أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عزالدين بن عثمان الحديدي - الزواج التاريخي للماوية والتروتسكية*















المزيد.....



الزواج التاريخي للماوية والتروتسكية*


عزالدين بن عثمان الحديدي

الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 9 - 14:52
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


غالبًا ما يزعم أن الماوية والتروتسكية متضادتان في الأساس. كما يزعم أن ماو أيد ستالين، وأنه تحدث بكلمات قاسية تجاه التروتسكية، حتى أنه طرد عددًا من التروتسكيين من الحزب الشيوعي الصيني، وأن ذلك يعني أنه كان معارضًا للتروتسكية. ولكن غالبًا ما ننسى أن أشخاصًا مثل بوخارين وكامينيف وزينوفييف فعلوا نفس الأشياء. لكنهم رغم ذلك عادوا وتحالفوا "سرا" مع تروتسكي ضد ستالين والقيادة البلشفية للحزب الشيوعي (ب) للاتحاد السوفيتي. وبالمثل، فإن تيتو، الذي تم فضحه باعتباره تروتسكيًا، كان دائما يقسم على معارضته لتروتسكي.

ولا ينبغي أن ننسى أن الطغمة التحريفية التي قادت الحزب الشيوعي السوفييتي بعد اغتيال ستالين، قامت هي أيضا، حتى بنشر بعض الكتب ضد التروتسكية (أكثر مما فعله الحزب الشيوعي الصيني و حزب العمل الألباني)، لكننا نعلم أن التحريفيين وصلوا إلى السلطة بمحاربة ستالين وبالتنسيق مع شبكة التجسس الدولية والمخربين الذين حاولوا تنصيب تروتسكي في السلطة في فترة العشرينيات بعد وفاة لينين. في الواقع، كانت الحركة التروتسكية المكشوفة ميتة بالكامل تقريبًا حتى ألقى خروتشوف "خطابه السري" حيث هاجم ستالين معتمدا على تشويهات محض تروتسكية.
في ذلك الوقت، رقص التروتسكيون لإعادة تأهيلهم وأصبحوا المدافعين "اليساريين" عن الإمبريالية الروسية والمساندين "النقديين" لها، داعين إلى الإكتفاء بـــ "الدعم العسكري" للإمبريالية الروسية دون "الدعم السياسي" باعتبارها دولة "اشتراكية" لم تتخلص تماما من "الستالينية والتشوه البيروقراطي". في هذا السياق، غالبًا ما هاجم التروتسكيون ماو، ولكن بشكل أساسي لأنه كان متحالفًا مع الإمبريالية الأمريكية بدلاً من دعم "الدولة العمالية المشوهة" بقيادة خروتشوف، بريجنيف والآخرين.

لكن أثناء "الثورة الثقافية"، خلال فترة لين بياو عندما كان التركيز على الجبهة المتحدة ضد الإمبريالية الأمريكية، أشاد التروتسكيون بماو بصورة علنية لأنه قطع مع الستالينية وتبنى "جوهر" النظرية التروتسكية عن "الثورة الدائمة" في الصين وفي العالم. ثم خفت حدة علاقة الحب هذه عندما ذهب نيكسون إلى الصين لمصافحة ماو. وقد أصبح من الواضح لاحقا، بعد وفاة لين بياو، أن الفصائل المعادية لروسيا في الحزب الشيوعي الصيني قد انتصرت في "الثورة الثقافية" ضد الفصائل الموالية لروسيا.

هذه المغازلة بين الماوية والتروتسكية لم ترتكز على أساس المصلحة السياسية فحسب، بل ارتكزت أيضًا على أساس تقارب أيديولوجي كبير وتقاسم نفس القاعدة الطبقية. هذا لا يعني بالطبع أن التروتسكية والماوية هما نفس الشيء إذ يمثل كل منهما تيارًا تحريفيا محددًا تاريخيًا. وبسبب هذا التقارب الأيديولوجي والسياسي والطبقي، نشهد اليوم تقاربًا بين الأفكار التروتسكية والأفكار الماوية في محاولة لبناء تيار دولي "جديد" قائم على تطعيم الماوية "اليسارية" الموروثة عن "عصابة الأربعة" المعارضة لدنغ سياو بنغ بالأفكار التروتسكية مع الحرص على مواصلة الإدعاء بمناهضة تروتسكي.

