قانا ... جريمة إسرائيلية بتسهيلات عربية

حيدر وسام

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 03:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

لقد ذكرت في مقالتين سابقتين نفاق قناة الجزيرة ودجل مموليها في قطر , وذكرت في آخر مقال لي بأن أمريكا سترسل من قاعدة العيديد القطرية مئة صاروخ ذكي إلى إسرائيل لتستخدمها الأخيرة في ضرب خنادق قادة حزب الله , وكان توقعي بأن الجيش الإسرائيلي برئيس أركانه الحالي ( دان حالوتس ) الشهير بعدم مبالاته بأرواح المدنيين سيستخدم هذه الصواريخ لضرب المدنيين اللبنانيين الأبرياء وأطفالهم .
وصدقت توقعاتي في هذا الأمر وكنت أتمنى بأن لا تكون تلك التوقعات صحيحة ولكن الواقع والقدر أقوى منا جميعاً .
فاليوم وبإستخدام إحدى تلك الصواريخ الذكية قصفت إسرائيل بناية في مدينة ( قانا ) اللبنانية التي لا تكاد تنسى فاجعة حتى تقع في أخرى من جراء تهور قادة حزب الله الذين يعرفون وبكل تأكيد مقدار الحقد الإسرائيلي على العرب , ولكنهم ( أي قادة حزب الله ) يضربون بعرض الحائط أرواح المئات من اللبنانيين في سبيل أن يذكرهم التاريخ كأكثر من ضرب إسرائيل بالصواريخ , وفي سبيل أن يحققوا نصراً إيرانياً وسورياً على أمريكا وإسرائيل من خلال التضحية باللبنانيين !!.
أشلاء الأطفال وذويهم في كل مكان والخراب يكاد يسد الأفق والدخان أعمى بصيرة المتحاربين والمتناحرين من كل الأطراف ...
وما الذي سوف يحصل سوى إستنكار وتنديد من قبل كل العالم العربي وغير العربي والإسلامي وغير الإسلامي , وبدون هذا التنديد والإستنكار أو معه سيستمر التهديم في حياة اللبنانيين وفي بناهم التحتية وفي إقتصادهم الذي بالكاد يوفر فرص العمل القليلة لهم .
لأن كل العالم لا يستطيع أن يقف أمام السياسة الأمريكية الداعمة وبكل قوتها للسياسة الإسرائيلية الهمجية وهذا ما شهدناه على مر التاريخ وفي كل مراحل الصراع العربي الإسرائيلي .
لا نعرف ماذا جرى للعالم ولا نعرف ماذا جرى للعرب بالذات ... فنحن لا نكاد نخرج من أزمة حتى ندخل في عشرة , ولا نكاد نرتاح يوماً إلا و تبدأ حرباً تستمر لسنوات .
هل كل هذا بسبب السياسة الأمريكية في المنطقة أم بسبب التجاوزات الإسرائيلية أم بسبب التهور العربي أم بسبب منابر الخطابات العربية الفنتازية التي لم أسمعها يوماً توجه العرب إلا للحروب ولم اسمع منها أي كلام منطقي يبين للشارع حقائق الأمور ومكامن الضعف التي من غير الممكن عدها في الجسد العربي وأقصد بهذه المنابر ( قناة الجزيرة ) .
فبعد لحظات من العدوان الإسرائيلي الهمجي على بناية تضم في داخلها مدنيين لبنانيين نازحين من مناطق عدة للإحتماء بها من القصف المستمر شرعت قناة الجزيرة بنصب المآتم وتقبل التعازي بأرواح الأبرياء ولم تذكر لحد الآن من أين جاءت إسرائيل بهذا الصاروخ الذي أنهى حياة أطفال بعمر الورد هم وآبائهم وأمهاتهم الذين كان كل أملهم في الدنيا رؤية أطفالهم يكبرون ويتعلمون ويكونوا أطباء أو مهندسين أو أي شيء ليخدموا بلدهم لبنان ويعيشوا كما يعيش الأطفال في باقي أرجاء المعمورة .
أتعلمون لماذا لم تذكر ( الجزيرة ) من أي أتى , ذلك لأن هذا الصاروخ أتى من قطر من قاعدة العيديد أي أتى بعلم أميرها الذي هو نفسه ممول قناة الجزيرة , وفي مقالي السابق قلت بأن هذه القاعدة وغيرها في قطر إستخدمت لضرب العراق وأفغانستان أي العرب والمسلمين وسوف تستخدم لضرب لبنان أيضاً وحصل هذا فعلاً .
الحرب مستمرة وأعتقد بأنها ستنتهي بعشرة أو أربعة عشرة يوماً أي تقريباً منتصف شهر أغسطس/آب الجاري لا لأن المجتمع الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في لبنان ولا لكوني أتوقع هذا ولكن لأن إسرائيل قررت هذا وجرى تحديد هذا الموعد بعد لقاء رايس بإيهود أولمرت في تل أبيب , ولتوضيح الأمر على القارئ و بالمعنى العربي كما يقال فإن إسرائيل لن تعمل على وقف إطلاق النار إلا بعد أن تنهي كل الصواريخ الذكية المئة التي أرسلها ممول قناة الجزيرة كعربون محبة لأسياده وأسيادها في إسرائيل , وأترك للقارئ معرفة عدد الأبرياء الذين ستحصد ارواحهم تلك الصواريخ .
فكفانا نفاقاً وكذباً وكفانا إستهانة بأرواح الآلاف الذين يسقطون يومياً في العراق وفي لبنان وفي فلسطين من جراء تهور قادة هذه البلدان ورعونة المحسوبين على أبناء تلك البلدان أصحاب المليشيات والمرتزقة وأصحاب الأجندات الخارجية التي لا تعود بأي فائدة لا على بلدانهم ولا على شعوبهم بل تعود عليهم هم بالفائدة المادية والنشر الإعلامي وتسليط الضوء والذكر في كتب التأريخ .
ومازلت قلقاً على لبنان لأني ولحد الآن أرى الكثير من العرب المتحمسين لحسن نصر الله وحزبه ولقناة الجزيرة وكذبها وكأنهم لم يرتووا بعد من الدماء العربية الطاهرة التي لا ناقة لها في هذا ولا جمل و البريئة منهم ومن حروبهم منذ زمن بعيد والى يوم الدين .
أدعوا من الله أن يساعد أهلنا في لبنان ويعينهم على تجاوز هذه الأزمة وأتمنى من العقل العربي أن ينفتح ولو قليلاً ليرى كيف يعيش العالم المتحضر الذي إذا قاتل فإنه يقاتل من أجل وقف إراقة الدماء لا العكس .
أقول قولي هذا وما على الرسول إلا البلاغ المبين .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل