أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدمون صعب - ليبقى السلاح زينة الرجال مقال رئيس تحرير - النهار- اللبنانية















المزيد.....

ليبقى السلاح زينة الرجال مقال رئيس تحرير - النهار- اللبنانية


إدمون صعب

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الناس أبناء زمانهم أكثر مما هم أبناء آبائهم".
مارك بلوك
(مؤرخ فرنسي)

لسنا نفهم هذا التسابق على سلب المقاومة الانتصار الذي حققته بالصمود في وجه الجيش الاسرائيلي ودماء الشهداء الذين تجاوزوا الألف. فتارة يطل الرئيس السوري بشار الاسد ليقنص الانتصار من أيدي المقاومين ودماء الشهداء ولما تجف بعد، وطورا ترتفع أصوات في لبنان سائلة "حزب الله" الى من سيهدي انتصاره على اسرائيل، الى سوريا أم الى ايران، أم الى الامة الاسلامية، أم الى الشعب اللبناني أو الدولة اللبنانية؟
والواقع ان هذا التسابق على نصر المقاومة من شأنه، بالطريقة التي يطرح فيها، تشويه صورتها وتلطيخ سمعتها، وهي النقية المطهرة بأرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الارض والقضية التي ساوت الوجود بالنسبة الى المقاومين فأعطوها بدون منّة أرواحهم ودماءهم.
فالرئيس السوري أوحى الينا في خطابه الأخير ان له دَيْناً على المقاومة، وأن من حقه ان ينال قسطه من نصرها ليستعمله سلاحا يحارب به أخصامه في لبنان.
أما التشويه الآخر فجاء من جانب الغالبية النيابية التي كان "حزب الله" حليفا لها في المعركة الانتخابية قبل أن يفترقا بسبب تنفيذ القرار 1559. ولقد كان هناك إلحاح، منذ أظهرت المقاومة قدرتها على الصمود في وجه العدوان الاسرائيلي، على السؤال: لمن ستهدي المقاومة انتصارها؟ في تحوّط لما سيكونه موقف الحزب وجمهوره الواسع الذي تعرض لأبشع عملية قتل وتدمير وتهجير ونزوح في تاريخه، عندما تهدأ أصوات المدافع؟
ولم تغب عن السائلين صور الجموع الشيعية التي خرجت من الضاحية الجنوبية ليلة الاول من حزيران غاضبة على تعرض برنامج "بس مات وطن" للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله... وما حصل تلك الليلة مما لا ينساه بعض أهل البيروتتين، وهم الذين لا تزال ندية في أذهانهم ذكرى ما حصل يوم 5 شباط في الاشرفية احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة الى النبي محمد، حيث يشهد مبنى جريصاتي في جادة شارل مالك الذي لم ينل أصحابه التعويضات التي وعدوا بها الى الآن، على الفوضى والهمجية وغياب الدولة...
وكان التركيز في السؤال على سوريا وايران، كموضوع اهداء، في تصوير لعملية 12 تموز انها تمت لحسابهما وليس من أجل تحرير الاسرى، وأن من "الطبيعي" ان يهدي "حزب الله" انتصاره اليهما. ولم يقصّر الدكتور بشار الاسد ومحمود أحمدي نجاد في تغذية هذه "التهمة" اذا جاز التعبير.
تضاف الى هذه الهجمة الاستباقية على الانتصار، تلويحات من أكثر من جهة بأن ثمة "حسابا" يجب ان يؤديه "حزب الله" عما فعله في 12 تموز، وينال عليه "العقاب" اللازم.
وهناك من تصوّر ان لجنة تحقيق يمكن أن تنشأ لتحديد المسؤولية عما حصل في 12 تموز، على غرار لجنة التحقيق الاسرائيلية التي تألفت لتحديد المسؤوليات في هزيمة الجيش الاسرائيلي أمام المقاومة المنتصرة في لبنان.
... والاسئلة مستمرة، وبعضها شرعي وقد طرح الكثير منها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في مؤتمره الصحافي أمس، وركز فيها على ضرورة ان تهدي المقاومة انتصارها الى الدولة، وتنضم الى دولة الطائف – وإن تكن هذه ولدت مسخا وتقاسمها أمراء الحرب وحولوها مجموعة مزارع - وأن ينخرط المقاومون في الجيش بغية الافادة منهم، وتقوية الدولة والجيش معا تحقيقا للدولة القوية والقادرة والعادلة والممثلة لجميع اللبنانيين التي طالب بها أخيرا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
الواقع ان كل ما طرح، وخطر في البال، إبان الحرب الاسرائيلية على لبنان، كان خليطا من هواجس ومخاوف، غذّاها أطراف داخليون، من وحش أسطوري هو "حزب الله" قد يفترس لبنان بعد انتصاره على اسرائيل وعودته "المظفرة" من الجبهة ليقيم "جمهورية اسلامية" على غرار الجمهورية الايرانية.
إلا أن ما ظهر هو أن لا أحد يملك حق التصرف بالانتصار سوى الشهداء، شهداء "المقاومة الاسلامية"، لا السيد حسن نصرالله ولا بشار الاسد ولا محمود أحمدي نجاد. وان هؤلاء الشهداء قد طهروا لبنان بأرواحهم، وجبلوا أرضه بدمائهم، تماما كما فعل شهداء قبلهم في "المقاومة المسيحية" عندما أعطوا لبنان أرواحهم وجبلوا قسما آخر من ارضه بدمائهم، وأن رسالة الشهداء الى الأحياء ان يخلطوا تراب لبنان ويجبلوه بدماء المسلمين والمسيحيين، لتهنأ أرواحهم، ويحصل الانتصار الحقيقي على اسرائيل، عدوة لبنان، وجميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين.
ان التحدي الآن مرفوع في وجه الأحياء، ليرتفعوا فوق مصالحهم الخاصة، والصغائر، ويحسنوا الجَبْل والعجن، ويغادروا أوكار الأوهام والهواجس، لأن الطريق أمام الدولة الواحدة، القوية والقادرة، أصبحت معبدة، وكذلك امام لبنان الجديد.
وربما قائل: هذه أوهام وتخيلات من ناس لا يعرفون حقيقة "الآخرين". بل هي أحلام ربما.
فالاوهام والاحلام كثيرة هذه الايام، ولكن فلنتوقف قليلا عند ما يجري في الورشة الاعمارية الحالية لدى "حزب الله". بل فلنتوقف عند كلام النائب علي عمار، من "حزب الله"، لدى خروجه من مقابلة الرئيس فؤاد السنيورة أول من أمس: "ان حزب الله ليس دولة ضمن الدولة".
وفي الوقت الذي تبرع ثلاثة وزراء فقط، بعد أكثر من شهر على إمعان الطيران الاسرائيلي في تدمير جزء غال من بيروت، لتفقد الضاحية والاطلاع على دمارها، خرج من تحت الانقاض مهندسون ومعماريون ومنظمون يعرضون على الملأ خطة للايواء والتعمير والتنظيم في وقت قياسي، ترافقها موازنة جاهزة بما فيها تقديم مفروشات للمنكوبين الذين سيُعطون موقتا بدل ايجار مساكن ريثما تتأمن لهم مساكن بديلة من تلك التي تهدمت.
علما ان لبنان لم يمسح الى الآن آثار زلزال 1956، ولا تزال "ضريبة التعمير" قائمة. كما أن عشرات الالوف الذين تهجروا من الجبل قبل اكثر من ربع قرن لا يزالون خارج ديارهم ينتظرون وزارة المهجرين لاعادتهم.
في المقابل ها هي "دولة حزب الله" تُعفي المنكوبين من الوقوف على الابواب، والاستعطاء، والانتظار المذل، كما تعفيهم من قذارة المجالس والصناديق، والنهب والسرقة.
هذه "الدولة" يجب أن تُعدي بتنظيمها واخلاصها وتطوعيتها ونضالها وشفافيتها، الدولة الغارقة بالفساد حتى أذنيها والتي يدعو وليد بك "حزب الله" الى الانخراط فيها!
ويجدر التذكير هنا بأن "دولة حزب الله" ليست سوى دولة المحرومين التي أطلقها الامام موسى الصدر في سبعينات القرن الماضي لتكون مأوى للذين نبذتهم الدولة ووضعتهم خارجها. وهي قد انبعثت خصوصا من أحزمة البؤس حول الضاحيتين الجنوبية والشرقية في الكرنتينا والمسلخ والنبعة...
نريد للدولة ان تقتدي بما يشبه "دولة حزب الله"، اذا رفضت هذه لأسباب تتصل بالفساد والفوضى والتسلبط والبطر والمحسوبية والدكاكين والمزارع، ان تنضم اليها.
فمن تراه يصنع لنا مثل هذه الدولة لتغري "حزب الله" المنتصر بالانضمام اليها، بعدما أفسدنا دولة الطائف وتقاسمها الامراء؟
يبقى السلاح الذي هو "زينة الرجال"، على ما قال قائد "حركة المحرومين" الامام الصدر، معتبرا ان حمل الشيعة له لمقاتلة اسرائيل، وهي حلال، سيجعلهم شركاء فاعلين في الوطن.
وها هي نبوءته قد تحققت.
فماذا بعد؟
السلاح؟
ان السلاح يبقى زينة في دولة الرجال.
فأين الرجال؟
ــــــــــــــ
إدمون صعب ـ رئيس التحرير التنفيذي ، " النهار" اللبنانية



#إدمون_صعب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...
- نتنياهو: سندخل رفح باتفاق أو بلا اتفاق
- الكونغرس يضغط على -الجنائية الدولية-
- حفل فني روسي في تونس
- هل استخراج الغاز حلال في أمريكا وحرام في إفريقيا؟ وزير الطاق ...
- الرئيس المصري وأمير الكويت يؤكدان ضرورة وقف إطلاق نار دائم ب ...
- السيول تجتاح مناطق عديدة في لبنان (فيديوهات + صور)
- -داعش- يعلن مسؤوليته عن هجوم على مسجد بأفغانستان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدمون صعب - ليبقى السلاح زينة الرجال مقال رئيس تحرير - النهار- اللبنانية