أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوفل ابو رغيف - (بين الله// والعراق// وأُميٍ ..كان لابدّ من قصيدة نص مفتوح














المزيد.....

(بين الله// والعراق// وأُميٍ ..كان لابدّ من قصيدة نص مفتوح


نوفل ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 07:32
المحور: الادب والفن
    


كل ما حولنا قابل للتلاشي ، ليس ثمة ّ ما يستحق البقاء ، بلى .... فحينما تصير الاشياء الجميلة ضربا من التمني والغريب و حكايات المساء ،،، يكون حريا ان نتمسك بسواها،،
فما الذي يستحق الخلود ما دامت انفاس الوطن تشهق بالخسائر ،كل لحظةٍ ،وتستمر بالتقطع كأشلائنا في زمان الفجيعة ،،،،،،
الا ان حُزنا جميلاً وزمناً وحنيناً خرافياً ، وقصيدة تتلملم من كل هذا ، وتفاصيل قد لا تستدعيها لحظة الكتابة ، يجعل من الحزن العراقي بلسما لهذه الجراح النبيةّ
ـ ولكن ... هل تتخلى العصافير عن ذاكرتها بمجرد ان تغادر اعشاشها لاسابيع ؟! وهل لاطفال هذا الوطن الابديّ ،ان يبرحوا دفئه واسراره وانينه الذي ينزُّ من اطراف البساتين التي شاخت والنخيل الذي يدفنُ انينه قريباً من شاطئ الانتظار ليخرجه عندما يهجع الناس ، صلاةً عربيةً
وأغنيةً بطعم الالم .
ماذا يمكن ان يختصر هذا السفر الى الله...... من اسئلتنا ؟ ما ان تحلّق الطائرة فوق بغداد وما ان
تطأ القوافل شبرا ً واحدا من الارض الاخرى حتى يتصبب على اجسادنا وعلى شفاهنا حنين لم نشعر به من قبل .... ولا ندري هل ،لأننا ذاهبون لنكون في حضرة الله؟!!، ام لأنه وطنٌ تعودنا ان نقاسمه عطشنا وانتظاراتنا ، شعور اشبه بنوبة ِ العذاب الجميل .. اكبر من ان يوصف او يتجلى ...
ـ حين شددنا حقائبنا واحذنا بياضاتنا متوجهين الى ارض يرتعد كل من سيكون بأزائها ، كنا نسمع صوت بلادنا وكأنها تستحي ان تطلب من اطفالها أن ينشروا اوجاعها عندما تزدحم ارواح
العالمين في ذلك المشهد العجيب ...قريباً من الله ، فهي تكابر وتتأبى حد الذبول .. وهناك حين ندس وصاياها ، ربما لن يشعر بنا احد ..
أما حبيباتنا اللاتيّ كُنّ آخر من ودّعنا واول من أستقبلنا على طريقة اليمام ـ زوجاتنا ـ أخواتنا وماتبقّى من عماّتنا ـوخالاتنا اللاتي رماهنُّ القدر بعيدا ، فقد جَعلن في اعناقنا امانة ً ، ان نردد كلما عبرنا على جسر الساعات الى ذواتنا ،، اللهم اجعلهن معنا في المرةِ القادمة ـ وهكذا تركناهن في رعاية خلفائنا وانطلقنا


وهناك.... حيث يصير الوطن ضّالة نُفتش عن اسباب العودة اليها..

كنتُ اخالَهُ الهاً آخر يترامى بين ( الصفا والمروة) و ( عند المشعر الحرام)...
وفي (عرفات) بينما تعود الملايين من رحلة الوقوف على الربا ، كان يهمس في صمته بحميمية ِ
كل آباء الدنيا قائلا ::

أقبّل الارواح التي منحتني هذا الزمن النديّ العاجل وجعلته سراَ أبديا ، واقبّل الانامل التي تصفحّت دفاتري وأنحني امام أية ّ ذاكرة حفظتني في زمن الخراب مثلما انحني خاشعا امام هذا الزمن العراقي العنيد الذي جمعني وأياكم على ضفاف الرحمن رغماً على انف الزمن المفخخّ والغدر الابشع والتهجير والموت المُزمن

ولكن كان لابُدّ من قصيدة نُضمّد بها نزف احلامنا القديمة ولا بُدّ من لغة ٍ نَفقُهها نحن لوحدنا ،نحن العراقيين ، فثمةُّ جراح لا تضمدّها الا القصائد وثمةّ وطن سنأوي الى حضنه ِ آخر الليل وقد انهكه ُ الوقوف وهددتهُ المكابرة وأدمنته ُ نايات الجنوب ماذا سنقول ساعتها حين تستيقظ النجوم وتغفوا النهارات ونحصي ما تبقى من أسمائنا ؟ ليس سوى القصيدةُ من اجابة

أيُها الناس يا بقايا بلاد الذبح والطفولة والملائكة والاغاني...
في موسم الحَجّ هذا كنّا انا واُمي نتقاسم الدعاء ونبتكر كل لحظة صلاة جديدة حول الكعبة
و طوافا لا نتمنّى أن ينتهي أبدا لكي لاتنتهي قصيدة الوطن التي حملناها لنزرعها في كل شوط عند الركن الذي وِلِد علي ابن ابي طالب عنده ........ يالهذا الوطن المبتلى هل سننساه في رحلة لن تطول؟!! ولكنّه أوصانا بالدعاء،كل شئ كان مُختلفا هناك ، لا العصافير ولا النخل ولا رائحة التراب كما في بلادنا كنا نتذاكر وأمي والقافلة التي تضمنّا وطنُنا يُذبَح ويُسبى منذ مطلع الشمس حتى نعوشنا ، كان العالم الوافد الى الله هناك يتلاقف دمعنا لكي يتوضأ به وينضّم الى كرنفال ابيض يتعالى في سماء مكة مرددا( اللهمُّ احفظ العراق والعراقيين) وكنا نستحمّ بدمع لهُ طعمٌ غريب ونتلاقف ُ بعضهُ لنسقي نبضنا الذي بذرناه على جدران الكعبة لينبت مُدنا عراقية جديدة .

نعم.... ربما ما زال الوطن مؤجلاً ومن يدري متى سيولَد هذا الفرح الآجِل وربما اكل من جرفنا
نحن الشعراء والمحترقين القاً وحباً ما تبقّى من الحسد والضغينة في زمن القماءة والموت المنظّم ...... فلنصنع من طين الحُزن الذي يملؤنا حد السعادة ، ومن اشلاءنا التي يتقاسمها تجّار الحروب والقاتلون واللامثقفون ، من كل هذا الموت الذي تستفيق عليه صباحات بغداد من اللاجدوى.. من اصرارنا القديم ، من قصيدة العمود ، ومن النص المفتوح، ومن صدورنا وهي تفتتح حوار الحضارات ،، ومن صبرنا وهو يرّوضنا على نقد الذات ، ومن هذا الولع الغريب بمعرفة العالم.. وكيف لا ؟ والحديث عن العراقيين...

فلنصنع من كلّ هذا الطيف الملّون فرحنا وننسجُ من خيوط الدخان الاسودفجرا عنيداً كأحزاننا وسوف نغزل شمسا جنوبية تضئ كل العراق،وننحت وطناً يليقُ بعذابنا الأشمّ وبصبر امهاتنا وهُنّ يذبلن بأنتظارنا ويسكبن خلفنا ماء الحفظ لكي نعود ويوِدعن انفاسهّن في قمصاننا حرزا
ودعاءا وامنيات .. لأطفالنا الذين لم يأتو بعد وربما لن يأتوا، وقد يأتون بعد سفرنا الاخير حاملين راية الوطن المعصوم .

القادم المتبقي فرصةٌ للعودة الى ذواتنا فقد لانلتقي على نفس المسافة من التعب وقد ننتبهُ الى لحظة لا يسكنها سوانا ،،

وقد يجمعُ الله الشتيتين بعدما يظنّان كل الظنّ ان لا تلاقيا.

شـــــــــــــــــــكرا من جديد لدعاء الحبيبة فهو يحرسُ احلامنا ويجعلها تنمو سريعا..
شــــــــــــــــــكرا لآباءنا فقد زرعوا هذا الوطن الشامخ بأجسادهم ، لتولَد احلامنا
مثقلة بالحروب فتصحوا هواجسنا نخلا وقصائد وسفر



#نوفل_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوفل ابو رغيف - (بين الله// والعراق// وأُميٍ ..كان لابدّ من قصيدة نص مفتوح