الشخصية في الفلسفة و علم الاجتماع و النفس

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova
(Marwan Hayel Abdulmoula)

الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 20:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

إذا كان مفهوم "الشخص" يؤكد أصله البيولوجي ، فإن مفهوم "الشخصية" يرتبط أساسًا بجوانبه الاجتماعية والنفسية ، وتشمل هذه احترام الذات والتوجهات القيمية والمعتقدات والمبادئ التي يعيش بها الشخص ، ومواقفه الأخلاقية والجمالية والاجتماعية والسياسية وغيرها من المواقف الاجتماعية ، ومعتقداته ومثله العليا ، وكذلك شخصية وملامح عقله وأسلوبه واستقلال تفكيره وخصوصيات تكوينه العاطفي وقوة إرادته وطريقة تفكيره ومشاعره ومكانته الاجتماعية.
لقد تم النظر في مفهوم "الشخصية" في التاريخ الانساني من وجهات نظر مختلفة
، إذ يعد مفهوم الشخصية في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع أحد العناصر الأساسية ، و يأتي المصطلح نفسه من الكلمة اللاتينية "persona " ، والتي تعني القناع ، فالشخصية هي مجموعة نمطية من العادات والسمات الشخصية والمواقف والأفكار للفرد ، لأنها منظمة خارجيًا حسب الأدوار والحالات وترتبط داخليًا بالدوافع والأهداف والجوانب المختلفة للذات ، ولذلك يمكن القول إن هذا هو جوهر الشخصية ومعناها وهدفها في العالم.
بناءً على هذه التعريفات ، يمكننا القول أنه بالإضافة إلى الفلسفية ، هناك طريقتان رئيسيتان لدراسة الشخصية : نفسية و اجتماعية.
يعتبر النهج النفسي الشخصية كأسلوب محدد مميز لها و يتم تحديد هذا النمط من خلال التنظيم المميز للميول العقلية والعواطف والحالات المزاجية ، و يسمح هذ النهج النفسي بفهم ظاهرة اضطراب الشخصية ودور الرغبات والصراع العقلي والقمع والتسامي في نموها .
بينما من وجهة نظر النهج الاجتماعي ، تعتبر الشخصية حالة الانسان وفهمه لدوره في المجموعة التي هي عضو فيها ، كذلك ما يعتقده الآخرون عنا يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل شخصيتنا.
بالتالي ، فإن الشخص هو مجموعة من الأفكار والمواقف والقيم للشخص التي تحدد دوره في المجتمع وتشكل جزءًا لا يتجزأ من شخصيته ، و يتم الحصول عليها نتيجة مشاركته في الحياة الجماعية كعضو في المجموعة ، يتعلم منها أنظمة معينة للسلوك والمهارات الرمزية التي تحدد أفكاره ومواقفه وقيمه الاجتماعية.
تُفهم الشخصية على أنها شخص متطور اجتماعيًا وهو جزء من سياق تاريخي وطبيعي معين ومجموعة اجتماعية معينة ، هو شخص لديه نظام مستقر نسبيًا من الصفات الشخصية المهمة اجتماعيًا ويؤدي أدوارًا اجتماعية مقابلة ،و يتشكل الإطار الفكري للشخص من خلال احتياجاته واهتماماته ونظام معتقداته وخصائصه المزاجية والعواطف وقوة الإرادة والدافع والتوجهات القيمية واستقلال الفكر والوعي ، والوعي الذاتي ، و لا يمكن لأي شخص أن يصبح شخصًا متطوراً ، دون تطوير ما يُعرف بالنظرة العالمية ، التي تتضمن رؤيته الفلسفية للعالم.
معرفة الفلسفة سمة أساسية للتعليم العالي والثقافة الإنسانية ، لأن النظرة إلى العالم هي امتياز للإنسان الحديث والفلسفة هي جوهرها ، وفقط هو الحيوان الذي ليس له نظرة للعالم ، لا نه لا يقيم الأشياء ، لذلك النظرة إلى العالم هي امتياز للشخص ، أي شخص تعظمه الثقافة.
الشخصية وعلم النفس :
الشخصية تعني جوهرًا معينًا ، مبدأ تكامليًا يطلق عليه أحيانًا " أنا ، الذات " ، يربط بين العمليات العقلية المختلفة للشخص ويضفي الاتساق والاستقرار اللازمين لسلوكه ، والشخصية هي أحد المفاهيم المركزية في علم النفس ، ولكل نهج أو اتجاه نفسي خاص به يختلف عن الآخرين ، لكن موضوع " الشخصية " أساسي لعلم النفس بشكل عام ، ومن أجل الفهم الصحيح للشخصية ومكوناتها الهيكلية وخصائصها التنموية ، من الضروري النظر في هذا السياق الأوسع في الفضاء الذي توجد فيه ، فالشخصية كموضوع للإدراك مهمه في علم النفس ، وكذلك للعلوم الأخرى التي تدرس التركيبة النفسية للإنسان ، ويرجع ذلك إلى تنوع مظاهر الشخصية والسلوك البشري المتناقض والغامض أحيانًا.
يركز علم النفس على دراسة الخصائص النفسية الفردية للشخصية ، والاختلافات بين الناس ، ويستنتج علم النفس الاجتماعي بنية الشخصية من بنية تفاعلها مع الآخرين والمجتمع ككل ، في الوقت نفسه ، يدرس علم النفس الاجتماعي الحالة والأدوار الاجتماعية للفرد في المجتمعات المختلفة ، وتصوره الذاتي في سياق هذه الأدوار والمواقف والعلاقات الشخصية والإدراك وعلاقة الأفراد في الأنشطة المشتركة .

#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات