لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ .. !!

سَعْد اليَاسِري .. !!

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 05:15
المحور: الادب والفن
    

إِهْدَاءٌ /
إِلَيْهِ كَيْ يَكُونَ .. أَوْ لِنَهْلِكَ مَعَاً .. !!


” 1 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَمَا أَنْهَكْتُ فِي التِرْحَالِ ظِلِّي ,
أَوْ تَقَمَّصَتِ القَصَائِدُ رَقْصَةَ الأَفْعَى لِتَعْصِرَنِي ,
وَ أَفْنَى .. !!

” 2 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَمَا غَادَرْتُهُ سَعْيَّاً – بِإِحْبَاطٍ - أُتَرْجِمُ لَهْفَةَ النَاجِينَ ,
أَتْبَعُهُمْ كَذُعْرِ الشَاةِ فِي يَوْمِ الأَضَاحِي ,
لَكُنْتُ قَبْرَاً فِي الـْ ( هُنَاكَ ) ؛ أَخُوضُ تَجْرِبَةَ القِيَامَةْ .. !!

” 3 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَأَنْبَتَ رَبُّ هَذَا الكَوْنِ ( قُرْآنَاً ) عَلَى قَلَقِ الشِفَاهِ ..
وَ صِرْتُ آيَةْ .. !!

” 4 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَصِرْتُ كَنَجْمَةٍ تَحْبُو عَلَى سَرْوِ الدُّعَاءِ بِثَغْرِ أُمِّي ,
أَنْتَمِي لِلْطِينِ وَ النَّهْرِ العَتِيقِ ,
أُصَدِّقُ البُؤَسَاءَ إِذْ مَا أَقَلَقُوا غَفْوَ الإِمَامِ بِأَنْ : أَغِثْنَا .. !!
أُشْعِلُ النِيرَانَ حِينَ يُخِيفُنِي وَهَجُ السَمَاءِ ,
أَسِيرُ فِي وَسَطِ الشَوَارِعِ ؛
لا بِرُكْنِ الأَرْصِفَةْ .. !!

” 5 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ يُلَمْلِّمُ خَيْبَتِي الكُبْرَى ؛
لَنِمْتُ عَلَى تُرَابِهِ كَالْكَفَافِ عَلَى قُلُوبِ المُعْدَمِينَ .
لَقُلْتُ : دَثِّرْنِي ؛ فَلا إِخْوَانَ عِنْدِي ,
لا هُوِيَّةَ , لا حِصَانَ ,
وَ لا حُدَاءَ أَزُفُّهُ صَوْبَ القَوَافِلِ ..
وَ اِتَّخِذْنِي عَابِثَاً أَرْعَى المَتَاهَةَ وَ الظُنُونْ .
لَخَذَلْتُ سَطْوَتَكَ الكَئِيبَةَ يَا جَلِيدْ .. !!

” 6 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ قَلِيلٌ ؛
– مِثْلُ حَظِّي وَ لَيْسَ أَكْثَرَ – ,
مَا شَهَقْتُ بِزَيْفِ ( أُورُبَّا ) ,
وَ لا يَمَّمْتُ لِلْمَجْهُولِ شَطْرِي .. !!

” 7 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَحُزْتُ نُبُوءَةَ المَاضِينَ ,
أَوْ أَخْبَرْتُ قَوْمِيَ كَيْفَ يَلْعَقُ ( إِرْمِيَا ) نَدَمَ المَرَاثِي ,
أَوْ رَكَضْتُ مَعَ الوُعُولِ ..
لِنَشْوَةِ الفَصْلِ الأَخِيرْ .. !!

” 8 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَمُتُّ قُبَيْلَ أَنْ تَذْوِي بِحَنْجَرَتِي الكَمَنْجَةُ ,
أَوْ تَنَامَ قَصِيدَتِي ,
أَوْ رُبَّمَا حَتَّى قُبَيْلَ وَفَاةِ آخِرِ مُلْهِمَةْ .. !!

” 9 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
سَأَعْرِفُ كَيْفَ أَقْرَأُ سُورَةَ الرُمَّانِ دُونَ الخَوْفِ مِنْ عَسَسِ الإِلَهْ .. !!

” 10 ”

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
سَأَكْتُبُ حُزْنَ عَيْنَيْهِ اِنْتِحَارَاً ,
ثُمَّ أَشْنُقُ غُرْبَةَ الصَفْصَافِ فِي طِينِ السَّفَرْ .
لَكِنَّ لِيْ جُرْحٌ كَبِيرٌ – لا أَرَاهُ - ,
أُحِبُّهُ ؛ وَ خَشِيتُ أَنْ أَنْسَاهُ يَوْمَاً ..
رُحْتُ أَنْقُشُ نَزْفَهُ فِي جَوْفِ أَضْلاعِي :
عِ رَ ا قْ .. !!

#سَعْد_اليَاسِري_.._!! (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات