أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمزي العربي - التصميم والإبداع















المزيد.....

التصميم والإبداع


رمزي العربي

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 11:21
المحور: الادب والفن
    


لقد كان الإنسان منذ فجر الوجود قادراً على البحث والتأمل فيما حوله معتمداً على ردود فعله وغرائزه تجاه الطبيعة، وحاول أن يستنبط التصورات الأولية حول مفهوم وجوده، فقد نظر إلى الطبيعة من حوله وحاول تفسير ظواهرها اعتماداً على الخبرة الأولية التي تكونت لديه نتيجة لتكرار ردود فعله تجاه حدث معين، مما حداه إلى تطوير طرق تأثره بهذه الأحداث ومحاول التعبير عنها بشكل عملي غير مكتفي بمجرد ردة الفعل البسيطة التي تعتمد على الغريزة.

مع مرور الزمن أصبح لدى الإنسان طرقه الخاصة للتعبير عن ظواهر الطبيعة وتفاعله معها، وما أن بدأ الإنسان بالسيطرة على هذه الظواهر حتى أصبح بإمكانه الحكم على مقدرته من خلال التجربة التي عبر عنها سلفاً؛ لقد تكونت لديه لغة خاصة بالتعبير وعرف أنه يستطيع فرض مزيد من السيطرة على الطبيعة عن طريق ذلك الحوار المعقد بينه وبين مكنونات الطبيعة.

مع بدء استيطان الإنسان للطبيعة كان لا بد له من البحث عن طرق جديدة للتعبير عن قوته التي هزمت المطر والسيول والرياح، وكان لا بد من التفكير في أن هناك قوى خفية وراء هذه الظواهر، فيما بعد تطور مفهوم النظرة للطبيعة على أنها موجودة لخدمته في حال أنه تمكن من إرضائها أو التغلب عليها على حد سواء.

هل كان السر إذن هو قوة التعبير؟ هل تجيبنا الرسومات الأولية في كهوف العصر الحجري عن هذا السؤال؟ أم تجيبنا قوة التصاميم في بلاد وادي الرافدين ووادي النيل؟ تلك الأقوام التي وصلت مرحلة متقدمة في مناهج التعبير عن الحياة والدين وحتى التعبير عن ما بعد الموت. لقد اتبعوا منهجاً معيناً في تزيين معابدهم وقصورهم وقبورهم بأشكال صممت خصيصاً لمحاكاة أفكارهم حول الظواهر المختلفة، من هنا نستطيع الإقرار بكل جزم أن التصميم ليس وليد النهضة الأوروبية أو الثورة الصناعية بل هو موجود منذ الأزل وسيبقى مستمراً للأبد طالما أن الإنسان يعيش على هذا الكوكب ويتأثر بالأحداث اليومية ويتفاعل معها.

من خلال تلك السطور الفلسفية وبتجريد المنطق الإبداعي لمعاني التعبير عن الذات والطبيعة نستطيع القول بأن التصميم ببساطة يعني منهج التعبير عن أفكار معينة باستخدام الوسائل البصرية، فهذه العملية أشبه بترجمة الأحاسيس الداخلية لدى الشخص عن طريق استعمال الأشكال المجردة المستقاة من الطبيعة ضمن علاقات معينة مثل (الوحدة، التوازن، والإيقاع...).

التصميم يحاكي الرؤية أو بتعبير آخر "الإبصار"، فالمصمم يعي تماماً أن الفكرة التي يريد إيصالها للناس عن طريق تصميم معين يجب أن يراها الناس، إذن فالتصميم يتعامل مع العين مباشرة، ومن ثم يتكون الإحساس بجماليات الأشكال الموجودة داخل التصميم لدى المشاهد، فنحن لا نستطيع تسمية "الإعلان الإذاعي" تصميماً، وفي الوقت نفسه يمكننا إطلاق تسمية "تصميم" على الإعلان التلفزيوني، فحتى الحركات التي يقوم بها الممثلون في الإعلان التلفزيوني هي مستقاة من الطبيعة وموظفة في الإعلان لتعبر عن فكرة معينة،

للتصميم أهمية كبيرة في حياة الناس لما له من دور هام في توفير احتياجات المجتمع من منتجات فنيه من شأنها أن تخاطب ذوق كل أفراد المجتمع ومستهلكيه حسب اختلاف أعمارهم ومستواهم الاجتماعي والثقافي، ويهدف التصميم بالدرجة الأولى إلى تحقيق الرفاهية والناحية الجمالية، فبعض المصممون يرون أنفسهم كفنانين بينما آخرون يُفضّلونَ اعتبار أنفسهم أشخاصاً لهم القدرة الإبداعية على حل المشاكل.

