أكثر من حرب دفعة واحدة

خالد مجر

الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 10:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

الحرب تبدو للوهلة الأولى واحدة فقط، طرفاها جيش معتدٍ ومقاومة. لكن الواقع غير ذلك، إذ تجري أكثر من حرب دفعة واحدة.
الأولى: هي الحرب العسكرية، وجميعاً نتابع تفاصيلها لحظة بلحظة، وقيل عنها الكثير، لكن الأبرز ما أجمع عليه الكل: (إسرائيل) لم تحقق انتصاراً عسكرياً على أي صعيد، وهي بالتالي فشلت فشلاً ذريعاً رأى بعضهم أنه يحدث لها لأول مرة.
الثانية: حرب إعلامية تدور رحاها الضروس في الصحف والإذاعات وشاشات الفضائيات، وفيها يتمترس أطراف يدعي كل منهم أنه يمتلك حقيقة معرفة ما جرى ويجري وسيجري، الذين ينظّرون ضد المقاومة ويحملونها أسباب الحرب ارتبكوا بما يجري على الأرض، لأنهم اعتقدوا كما أصحاب الحرب الحقيقيين، أي الولايات المتحدة، أن كل شيء سينتهي في غضون أيام لا أكثر، لذلك نشهد تراجعاً لدى هؤلاء في الكم والنوع.
الكم لا يشمل الأفراد فقط بل الدول أيضاً، إذ تراجع أفراد ودول عن آراء ومواقف سبق أن أعلنت، لأنهم جميعاً أدركوا أن رهانهم ببساطة، كان خاطئاً.
الثالثة: هي أخطر الحروب على الإطلاق أي على المسارات السياسية، كلنا قرأ مشروع قرار مجلس الأمن ورأى الأفخاخ الموضوعة في كل بند فيه، إضافة إلى تفاصيله.
هنا تبدو المعركة ليست معركة المقاومة فقط، بل هي معركة الجميع، من الحكومة اللبنانية إلى الأنظمة العربية وصولاً إلى أصحاب القرار الفاعل في المجتمع الدولي، فالولايات المتحدة ومعها فرنسا منحتا (إسرائيل) في السياسة ما لم تستطع أن تحققه في الحرب!
نعم اليوم أمام الدول العربية مهامّ كبيرة، أقلها أن لا نبقي المنطقة مفتوحة على حرب لا نهاية لها، كما هو متضمن في المشروع المقدم إلى مجلس الأمن، فهل نستطيع؟
الرابعة: هي حرب الصمود، وهذه لها أكثر من عنوان، فالتدمير اليومي المنظم والمنهجي لكل شيء في لبنان ليست غايته سوى فك الارتباط اللبناني وإدخال الأطراف في صراع فيما بينها. حتى الآن حدث العكس، ازداد الترابط بين الجميع، يشهد على ذلك الخدمات الكثيرة والكبيرة التي تقدم للمهجرين واحتضانهم من جميع الطوائف اللبنانية.
أما الصمود الأكثر أهمية فهو الذي يحدث على جبهات القتال وهذا الصمود هو الذي أنجز كل شيء وعليه يعول الجميع، فدونه لم يكن ممكناً الحديث عن تراجع في المواقف أو المطالبة بقرارات مختلفة، أو احتضان المهجرين.
هذا الصمود يقف خلفه الإنسان فقط الذي يؤمن أن له قضية تستحق أن يموت من أجلها.
وهذا هو الذي يضع الفارق الحقيقي ويعطي المقاومة معناها وشرعيتها.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل