أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - 1تشرين: لاثورة بدون -قران العراق-؟















المزيد.....

1تشرين: لاثورة بدون -قران العراق-؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6813 - 2021 / 2 / 13 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حين يسبغ على الحركة التي انطلقت عام 2019 تعبير او تسمية "الثورة"، او "الانتفاضة"، تثبت التجربة ان ماشهده العراق منذ 1تشرين من ذلك العام، هو حدث ومظهر وان كان متقدما، مازال يبحث عن تسميه مطابقة، التعبيران الآنفان المتداولان بالقياس لها ولحقيقتها، مجرد استعمال اصطلاحي جاهز، مبررتحت طائلة البداهة والاعتياد، لابحسب الاشتراطات الفعليه للحدث الجاري التعرض له، بما هو دالة استعادة للذات العراقية المستلبة والمؤجله، اوجبتها التراكمات التاريخيه العراقيه، وما يحيط واحاط بها وتفاعل معها على مستوى العالم والمنطقة من متغيرات واحداث.
من الناحية التاريخيه ينتمي مفهوم ومصطلح الثورة المتداول الى الان، تشبها بشكلين وصيغتين من صيغ الثورات الكبرى التي طبعت العصر الحديث، وصارت حالة / نموذج، الأولى الثورة البرجوازية الفرنسيه، والثانيه الثورة الروسيه المنسوبة للاشتراكية عام 1917، وهما من دون شك حدثان كان لهما حضور انعكاسي خلال تاريخ العراق الحديث، بالاخص منذ الثلاثينات من القرن الماضي، اتخذ شكل استعارة نموذجية واسقاط لمشروع معبر عنه بنواة صيرورة، هي الحزب كاداة منفصلة عن الفكركتجل ذاتي بالدرجة الأولى، وبالذات بالبنية التنظيمه الايديلوجيه المنقولة جاهزة، وغير المعنية باحتمالية مخالفة او مناقضة الاليات التاريخية البنيوية الذاتية، فالغرب وانعكاساته الحديثة في العراق، كما في غالبية دول العالم خارج اوربا، اعتبر في العصر الحديث بمثابة قاعدة نموذجة صالحة للتطبيق عموما، وان اختلفت درجات الحاحها وحضورها، بحسب، وبمقدار طواعية او استعصاء الواقع والبنيه التاريخيه، كما هي، وكما تكون قائمه او موجودة، وبأية درجة، في اللحظة التي صعد فيهاالنموذج الغربي الحديث ليصبح غالبا وطاغيا على مستوى المعمورة.
هل يمكن القول بوجود شكل، او نموذج ثالث للثورة غير ماتقدم، افتراض مثل هذا تترتب عليه احتماليه، او عملية انقلاب مفهومي كوني، مقابل ماهو متعارف عليه في الوعي البشري لمجمل الحياة والتاريخ ومساراته، وبالذات لما قد كرسة الغرب كسردية قاره في العقل، وسنكون هنا أولا وحتما، معنيين كما سبق ونوهنا مرارا، بان نعيد النظر في الغايات المودعه في العملية التاريخية المجتمعية، الامر الذي لايمكن من دونه وضع المنجز الغربي في مكانه باعتباره محطة وضرورة مؤقته، محفزه ومفضية لمابعدها، مامن شانه قلب وتغيير الرؤية المعول عليها في العراق بالذات، بحسب ما سادت بين "الحداثيين" في القرن الماضي، معتبره الغرب ونموذجه قبلة حياتيه حضارية مجتمعية، وهدفا بذاته. مع مايلقيه ذلك واليوم من عبء غير مالوف، ولا سبق ان جرت مقاربته في أي مكان من المعمورة، ماصار يتعين على العقل البشري والعراقي بالمقدمة، الاضطلاع به. فضلا عن انه كان المفترض ان ينجزه، ابتداء، ومع حضور الغرب المباشر الاحتلالي، فضلا عن الايديلوجي.
انبثقت ثورة 1920 ضمن اشتراطات اللانطق، وتعذر التعرف على الذاتيه، ماافضى الى سقوط الحدث الثوري تحت وطاة وهيمنه المنظور الغربي الايديلوجي المستعار بما هو حالة انسداد، هي وكل تاريخ العراق المستمر على مدى القرن العشرين، في حين يقف حدث تشرين 2019 عند اعتاب النطق عن الذات والشروع باستعادتها، بازاحة وطاة ماتبقى من المهيمنين المتداعيين : اسلام زمن الانهيار التاريخي بطبعته العراقية الانتظارية، والوطنية الزائفه الايديلوجيه المتماهية مع النموذج الغربي، لتتغير بناء عليه وتنقلب، المسارات والاليات واشكال التجلي الواقعي والتعبيري، فماكان عام 1920 محكوما الى النقص وتعذر النطق، لابل والوقوع تحت سطوة المفاهيم والمنظور الجاهز المنقول عن الغرب في عز هيمنته وغلبته على مستوى المعمورة، تحول اليوم الى محطات، وسلسله احداث يزداد الاقناع في كل واحدة منها، ومع كل تطور من تطوراتها المتتابعة، الاقتناع بان لاثورة بعد اليوم، ولايمكن ان تكون هنالك حالة انقلابية تاريخية في العراق، من دون "القرآن العراقي" الغائب المؤجل، والمطموس تحت وطاة وثقل القصور التاريخي، والتفارقية العقلية المجتمعية، في العراق وعلى مستوى الكوكب الأرضي.