لطالما كانت الفكرة التي يحتشد التروتسكيون حولها هي معارضتهم للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي ولقادة هذا البناء الاشتراكي - لينين وستالين. بعد وفاة لينين، تخلى تروتسكي عن عداءه الصريح للينين، ليعلن نفسه وريث لينين ويحاول استخدام هذه المنصة لمعارضة جهود البلاشفة وعلى رأسهم ستالين لقيادة بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي.

يشترك ماو مع تروتسكي في معاداة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ولستالين وإن لم يكن ذلك دائمًا لأسباب متطابقة. فماو، مثل تروتسكي، عارض القيادة البلشفية للأممية الشيوعية وقاتل لسنوات ضد الكومنترن وضد ستالين. أثار "حملة تصحيح" ضد "الدوغماتية" ومن أجل "الماركسية الصينية"، أي حملة لتطهير الحزب من البلاشفة، للانفصال عمليا عن الكومنترن والاتحاد السوفيتي الاشتراكي وتركيز سيطرة التحريفية الصينية. لقد استغل ماوتسي تونغ مجازر الكيومنتانغ وتشان كاي تشيك ضد الحزب الشيوعي الصيني خاصة في المدن وإضعاف قواعده العمالية وكذلك انشغال ستالين والكومنترن بتحضير التصدي العالمي للفاشية والنازية وقام وجماعته باغتصاب السلطة في الحزب بطريقة غير شرعية وبالاعتماد على الجيش في جانفي 1935 في كونفرنس تسون يي. أطاح ماو بالقيادة البلشفية للحزب التي ركزها الكومنترن والشيوعيون الصينيين ضد الانحرافات الانتهازية اليمينية وشبه التروتسكية في 1931. يقول ماو بهذا الخصوص " لقد دام خط وانغ مينغ أطول فترة. لقد شكل كتلة في موسكو ونظم مجموعة الـــ28 بلشفي. وبالاعتماد على قوة الأممية الثالثة سيطروا على السلطة في الحزب واحتفظوا بها طيلة أربع سنوات كاملة" (حول مسألة ستالين – 10مارس 1958 في كتاب خطابات الرئيس ماو، طبعة ستيوارت شرام-ص101).

ويعترف ماو بتصفيته للخط البلشفي داخل الحزب الشيوعي الصيني بعبارات في غاية الوضوح : " وفي تاريخ الحزب الشيوعي الصيني ، من عام 1931 إلى عام 1934 ، كان أصحاب نزعة الجمود العقائدي ينكرون خصائص الصين ، وينسخون تجربة ما عن الثورة الروسية ... وفي المرحلة الواقعة بين الجلسة الموسعة التي عقدها المكتب السياسي للجنة المركزية في تسوني عام 1935 وبين المؤتمر الوطني السابع الذي انعقد في عام 1945 ، قضى حزبنا قضاء تاما على نهج الجمود العقائدي هذا الذي سبب ضررا كبيرا" (من جديد حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا- هيئة تحرير الجريدة الصينية جين مين جهباو- 29 ديسمبر 1956).

على الرغم من عديد الاختلافات مع تروتسكي بشأن مسائل محددة تتعلق بالصين، إلا أن ماو كان يعمل في نفس دائرة تروتسكي وبوخارين وبقية المعارضة، أي دائرة الموقف الذي مفاده أن خط الكومنترن خلال الفترة الثالثة من الأزمة العامة للرأسمالية كان "يساريًا متطرفًا" وأن خط الجبهة الموحدة ضد الحرب الامبريالية والفاشية كان "يمينيا" وأن الثورة الصينية تكبدت هزائم من جراء الكومنترن وستالين. قال ماو:
" لقد ارتكب ستالين عددا معينا من الأخطاء بحق الصين، فمغامرة وانغ مينغ "اليسارية" في أواخر مرحلة الحرب الأهلية الثورية الثانية وانتهازية وانغ مينغ اليمينية في أوائل حرب المقاومة ضد اليابان كلتاهما ترجعان إلى ستالين. خلال مرحلة حرب التحرير، لم يسمح لنا في البداية بالثورة معتقدا بأن الأمة الصينية ستتعرض لخطر الدمار إن قامت حرب أهلية. ولما قامت الحرب كان ينظر لنا بعين الشك. وعندما انتصرنا في الحرب كان يرتاب في أن انتصارنا انتصار من الطراز التيتوي وكانت ضغوطه علينا شديدة في عامي 1949 و1950." (حول العلاقات العشر الرئيسية: خطاب ماو في الاجتماع الموسع للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الش الص – 25 نيسان 1956). وفي الواقع، إن الشيء الذي لم يكن لينجح هو خيانة ماو، وتحول الحزب الشيوعي الصيني إلى حزب فلاحي يهيمن عليه القوميون البرجوازيون الذين سيضمنون ألا تصبح الصين دولة اشتراكية أبدًا.

