أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الرأي - المؤتمر 32 للحزب الشيوعي عي الفرنسي















المزيد.....


المؤتمر 32 للحزب الشيوعي عي الفرنسي


الرأي

الحوار المتمدن-العدد: 480 - 2003 / 5 / 7 - 04:29
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


 


بتاريخ 3 ، 4 ، 5 ، 6 نيسان 2003 عقد الـ ح ش ف مؤتمره الثاني و الثلاثين في ضاحية سان دو ني الباريزية، و كان من الطبيعي أن يكون لغزو العراق و قصف مدنه و دكها من قبل القوات الأنكلو أمريكية المعتدية بالصواريخ و القنابل صداها و تأثيرها في أرجاء المؤتمر. حيث أنه و بعد كلمة الافتتاح و الترحيب من قبل رئيس بلدية سان دو ني الشيوعية، ألقى الأمين العام لمنظمة الشبيبة الشيوعية مباشرة نداء المؤتمر ضد هذه الحرب العدوانية، مذكراً بنفس الوقت بمواقف الشيوعيين الفرنسيين ضد قمع صدام حسين للشعب العراقي و لرفاقهم الشيوعيين العراقيين، و مندداً بطبيعة هذه الحرب الاستعمارية العدوانية و اللاأخلاقية بجميع المقايس، و بعنفها الذي يندرج في طبيعة المنظومة الرأسمالية. و التي تديرها إدارة بوش ضد إرادة المجتمع الدولي و مصالح السلم في العالم و في المنطقة. و أكد في سياق النداء على حقوق الشعب الفلسطيني في الأرض و الدولة و السلام و الأمن في فلسطين و في إسرائيل. و ختم النداء بمطالبة فرنسا و شيراك بمنع تحليق القاذفات ب 52 فوق الأجواء الفرنسية، و مطالبة أوروبا و الأمم المتحدة بالقيام بمسؤلياتها للوقف الفوري لهذه الحرب. و دعى إلى إستمرار التظاهر ضد الحرب، و مواصلة النضال من أجل السلم.

ثم انتقل المؤتمر إلى إنتخاب مكتبه و رئاسته و مختلف لجانه: توكيلات المندوبين، التصويت، التعديلات و التوصيات ..، و إقرار نظام سير أعماله. و أعطي الكلام إلى عضو المجلس الوطني للحزب فرنسيس وورتز ( رئيس مجموعتهم، و مجموعة وحدة اليسار في البرلمان الأوروبي) ليلقي تقرير التوجهات العامة للحزب. متناولاً في بدايته الوضع الدولي الراهن و تحدياته، و التي لا تنفصل عن صلب المسائل و الأهداف التي تجمعهم في هذا المؤتمر.

ثم توقف عند الحرب العدوانية على العراق، و عبر عن تضامنهم مع الشعب العراقي و ممثليه الحاضرين بينهم. و تطرق إلى الوضع في الشرق الأوسط و إستحالة قيام سلام دائم و مستقر بدون إنهاء الاحتلال و الاعتراف المتبادل بحقوق جميع شعوب المنطقة. و تناول أهداف و مرامي الاستراتيجية الأمريكية في الهيمنة و السيطرة بالاعتماد على تفوقها و قوتها العسكرية، و حلل طبيعتها مذكراً بمقولة جوريس " الرأسمالية تحمل في طياتها الحرب مثلما تحمل السحب العواصف " ، و ذكر بعزلتها و حركات المعارضة و الاحتجاج التي تلف قاراتنا الخمس. والسؤال المطروح إلى أين يذهب العالم؟ كيف يمكننا الخلاص من طغيان الثروات و غطرسة الأقوياء في مقابل بؤس و إذلال الضعفاء الفاضح؟ كيف يمكن تعديل موازين القوى على الصعيد العالمي؟ كيف يمكن في هذا السياق تدعيم سلطة هيئة الأمم المتحدة و المؤسسات الدولية كي لا تكون ألعوبة بيد الأقوياء؟ أي دور ديمقراطي و مسؤول لأوروبا في هذه الرهانات المطروحة ؟ ما هي طبيعة الرأسمالية و أزمتها اليوم؟ كيف السبيل لفتح آفاق سياسية أمام الشباب خصوصاً لطموحات تغيير العالم ؟

و ينتهي إلى " العودة إلى السياسة ". و أهمية و دور الأحزاب السياسية الطامحة إلى تحويل المجتمع و تغيير العالم، و مسئولياتها و علاقاتها مع المواطنين و اساليب عملها، و التي تقع في قلب رهانات مؤتمرهم، و ما ينبغي عليهم تبديله و خلقه للارتفاع إلى مستوى التحديات .