فهل ثمة هنالك بالفعل ما يمكن ان نطلق عليه "قران العراق"؟ ماهو وأين هو، وكيف يمكن ان يتجلى، ومتى، ولاي من الأسباب؟، سواء تلك التي ظلت تخفيه وتمنع ظهوره، او التي يمكن، او من شانها تحويله اليوم، ومن هنا فصاعدا، الى حقيقة متداولة ومعاشه. هنا يجب القطع مباشرة على الوجه التالي، تحاشيا لما لاينتهي، ولايمكن ان يتوقف من الاسئله والمحاجات بالذهاب للقول: ان المجتمعات البشرية وجدت منطوية على غاية تحولية انتقالية وجدت في اصلها ناقصة، وغير مكتمله العناصر الضرورية اللازمه للانتقال، وان تاريخها اللاحق هو تاريخ "سد النقص"، تسير المجتمعات بموجبه محكومة لغاية تامين الأسباب الانتقالية التحولية المادية المفتقده ابتداء، أي ان المجتمعات تبدا ماخوذه بقانون العودة على بدء، وان تاريخها هو تاريخ بدئين، الأول منتقص، والثاني متوفر على أسباب التحول والانتقال الى مابعد مجتمعية جسدوية ارضوية.
لم يكن مثل هذا الفهم للصيرورة المجتمعية البشرية واردا ابان انتكاسة التحولية في الدورة الأولى الرافدينيه، بعدالثورة البدئية التاسيسية المنتهية الى عدم تحقق، والى غياب المجتمعية الرافدينيه الازدواجية الإمبراطورية، المحكومة للدورات والانقطاعات التاريخية، ومع التفارقية الموضوعية الحالة ابتداء على العقل، والتي ظلت مهيمنه عليه، وعلى مستوى وحدود احاطته بالظاهرة المجتمعية، ومكنونها، والمضمر فيها، وأهدافها، ماقد غلب المنظور الأحادي الارضوي، وابقاه مسيطرا على العقل وعلاقته بذاته، وبالبوتقة التي هو متصيّر داخلها، ومترق تباعا وسطها، وصولا الى الغرب الحديث، وانقلابه الكبير، بالدرجة الأولى الى الإنتاج الالي بدل اليدوي، ومختلف اشكال المنجزات في المجالات الحيايته، ماعدا جانب المجتمعية التي لم يفت الغرب الايحاء بانه متجه لمقاربتها، و فك رموزها، انما ضمن نفس نطاق وحدود ودائرة الوعي الارضوي الأحادي، العاجز دون اخذ الظاهرة المذكورة باعتبارها حالة صيرورة، ذاهبة الى نهاية، والى غرض تنتهي معه وعنده صلاحيتها وضرورتها الوجودية بانتهائها.
اعتبر الغرب نفسه حقيقة مطلقة، ابدية ثباتيه، وجعل المجتمعات محكومة لسردية تتابعية صعودية ارتقائية سلميّة، بمعنى المراحل الذاهبة الى الأعلى المتراكمه فوق بعضها، فلم يخطر على باله كون ماهو فيه انما هو متجه وسائر من الابتداء الناقص، الى الابتداء المكتمل العناصر،التحققي، أي من ارض سومر ومابين النهرين، الى نفس المكان من الكرة الأرضية، وهنا يكمن الفارق الأكبر بين مارآه الغرب وهو يبحث في "الحضارات القديمه "، وامها ومهدها الافتتاحي، العراقية الرافدينيه، بصفته لحظة ابتداء لها مابعدها، ومايتعداها، وماهو اكثر منها تقدما ورفعه، فما استطاع ولاكان ممكنا ان يرى بان ماهو رفيع من منجزه، ورؤاه لم يوجد لذاته، او من مكملات كينونته، بقدر ماهو حاجة، وضرورة، تأخذ به وتحضره هو ذاته "للتحول"، انما في الوقت والساعة التي يصير البدء الثاني المكتمل واقعا، ويصبح حقيقة عالميه كوكبيه مرة أخرى ومن جديد، بعد البدء المنتهي الأول والتاسيس.
