أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميديا شيخة - قراءة في مجموعة باب موارب للصدى















المزيد.....

قراءة في مجموعة باب موارب للصدى


ميديا شيخة

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 24 - 23:05
المحور: الادب والفن
    


قراءة عن مجموعتي الشعرية بقلم: طلال سالم الحديثي
(باب موارب للصدى)

عنوان المجموعة الشعرية للشاعرة ميديا عباس شيخة، وهي الصادرة في مفتتح العام 2021م. وتهديها إلى أبيها ( الجبل ) وأمها (النهر)وإلى ايلن ( إبنةالقدر).
عنوان المجموعة الشعرية واهداؤها يضعان القارىء لأول وهلة أمام مجازات لغوية تستدعيه إلى الوقوف عندها لتبين عمقها الدلالي الذي يفترض أن يشير إلى محتويات المجموعة الشعرية بأكملها. ولعل قواميس اللغة تضعنا أمام تأويلين لا ثالث لهما، أولهما الموالية المشتقة من: واربه: داهاه وخاتله وخادعه،وفي الحديث ( وان بايعتهم واربوك) ووارب الباب: فتحه قليلا ، وهي محدثة، كما جاء في المعجم الوسيط ،ص 1023.
ونستشف مما مر أن قصائد المجموعة الشعرية هذه إنما هي نظرات موازية لمواربة الباب ، وليست موازية لإنفتاح الباب على مصراعيه ، وهنا يكون النظر جزئيا لا كليا،والأمر موكول للشاعرة تعني به ما تشاء .
وأما الإهداء إلى أبيها ( الجبل ) ففيه رمزية الإعتداد بالمنشأ الجبلي الخشن والحياة القاسية،و (أمها النهر ) إشارة الى ( نعومة) العيش وترافته ومنهما تتلون الحياة.
وتضعنا القصيدة الأولى في مجموعة( باب موارب للصدى ) أمام تصور أن القصيدة رؤية مباشرة لأشياء وأحداث في الواقع صورت بانفعال مباشر قد يغطي على دلالاتها ومعانيها وسبر أغوار حقيقتها حتى يصل القارىء إلى لحظة( الكشف ) التي تشكل جوهر الفعل الشعري، وتتيح للشاعر أن يرى ما لا يراه غيره.
تقول في قصيدة ( قهوة باليورانيوم ):
لم يكن للصباح جريدة.
وحدها الأخبار تنشر أوشحة رمادية
كانت تتناسل من صفحات ( الفيس بوك).
ﻷرصفة تشهق بالتعب
وإزاء هذا الواقع:
بدأ ظلي المحترق كالصبار
غريبا على غير عادته
يعج بروائح الموت
وأخبار مهترئة في الأزمة
بلا ملامح
ثمة رؤوس
أشلاء
أجساد
ثمة ظلال
في عتمات الخطى.ولعل ما يعنيه الاستاذ بديع حقي في قوله ( ان الشعر هو الفن الذي يتأتى له أكثر من غيره أن يصور النفس وأن يسبر أغوارها، فيجلوا مايصطرع فيها من نزوات وبدوات) يتحقق
في النص ( الام) في هذه المجموعة وهو النص الذي اتخذت ( المجموعة الشعرية ) عنوانه عنوانا لها وهو نص ( الباب الموارب للصدى ) أستشف منه ملامح من سيرة ذاتية، وأقول أستشف لأني موقن أن( تفسير) النص الشعري لن يكون لصالحه، لأن في النفس الإنسانية مشارب ومسالك لن يخوضها النقد بالسهولة التي تكشف عن أزاهيرها وأدغالها. وكان يمكن لعنوان المجموعة أن يكون أحد المفاتيح الإجرائية التي تسهم في توجيه المتلقي إلى مقروئية النص من خلال ماتمنحه له من صور إستباقيةعن المتن وشحنه بدلالية مكثفة تدفعه إلى البحث عن جماليتها في المتن. فإذا كان العنوان هو اول مايستقبله المتلقي في بداية ممارسته فعل القراءة فإنه يمثل على مستوى الممارسة البنائية العنصر الختامي الذي تثبته الذات الشاعرة، وتحاول من خلاله اكتناز دلالة النص، بالعنوان بنية شعرية باذخة في تكثيفها وتدليلها على كينونة النص الماثل خلفها.
وهذا العنوان في مجموعة الشاعرة ( ميديا شيخة ) يجرنا إلى متون المجموعة بصفحاتها ال ( 120) صفحة التي لاتخلو صفحة منها من صورة شعرية بيئوية مرسومة من خلال إحساس الشاعرة بها، والقارىء يدركها بسهولة لأنها بنية النص المركزيةف( الباب، الجبل ، النهر ، المطر ، أسراب النورس ، شجرة الصفصاف، أشواك الزهر ، بستان ، السنونو ، الأطلال ، الأشجار ، الشمس ، عباد الشمس، اليقطين ، القمح، وقاموس المجموعة ممتاز بمثل هذه الألفاظ مع ما ترميه من دلالات أهمها وثاقة الارتباط بين رؤية الشاعرة مع الواقع من حولها، وهذه ميزة تحسب للشاعرة، فصورها الشعريةذات دلالات مجانية معاشة وغير متخيلة،ولكنها ايضا ( الدلالات) مستوردة من معايشة الشاعرة بصادف الشعور.
بصادق الشعور.فالشاعرة هنا إبنة بيئتها ورؤاها مرسومة بجزيئات البيئة وهذا ما يقرب ذائقة القارىء لمثل هذه القصائد التي لاتبنى على( التخيل) وحسب، وإنما يبنى (التخيل) على العناصر العيانية المعاشة والمحسوسة، وهذه السمة تعطي المجموعة ماتستحقه من مكانة فيما نقرأ من شعر اليوم،لتعطيها صورة جمالية لا ومتعة جمالية واضحةمن خلال تعدد صور التعبير وصدق المشاعر والإلتصاق بالحدث معايشة ومكابدة،ومن صورها:
لم أعد أشتهي أحزاني المصروفة بصابون الغار
فعيوني تغتسل بماء ايجا
تنبثق منها وجوه كالفجر في أحضان الشفق.
ومنها:
بيت جدي
يغوي الحكائين وعابري الجمال
أحاديثه الصاخبة
تمضغ من خبز تنور جدتي
وقليل من الزيتون
يبسط الحكايات
على مطب العمر
يسرد نار الجمال
في الركن البعيد خلف جدار القدر
وأقول: إن الصورة في النص الشعري هي التي تخلق التفاعل والتواصل بين المتلقي والنص ، أي أن القدرة الخيالية في النص تتحول إلى رصيد تخييلي
في نفس المتلقي ليبلغ التفاعل مداه،وصور الشاعرة ميديا في مجموعتها حققت بشكل أو بآخر هذا التفاعل من خلال معاينتها للعناصر (الداخلية) المحفزة على القول الشعري، فهي تكتب بأحاسيسها لا بتصوراتها، وهي معايشة لا مطلة لذلك فالطاقة العاطفية وفرت شروط التذوق وهو ما يبتغيه الشاعر ويشترطه الشعر.
والشعر لا يفسر، وإنما قراءة مضمونه قد تلقي ضوءا يحدد قيمة هذا الشعر الذي نعجب ونقرؤه، فالشعر كما يقول شاعر ، ليس وسيلة للتعبير عما يجيش في النفس الإنسانية من إنفعالات ومشاعر في مواجهتها الدائمة مع مظاهر العالم الخارجي واحداثه وحسب، بل هو طريقة لممارسة الحياة ومفتاح إلى أعماقها، ومشعل لإضاءة دهاليزها المعتمة،وجسر اوصل ما انقطع من وشائج بين الإنسان وبين أشياء الوجود، ،منذ ان ظهر الإنسان ككائن مستقل.
وأخيرا أقول: إن تجربة الشاعرة (ميديا عباس شيخة) في مجموعتها البكر هذه تجربة غضة لكنها تجربة واعدة واعية لمعاناة صادقة لاتكلف ولا اصطناع فيها وهو ما يميزها عن كثير كما نقرأ في أيامنا هذه، ورجالها أن نجدها ذات تواصل لمسيرتها الشعرية التي بلا شك سوف تكون إثراءا لهذه الخطوة التي خطتها في ( الباب الموارب للصدى )وسيكون بابا مفتوحا على مصراعيه.
22/3/2021






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميديا شيخة - قراءة في مجموعة باب موارب للصدى