أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - بين ثقافة السياسي وسياسة المثقف















المزيد.....


بين ثقافة السياسي وسياسة المثقف


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 482 - 2003 / 5 / 9 - 04:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 

الثقافة جزء لا يتجزأ من النتاج التاريخي لأي أمة كانت بكل روافدها ومنابعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية .....الخ. ولكل فرد من تلك الأمة الحق في أن يستغل تلك الثقافة لمصالحه سواءً كانت شخصية فردية تحقق مآربه الخاصة أو يكون ذلك الاستغلال يحمل طابع العمومية والشمولية يحاول جاهداً من خلالها أن يحقق آمال وطموحات ثلة من أبناء المجتمع إن لم نقل إنها ستعود بالفائدة على كل عنصر من عناصر تكوين هذا الكيان الذي يسمى بأسماء متعددة ( المجتمع - الجماعة – الحزب – العشيرة ..................الخ).
ولكن في الحالة الراهنة لتطور المجتمعات البشرية باتت المصلحة الشخصية الذاتية هي فوق كل اعتبار وتعلو كل القيم بل وحتى تصل في بعض المراحل بأن تدعو إلى سحق من هو دونه أو من لا يواليه فصار المنطق في هواهم ونظرهم إن لم تكن معي فأنت ضدي
والشواهد كثيرة منها السامية ( اليهودية نموذجاً ) التي تنظر على ان اليهود هم شعب الله المختار وكل الأقوام والشعوب التي لا تتكلم العبرية لا تساوي شيئًا في ميزانهم بل و تفرز على المجتمعات التي تجاورهم رواسب تأمرهم منقادين وراء تلك الفئة بقصد أو بدون قصد ( فلسطين نموذجاً) والمثال الأخر إنفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة على العالم طبقاً لأهوائها ومصالحها رامية بعرض الحائط كل المفاهيم الأخرى وتحاول قدر إمكانياتها أن تسخر كل من على سطح المعمورة لخدمة مآربها الذاتية ( الغزو الثقافي الأمريكي في البلدان النامية نموذجاً ) والمثال الأخر بعض الأنظمة العربية الشوفينية في سياساتها التي تحاول طمس ووئد كل القوميات والإثنيات التي في بعض الأحيان هي أقدم منها وجوداً وتاريخاً  وثقافة وتطلق هذه الأنظمة العنان لألسنتها بأن تصف وتعرف الأرض الممدودة بين الخليج والمحيط بالوطن العربي صاهرين بينها كل القوميات الأخرى مستخدمين بذلك كافة الطرق والأساليب لتعريب ثقافات تلك الشعوب والأقليات ناهين بذلك وجودها وتاريخها وقبل كل شيء شخصيتها في حين كانوا هم من يدعون مستعمريهم للخروج من أراضيهم وينددون بسياسات قمع الثقافة وتحويل الشعوب إلى قوميات مصهورة ضمن القومية السائدة  ( سياسة التعريب التي طبقت في كوردستان العراق و مدينة كركوك خير مثال )
أما الذي يهمنا في كل هذا السرد فالفوقية التي تمارسها بعض التنظيمات الكوردية والكثير من الشخصيات التي أشك في انتمائها إلى الكوردية ولا حتى بألستنها وإتقانها الكوردية كلغة لهم كونهم يدعون بانتمائهم للقومية الكوردية رغم أن كل أقوالهم وحتى أفعالهم تعكس بل أضاد للكوردية كقومية أو حتى كانتماء عشائري لعدم وجود جذور وأصول لهم يستطيعون أن يرفعوا بها رؤوسهم ويفتخرون بنسبهم وأصلهم وفي غفلة عن السياسة والثقافة التي هما يشكلان تلازماً لا يمكن التفريق بينهما .
ولكي لا نظلم أحد ولا نكون مثل الذين سنصفهم سنوضح بعض النقاط التي هي في الحالة العادية سارية المفعول ولا غبار عليها بين أبناء المجتمع ولكن لو درستها وحاولت المقارنة بين وجودها الظاهري وبين ما تتغيبه في جوهرها لتداركت الأمر وعلمت بأنه موضوع يستحق الذكر والمداولة :
النقطة الأولى: الخلفية الثقافية والخلفية السياسية : ولها أيضاً العديد من النقاط التي تتفرع منها وتكون مع بعضها السياسي المثقف الذي يعي و يتفهم من خلالها كافة المسائل سواءً الحياتية اليومية أو المواضيع السياسية التي هي جوهر فكرتنا:
1- لا يولد الإنسان متعلماً ولا مثقفاً ولا حتى يتقن أبسط وسائل المحادثة والكلام والتعبير عن الآراء والأفكار ولكن مع مرور الزمن ترى ذلك الطفل الذي كان يبكي لسبب كنت تجهله يعبر عن رأيه في هذا طعامه و ملبسه وحتى في طريقة تسليته أي أنه صار يدرك رويداً رويداً معنى كل الأشياء التي تحيط بوسطه الصغير أي بدء يعبر عن رأيه بكل صراحة دون خوف أو وجل إلا إذا أقمعه أحد سواء كان هذا الواحد أحد أبويه أو أخوته أو أصدقائه الذي يخاف منهم لقوته أو لطول لسانه وأمور أخرى تختلف من بيئة لأخرى ومن مجتمع إلى أخر كل حسب موروثاته وثقافته ونتاج حضارته.
2- التربية الأساسية في البيت الذي تولد فيه فأنت منقاد ورائه شئت أم أبيت ولكن تختلف نسبة التأثر بهذه التربية من شخص إلى أخر فأنت مولود بالفطرة على كل تلك التصرفات التي تقوم بها دون أن تشعر بأنك تمر من خلال الممارسة اليومية لتلك الأفعال بأنك تعيد شريطاً حياتياً أنت الذي مثلت فيه فأنت وليد ذلك المجتمع الصغير وتتأثر به دونما إدراك حقيقي لأفعالك وممارساتك اليومية وتتأثر بهذه الثقافة ولكن حسب قدرة تقبلك لتلك التربية.
3- إن تلك المورثات السابقة وبإضافة عامل التمازج والجوار وتناقل الحضارات وتمازج ثقافاتها تتكون لدى الإنسان البالغ شخصية خاصة بذاته لا يشابهه أحد فيها قد يكون التشابه في بعض النقاط ولكن لا تطابق كلي في التشابه فتبقى المورثات دائماً أقوى من المكتسبات وتختلف نسبة هذه القوة من مجتمع إلى أخر ومن ثقافة إلى أخرى.
إن بعض الأحزاب الكوردية ولن نقولها كلها كي لا نظلم البعض الأخر تفتقر بل تنعدم لديها الخلفية الثقافية اللازمة لتكوين حزب سياسي يستطيع هذا الحزب من خلاله أن يقوم بواجبه كي يدافع عن آمال وتطلعات تلك الجماهير التي تنقاد خلفه وتسير ورائه ظناً منها أن ذلك الحزب سيحقق المرجو منه دون علمها أن تلك الأحزاب لا تستطيع أن تقرر ماذا تريد بل حتى لا تستطيع التركيز على مطلب واحد من مطالبه ورغم معرفة ذلك الحزب بكل نواقصه إلا أنه يصر على الخطأ بل أحياناً يتعمد الوقوع في الخطأ كي يورث هذا الفعل لأعضائه لأنهم قاموا على أفكار تخدم مصالحهم دون النظر بعين الاعتبار لمصالح رفاقهم ومصلحة القضية التي يوهمون أنفسهم وغيرهم بأنهم مدافعون عنها وفي الحقيقة تندرج أسمائهم مع السلطات والسياسات التي تقمع القضية الكوردية وتجردها من شرعيتها