العالم متحول الى مابعد مجتمعية، وقوانين تحوليته وتصيّر مجتمعاته، مكتوب لها ان تظل خارج الادراك البشري، يتطور العقل ويكتسب ترقية وصولا الى وعيه، مع بلوغه عتبة و نقطه التحرر من وطاة الجسدية، المهيأ بالاصل وبالكينونه للتحرر منها، والاستقلال عنها، وهنا تتمثل الثورة الكبرى الكونيه الأعظم، الرافدينيه، بعد الثورة الأولى التاسيسيه الحياتيه والابراهيميه النبوية الناقصة، المتشكله بحسب اشتراطات اللاتحقق. من هنا يطل "قران العراق" المؤجل، المستعاض عنه بالرؤى البديله المؤقته .
ذلك في حال اوقفنا الحديث عند ماهو مجمل كلزوم تعبيري تفكري انقلابي، لاكمهمات صارت آنية، تطابق نوع اشتراطات مجتمعية مابعد المجتمعية، والانتقال اليها، والتطابق مع اليات توفيرها، اتفاقا مع اسباب التحوليّة، والخطوات المتلائمه مع اجمالي انقلابيتها المفاهيمه والحياتيه الانتقالية، الامر الذي سيكون الخوض فيه، لامن قبيل الثورات المتعارف عليها، والمختبرة، بما انه نمط استبدال نوع جياتيه، باخرى مختلفة واقعا ومآلا.
بين الأصوات المعطوبة البالية عن "الدولة المدنيه"، و "الإصلاح"، و "الديمقراطية"، و "الدولة الامه" التي ماتت في ارض المنشأ، لصالح سلطات وتدخل الشركات متعدية الجنسية، وبعد قرن الاوهام والتماهي الاخرق الايديلوجي مع الاخر، واصطناع مالا أساس له، يتهيأ العراق والعقل فيه، لكي يباشر مهمتة الكونية العظمى المؤجله، معيدا العقل البشري الى "السراط المستقيم"، والى الابراهيمه العليّة، عقيده العالم النبوية العظمى الأولى، التي انتهى مفعولها. بينما تقف المعمورة اليوم مرة أخرى لتسمع نداء سومر وقد تجدد على حافة نهاية الزمان.
تبدا ثورة تشرين، فتصبح ثورة هي الأعظم على مر الازمان، مع "قرآن العراق" المؤجل، المدخر من قبل التاريخ، والذي لاثورة قبله، وقتها يدوي النداء العظيم شاملا، وتصير ارض الرافدين صوتا هادرا واحدا، من الشمال الى اقصى الجنوب، ومن غربها، الى الشرق، بينما يضج العالم وقتها، ويهتز ذاهبا للتحول.
أيها العراقيون: العالم بانتظاركم، انتم الأرض الموعودة المدخرة، آلامكم التي استحقيتموها وتجرعتموها،الاف السنين بلا توقف، هي نبض العالم وروحه التي تشرع بالانبعاث والسطوع، مالئة الافاق على مشارف نهايات الوجود، ومآلاته الخافية، حيث "لاعين رات، ولا اذن سمعت ولا خطر على بال" ذلك هو معنى تشرين، وثورة العشرين، وتموز، وكل الهبات التي لم تتوقف يوما، وقد اجتمعت الساعة، مع نشور الصحائف المطوية في قلب القرون، وظهورها على المعمورة والعقل.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -النخب- العراقيه تخون تاريخها؟/7
- -النخب- العراقيه تخون تاريخها؟/6
- -النخب- العراقيه تخون تاريخها؟/5
- -النخب- العراقية تخون تاريخها؟/4
- -النخب- العراقيه تخون تاريخها؟/3
- -النخب- العراقية تخون تاريخها؟/2
- -النخب- العراقية تخون تاريخها؟/1
- -الغائية الكونية العليا- ومابعد-الله-؟/ملحق2
- -الغائية الكونيه العليا- ومابعد-الله-؟/ ملحق
- الوطنية الزائفه ووثبة العقل العراقي؟/7
- الوطنية الزائفة ووثبة العقل العراقي؟/6
- الوطنية الزائفة ووثبة العقل العراقي؟/5
- -الوطنية- الايديلوجية الثلاثينيه الزائفه؟/4
- -الوطنيه- الايديلوجية الثلاثينيه الزائفه؟/3
- -الوطنيه- الايديلوجيه الثلاثينيه الزائفه؟/2
- -الوطنية- الايديلوجيه الثلاثينيه الزائفة؟/1
- العراق خيار -الله- على الارض؟/2
- العراق خيار-الله- على الارض؟!/1
- رؤيتان ابراهيميتان: بدئية وختاميه راهنه؟/2
- رؤيتان ابراهيميتان: بدئية وختامية راهنه؟


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - 1تشرين: لاثورة بدون -قران العراق-؟