ثم تناول التقرير الأوضاع الداخلية و سياسات الحكومة اليمينية الراهنة، و التي لا تخدم في نهجها مصالح الطبقات الشعبية، دون أن ينسى الاشارة إلى مواقف شيراك ضد الحرب على العراق و التي رفعت من مكانة و دور فرنسا دولياً. ثم إنتقل إلى النقطة المفصلية التي تمثلها أوروبا، و التناقض المتفاقم بين الفكرة الأوروبية الجذابة التي يجد فيها المواطنون عامل سلام و أمل في أن تلعب دوراً في تعديل و مواجهة العولمة الليبرالية المتوحشة للهيمنة الأمريكية القوية من جهة، و بين البناء الأوروبي الراهن المحبط ، لأن ما يراه الناس : " عقد الاستقرار و التوازن" ، تقنين الانفاق العام، " البنك المركزي الأوروبي" , التخلي عن السيادة الوطنية, الانفتاح على المنافسة ، تحرير الخدمات العامة، و حتى فرض تدابير غبر شعبية أحياناً. و هذا يقتضي منهم رفع التحدي الأوروبي، و طرح التوجهات التي ينبغي أن تأخذها هذه الوحدة، من خلال إشراك و مشاركة الجماهير صاحبة المصلحة و الضغط على المفاوض الفرنسي.

و بالترابط مع المسائل التي تطرق إليها، و المهام التي يطمح الشيوعيون النهوض بها، عكف الحزب على دراسة أسباب الهزيمة الغير مسبوقة، و التي شكلت القسم الأول من موضوعات التوجهات التي طرحت للنقاش داحل هيئات الحزب و مؤتمراته الجهوية خلال الاعداد و التحضير لهذا المؤتمر. و تبين للجنة شفافية الحوار داخل الحزب أن غالبية المؤتمرات المحلية و الجهوية صوتت إلى جانب: - التأكيد على صوابية الانتقادات التي تتعلق بتوجيه و إدارة سياسة الحزب.

- التأكيد على المبدأ الأساسي لعملية التغيير ( التي إنتهجها الحزب مع مجيء روبيرهو على رأس قيادته)، و نبذ كل تراجع أو إنكفاء و كل تصلب.

- استخلاص الدروس من الانتقادات الشديدة التي وجهت إلى عملية التغيير كما عاشها الحزب، و العمل كي تصبح عملية التغيير قضية الشيوعيين، و كي تنفتح على المجتمع و تترسخ في الرهانات الطبقية لعصرنا.

و انتقل التقرير إلى القسم الثاني من هذه التوجهات " تبدلات عصرنا" و المسألة الأساسية التي أثارت الكثير من النقاش: أزمة المنظومة الرأسمالية، و تباين وجهات النظر حولها، و كيف أن مسألة تجاوز هذه المنظومة هي معركة طبقية طويلة النفس، و على سوية عالية من المطاليب، من أجل تحرير المجتمع من الرأسمالية، و تشجيع بروز حضارة جديدة من دون التفريط بأية مكاسب إيجابية من الفترات السابقة.