هذا من جهة ومن جهة أخرى الشخصيات التي تمثل تلك الأحزاب والهيئات والتنظيمات المشبوهة والمشكوكة في ولادتها والخلفية السوداء التي تخبئها من خلف كواليسها إن هؤلاء الأشخاص منعدموا الثقافة وبعيدون كل البعد عن السياسة التي ينادون بها بالإضافة إلى الخلفية السوداء لتاريخهم الاجتماعي الذي هم مفتخرون به وسنفصل بين هؤلاء الشخصيات ونشرح نفحات من حياتهم ونفرق بين اللذين يعيشون هنا وبي اللذين فروا أو هاجروا إلى أوروبا ومن هناك أطلقوا العنان لألسنتهم فيقيمون الناس على أهوائهم الشخصية ونخص المثقفين واللذين يدخلون مضمار السياسة بل هم من المتسابقين في الحلبة:
أولاً- الشخصيات التي تعيش داخل الوطن:  وهم الطبقة الأكثر تواجداً على الساحة السياسية وأعطي المتحزبين منهم الخصوصية في التوصيف :
1- إن الثقافة التي يتمتع بها القليل من الشخصيات المتحزبة هي من مورثات الثقافة الشيوعية التي استوردناها واستخلصناها من الفكر البلشفي والذي فرض علينا من قبل الأحزاب الكوردية كلها معتمدين عليها في تنظيم الأمور السياسية وترتيب البيت الحزبي في أحزابهم دون النظر إلى جوهرها ومنطلقاتها وهل نستطيع تطبيق ما طبق الشيوعيون على روسيا القيصرية على الشعب الكوردي في سوريا دون دراسة الواقع حيث علينا وكما يقال فلسفياً ان القضية الأساسية في الفلسفة هي علاقة الكائن بالفكر, أو علاقة الكون بالفكرة , وبالعكس وبما أن الحياة السياسية هي جزء من فلسفة الوجود فعلينا اختيار الأفكار من منطلقات الواقع وليس العكس بأن نستورد الأفكار ونفرضها على شعوبنا فالاشتراكية العلمية إذ تعتبر الفلسفة حزبية ومهمة الدراسة العلمية الكشف عن المحتوى الكامن وراء العبارات والنظريات الفلسفية ونعني المصالح الطبقية , فأنها تنطلق من الطريقة المادية القائلة بأننا لا نذهب من الأفكار إلى الواقع الموضوعي , بل الواقع الموضوعي إلى الأفكار أي أن الأحزاب لم تتمسك بالمبادئ الأساسية للاشتراكية العلمية التي هي بالأصل من منطلقات الشيوعية أي ان وجود تلك الأحزاب بالأساس هو غير منطقي ويبتعد عن الأسس والقواعد التي على أساس أن تلك الأحزاب بنيت عليها فالمنطق يحتم علينا عند كل تحليل فلسفي لوجود هذه الأحزاب من الواجب أولاً الكشف عن الجذور الاجتماعية لهذا الحزب , والجذور الطبقية ثم توضيح المنبع النظري السابق لهذا الحزب والربط بين الاتجاه الفلسفي المنطقي للشيوعية وربطها بالاتجاه الفلسفي المنطقي للشعب الكوردي مع مراعاة الخصوصية السورية فيها والعلاقة بينهما تشبه العلاقة بين الوارث والموروث ففلسفة البروليتاريا ورثت أفكار الماديين الفرنسيين التي كانت تعكس في فترة تاريخية معينة الأفكار الثورية للبرجوازية إن الأفكار البروليتاريا الفلسفية تتنابع للفلسفة الثورية المادية الفرنسية وهذا ينطبق على الحالة الكوردية بأنها تمد كل مورثاتها من الأفكار البلشفية وهذا منافي للواقع فللكورد خصوصية تاريخية اجتماعية ثقافية  اقتصادية تختلف كلياً ن الخصوصية التي كان يتمتع به الروس في أيام القيصر فعلينا أن نكون دقيقين في الوصف ونرصف كل فكرة لا تليق بواقعنا على قارعة الطريق لأن الشيوعية تحمل طابعاً أممياً في حين يحتاج الكورد إلى شخصية قومية مستقلة ومن ثم تقرر تلك الشخصية مصيرها بنفسها وحسب ما تراه مناسباً لخصوصيتها فليس بإمكان هؤلاء الأشخاص قيادة شعب بدون أن تكون لهم ثقافة سياسية بحيث يستطيعون من خلال تلك الثقافة بناء الشخصية الحقيقية لهم ولأحزابهم .
2- الخلفية الاجتماعية لهؤلاء الأشخاص الذين صاروا قيادي للتنظيمات الكوردية (لا أقصد الكل ولكن الكثير منهم) تنحدر أصولهم الطبقية الاجتماعية من جذور إقطاعية ذات صبغة آغاواتية تكبرية استعلائية ولما لا فهم يملكون الآلاف من الهكتارات والأراضي الزراعية بالإضافة إلى الملايين من الأوراق النقدية والتي يشك في تحصيلها عبر الكثير من الطرق الغير قانونية والغير شرعية فكيف يستطيع هؤلاء الناس قيادة شعب هم بالأصل لصوص أموالهم وحقوقهم وينعمون بخيراتهم دون أن يطبقوا أفكارهم الاشتراكية على أنفسهم ولكن يرضون بل يأمرون بأن تطبق على كل أبناء شعبهم أو الفئات التي يحكمونهم ألا يكون هذا منافياً لقوانين أحزابهم ومبادئهم ولكن ليس العتب عليهم بل على كل من يصدقهم ولا يدرك حقيقة ماهياتهم بأنهم أتون مطبقين الآغاواتية بطريقة أخرى مستغلين شعار القومية ومنادين به لكي يستطيعوا بواسطته أن يلموا أكبر قدر ممكن من الرعية حولهم فارضين بذلك العشيرة والأغا مرة أخرى مع اختلاف التسميات من أغا العشيرة إلى سكرتير أو رئيس الحزب حيث يكون ذلك السكرتير وغالباً بعيداً كل البعد عن الثقافة السياسة وسياسة المثقف الواعي.
أما يتعلق بالكثير من قياداتهم من مخلفات اجتماعية تشوه صورة الحزب قبل صورهم فالذي لا يستطيع أن يضبط بيته ويصير عرضة للهتك والتشهير لا يستطيع أن يكون من اللذين يقودون المجتمعات بل تنفر منهم الكثير من الطبقات الإجتماعية لما سيلحق بهم من تشهير وهتك قد يصل حتى أعراض الناس فالبعد عنهم خير من الوقوف حتى إلى جانبهم.
3- الثقافة التعليمية للكثير من هؤلاء القياديين لا تتعدى الثانوية إلا في بعض الحالات النادرة ومنهم من يبرز أحياناً شهادة محو الأمية فكيف لشخص مثل هذا أن يتفهم المواضيع السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية ويكون معلماً للاشتراكية العلمية وليس بإمكانه أن يتفهم مسائل في الاقتصاد السياسي أو السياسات التثقيفية والتي تكون كلها مع بعض تشكل الأسس التي تنطلق منها العمل الحزبي والسياسي والثقافي أن لا أستطيع لوم أي إنسان على درجة تعليمه ولكن الواجب والمنطق في العمل أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب.
ثانياً- الشخصيات التي تعيش خارج الوطن: على الرغم من خروج تلك الطبقة من المجتمع وهجرتها إلى بلاد أخرى أكثر حضارة وتطوراً من بلادنا إلا أن السياسيين الكورد أو اللذين يسمون أنفسهم سياسيين لم يستطيعوا أن يتأقلموا مع هذا المارد الهائل من التطور والحضارة ولم يطوروا عقولهم وأفكارهم بما يناسب الواقع الجديد من كافة الأوجه والجهات فظل الكثير منهم مستمسكاً بماضيه القذر والذي ليس بإمكانه أن ينساه بل يتلذذ به من خلال الكثير من تصرفاته وأقواله وحتى كتاباته فناك من ترك الوطن وهرب إثر تهم تخل بالأخلاق العامة ومبادئ المجتمع وسجن عليها فيشهر نفسه على أساس أنه كان مناضلاً وطنياً قومياً ولم يبق سجناً إلا ونام فيه وهدد وضرب و,و,و,...