خلال عقود الفترة التي سيطر فيها "فكر ماو تسي تونغ" على الحركة "الثورية" العالمية ، ظل الموقف الماوي من "الأخطاء" المزعومة لستالين اتجاه الثورة الصينية قائمًا ولم يقع التراجع عنه، وهو يشكل إلى اليوم أساس التقارب بين الأفكار الماوية والتروتسكية حول الأممية الشيوعية وستالين. لقد قام ماو "بإضفاء الشرعية" على "حرية النقد" ضد البلشفية، وبالتالي من الطبيعي تمامًا أن ينجذب الماويون عند تأزم أوضاعهم نحو حملة الدعاية الممنهجة للتروتسكيين والتحريفيين والإمبرياليين ضد الكومنترن وستالين. الكثير من القوى الناشطة حاليا والتي تدعي القطع مع التحريفية والتروتسكية مثل الحزب الشيوعي اليوناني والأحزاب الأوروبية "الشيوعية الماركسية اللينينية" والأحزاب والمجموعات العربية التي تدعي الماركسية اللينينية، تبنت "حرية النقد" ضد البلشفية وأخذت على عاتقها الأفكار الماوية والتروتسكية حول "الأخطاء" المزعومة للكومنترن وستالين.

إذا أخذ المرء في الاعتبار تعريف ستالين للتروتسكية، فمن السهل أن يكتشف الأرضية المشتركة الموجودة بين الماوية والتروتسكية. فقد أبرز ستالين ثلاث خصائص أساسية للتروتسكية. الأولى كانت على النحو التالي:

"يتمثل جوهر التروتسكية، أولاً وقبل كل شيء في إنكار إمكانية بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي بقوى الطبقة العاملة والفلاحين في بلادنا. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه إذا لم تأت المساعدة في المستقبل القريب على شكل ثورة عالمية منتصرة، فسيتعين علينا الاستسلام للبرجوازية وإفساح المجال أمام جمهورية ديمقراطية برجوازية. وبالتالي، لدينا هنا الانكار البورجوازي لإمكانية بناء الاشتراكية في بلدنا تحت غطاء من الكلام "الثوري" حول انتصار الثورة العالمية."

أنكر ماو أيضا إمكانية بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي بمعنى أنه تبنى الفكرة التروتسكية القائلة بأن مشكلة الاتحاد السوفييتي كانت البيروقراطية المتزايدة والتخطيط المركزي للاقتصاد وأن هذا كان سببه ستالين وأدى إلى إعادة الرأسمالية في الاتحاد السوفياتي. في الواقع، كانت مواقف ماو بشأن الاقتصاد في الاتحاد السوفيتي أقرب إلى مواقف بوخارين وخروتشوف. ما يشترك فيه ماو مع تروتسكي وبوخارين أيضًا هو الإيمان باستحالة البناء السريع للاشتراكية، والاعتقاد بأن دكتاتورية البروليتاريا هي "بيروقراطية" تمنع تطور السوق (إقرأ الرأسمالية). وهذا يقودهم طبعا إلى "الاستسلام للبرجوازية وتمهيد الطريق أمام جمهورية ديمقراطية برجوازية". ولهذا السبب بالطبع رفض ماو البناء السريع للاشتراكية في الصين وكرس نفسه لتطوير الرأسمالية والبرجوازية. ماو، مثل تروتسكي، على الرغم من أنه استخلص استنتاجات مختلفة عنه، إلا أنه لم يعتقد أنه من الممكن بناء الاشتراكية في بلد ما وخاصة في بلد متخلف مثل الصين.

ولكي يبرر موقفه أمام البروليتاريا الصينية، كان على ماو أن يهاجم بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي باعتباره فشلًا من حيث الأساس: لا ينبغي للمرء أن يتبع النموذج السوفياتي في الصين سواء للقيام بالثورة أو لبناء الاشتراكية.
الطريقة الاشتراكية في التصنيع تختلف عن الطريقة الرأسمالية التي تتطور فيها الصناعة الثقيلة عبر مسار طويل ومتعرج يفترض مسبقا بلوغ مستوى معينا من تراكم الأرباح في الصناعة الخفيفة.
يقول ستالين :
" يبدأ التصنيع في البلدان الرأسمالية عموما بالصناعة الخفيفة نظرا لأن الأموال التي ستستثمر تكون أقل أهمية ولأن دوران الرساميل يكون أسرع ولأن تحقيق الأرباح يكون أسهل منه في الصناعة الثقيلة. ولا يأتي دور الصناعة الثقيلة إلا بعد مرور فترة طويلة تراكم خلالها الصناعة الخفيفة الأرباح وتركزها في البنوك حينئذ تبدأ في تلقي الرساميل التي وقعت مراكمتها وتنشأ شروط ملائمة لتطورها. " (المؤلفات الكاملة- المجلد 16 ص195- ترجمتنا).
لكن ماوتسي تونغ كان يفضل الطريقة الرأسمالية للتصنيع في الصين، يقول :" في المراحل الأولى للتحرير لم يكن لنا أية تجربة في إدارة اقتصاد الأمة بأكمله، لذلك لم يكن باستطاعتنا خلال الخطة الخماسية الأولى سوى نقل طرق الاتحاد السوفيتي رغم أننا لم نكن أبدا راضين عن ذلك" ( A Critique of Soviet Economics ص 9– ترجمتنا)*. بعد وفاة ستالين هاجم ماو ستالين والبناء الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي لأنهم حسب زعمه "ركزوا بصورة وحيدة الجانب على الصناعة الثقيلة مهملين الزراعة والصناعة الخفيفة" (ماو- حول العلاقات العشر الرئيسية 25 أفريل 1956).
اختار ماو طريق مراكمة الأرباح عبر استغلال قوة العمل في الصناعة الخفيفة والزراعة ثم توظيفها لاحقا في الصناعة الثقيلة. يقول : " إذا كانت رغبتك حقيقية أو قوية فستولي الزراعة والصناعة الخفيفة أهمية ... وتوفر مزيدا من المال ومن ثمة يمكن تخصيص المزيد من الاستثمارات للصناعة الثقيلة في المستقبل". (ماو – المصدر السابق)

إن الشعبية الكبيرة التي كان ماو يتمتع بها لدى التروتسكيين أثناء الثورة الثقافية تعود لكونه ادعى أن المشكلة في الاتحاد السوفياتي والصين كانت البيروقراطية وأنه فقط من خلال القيام بـ "ثورة ثقافية"، أو كما يسميها تروتسكي " ثورة سياسية" يقودها الطلاب وغيرهم من البرجوازية الصغيرة ضد "البيروقراطية"، يمكن أن نبني "الاشتراكية". هذا يعني أن دكتاتورية البروليتاريا كانت مستحيلة ، وبالتالي كان على المرء أن يقوم "بثورات ثقافية" متكررة ضد "البيروقراطية".

السمة الثانية للتروتسكية التي أبرزها ستالين هي ما يلي:

"يتمثل جوهر التروتسكية، ثانياً، في نفي إمكانية كسب الجماهير العريضة من الفلاحين إلى البناء الاشتراكي في الريف. ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن الطبقة العاملة ليست قوية بما يكفي لقيادة الفلاحين و توجيه مزارع الفلاحين الفردية في الاتجاه التعاوني، وأنه إذا لم يأت انتصار الثورة العالمية في المستقبل القريب لنجدة الطبقة العاملة، فإن الفلاحين سوف يعيدون النظام البرجوازي القديم. وبالتالي، لدينا هنا الانكار البرجوازي لقوة ديكتاتورية البروليتاريا ، وقدرتها على أن تقود الفلاحين نحو الاشتراكية، وهو إنكار مخفي وراء قناع الأقوال "الثورية" حول انتصار الثورة العالمية ".

وعلى الرغم من أن ماو كان لديه مواقف مختلفة بشأن دور الفلاحين، إلا أنها ليست سوى الوجه المقابل للعملة الواحدة. إذ يشترك كل من ماو وتروتسكي في نفس العداء تجاه البروليتاريا تماما مثلما كان هذا الأمر ينطبق على بوخارين وتروتسكي. حيث أراد بوخارين السماح للرأسمالية بالازدهار في أوساط الفلاحين كوسيلة "لبناء الاشتراكية"، بينما أراد تروتسكي كسر تحالف الطبقة العاملة والفلاحين لأن بناء الاشتراكية في الريف مستحيل حسب زعمه. كلا الموقفين هما "الانكار البرجوازي لقوة ديكتاتورية البروليتاريا، وقدرتها على أن تقود الفلاحين نحو الاشتراكية ".