ثم تطرق التقرير إلى القسم الثالث من التوجهات " الشيوعية" ـ أهدافنا الأساسية ـ و كيف أن خيار الشيوعية يندرج في عدد من نقاط الاستدلال تكشف عن مفهوم أو تصور آخر للمجتمع، في قطيعة مع الرأسمالية. و لا يتعلق الأمر برؤية شاملة للبرنامج، و لكن ببعض الخيارات الكبرى للمجتمع و التي يتضمنها المشروع، مثل إستئصال البطالة، " مجتمع مساواة و تضامن " ، منح سلطات حقيقية للمواطنين، ... و أشار إلى أن غالبية المؤتمرات الجهوية صوتت في ختام مناقشاتها لصالح معركة ايديولوجية و سياسية حول المفهوم أو التصور الجديد للشيوعية و القائم على إزدهار كل فرد, و التطور المستمر للديمقراطية، و النقد الجذري لعملية المتاجرة بكل النشاطات الانسانية التي تطبع الرأسمالية, و النقد الجذري لمفاهيم الدولنة( الدولاتية) و التسلط التي إنتسبت إلى الشيوعية، و الأمل في قطيعة مع التوجهات " المركزية النزعة " التي طبقت آنفاً في إقتصاد البلدان الشرقية، لصالح تملك إجتماعي حقيقي لوسائل الانتاج الكبرى و المبادلات و التمويل.

كما أشار التقرير إلى أن الرفاق الذين اعتبرو أن الحزب تنازل و إستسلم لقراءة إنهزامية و متشائمة لأزمة الحركة الشيوعية، لدرجة : أننا " عوينا " مع الذئاب بخصوص الاتحاد السوفياتي و البلدان الشرقية، كانوا أقلية صغيرة.

و بحث القسم الرابع من التوجهات " إستراتيجية الحزب السياسية" ، أي سياسته المتعلقة بالوحدة و التحالفات، و المشاركة في الحكومة عند اللزوم، و التي أثارت إنتقادات و مواجهات حادة في المؤتمرات التحضيرية، بخصوص مفهوم عملية تجميع القوى و الاستراتيجية التي سادت في الفترة الأخيرة. من حيث عدم الاهتمام و الانتباه الكافي للمضمون، الاقلال من أهمية لزوم التدخل المستقل للحزب، البحث عن إتفاق في القمة خلافاً لمبدأ أولوية الحركة الشعبية. و دعت المؤتمرات التحضيرية إلى التأكيد على مبدأ أهمية الحوار و خلق الشروط لمشاركة المواطنين الفعلية في القرارات حول مضمون التغير الضروري و الشروط السياسية للتغيير، بما في ذلك التحالفات الانتخابية، و التي تشكل رهاناً سياسياً حاسماً.

و خصص القسم الخامس من التوجهات لـ مسألة الحزب الذي هم بحاجة إليه، و الذي يكتسب أهمية يدركها كل عضو فيه ، و أشار التقريرإلى أن بعض المسائل المطروحة بخصوص هذه المسألة جرت حولها تحليلات وآراء متباينة وعلى المؤتمر ان يحسم النقاش حولها. و من بين المسائل التي جرى حولها خلاف في المؤتمرات التحضيرية، كانت مسألة تكوين حزب جديد، و التي إستبعدتها الغالبية الساحقة لهذه المؤتمرات مثلما استبعدت كل " عملية تأسيس" ، و صوتت من أجل ما كانوا دعوه " حزب شيوعي بمفهوم جديد". منفتح في مواقع السكن و العمل لكل من يتوق إلى التحول التدريجي للمجتمع ، حزب يمنح السيادة إلى منتسبيه و ليس إلى قيادته ، حزب يعمل على إحياء و احترام، و بدون إتجاهات، التعددية كحق.

و أشار التقرير إلى أن التركيز على الخيارات الاستراتيجية الكبرى لا يمنع من تناول القضايا الأخرى التي طرحت في المؤتمرات التحضيرية، و التي سوف يكون لها مكانها في الحورات و التوصيات .

