2021



#كامل_فهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المُخرج الكوري كيم كي دوك: ???????بيوتنا خالية ومغلقة تنتظر ...
- فيلم روسي يشارك في مهرجان -مومباي- الدولي للأفلام الوثائقية ...
- -لأول مرة-.. مصر تقرر تعليم أعضاء النيابة اللغة الروسية
- مغردون: كمين النابلسي فيلم هوليودي من إنتاج القسام
- طلاب من المغرب يزورون مقر RT العربية في موسكو (صور)
- لولو في العيد.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 وتابع أفضل الأفل ...
- فيلم -قلباً وقالباً 2- يحطّم الأرقام القياسية في شباك التذاك ...
- أول تعليق من مصر على مشاركة ممثل مصري في مسلسل إسرائيلي
- مستقبل السعودية..فنانة تتخيل بصور الذكاء الاصطناعي شكل الممل ...
- عمرو دياب في ضيافة ميقاتي.. ما كواليس اللقاء؟


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل فهد - عيد ميلاد شيخ القبيلة