أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد بوزكَو - التعريب...التغريب














المزيد.....

التعريب...التغريب


محمد بوزكَو

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 11:09
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لو لم يهجم عقبة بن نافع علينا هنا في شمال افريقيا ذات يوم، لو لم تُقتًل ديهيا ملكة الأمازيغ التي سموها الكاهنة، لو لم يُزَوج ادريس الأول كنزة ويُمَلك في المغرب.. ماذا سيكون موقفنا الآن مما يحدث في الشرق العربي؟
على شمال افريقيا هجم المسلمون بالسيوف لنشر السلام ! والدين السمح !... ففي بحثه الغزو العربي لشمال افريقية بين نبالة النص ودناءة الممارسة، أورد أحمد الزاهد نقلا عن بن عذاري المراكشي أن عقبة بن نافع " وصل الى افريقية .. فافتتحها ودخلها ووضع السيف في أهلها... وأوغل في المغرب يقتل وياسر أمة بعد أمة .." وعن الرفيق القيرواني فأورد أن حسان بن النعمان لما مثل أمام عبد العزيز بن مروان " أهدى له مائتي جارية من خيار ما معه".. عاثوا في الأرض سبيا وأسرا.. اختاروا ما لذ وطاب من نسائنا وما اشتاهوا من خيراتنا.. وقالوا لنا : الاسلام دينكم. كانت المسيحية وكانت اليهودية بينكم والآن جاء دور دين الاسلام والسلام.. والا سيوفنا على أعناقكم أما ذيلنا ففي نسائكم لا مفر. واستسلمنا فأسلمنا...
الاسلام قبلناه، وتديننا به وأضحى عقيدتنا بالدستور وبفتوى الشيخ الوقور وبنينا صوامع وجوامع وغدت الحمدلة والبسملة تراتيلا لا تفارق أفواهنا والعلامة السوداء جاثم على جبيننا كشاهد على انتمائنا وبيان على مخزون ورعنا..
الاسلام قبلناه، هكذا صار.. ولكن أين نحن؟؟ أين هويتنا؟؟ أين لغتنا؟؟ أين تاريخنا؟؟؟
الاسلام قبلناه وطبقناه، ركعنا وسجدنا..
ولكن هناك شيئا ما وراء كل هذا.. شيئا كالقالب طلع معنا من الخلف !!
هذا القالب بدأ بالطلوع مع طلوع سن السابعة، أي مع دخول المدرسة.. وبالضبط مع النشيد الذي يقول مطلعه : أنا طفل مغربي هويتي عربية ... !!! ويتمكن القالب منا شيئا فشيئا الى أن يصبح المغرب مغرب عربي !!! ويصير لنا مع المشرق العربي تاريخ مشترك !! ومصير مشترك !! وأُخوة مشتركة... وصوم مشترك...كلًُُُُُ ُ مشترك الا البترول فهو بصيغة الانفراد.. !
استمر القالب في الطلوع أكثر مع البعثيون الذين تحملوا عناء بعث صواريخ بعيدة المدى .. صواريخ ذات رؤوس عربية تحمل أحلاما أبعثوها وصدقوها وأرادوا منا قسرا تصديقها ونحن عنها جاهلون.. فلا اللغة لغتنا ولا تاريخهم تاريخنا ولا الحلم حلمنا ..
فمذا تبقى من تلك الأحلام سوى أسد حافظ على بشاره، وجمال مات ليثقب السادات حلمه ويبارك مصر بمبارك ومُبارك في الأفق يلوح... وهناك في يمن صالح صالحا أبدا ولا حاجة لكتابة مدة صلاحيته على علبة يمنه.. ومعمر لا يحتاج لتبيان فهو أصلا معمر... بالمختصر المفيد، كل ما تبقى: رؤساء ملوك.. !!
اذا كانت هذه هي القومية العربية التي أرادوا لنا أن ننصاع لها، خسروا المعركة. هل فازالعرب يوما؟؟
أما حزب الاستقلال، عندنا، فعلى نفس الدرب سار، فقد فبرك قالبا من صنع محلي وبحمولة مشرقية موغلة في الاقصاء.. أرسل أبناءه الى الخارج للتعيلم.. وللتغريب، سن في الداخل قانون التعريب.. الريضيات بالعربية، الفزياء كذلك.. وفي كل زقاق لغة أخرى.. !! كيف يمكن لهذا الوطن أن يتقدم وتعليمه يتم بلغة أخرى غير لغته ؟ هكذا كان قانون التعريب صعقة كهربائية لثقافة وتاريخ متجذرين.. أما الوطن فالى الكفن.. ألا كل وطن انسلخ عن هويته زاغ عن سكته.. !! ؟؟

والآن...
بعد أن فعل فينا عقبة فعلته، وبعد أن أخذ التعريب منا مأخذه... لا يسعنا الا أن نتألم لأبناء لبنان الأبرياء ونقول لهم أن اسرئيل تفعل فيكم باسم السلام ما فعل فينا عقبة باسم الاسلام.. وأن نصر الله يفعل فيكم باسم الاسلام ما فعله فينا موسى بن نصير باسم السلام..
فقط شيئا واحدا ظل مسمرا في مؤخرتنا حتى الآن : التعريب ... ولا أتمنى لكم أنتم حظا مثل حظنا ليس بالتعريب هذه المرة ولكن بالتغريب...



#محمد_بوزكَو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب وطن لنا أم موطن لنا؟
- متاهة


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد بوزكَو - التعريب...التغريب