عَبْد الخَالِقِ البُهْرزي
الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 04:44
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لقد ذاقت إسرائيل و التي تملك أكبر ترسانة من الأسلحة المتطورة بعد الولايات الأمريكية على يد حفنة من مقاتلي حزب الله طعم أكبر هزيمة في تاريخها. ففي كل حروبها مع البلدان العربية قد انتصرت إسرائيل على هذه البلدان، إلا أنها هذه المرة الوحيدة التي تتعرض فيها لهزيمة بهذا الحجم الرهيب منذ إعلان قيامها عام 1948. وللمرة الأولى عاش الإسرائيليون وعرفوا معنى الموت و الخوف
لقد خسرت إسرائيل في حربها هذه _والتي كانت تحت ذريعة تخليص الجنديين المختطفين_ حوالي 109 من جنودها وما يقرب من 60 مدنياً.
إن إسرائيل التي قصفت بطائراتها خلال 33 يوما كل المناطق اللبنانية، قد رأت بأم عينها كيف أن دبابات (ماركافا) وصورايخ (أرو) وطائرات (أردوغان) المروحية التي كانت إسرائيل تريد بيعها لتركيا وبلدان أخرى لم تعد صالحة للعمل و ذلك لأن مقاتلي حزب الله كبدّوا إسرائيل حتى في هذا الصعيد خسائر كبيرة على الأرض.
فلولا هزيمة إسرائيل العسكرية لما قبلت بوقف إطلاق النار، و لما تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بمشروع القرار لمجلس الأمن في الأمم المتحدة دون اخذ موافقة إسرائيل المسبقة عليه.
و إلا فلماذا انتظرت هذه الدول شهراً كاملا..!!
لن يهاجر إلى إسرائيل المهزومة أمام حزب الله يهوديّي الخارج بعد الآن.
إن الأغلبية العظمى من السّواح الأجانب اليهود هربوا من إسرائيل .
ستبدأ بالوقت القريب القادم عمليات الهجرة المعاكسة من إسرائيل التي لم تستطع أن تحمي شعبها من صواريخ حزب الله.
إن أيدلوجية "الدولة الصهيونية" لإسرائيل أمام طريق مسدود جداً !!
فإسرائيل التي تشكلت على أرضية "عقدة التفوق" والتي مارست العنجهية طوال الوقت أمام العالم، غير قادرة بعد الآن على مواصلة العيش أمام هذا التحطيم النفسي لهذه الهزيمة.
إن إسرائيل ولكي تتخلص من هذا التحطيم، فإنه من المحتل قيامها بأعمال طائشة ومتهورة، وستقوم بذلك.
وعلاوة على ذلك فإنه رغم كل عمليات الدمار من الجانب الإسرائيلي، إلا أن معنويات اللبنانيين كانت مرتفعة. وباءت كل محاولات إسرائيل والولايات المتحدة لإشعال فتيل الحرب الأهلية للخروج من مأزقها بالفشل.
ونتيجة لذلك السبب فان إسرائيل المسعورة ستنتظر قبل كل شئ المساعدة من الدول الصديقة لها.
إن إسرائيل سوف تنتظر من القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة و التي سيتم إرسالها إلى لبنان، القضاء على حزب الله، وإذا لم يتم ذلك فإنها ستستخدم أساليبها الخاصة بها.
وهنا فإنه من المحتمل أن تكون تركيا من ضمن أجندة ما يتعلق بالسياسة اللبنانية.
فحكومة حزب ألـ (آك)* تقول بأنها مستعدة لإرسال جنود مع قوات الأمم المتحدة إذا اقتضت الضرورة.
فتركيا كما يبدو وحتى قبل إرسال جنودها إلى لبنان صارت طرفا في هذه المشكلة.
و حسب ما ذكرته جريدة الشرق الأوسط بالأمس، أن الاستخبارات التركية قدمت المعلومات لإسرائيل عن اختباء قائد حزب الله في السفارة الإيرانية في بيروت.
وإذا كان هذا الخبر المنشور في هذه الصحيفة التي تصدر في لندن وبتمويل سعودي وتوزع في كافة البلدان العربية صحيحاً، فإن فهناك فعلا مشكلة جدية.
علاوة على ذلك فإن الصحف التركية كتبت ولأيام متواصلة أخبار عن نقل معدات حربية من قاعدة ( انجيرلي العسكرية الأمريكية) إلى إسرائيل.
ففي عالمنا اليوم لم يعد هناك شيئا يخفى أو يمكن إخفاءه.
استطاعت حكومة حزب (آك) من خلال سياستها للأربع سنوات الماضية من كسب الود الاحترام، ونالت موقعاً مميزاً في المنطقة. وهذه السياسية تتلخص إلى عدم التدخل أو الانجرار كطرف في الصراعات الداخلية الدائرة في المنطقة، وعدم القيام بأي عمل لصالح أمريكا وإسرائيل أو حتى عدم إظهار ما يبدو أنها تعمله.
إلا أن هذه النظرة أخذت بالتهشم والخراب، أو إنها تُدفع للتخريب من قبل بعض الأطراف.
وزيارة الملك السعودي الأخيرة تعكس جزءاَ من هذه الجهود.
فخلال زيارة الملك الأخيرة إلى تركيا، كان بصحبته رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط طارق الحميّد، الذي حاول بذل جهود خاصة من أجل دفع تركيا للتحرك ضد إيران الشيعية.
وحسب رأي الحميّد، فإن خطر إيران الشيعية لا يمكن إيقافه إلا من خلال دولة سنية قويه مثل تركيا.
لقد كان الأمريكان وحلفاؤهم من كُتـّاب الزوايا في الصحف في تركيا يكررون خلال الأشهر الأخيرة هذه المقولة.
إن القوى الغاضبة على تركيا التي لم تدخل في اللعبة ضد العراق، تسعى إلى جر هذا البلد نحو لعبة كبيرة وسخة و قذرة وخطرة.
حرب شيعية سنية على صعيد المنطقة.....
إن ما لم يمكن لصدام تحقيقه خلال الحرب العراقية الإيرانية بين 1980_1988 وما لم تستطع أمريكا وإسرائيل تحقيقه بعد احتلال العراق يحاولون الآن تحويله إلى تركيا السنية.
و إلا هل كان بإمكان الحميّد أن يتذكر فجأة وبدون سبب كيف إن العثمانيين أوقفوا المد الصفوي!
وهل كان بإمكان الملك عبد الله أن يزور تركيا فجأة، و الذي أعدم العثمانيون جده !
لا يمكن لعبد الله أن يتجرأ و يخطو أية خطوة دون أخذ موافقة الولايات المتحدة الأمريكية. هناك من يخطط لدور قذر وخطير لتركيا....
ما سأقوله (الآن) لحكومة حزب ألـ (آك): انتبهوا لأنه في كل لحظة قد ترجع الأمور إلى ما قبل نقطة الصفر. الخاسر لستم أنتم وحدكم بل و في نفس الوقت تركيا وكل جغرافيتنا..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حزب الأبيض الحاكم في تركيا. : Ak Partisi *
بقلم حسني ماهالي
بتاريخ 15.08.2006
(اكشام)مترجمة عن
التركية aksam جريدة
ترجمة عَبْد الخَالِق البُهْرزيّ
#عَبْد_الخَالِقِ_البُهْرزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