نقل الحرب على الارهاب مهمة عاجلة

رشيد هاشم الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 03:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

جاء على لسان العديد من الزعماء العراقيين ان ما يشرفنا نحن العراقيون اننا نحارب الارهاب نيابة عن العالم وهنا اتساءل لماذا نحارب الارهاب
نيابة عن العالم ولماذا لا يحارب العالم الارهاب نيابة عنا ولماذا نجعل من ضحايانا وسادة ينام عليها العالم هادئا مطمئنا.ان قرار الولايات المتحدة
شن الحرب على الارهاب على الساحة العراقية قرار ياكل العراقيين مثلما تاكل النار الحطب فهي ابادة فاقت في حجمها وبشاعتها العديد من الابادات
التي وقعت في اماكن متفرقة من العالم الامر الذي يدعوا الى ان تكون كل الخيارات مفتوحة امام شعبنا لازالة هذا القرار بما فيها خيار نقل الحرب
الى مكان اخر غير العراق.فنحن في الوقت الذي لا حاجة فيه ان نعلن عن انسانيتنا وعدم قبولنا في ان تتعرض الشعوب الى الهلاك وعدم الاستقرار
نرى ان من الانصاف ان تاخذ الشعوب دورها في نزيف الدم المطلوب في الحرب على الارهاب لان دماءنا نزفت بما فيه الكفاية ومنحنا العالم جراء
هذا النزيف كل فرص الهدوء والاطمئنان ومواصلة الحياة مع ادراكنا التام اننا ندفع ثمن الحماقات التي ارتكبتها الولايات المتحدة التي ولد الارهاب
من رحمها وتحت عنايتها المركزة حين كانت تخوض حربها ضد اليسار العالمي ليتضح فيما بعد ان اليسار كان ارحم عليها بكثير من الارهاب فاذا
كان اليسار لا يهدد الا راس المال فان الارهاب يهدد الوجود برمته اضافة الى ان اليسار هو الاقرب الى المدنية في حين يريد الارهاب العودة بنا الى
قرون ما قبل القرون الوسطى.ان المشكلة في عدم القبول بفكرة نقل الحرب خارج العراق هو ايمان بعض الزعماء بما يسمى سياسة الامر الواقع وكان
الحرب قدر العراقيين ولا مجال من الافلات منها ولاخيار الا خوضها على الساحة العراقيةدون غيرها. وهنا لا بد ان اثبت حقيقة كون هذه الحرب لا
تنتهي بسهولة ولا بالسرعة التي يتوقع فيها البعض حتى نتمكن عندئذ ان نتحمل الصبر والانتظار.فمنابع الارهاب الفكرية والسياسية القوية والمنتشرة
في البلدان المجاورة للعراق وغير المجاورة المصدرة للارهاب لا يمكن تجفيفها والقضاء عليها الا في غضون عدة عقود من الزمن.وعلى هذا الاساس
من غير المعقول اننا نكون في مطحنة الحرب المدمرة والفتاكة على هذا النحو الماساوي طياة العقود القادمة اذا لا بد من نقل الحرب خارج العراق

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل