أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسي اميتاي - حكمة التكافؤ – نظرية محمد سيد أحمد - المنظّر الماركسي المصري الراحل















المزيد.....

حكمة التكافؤ – نظرية محمد سيد أحمد - المنظّر الماركسي المصري الراحل


يوسي اميتاي

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ادّعى صديقي الغالي محمد سيد احمد المنظّر الماركسي الذي انتقل الى رحمته تعالى قبل بضعة أشهر في كتابه "بعد ان تسقط المدافع 1975" وفي بعض مقالاته الاخرى حول الصراع العربي الاسرائيلي، ان ما خلق امكانية لحل الخلاف هو وضع "التكافؤ" القائم منذ حرب اكتوبر عام 1973. يقول: "يكفي الا تحرن اسرائيل نصرا حاسما في حرب واحدة، حتى تشكل هذه الحرب بالنسبة لاسرائيل ردة وانتكاسة، وكأنما قد خسرتها. ويكفي ان يتكبد العرب في حرب واحدة هزيمة منكرة حتى تكتسب هذه الحرب ليس في نظرهم وحسب، بل لاسباب موضوعية كذلك، طابع الانتصار"!
ويضيف: "ان الجديد منذ حرب اكتوبر هو توصل شتى اطراف النزاع الى قناعة بان بلوغ تسوية يحقق سلاما يرضى عنه الجميع مقبول فقط لانه اقل الاحتمالات سوءا، اقل الاحتمالات ضررا للجميع، في اطار التوازن الراهن في المقدر لعلاقات القوى او أي مستقبل منظور".
كما وضح سيد احمد كأمر مفهوم ضمنا – انه من الضروري ان يشمل الاتفاق كل الدول العربية، ويضمن حلا عادلا للقضية الفلسطينية. كذلك ادعى ان الاتفاق الذي يتحدث عنه لا يلغي باي حال التناقضات (على المستوى الايديولوجي) بين اسرائيل والعرب، بل ان: "اعادة ترتيب هذه التناقضات، التي يعتبر ضدها على جميع الاطراف اكبر من فائدتها لاي طرف".
اعادة الترتيب هذه تدعّم بجهاز تشجيع وردع، ينفي استعمال العنف كطريق لحل الخلافات.
ان الصراع الحالي في لبنان، هكذا يبدو، هو برهان آخر على صحة نظرية التكافؤ، التي طورها صديقي الراحل، ان حكومة اسرائيل واكثرية الشعب الاسرائيلي ليسوا مطلعين بعد على وجود هذا التكافؤ في القطاع اللبناني، وقد يكونون على اطلاع، الا انهم يتنكرون له!
برأيي ان التكافؤ قائم في اساس الكيان في المنطقة منذ بضع سنوات. من هذا التكافؤ يجب ان نستنتج كل العمليات من اجل انهاء هذا الفصل الحالي في الصراع بين اسرائيل ولبنان، في الطريق الى بناء كيان سلام وتعاون مشترك في المنطقة.
وكي لا يضيف احد نارا على ما قلت، مهم لي ان ابين الامور التالية:
* أولا: لا توجد بالضرورة صلة بين التكافؤ الذي نتعامل به وبين نسبة القوى والعظمة العسكرية بين اسرائيل وجاراتها. لا اعتراض على ان عظمة اسرائيل العسكرية هي اكبر من قوة اية دولة عربية على حدة، وحتى اكبر من أي جمع/ تجمع بين قوى عربية. لكن في حالتنا هذه نحن نتحدث عن التكافؤ الاستراتيجي، الذي يعكس مجموعة واسعة من المتغيرات: كما وكيفما، ثقافة واجتماعا، تخلق مجتمعة كيانا لا يمكن لاي طرف اخضاع الطرف الآخر، او فرض اتفاقيات تشبه الاستسلام.
* ثانيا: ليس الكلام هنا عن تكافؤ بين اسرائيل وحزب الله، وهو الذي بذاته كيان خارج السياسة، بل بين اسرائيل وبين دولة لبنان كوحدة كاملة، وكجزء من التكافؤ في المنطقة عامة.
ان ما يمكّن وجود لبنان ككيان سياسي مميز، منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى ايامنا، هو حياز معقد وحساس يضمن التوازن بين الطوائف المتعددة، وانصاف الطوائف التي تكون المجتمع اللبناني.
قد لا نحب حزب الله، الا اننا يجب ان نقبل كفرضية كونه جزءا عضويا من النسيج القومي اللبناني، (وهذا بحد ذاته، يعطي حقا للادعاء الاسرائيلي ان المسؤولية عن العمليات الاستفزازية التي تنفذها، فان المسؤولية تقع على عاتق حكومة لبنان ذات السيادة).
منذ عدة سنوات يخضع لبنان لعمليات اعادة اعماره، اعمار الحوافز التي تمكن من وجود لبنان كدولة، ويشكل حزب الله مركبا حيويا في لبنان، مع كونه عنصرا اشكاليا، كل محاولة لاقتلاع هذه الحركة، "من الجذور" على كل ما تمثله في الكيان اللبناني، نضع على نجاحها علامة سؤال، ولكن حتى ولو نجحت (وذلك سيكون ثمنه دماء لا تحتمل من الجانبين).
فسيكون نجاحها اسوأ من فشلها، وذلك لان جهاز التوازن سيصاب دون ان يكون له اصلاح، ولا يمكن التكهن حول اية قوى سوف تجذب الى الفراغ الذي سيحصل.
* ثالثا: على الرغم من ان التكافؤ الاستراتيجي قد يكون واقعا استراتيجيا بعيد المدى، فهو ليس فرضية ثابتة بل دينامية، اريد بذلك القول: انه توجد نقاط في الزمان، قد يكون التكافؤ فيها اكثر سهولة، والثمن الذي على الاطراف دفعه اقل من نقاط في زمان آخر. أقدر انه بعد رد الفعل العنيف الاولي على استفزاز حزب نصر الله، فان اسرائيل سوف تستجيب للتوجه المنفعل لرئيس حكومة لبنان فؤاد السنيورة لوقف اطلاق نار فوري، حيث تقيه بنوده بشكل مثير البنود التي يتحدث عنها في المشاورات الدولية الحالية، فان التكافؤ في الساحة اللبنانية كان سيعطي ثمارا مأمولة.
ان دعوة رئيس حكومة لبنان، رُفضت بصلف من قبل حكومة اسرائيل حتى ان الوزير حاييم رامون كلف نفسه ان يشرح للسنيورة ان رب البيت الحقيقي في لبنان هو حسن نصر الله. ان الدافع الاسرائيلي في "السير حتى النهاية" (نهاية يستصعب الجميع تحديدها)، وللاستراتيجية الكبرى لسلطات بوش في المنطقة، كل ذلك خلق واقعا مأساويا، يفرض فيه على دولة لبنان ومواطنيها صعوبة جماعية اكثر من طاقتهما.
فعلاوة على ان العمل لا اخلاقي بشكل واضح، فانه يبعد الاطراف النسورية عن نقطة التكافؤ المرجوة، مع كل الضرر المرتبط في لبنان وفينا على حد سواء.
لقد فات الوقت ولكن ليس متأخرا جدا.. لامتصاص التكافؤ المنطقي (غالبا في الساحة اللبنانية) واستنتاج النتائج الايجابية. فما زال هناك امل لان يخرج الطرفان المضروبان من المأساة الحالية الى آفاق سلام وازدهار.
وبروح اقوال سيد احمد اقول: ان الترتيبات التي قد تتحقق لن تكون بشكل عام في حدود "سلام ايديولوجي" بل "اعادة ترتيب التناقضات" الامر الذي لا ينفي شراكة منطقية عملية على شتى المستويات، وخلق ادوات فعالة، على الغالب، لحل الازمات دونما حاجة للعنف.
اما دور السلام، سلام الافئدة فهو آتٍ في المستقبل يوما ما، كاستمرار لمسيرة المنطقة وسوف تحركه "حكمة التكافؤ" التي كان الزعيم الاشتراكي المصري الراحل محمد سيد احمد اول من تحدث عنها كطريق لحل الصراع العربي الاسرائيلي.

* كيبوتس جفولوت – النقب
ملاحظة : الدكتور يوسي اميتاي محاضر في قسم علوم الشرق الاوسط في جامعة بن غوريون في بئر السبع في النقب وقد شغل منصب المركز الاكاديمي الاسرائيلي في القاهرة سابقا وكانت له علاقات مميزة مع عشرات الادباء وقادة الاحزاب المصرية، له كتاب بعنوان: "مصر واسرائيل نظرة من اليسار" وعنوان ثانوي: "اليسار المصري والصراع العربي – الاسرائيلي".

(ترجمة د. بطرس دلة )
(كفر ياسيف)




#يوسي_اميتاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسي اميتاي - حكمة التكافؤ – نظرية محمد سيد أحمد - المنظّر الماركسي المصري الراحل