أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رسل ق الموسوي . - باذبين - سيرة ذاتية للجميع - للشاعر العراقي علي محمود خضير .














المزيد.....

باذبين - سيرة ذاتية للجميع - للشاعر العراقي علي محمود خضير .


رسل ق الموسوي .

الحوار المتمدن-العدد: 6833 - 2021 / 3 / 6 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


الصادر عن دار الرافيدين لعام 2020 .

مارست الحركة الرومانتيكية المحدّثة ثورتها على الأدب جاعلةً منه بالمجمل وبالشعر بالخصوص وسيلة لأخذ بيد تفاصيل الحياة اليومية الى عالم تقاسمهُ سُهادها على الرغم من تعارضها مع الحركة الواقعية والإشكاليات وضمهما بنقطةِ تقاطع
•هذا مايشتّد ويبرز في سيرةٍ ذاتيةٍ باللغة الشعرية تارة وآخرى النثرية ، لكن لو أردت أن نضع " باذبين " في مفهوم النوع لوجدت من الصعب تشخيصها ضمن نوعٍ مُحدد على الرغم من بَوحهِ بلغةٍ شعريةٍ تتوسط القصائد النثرية و الشعر الحر ، فوصفِ الشقيقة أجدهُ التعبير الأدق في التصنيف " أن تتألم و لا تتألم في ذات الوقت . " وأن تنتجُ مزيجاً من شيئينِ وبهويةٍ ليست ضبابية .

•من مقدمةِ هذا الكتاب يتلاعب الكاتب بفكرةِ قياس الحدود المأخوذة بالغالب ذات المعايير الطفيفه على المناطقِ الشبيهة بالقُرى .
في الولادتين في نصين الأول و الأخير

" لا تخطِ خارج البيتِ .. إن شئتَ السلامة المميته "
ثم يعود بصيغةِ التمني مُكثراً من "لو" ثم يُلغي الوجود .!

•يعرض الشاعرُ حدوداً تنطلقُ من الأرض الى السماء تاركةً البساط وخطوط العرض الى كل ما سواها ، مُرتكز الإنطلاق من هنا ، يوجه الكاتب الرؤية من الداخل الى الخارج بسّموٍ ويعود الى ذات الباب مُفصلاً تفاصيل هذه المنطقة الغزيرة كأنه يُلمِح أن الذي يُقرر الخروج من بابٍ عليه إجادة مرة آخرى للدخولِ يُرينا شغف ورتابة العالم الباذبيني المُلاحق بفكرةِ الموتِ والحياةِ وليس بتراتبِ الزمني المُعتاد لكل المدنِ عن هذينِ المصيرين بل بتوهجهما وبإنطفائهما معاً ويجعلها مدينة خارج حدود الزمنِ العام .
•ارى أن علي محمود لو لم يكن كاتباً لكان كتاب دون مَفر وكاتب ينصر لغتهُ الأم بجزالةِ مُفرداتها وبالمساحاتِ الشاسعة مَزروعةً بثمارٍ تخصُ هذه اللغةِ وهذا الكاتب لا غير ، إنطلاقاً من وقعِ المصطلحاتِ المُحافظة على اللغةِ الى طراوتها في اللهجةِ الدارجة " .
فكرة الزمن و السيرة الذاتية تُوضح ان الكاتب كان يتعامل مع الأحداث الزمنية على بعدٍ شاهقٍ وينتقي المَشاهد من كلِ مرحلةٍ بأسى غامضٍ و ماكر و أخذ من المكرِ النظرة الميتافيزيقيا للأشياءِ
على الرغمِ من إن مرحلة الطفولة تلتمع ببريقٍ واضح أشد من غيرها لتواصلِ وجود هذه المدينة في ذاتِ الشاعر و لاشكَ أن هذه المرحلة الأكثر حضوراً بحياةِ أغلبِ الناس لما يلّفها من حنين .

•في هذا العملِ ينتقل في عناوينِ المواضيع وهو يسير بحنكةٍ و تتابع لا يفلت النص السابق عن اللاحق .
ففي نص
> .
كل المشاهد في هذه النصوص تأخذ فكرة المُجحفة المُقاربة لمعنى لون الحرباءِ في الحياةِ اليومية محاولاً الشاعر في طرحهِ هنا تَعريةِ الواقع من تصحّرها أزائُها وجعل هذهِ المَشاهد في مركزِ القضايا المُهمة في باذبين . في نص أشباح
" أردت أن اكون رئيساً، او شرطي مرور !
مهنٍ تنقذُ الناسَ من الموتِ أو تُسقطهم فيه . "

هنا المُفارقة التصويرية بشاعريةٍ مُتجلية تعودُ مجدداً لتعكسُ فكرةِ المرئي و اللامرئي .. المهن على السهول و التلال في هذه الحياةِ مُقاربة بينهما بآلية التلويح
تلويح يعودُ إليهِ بصورةٍ او آخرى كما عادت بمدينةِ علي الغربي ملوحةً لمصيرِ حضورها المُؤكد فيهِ .

•ادب السيّر الذاتية بطبيعتها البرغماتية "أعني ولا أعني " يبدو أن علياً أدرك لعبتها وحوَّرها الى خاصتهِ لربما لأنها إمتزجت بباذبين و التي تعنيهِ أيضاً أكثر من غيره .
•لو أردتَ القراءة للشاعرِ علي محمود عليك أن تجعل من هذا العمل أما بداية للشروعِ في قراءةِ بقيةِ الأعمال له او جعلهُ في الختامِ ولا نتمنى أن يكون هناك ختام لهذا ليس لأن السيّر الذاتية ذات نصيبٍ قليل يَتجاوزها الكثير من القُراءِ سواء كانت في البدايةِ او في النهايةِ بل لأن هذه التركيبة من الأدبِ تعمل كقاموسٍ مُتحركٍ لبقيةِ الأعمال .
أجدُ أن الإقبالَ على هذا النوعِ يتطلب جرأةً كيف يُجسدُ الكاتب دور شهقِ النهايات و براءةِ البدايات وهو في عنفوانِ المُنتصف ؟! .
وهو يقف مُلخِصاً توصيفه " مثل يد الغريق يرتعشُ فيها آخر نسغٍ للحياة فاضحاً خُذلاننا . "
مُغلقاً
" أن الريح في باذبين باب القدر . "
وهو يُذكرني
بأن الأرضَ رضاً لأننا نحمل معانيها
كما أن بذابين بذابينا !.

أختمُ هذا المقال بتساؤلٍ ماذا ترك علي محمود خضير
للزمنِ بأن يصنع مع باذبين وهو مُعرٍ لأرضيةِ المستقبل " ماضيهِ وحاضرهِ " ؟! لربما
إلا بصنعِ ذاكرة جديدة وهذا يعني ان باذبينا لم تكن باذبين التي نراها الآن بعينِ الشاعر .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رسل ق الموسوي . - باذبين - سيرة ذاتية للجميع - للشاعر العراقي علي محمود خضير .