و ذكر كيف أن الشيوعيين قد أنجزوا خلال العام المنصرم عملاً جباراً في التحليل و الاعداد، منذ أن قامت لجنة شفافية الحوار داخل الحزب، وتم إنجاز ذلك عبر ثلاثة مراحل، تميزت كلها بتدخل غير مسبوق من قبل الحزبيين. في المرحلة الأولى و من خلال عملية في غاية التجديد كانت هناك الوثيقة و مضمونها حصيلة محاضر إجتماعات الشيوعيين دون مرورها أو إقرارها من قبل المجلس الوطني للحزب، و التي طرحت فيها كل القضايا على المكشوف، ثم أتت المرحلة المؤلمة لكنها مفيدة، وهي صياغة مسودة " الأساس المشترك" لوثيقة الموضوعات ، والتي قادت مداخلات و مراجعات الشيوعيين إلى إعادة صياغتها بصورة أكثر دقة و مهارة، و في النهاية كان تحت تصرف الشيوعيين خلال مؤتمراتهم عدة وثائق كمرجعيات. و بينت نتائج المؤتمرات التحضيرية كيف أن الشيوعيين قد مارسوا و بدون أي التباس ارادتهم الحرة و سلطتهم في الاختيار و التأثير. إن تجربة التعددية ، بدون إتجاهات ، الغير مسبوقة في الحزب هي حقيقة و ينبغي الحرص عليها و تطويرها.

و قدم التقرير بعض الأرقام المعبرة : فخلال مدة لاتزيد كثيراً عن الشهر عقد 1103 جمعية عمومية للفروع و 96 مؤتمراً جهوياً ضموا 6818 مندوباً . و بخصوص التصويت و الخيارات ذكر التقرير أن 83 مؤتمر جهوي من أصل 96 عبروا بشكل عام إلى جانب التوجهات المطروحة من قبل المجلس الوطني للحزب، و 9 مؤتمرات ضد هذه التوجهات و 4 مؤتمرات طرحوا تعديلات تمس جوهرها. و أعطى تحليل تصويت المندوبين النسب التالية :

70.14 بالمائة ألى جانب الأساس المشترك .

18.52 بالمائة ضد ( أو من أجل اساس مشترك معدل بصورة جوهرية)

11.33 بالمائة امتنعوا عن التصويت أو رفضوا المشاركة.

و تعكس هذه الصورة إبتعاد الحزب عن نزعة الاجماع أو التوافقات المصطنعة و التسويات العرجاء. فالتنوع والاختلاف في الآراء جرى التعبير عنهما بكل صراحة، و سوف يستمر ذلك في الأيام القادمة هنا بكل تأكيد. و إذا اهتم الشيوعيون بأن لا تحجز الشجرة الغابة، يبقى أن ما يجمعهم كبير جداً، و مهما كانت مواجهات الآراء حادة فهي لا تهدف أو تبغي سوى إلى خلق أفضل الشروط لمعركتهم المشتركة و مستقبلهم.

لهذا فإن المؤتمر 32 هو حاسم . وختم وورتز التقرير بدعوته: لنعمل و نتعلم كي يكون المؤتمر رسالة أمل و ثقة و في مستوى الرهانات لجميع أؤلئك الذين هم في الترقب و الانتظار, و لنكتب صفحة جديدة للشيوعية.

و انتقل المؤتمر بعد ذلك إلى المناقشة العامة و سماع كلمات و مداخلات المندوبين.

و تكرست صبيحة اليوم الثاني لعقد ورشات العمل الثلاث التي شكلها المؤتمر بخصوص مسائل: " العمل و الاستخدام"، و " أوروبا " , و " الشبيبة"، إجتماعاتها كي تقوم بعد الدراسة و التحليل بتقديم اقتراحات عملية و مدروسة بخصوصها إلى المؤتمر لإقرارها.

ثم تابع المؤتمر جلساته واستمع إلى تقرير لجنة توكيلات المندوبين الذين بلغ عددهم 769 ، حيث شكلت نسبة النساء فيهم 40 بالمائة ، و متوسط عمر المندوبين 48.5 سنة، و 80 بالمائة من المندوبين هم أعضاء في جمعيات أو نقابات، و ثلث المندوبين هم نواب و أعضاء مجالس محلية و بلدية منتخبين، و بالنسبة لتركيبة المؤتمر شكل العمال نسبة 10 بالمائة ، و المستخدمين 21 بالمائة، و الحائزين على درجات علمية جامعية 13 بالمائة ، و المدرسين 14 بامائة....