يهدف التصميم عن طريق البحث المستمر إلى إيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي قد يواجهها الناس في حياتهم العادية اليومية، فالتصميم الصناعي مثلاً -وهو أحد فروع التصميم المهمة- يتعلق بتنفيذ تلك الأفكار التي تتكون لدى المصمم لإيجاد حلول لمشاكل قد تواجه الناس نتيجة الجلوس على كراسي غير مريحة للظهر؛ وظيفة المصمم هنا هي البحث والتفكير بتصميم جديد يتناسب والحاجات الفيزيائية للجسم، إذن فالمصمم يجب أن يعرف تماماً حجم المشكلة وأبعادها، ومن ثم يترك العنان لخياله لينتج حلاً مناسباً عن طريق طرح فكرة معينة باستخدام العناصر المختلفة للتصميم من خطوط وأشكال وألوان تجذب العين وتخاطب العقل.

التصميم الجيد يحتاج إلى الإبداع والتجديد، وكثيراً ما نسمع المصطلح (Creative)، الإبداع في التصميم يمكن أن يكتسب لأنه عملية ذهنية يتحكم فيها العقل في بوتقة واحدة مع التجارب العملية السابقة.

كل الابتكارات والاختراعات في تاريخ البشرية جاءت كنتيجة للتفكير الخلاق، وكل التصاميم المشهورة في العالم تميزت بالتجدد والإبداع لهذا فقد ظلت حتى وقتنا الحاضر في القمة.

لقد قمت في السطور التالية بإيجاز الطرق العملية لتصفية الذهن وحفز العقل على إنتاج أفكار خلاقة من شأنها أن تجعل المصمم الجرافيكي من أهم عناصر المجتمع...

• استمع إلى الموسيقى الهادئة والكلاسيكية التي تعمل عمل الفلتر في الدماغ فتجعله صافياً ومهيأ لعملية التفكير.
• حاول حمل كتاب ملاحظات صغير في جيبك معظم الوقت لتسجيل ملاحظات حول فكرة معينة قد تتكون لديك وأنت في محطة الباصات أو في محل لبيع الملابس... فيما بعد ستكتشف أن 90% من هذه الملاحظات هي مجرد أفكار ضعيفة ولكن من المؤكد أن 10% منها هي أفكار جيدة.
• إذا لم تكن لديك فكرة معينة وطلب منك تصميم إعلان معين حاول أن تفتح القاموس وبشكل عشوائي اختر أي كلمة وحاول استنباط الأفكار من المعاني التي تعطيها هذه الكلمة، فهذه الطريقة قد تجعلك تتذكر الكثير من الأفكار.
• تشريح المشكلة وتعريفها وكتابة جميع الملاحظات المتعلقة بها، بذلك يمكن أن تتكون لديك الأفكار الجيدة لحل المشكلة.
• إذا لم تستطع التفكير، قم بنزهة قصيرة، فالتغيير في الأجواء قد يساعد الدماغ على استعادة نشاطه.
• حاول التقليل من مشاهدة التلفاز، إذ أن الكثير من علماء النفس أظهروا في دراساتهم أن مشاهدة التلفاز قد تتسبب في بطء التفكير.
• ابتعد عن تناول الأدوية المخدرة أو تلك التي تسبب بالنعاس.

القراءة مفيدة جداً في تنمية النشاط الذهني، فالكتب تختبر الدماغ وتفتح خلايا المخ، وتساعد على تكوين الإلهام لدى المصمم لدرجة انه يحصل على الكثير من الأفكار الخلاقة فقط عن طريق النظر إلى الناس في الشارع أو إلى السماء أو حركة المرور..



#رمزي_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمزي العربي - التصميم والإبداع