الخ. قد يكون كلامه صحيحاً ولكن كل ذلك لم يكن من أجل السياسية بل من أجل محرمات في نظر الدين والقانون والمجتمع فيأتي هو وأمثاله الكثيرون وينعتون غيرهم من هم تحت رحمة الفروع الأمنية من تحقيق وضرب وأحياناً اعتقالات ويقارن نفسه بهم ولا يكفيه ذلك بل يشك في انتمائهم القومي ومنهم من مل من ممارسة الحزبية في جميع أنواع الأحزاب سواءً كانت مذهبية أم أممية وحتى على أسس فكرية ولم يرض بها بل خلقوا لأنفسهم أحزاباً بالرغم من أن عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ويطالب بحقوق هي أكبر منه ومن حزبه طبعاً وهو جالس عل كومبيوتره الشخصي ويتسلى مطلقاً هذه الشعارات البراقة التي لا تنفع إلا عملائه الذي يعمل لصالحهم في سبيل لعن التنظيمات الكوردية ويزيد في تعدادها الذي يمل الواحد من سرد أسمائها فنلجأ إلى تسميتها بأسماء أصحابها وقياديها ويترك الناس هنا تحت وطأة القمع فلو لهم الجرأة لما لم يقوموا أو حتى يقولون ما هم قائلون الآن في أوروبا في الوطن نعم لأنهم تبرؤا حتى من أسمائهم فيبرقون هذه النياشين ومعلقيها على صدورهم دون أن يعرفوا ماهية متطلباتهم وانعدام ثقافتهم الذاتية إلا على جمل لقنها لهم أسيادهم قبلهم فالأجدر أن تواجه خصمك إن كنت قوياً شجاعاً لا تفر وتجعل غيرك في وطأة السيوف في حين تنعم أنت وأمثالك بالخير والأمان واسرد جملة متداولة في الشارع الكوردي  لو كان فلان رجلاً لجاء إلى هنا وطالب بكوردستان  مستقلة أو حق تقرير المصير المهم الفعل وليس القول فالكثير يتكلمون ولكن القلة من يفعلون فخذ بقول ذلك الرجل وكن رجلاً لمرة واحدة في حياتك . بربكم ما أنتم منتظرين من رجل لم يبلغ به الجرأة أن ينشر مقالاته وكتاباته باسمه الحقيقي وهو في بلاد الحرية والديموقراطية ويطالب بكوردستان مستقلة في سوريا فأي منطلق هذا وأي مبدأ.
النقطة الثانية: المكتسبات الثقافية والسياسية:  تختلف نسبة الثقافة من مجتمع إلى أخر ومن شعب إلى ثان تبعاً لعدة عوامل قد تختلف تلك العوامل أيضاُ بين تلك الأمم ولكن تبقى الثقافة هي العامل الأكثر أهمية في تبيان مدى تطور تلك المجتمعات مع مراعاة العوامل الأخرى التي لا تقل أهمية من عامل الثقافة كالعوامل الاقتصادية والاجتماعية وعوامل أخرى. سردت بعضاً من العوامل التي أثرت في الشخصية السياسية الكوردية وبنى من خلالها شخصيته الثقافية وبالتالي فرضت عليه هذه الثقافة المكتسبة بشتى الطرق الحالة السياسية له ولا يمكننا أن نفصل بين شخصيته السياسية والثقافية لأن كليهما أسس الأخر أي كأنهما الأب والأم اللذان ينتجان بالتزاوج بينهما كائناً جديداً ولكن لا نعرف هل سيكون هذا الكائن الجديد طبيعياً لا وجود لنواقص وراثية في بنيته سواءً  كانت هذه النواقص ظاهرية تبدو واضحة للعيان أو كامنة باطنة مختصر على فئة معينة أن تعرف تلك الحقائق والنواقص.
في الحالة الراهنة كل البشر هم وليدوا مجتمعاتهم وبمعنى أدق عائلاتهم أي أن الفرد يتأثر بشكل مباشر وقوي بشخصية أحد أفراد الأسرة سواءً شاء أم أبى قد يكون سعيداً بتلك الصفات الموروثة وقد يكون ناقماً على حالته الراهنة .
تنطلق من هنا نقطتين رئيسيين وهما:
1- المكتسب السياسي  والثقافي الداخلي : ويتضمن بالإضافة إلى تلك العوامل السابقة الوسط الاجتماعي المحيط بالفرد سواءً كان هذا الوسط كبيراً أم صغيراً حيث تختلف نسبة التأثر حسب الوسط المحيط حيث يكون الوسط الاجتماعي مؤثراً بقوة على شخصية الفرد سواءً السياسية أو الثقافية أو حتى الاجتماعية وتكمل مع أساسيات الشخصية والتي تكون موروثة من النسب الذي ينتمي إليه وتندمج وتكمل معاً الشخصية الظاهرية للفرد .
2- المكتسب السياسي والثقافي الخارجي : ويكون هذا المكتسب نابعاً من المجتمع الجديد الذي يلجأ إليه الفرد وتتعدد فيها  الأوجه من مكان إلى مكان ومن زمان إلى أخر ولكن تبقى الشخصية الأساسية والتي هي جوهر الفرد هي المسيطرة على الحالة مع بعض الشذوذ في حالات قليلة.