ثم استمع المؤتمر إلى تقرير لجنة الرقابة المالية. كما إستمع إلى تقرير حول صحيفة الحزب  " الانسانية".

ثم واصل المؤتمر أعماله واستمع إلى تقرير لجنة التعديلات والذي إستهله رئيسها بالاشارة إلى كيف أن لجنة شفافية الحوار قد درست ألوف التوصيات والتعديلات الواردة من المؤتمرات الجهوية و الجمعيات العمومية للفروع, و توصلت إلى صياغة نص معدل لم يتجنب أو يتخلى عن أي رأي معارض. كما اقترح طريقة عمل، وهي أن يقوم المقرر الذي اختارته لجنة التعديلات لكل قسم من أقسام مشروع التوجهات الخمسة، بعرض النص و التعديلات المقترحة و طرحه للمناقشة ثم التصويت لاقراره. و هكذا جرى على التوالي عرض مشروع مقدمة التوجهات التي أقرت بعد المناقشة و التعديل والاثراء بأغلبية 592 صوت مقابل 53 صوت ضد و 13 غياب أو امتناع عن التصويت . و على هذة الصورة أيضاً أقر القسم الأول من التوجهات بأغلبية 506 صوتاً و معارضة 180 صوتاً و غياب 36 و إمتناع 3 ، كذلك أقرت الأقسام الباقية و بأغلبية قريبة من النسب السابقة، ثم جرى طرح نص التوجهات بكامله على التصويت و تم اقراره بأغلبية 566 صوت و معارضة 132 صوت و 34 صوت غياب و 7 امتناع عن التصويت.

و بعد التصويت و إقرار التوجهات، إنتقل المؤتمر إلى عملية إنتخاب قيادة الحزب، و سماع تقرير عضو مكتب المؤتمر دوفور بخصوص هذه العملية. و الذي ذكر بما دار في المؤتمرات الجهوية من حوارات حول هذه المسألة، والانتقادات العديدة و المحقة التي وجهت إلى قيادة الحزب. و كيف أنه بالترابط مع خيارات الحزب الأساسية و التي تهدف إلى تحول جذري في دوره و في تنظيمه لكي يكون مشروعه في تواصل مع التحولات العميقة الجارية في المجتمع الفرنسي، و كي يسمح للمواطن في الاستيعاب و المشاركة بالحوارات و الخيارات السياسية. مما يقتضي ممارسة أخرى في عمل القيادة، تقود وتسمح بتحرير الطاقات و تجاوز عقلية الانغلاق التي لا تتلاءم كثيراً مع روح النقد. و توقف عند حاجة الحزب إلى قيادة شجاعة و فاعلة، مبادرة و خلاقة. لا مجرد تجميع للأفراد. و كيف أن خيارات مكتب المؤتمر و لجنة شفافية المندوبين و التي اعتمدت لائحة مشتركة إنطلقت من إمكانيات و إشعاع و نشاط كل مرشح، حسب وجهات النظر المعتمدة في المؤتمرات الجهوية، مع الحرص على عدم إلقاء المنع على أحد. و حرصت على أن تكون الخاصية الأولى في الترشيح العلاقة الحية مع الواقع الاجتماعي الفرنسي، خلافاً لما كان يجري في السابق، فغالبية القيادات الحزبية اليوم هم من فضاء العاملين بالأجر، في المؤسسات العامة الكبرى ، و في شركات التأمين أو مؤسسات التعليم... و الخاصية الثانية الحرص على إتجاه التجديد في القيادات الحزبية. و الخاصية الثالثة تمثيل كامل التراب الوطني في الترشيحات. و ختم تقريره بالاشارة إلى أن اللائحة المقترحة على المؤتمر تحتل ماري جورج بوفي مقدمتها، و في حال فوزهذه اللائحة تكون هي السكرتير الوطني للحزب بحسب النظام الداخلي، و كما كان اقترح روبير هو في كانون الماضي سوف لا ينتخب المؤتمر رئيساً للحزب.

ثم فتح باب النقاش حول الترشيحات إلى عضوية المجلس الوطني ( الذي أخذ مكان اللجنة المركزية في النظام الداخلي). و توالت المداخلات التي انتقد بعضها عدم التجديد بصورة كافية في اللائحة المقترحة، و بعضها الآخر عدم التوازن في تمثيل المناطق في التركيبة المقترحة ( 5 مناطق من أصل 21 منطقة تشغل نصف عدد المرشحين بحسب أحد المتدخلين). كما انتقد ضعف تمثيل الأوساط الشعبية في التركيبة المقترحة، كما تحدث البعض عن وجود لائحة بديلة أخرى لا يدري بها المؤتمر، ثم احتدم النقاش بعد اعلان أحد المندوبين عن لائحة أخرى تضم 31 إسم ، و طالب العديد من المندوبين ببذل كل الجهود من اجل لائحة مشتركة، و الحفاظ على ما تحقق من تقدم والاقرار بالتعددية كحق. وقبل تعليق الجلسة لاستراحة الطعام أعلن دوفور أن مكتب المؤتمر سوف يجتمع خلال هذه الفترة للتداول حسب النظام الداخلي.

و لدى متابعة المؤتمر جلساته بعد الاستراحة، يعلن دوفور ضم أسماء جديدة إلى اللائحة المشتركة المقترحة من قبل المكتب و يطلب من المندوبين الاقتراع عليها. و قبل التصويت على أساس الاقتراع على لائحة مشتركة ، يتدخل أكثر من مندوب، رغم اعتراض البعض، من أجل الخروج من هذا الوضع و تلبية رغبة الغالبية في التجمع. و يقر المؤتمر لائحة الترشيحات المشتركة ليتم التصويت عليها بالاقتراع السري مع إعتراض 39 مندوب و غياب 50 مندوب و 26 مندوب لم يشاركوا في التصويت.

و في صبيحة الأحد جرت عملية الاقتراع و أعطت النتائج التالية:

المسجلين : 769 , المشاركين في التصويت: 713 ،

543 ( 76.16 بالمائة ) اللائحة المشتركة ؛ 170 ( 23.84 بالمائة) ورقة بيضاء أو لاغية

ثم إنتخب المؤتمر لجنة المراقبة المالية . و كذلك لجنة المنازعات.

وإ ستمع المؤتمر بعد ذلك إلى كلمات و تحيات بعض الضيوف و الأحزاب الشقيقة.* (حيث حظيت كلمة ممثل الحزب الشيوعي العراقي باهتمام خاص).

و قبل أن يختم المؤتمر اعماله أستمع المؤتمر ألى نتائج اعمال و دراسات ورشات العمل الثلاث بخصوص : الاستخدام ، و أوروبا، و الشبيبة. و أقرها كتوصيات للقيادة الجديدة .

ثم أعطي الكلام إلى السكرتير الوطني المنتخب ماري جورج بوفي لتلقي كلمة الختام والنداء الموجه باسمهم إلى النساء و الرجال في فرنسا.

باريز
 نيسان 2003

 

--------------------------------------------------------------------------------

• على خلاف عادته اختصر الحزب في توجيه الدعوات لحضور مؤتمرهم، على الأحزاب الأوروبية والأحزاب الأخرى الهامة و التي لهم معها ومع بلدانها علاقات وثيقة ، مثل شمالي أفريقيا و المستعمرات الفرنسية السابقة ، فييتنام ، الصين ، الهند ، افريقيا الجنوبية ، كوبا أمريكا اللاتينية ، و العراق و لبنان فقط . ( و لم يوجهوا الدعوة إلى جماعة يوسف فيصل كعادتهم ) .

و بنفس الوقت يبدي الحزب الفرنسي إهتماماً ملحوظاً و حرصاً على متابعة و إستيعاب تطور الأوضاع و النضال الديمقراطي في سورية . و تفهماً كبيراً لدور و موقف الحزب الشيوعي السوري / المكتب السياسي في معركة الديمقراطية و التغير الديمقراطي السلمي مع باقي القوى المعارضة الأخرى.

 



#الرأي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الرأي - المؤتمر 32 للحزب الشيوعي عي الفرنسي