أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ميران - قراءة موجزة في واقع التيارات الاسلامية والقومية














المزيد.....

قراءة موجزة في واقع التيارات الاسلامية والقومية


ادهم ميران

الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 08:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التيارات الاسلامية او الاسلام السياسي في الشرق الاوسط بدأ يشمر عن ساعديه ويدخل بكل ثقله في اروقة صنع القرار، وهي قوى لا يستهان بها بدأت تنشط في الآونة الأخيرة، بين أقرانها من التيارات السياسية الأخرى التي تنافسها في السلطة، وهي وان لم تحتل موقعا سياسيا هاما في السلطة فإنها تبقى تشكل التأثير الأقوى في قرارات كثير من السلطات الحاكمة، بوسيلة من الوسائل، وضغوطها قد تكون مباشرة وعلى مرمى المراقبين، او تختبئ في أروقة صنع القرار بشكل من الاشكال. وليس بخاف على الكثير هذه الحقائق التي نكاد نراها رأي العين في البلدان العربية خاصة كلبنان ومصر ناهيك عن العراق. ان هذا الوضع بدأ يتنامى على عكس ما ترمي اليه سياسة الولايات المتحدة الامريكية من اقحام العولمة في هذه البلدان لإزالة الفوارق والفواصل والحدود بين الشعوب واذابة القوميات والثقافات في بوتقة واحدة وصهر الأفكار والفكر والتوجهات من اجل انسان ديمقراطي حر، لا يسعى سوى الى الاحساس بالحرية وتقبل الآخر بدل اقصائه والغائه لسان حال انسان البلدان الاسلامية.
وحال ان تقع زمام الأمور في الآونة الأخيرة بيد سلطات ذات توجه اسلامي كما في تركيا (حزب العدالة والتنمية) وايران (جناح المحافظين)، ولبنان الذي بدأت تمتد اليه اياد قوى اسلاموية قوية كحزب الله، وفي فلسطين (حماس)، اضافة الى العراق الذي يشكل غالبية المناصب الوزارية المهمة من التيارات الاسلامية فهذه الحال تشبه الى حد بعيد الحال في الستينيات والسبعينيات حينما دعمت الولايات المتحدة الامريكية التيار القومي في البلدان العربية، وذلك لأسباب معروفة ولستراتيجية اقتضتها تلك المرحلة ولعل اهمها وضع الشعب العربي الاسلامي داخل دائرة مفرغة يحارب تحت شعارها كل فكر حر، ويقمع كل رأي متنور، واكثر من ذلك يذهب الحكام القومويون الى ابتداع نظرية المؤامرة التي دائما تحاك من قبل الاعداء ضد شعوبهم ان كان هؤلاء الاعداء حقيقيون أم وهميون، المهم ان هذه السياسة تيسر لهم تجنيد اكبر عدد ممكن من الشباب واشغال شعب بأكمله وتجميد فكره في اتجاه واحد من أجل مواجهة هذا العدو، ومن لم يستجب لنداء الوطن، فهو، خائن ومصيره الاعدام.
ان الارادة الدولية ذوات الاقطاب في الماضي كانت تصبو الى تعميق التيار القومي ومن ثم الدكتاتوري في هذه البلدان، لشغل شعوبها واناسها للتواصل مع المجتمع المدني في العالم، وبالتالي عدم معرفة حقوق الانسان التي يجب ان يتمتعوا بها، بل وتعمد الى وضعها داخل قوقعة فكرية جامدة، لتظل داخلها بعيدة عن الاحتكاك الانساني والحضاري ما يؤدي دائما الى رفض الآخر والغائه وبالتالي الانعزال عن المجتمع الانساني العالمي. وذلك لتتمكن هذه الارادة ذوات الأقطاب من التعامل مع اشخاص وفئات فردية تتحكم وتدير شؤون البلاد لوحدها، ولا يهمها سوى مصالح شخصية ولسقف زمني معين الى حين انتهاء حكمها، وبين هذا وذاك تضيع مصالح البلد. ولا يختلف ما فعلته هذه الارادة تجاه التيارات القوموية مع ما تفعله مع التيارات الاسلامية الحالية (وبالخفاء).
بين التيار القومي والتيار الاسلامي الذي بدأ يغزو ابواب البرلمانات، الكثير من المقاربات في المشهد السياسي للنصف قرن المنصرم، وهذا يوحي بأخطار كبيرة تنتظرها المنطقة بدل الديمقراطية والسلام التي يحلم بها المتفائلون ان تأتي على دبابات امريكية.
ان هناك روابط كثيرة تتصل بمجرى صنع القرار في البلدان العربية او الآسيوية التي تدين بدين الاسلام من قبل جهات او تيارات اسلامية، ان كانت بصورة مباشرة او غير مباشرة، وقادرة في نفس الوقت على تغيير مسار السياسة الاقليمية والدولية لذلك البلد، كما حدث في افغانستان أيام طاليبان. وإيران أيام خميني، والعراق هو الآخر يدخل ضمن هذه القائمة، ولا يغرنك العلمانية التي تبدو على هيكل حكمه، فأغلب رافعي هذا الهيكل ينضوون تحت مضمون ديني متحزب، ما خلا القليل القليل منهم. ومصر هي الأخرى ليست بعيدة عن هذا الوضع في الوقت الراهن او في المستقبل بعد ارتفاع حدة اصوات الاخوان المسلمين في الآونة الاخيرة.
ولعل لبنان الدليل الدامغ على التداعيات التي تخلفها سياسة التيارات الدينية الغير مسؤولة وبالتالي انعكاسها على مصير الدولة وشعبها. فقبل مايقارب الاسبوعين دخلت لبنان من جديد في أزمة خطيرة عصفت وستعصف بمصير البلاد كلها بعد ان تصاعدت وتيرة المناوشات العسكرية بين حزب الله على ارض لبنان من جهة واسرائيل من جهة اخرى. وحسب توقع المراقبين الستراتيجيين فإن هذا الاقتتال سيودي بلبنان الى مهالك لا تحمد عقباها وسيطول ذيل الخسائر في الأرواح والبنية التحتية، وسيكون ناقوس الدمار لمستقبل لبنان الاقتصادي والسياسي والجغرافي. ان ما آل اليه وضع لبنان وزجه في مستنقع القتال والاحتراب هذا لم تسببه سوى ردود فعل التيارات الاسلامية الغير المسؤولة. فلم يكد لبنان ليتنفس الصعداء من انتهاء ازمة انسحاب الجيش السوري والتفجيرات التي اعقبت اغتيال الحريري، حتى شرع لها باب جديد تهب منه رياحا زمهريرا، لعلها الأعتى على أشرعة لبنان من اي زمن مضى.
التساؤل يكمن هنا، من يدعم هذه القوى الاسلامية، او بالأحرى من يفسح لها المجال ولداعميها، لتصل هذا المستوى من القوة لتؤثر على سياسة البلاد الموجودة فيها؟ مع علمنا في الوقت نفسه ان التوجه السياسي والماكنة الاعلامية الاميركية موظفة كل التوظيف لدحر تلك القوى وتضييق الخناق عليها فكريا وعسكريا، ناهيك عن ادراجها في لوائح الارهاب.
وهذا يدفعنا لتساؤل آخر وهو هل ان امريكا وبعض القوى حين رفعت يدها عن التيارات القوموية والحكومات الدكتاتورية رأت ان دورهم انتهى، ووجدت بديلا عنهم التيارات الاسلاموية، التي تخوض في سياسات رعناء وخاطئة بدراية منها او بغير دراية لتخدم مصالح تلك القوى اولا ولتجد فيها تلك القوى تبريرات منطقية للتدخل في بلدانها ثانيا؟ ويبدو انه ليس المهم دعم من، ولكن المصالح هي الأهم، وكل شيء وارد في السياسة، فالسياسة كما يقال فن الممكنات.



#ادهم_ميران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاريكاتير السيئ وردود الفعل الأسوأ


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ميران - قراءة موجزة في واقع التيارات الاسلامية والقومية