إن السياسي الكوردي والذي غالباً ما يحمل ثقافة نوعية بسيطة تتجلى في دراسة بعض المناهج التعليمية أو الثقافة المكتسبة من الأفواه والمرئية والمسموعة وعلى نطاق ضيق عبر وسائل الاتصال الحديث أي إنه مكتسب لثقافة بسيطة سطحية رقيقة ما تلبث لهذه الثقافة أن تنعدم بحكم عوامل عديدة والأهم فيها إهمال تلك الثقافة وعدم تطويرها بل وعدم تأسيس قواعد لها لكي لا تنهار بحكم عامل الزمن والنسيان أي أن الثقافة كانت فقط لفترة معينة قد تكون الحزبية من مراحلها ولكن تنعدم تلك الثقافة لعدم استخدامها ومهما يكن فمن المسلمات أن من يضطلع بمهمة ثقافية مجتمعة وشاملة ويريد التصدي لها بنجاحات أكثر وإخفاقات أقل واجب عليه القيام بدراسة فلسفية لثقافته المكتسبة ووضع الأسس التي تخدم مصلحته بالدرجة الأولى وتنعم بالفائدة على العامة.
أما ثقافة السياسي الكوردي فتنحصر في البعض من المجالات الحزبية وتنحصر في الأسس التنظيمي التي يتآمر الرئيس على المرؤوس ويطبق الحزبية من ناحية وحيدة وهي التسلسل الحزبي دون مراعاة الأسس الأساسية للحزب والتي تقوم على النقاش والأخذ والرد ولكن بكل بساطة يصطدم الحزبي الجديد بهذه الشروخ فيفر من الحزبية بل ويكمن الضغينة والحقد أحياناً لأسباب تافهة لا قيمة لها كان بالإمكان إيجاد الحلول لها دون تعقيد بل بكل سهولة ويسر ولهذا فليس غريباً أن نسمع من ممثلي الأحزاب من يقول : مالكم والتصدي لأسرار الحزب والمجتمع والفكر يكفي أن تتسلحوا بالإيمان بالقضية وان تتركوا القضايا الأخرى التي لا يدرك كنهها  إلا الفئة القيادية ودون التصدي لها.
نقول أن من واجب الأحزاب التي تقع على عاتقها مهمة تطوير المجتمع بكل فئاته والفكر السياسي والثقافي لكل أبنائه وأن تقبل على الثقافة السياسية دراسة وبحثاً ونقاشاً واجتهاداً وتعمقاً بقدر المستطاع وبعد ذلك نسعى إلى ممارسة التطبيق العلمي الذي هو محك الحقيقة في وضع الخطط عامة وخاصة لأن العلاقة بين العام والخاص من المسلمات ولأنه بدون الكشف عن العام لا يمكن الكشف عن الخاص وبدون الكشف عن الخاص لا يمكن الكشف عن العام أي يكون التلازم والتوحيد بين الأفكار والتطبيقات الفعلية لهذه الأفكار والإيديولوجيات ولا تكون ممارستها فقط سجالات غوغائية ذات طبعة ديماغوجية مزركشة فارغة من محتواها الأساسي بل عليهم أن يقوموا بتبسيط الحزبية وجعلها في متناول الجماهير بأساليب وطرق شتى وهذه مهمة أساسية تقع على عاتق كل من يمكن أن يساعد الحزبي أو من يريد الحزبية على تطوير المجتمع بصورة ثقافية سياسية واعية وعليه معالجة كافة الأسس التي يقوم عليها ثقافة المجتمع بل الحياة بشكل عام كي لا يجعل الشيء الذي يعمل على تطويره ويبذل نشاطه فيه ناقصاً وضعيفاً وتنتهي فعاليته بزمن بسيط وقليل.
ولكن من ناحية طبقية نجد القياديين يحاولون جهدهم إبعاد الطبقة المثقفة الواعية والتي يمكن أن تؤسس الطبقة السياسية المثقفة تبعدهم عن دراسة الثقافة الموضوعية بل تحاول طمسهم وفي بعض الأحيان محاربتهم بشتى الطرق والأساليب دون أن يعبروا عن أرائهم وأفكارهم بكل حرية وذلك خوفاً أو إحتراماً أو لأسباب عديدة تختلف من مثقف إلى أخر ومن خصم إلى ثاني.
من هذه الزاوية وإذا اقتنعت هذه القيادات بضرورة القيام بدورها في التوعية ونشر الثقافة السياسية لا نجد أفضل من النقاش والجدال البناء كطريقة للتقارب مع القيادات الواعية والمثقفين السياسيين بل التوغل بين هؤلاء المثقفين سهل إلى أقصى لحدود وأن نجعل دراسة الواقع الثقافي والانطلاق منه من أهم الواجبات الملقاة على عاتق كل أبناء المجتمع من حزبيين ومثقفين وكل من له صلة ببناء هذه الشخصية السياسية المثقفة ذات الطبيعة الواعية والتي تعي كافة المسائل وأولها الإجتماعية والسعي لتطويرها لبناء المثقف على أسس علمية موضوعية تحمل الطابع المنطقي والعقلاني.
لأنه من خلال دراسة كل الحركات التحررية نجد أن الخصم دائماً يحارب القيم الإجتماعية والثقافية أولاً ويستخدم بذلك سلاح المادة ولا يتورعون عن استخدام بعض الجهلة ضد المثقفين والواعيين باحثين عن إسكاتهم وإخفات أصواتهم ومنع سريان أفكارهم إلى الجماهير كي لا تصبح هذه الأفكار قوة مادية إذا ما تغلغلت بين الجماهير والأفكار لا تصبح قوة مادية إلا إذا اعتنقتها الجماهير ونفذتها وجعلتها واقعاً حياً متفاعلاً.
دراستنا للثقافة السياسية تساعدنا في عملية القضاء على نظم التأخر ومخلفاتها وقوانينها وإيديولوجيتها وفي بناء المجتمع الجديد الخالي من استثمار الإنسان للإنسان و نعتقد أن الثقافة السياسية صعبة نوعاً ما ولكن من واجبنا جعلها سهلة أمام المهام  والصعاب الملقاة على عاتقنا من جهة الإسهام الواعي ايدولوجياً وعملياً في تطوير المجتمع هذا مع العلم بأنها ليست صعبة إلا إذا أخذت وفق المفاهيم القديمة و كانت منفصلة عن الحياة الثقافية والسياسية.
هل يا ترى طرق العقول بكل أنظمتها أم مازالت الكثير منها موصودة أمام الاعتراف بأنها مذنبة أمام جماهيرها وخجل من فراغها الثقافي والسياسي التي تضحك بها منذ عدة سنين على نفسها أولاً وعلى الكثير من الجماهير المغفلة والتي على أعينها غشاوة ثانياً فأرجو المعذرة من التجريح الذي لا بد منه أحياناً فالصدمة على فاقد الذاكرة تعيدها في أغلب الأحيان وقد لا تعود أبداً.

مراجع ومصادر:

1. تاريخ الفلسفة طبعة دار التقدم.
2. كردستان مستعمرة دولية البروفيسور إسماعيل بيشيكجي ترجمة الدكتور زهير عبد الله  طبعة دار آخيل أثينا اليونان.
3. آراء لينين في الأسس العلمية لقيادة المجتمع الاشتراكي  طبعة دار التقدم   موسكو.
4. أصول الفلسفة الماركسية اللينينية  المادية الديالكتيكية  طبعة دار التقدم     موسكو.
5. أسس الاقتصاد السياسي   نيكتين  طبعة دار التقدم    موسكو.
6. كفاحي أدولف هتلر  طبعة دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر دمشق .
7. المادية التاريخية بربشكينا – زيركين -  ياكوفليفا   طبعة دار التقدم   موسكو .
8. دراسة إبراهيم محمود ( ماذا يعني مفهوم المثقف الكوردي ) دراسات اشتراكية عدد خاص  1990 دمشق.
9. محاضرة الدكتور هوزان قاسو ( هل كل قلم حر عميل ) أخبار الشرق 5 كانون الأول 2002 لندن.
10. مجموعة مقالات منشورة على الإنترنيت.

 

 

 



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلم أخو المسلم لا يظلمه لا يسلمه لا يخذله
- ع الدور يا عرب
- الحروب همجية الحكماء أم ضريبة الشعوب
- الضربة الأمريكية المحتملة ضد العراق - أراء وحسابات
- المشاركة الكردية في الانتخابات النيابية السورية : مسرحية كوم ...


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - بين ثقافة السياسي وسياسة المثقف