أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صبيح - طائرات واغنيات ... وبنات















المزيد.....

طائرات واغنيات ... وبنات


محمد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 06:51
المحور: الادب والفن
    



" الى البنت التي حمت شرف الرجال

حدثنا ابي العسكري المتقاعد " رحمه الله " واسكنه فسيح جنانه قبل
سنين خلت وهو يستمع دون اكتراث لنشرة الأخبار تهطل علينا في ذاك المساء البعيد .. حدثنا عن هزائمنا العتيدة واذكر شد قبضته على السكين وهي تغوص عميقا في خاصرة البطيخة الحزيرانية واكمل " لم تكن حربا .. كانت فضيحة !! لم تستغرق عملية فض الأمة اكثر من بضع ساعات وكنا على راي اشقائنا في الشام " عضة كوسايه" .. قلت أوَ من جبن ٍ وخور نحن يوم ئذ ياابتي .. قال لا ولكنها الطائرات..
وما ادراك ماالطائرات
وغرقنا في بحيرة اسماء طيور الفولاذ وامتلأ الجوف الطيني علينا بغبار " الميراج وقصف الفانتوم ورايت فارا بملامحي ليلتها يهرب مذعورا تحت هدير الهوكر هنتر !!!

.. وهكذا تعلمت نشيد الطائرات الذي صرت اصحو وانام عليه طوال العقدين المنصرمين من القرن الماضي وتحديدا بعد ان ادمنت مبكرا" وجع الراس ووجع القلب واثخنتني حقن الثورة والأدب الواقعي وكعك الشاي مع الفوهات والكوفيات واناشيد الزاحفين غدا على قمم الجليل وكثبان النقب " .. والى لحظة كدت اظنني قد اسقطت وحش الفولاذ المجنح من هواجسي وارديته ارضا في نزال اسطوري حمل فيه جالوت "كلاشن اخمص حديدي " وبعيدا عن حجم ساعات التحليق وجهنمية التكنولوجيا .. كانت طائرة داوود الموسومة بال ف16 تاكلها
المارشات العسكرية والملصقات ..
" ولا طيارة تهدي ولادبابة تعدي "
وهكذا شد ازره الفتى واتقد
غادر عقدة النقص الجوية
صوب فولاذ قلبه نحو الفولاذ
اسقط طائرة ضجت نساء المخيم بالزغاريد
جاء من صلب الهزيمة من يحمي البلد
والله ولد .

لاحقا وفي احد بيوت المثقفين الثوريين في " مخيم الزرقاء " اهداني رفيق مولع بادب المقاومة مجموعة شعرية للشاعر الزرقاوي سميح القاسم .. اعاد تثقيب البطين الأيسر لخلايا العقدة اياها وانا اقرأ واعيد واقرأ واعيد قصيدته الملعونة عن " التعاويذ المضادة للطائرات "
وسرت في ديالكتيك الوعي الذي سبقته المادة حينذاك قشعريرة من سقطت على ام راسه قذيفة نابالم فتعثر في الدرك الأسفل من نار حهنم واحترق !
وكان أن عدت الى كوابيس الطائرات !
اياما ثم انتشيت وانا احدث امي " الفتحاوية " عن عملية ديرياسين واكمل مزهوا لها عن عما فعلت بهم دلال واخوتها
ورفعت المذياع على اخره وهو يهدر " سأرى لحظة الأنتصار سأراها بعيني رفيقي " .. تنهدت ورسمت لوحة " الغرنيكا على وجه فلسطينيتها .. ولكن ماذا سيفعلون الأن في وجه الطائرات !!

طائرات .. طائرات
عاد القول الى ايام ال " محمود الدرويش اخيرا " يا امي
دمرني الصناجة الكنعاني الليلة
اي خمر واي زبيب واي تعاويذ تسند ظهر الفتى رامي ال " م ط "
" تخطف العاشق من حضن الفراشة "
يالهي وهل كان العاشق يامحمود ينام في حضن الفراشة
عاش التحالف القومي الأممي ال ...
طائرات .. طائرات


أين مات ابوك
تحت قصف الطائرة
واين مات اخوك
تحت قصف الطائرة
وحبيبتك
تحتها ايضا ..
اوا تعاند الطائرات بعد هذا "
اذكر في الطفولة انشودة تعلمتها من احد الفرسان المغاوير كانت تقول

" سوسو عندو طيارة وانا عندي حصان
حكالي تع نتبادل لكني حيران "
ولا ادري تحت الوطئ الجماعي لماذا تقفز كالجندب في ساحة خمري
وتعاريج هذياني تلك الأنشودة .. ولماذا الحيرة يا ابن الصحراء فرس بطائرة
وافلسف مشتعلا .. لحظة يشتد القصف
اللعنة على الصحراء وكثبان الرمل وسيف الزير " ويدعون عنتر والرماح نواهل "
اللعنة على كل ثقافات القبيلة وروابط الدم والدمع المجفف "وسلسلة دليل المناضل " " ويوميات الصراع الطبقي في البرتغال "
اللعنة على جراثيم التحالف مع ذباب " الميغ 17 " وفيروسات الخندق المشترك "
.. بعد صيفين او اكثر ساجلس ذات عصر مع ابن عمتي المهزوم القادم من " جمهورية الفكهاني " و يحدث مكتئبا كدنا .. نهزمهم لولا .. انا لانملك اللعب طويلا على ارض الغير .. هكذا كانت قوانيين


المونديال وهذي لعبة الأمم ال فيفا .. والخيانات والكثير من مركبات النقص امام الطائرات !

عموما بعد شهرين نسينا حزننا وخرجنا جميعا في زفة البطل العائد من بيروت ال خيمتنا الأخيرة

وللغرابة كنا نهتف في " العرس الذي لاينتهي "
ياويل اللي يعادينا ع البرية يلاقينا "
وصعد الهتاف الى أعالي السماء
وحدها تنانين الفولاذ المحملة بأطنان الجحيم كانت تهزأ بأصواتنا
وعلى ارتفاع ألف قدم مما تعدون كان " طيارو جيش الدفاع " الجبناء لا ينزلون لملاقتنا ولعلها فعلا كما غنى البلان قديما " ركب الطيارة غيه "
وهكذا عدت الى نشيد الطائرات
فوبيا من صلصال وابابيل ترمي قومي وبني امي
بحجارة من سجيل وللأمة رب يحميها
وأنا الى قوم سواكم لأميل
ومر صيف يمسك بتلابيب صيف الى أن عادت الهستيريا القديمة لتلافيف دماغي مجزرة ومهزلة...
وذابت فيالق المهيب الركن " كمدن الملح في مطويات المنيف " ولا عاصم اليوم إلا الصفيح المشطب
لا عاصم اليوم لأي عاصمة
فضونا بحرا وبرا وجوا والعساكر فاجئها الحيض المذهبي في اللحظة الحاسمة
" ويالقاع ترابك كافور ع الساتر هلهل شاجور "
وان هلهلتي هلهنالك وجيوش العروبة قبالك
وان هلهلتي يا حبابة واحدنا يقابل دبابه
وحنا للسيف حنا للصيف !!

اعتدل النحوي العسكري الخبير وافاض علينا بعلمه الغزير وحدثنا عن سلاح الجو الخطير وقال لنا فيما قال اعلمو يا اشباه الرجال ولا رجال ان فولاذها قد من زبر الحديد وفيها من من جحيم الموت كل جديد لها عين صقر وشواظ يفتت الصخر تزمجر حين تغير وتقطع نياط القلوب حيث تطير وتأتيك قبل ان يرتد اليك طرفك ترميك باطنان الحارق الخارق وتقصف عمرك من علو شاهق يقودها شيطان مارد يحرسها من عبن كل حاسد تحتسي النفط والكحول وتجهض حملها نارا على البيوت والحقول
الشقي من عاداها والسعيد من اتقاها
اعيذكم من شر الحادثات واياكم والمغامرات
واللعب مع الطائرات حيث لا شفاعة تشفع
ولا ديبلوماسية تنفع ولا احدا في المجتمع الدولي لصوتنا يسمع
واردف يقول وعمر السامعين يطول ماقاله الأطرش للسامعين في غابر الأيام والسنين " ماليش دخل يا حبيبي فيك "
"و في البحر لو فتكم في البر فتوني "
...............................
............................................
وحدها فيروز كانت تعد مؤامرة رحبانية للقوم هذا الصيف
فما الذي اغوى البنت الجبلية ان تصعد كي تخطف قمر الشوق جنوبا
في هذا الظرف الدقيق ومن عز النوم
من اعطى الأذن ومن سمح وكيف بلا احم ولا دستور تقرر عنا وتغني
" طيري يا طياره طيري يا ورق وخيطان
بدي ارجع بنت زغيرة ع سطح الجيران"
البنت الملعونة تحلم بالطائرة المجنونة والطائرة اتت
قاءت الطائرات علينا جميعا دمرت صيفنا السياحي
كسرت ايقاع الحفلة فوق الراقصات وبعثرت اطباق " الحمص بطحينة والبابا غنوج "
طائرات طائرات
تلاحق البنت
والبنت وحيده لا اعمام ولا اخوال
البنت يا ذل الرجال
صرح ابي جهل تذمر في المؤتمر الصحفي وتمتم من اوقف وأد البنات
احرجتنا البنت امام الطائرات
قال وزير الخارجية من يخرجنا الأن من الورطة يا قوم الم اقل لكم
ان همّ البناتِ الى الممات
...................................
..........................................

امس وبعد الموجز رايت فيما يرى النائم فئران المستنقعات تطلق للريح ساقيها وتركع للطائرات
ورايت كما ان طل علي وجه ابي والمذياع يخشخش بين يديه وكان يتمتم مزهوا
" ياحيف ع الزلم في اثنين عشرين جيش وبلد
يا" بنت جبيل " راسك للسما
تسوي من الصبيان الف 16 ولد
تسوي من الصبيان ال ف 16 ولد!!!!



#محمد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذياناات مدينة تحت رق الى روح الماغوط التي راحت ... واستراحت


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صبيح - طائرات واغنيات ... وبنات