وفي هذا الإطار، وعلى خطى بوخارين، هاجم ماو ما يزعم أنه "أخطاء ستالين الجسيمة" في مسألة الفلاحين وقال إن ما فعله "قلل بشكل خطير من حماس الفلاحين للإنتاج. تريد أن تعطيك الدجاجة بيضًا ولكنك لا تطعمها، وتريد أن يركض الحصان بسرعة لكنك لا تسمح له بالرعي. أي نوع من المنطق هذا؟" (ماو- حول العلاقات العشر الرئيسية 25 أفريل 1956). طبعا منطق ستالين ليس منطق الكولاك الذي، دون شك، تضعف عزيمته بفعل عدم امتلاكه وسائل الإنتاج وعدم منحه "حرية الحركة" في بيع منتوجه.
تماما مثل تروتسكي وبوخارين الذين رغم اختلافاتهم حول قضية الفلاحين، اتحدوا في عداءهم لديكتاتورية البروليتاريا، فإن ما يوحد ماو وتروتسكي هو نفس العداء لديكتاتورية البروليتاريا. في الأساس نجد الإنكار الماوي لهيمنة البروليتاريا في الثورة ولديكتاتورية البروليتاريا بعد الثورة.

هذا الانكار يتضح أيضا في الوحدة بين نظرية تروتسكي عن "الثورة الدائمة" والمفهوم الماوي للثورة العالمية. حيث نفى تروتسكي إمكانية بناء الاشتراكية في بلد ما، وبشر بضرورة الثورات في البلدان المتقدمة بدون الفلاحين والجماهير الكادحة في العالم وبدون النضالات التحررية الوطنية والمعادية للإقطاع. ومرة أخرى، يقلب ماو وجه العملة ببساطة ليقول إنه من المستحيل القيام بثورة عالمية وبناء الاشتراكية دون أن تسبقها مرحلة ثورة عالمية مناهضة للإمبريالية قائمة على أساس الفلاحين. من الناحية العملية، نجد مستوى قوي من الوحدة بين هذين الجانبين للعملة الواحدة. على سبيل المثال ، اتحد الماويون من جميع الألوان والتروتسكيون في دعمهم للمجلس العسكري السانديني في نيكاراغوا وفي دعمهم "للغفارية" و"البوليفارية"...الخ. كلاهما متحد، في الممارسة العملية، ضد هيمنة البروليتاريا لصالح هيمنة البرجوازية في الثورة، على الرغم من أن كلاهما يدعي أنهما يعملان باسم البروليتاريا. لقد أوضح ستالين منذ زمن طويل كيف نشأت التروتسكية "اليسارية" والبخارينية اليمينية في الجوهر من نفس الموقف. وتتكرر هذه الظاهرة أيضا مع الماوية والتروتسكية.

لذلك، من الطبيعي أن الماويين الذين خاب أملهم من المسار الذي اتخذته القيادة الصينية بعد وفاة ماو والذين تحسروا بشدة على أيام "الثورة الثقافية" حيث كانت السياسات الماوية تلمع بالثورية، أن يجدوا الآن العزاء في التروتسكية بدون تروتسكي. فقد رفض العديد من الماويين الخيانة السافرة لجزء كبير من الماويين بقيادة دنغ سياو بنغ ولم يعودوا مطالبين بالدفاع عن الصين بل ويمكنهم حتى أن يصطفوا أكثر في "اليسار" مما يعني تجميل الماوية بالأفكار التروتسكية إلى حد إنكار مسؤولية ماو عن نظرية "العوالم الثلاثة" سيئة الذكر واعتناق نظرية "الثورة الدائمة".

السمة الثالثة التي حددها ستالين هي التالية :

"يتمثل جوهر التروتسكية، أخيرا، في إنكار الحاجة إلى الانضباط الحديدي في الحزب، وفي الاعتراف بحرية المجموعات والكتل داخل الحزب، وفي الاعتراف بالحاجة إلى بناء حزب تروتسكي. بالنسبة إلى التروتسكية، لا ينبغي للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي أن يكون حزباً موحداً ومناضلا، بل سلسلة من المجموعات والكتل، لكل منها تنظيم مركزي خاص بها وصحافتها الخاصة بها وما إلى ذلك. وماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه بعد حرية وجود المجموعات والكتل السياسية في الحزب يجب أن تأتي حرية وجود الأحزاب السياسية في البلاد، أي الديمقراطية البرجوازية. نحن هنا إزاء الاعتراف بحرية وجود المجموعات والكتل داخل الحزب، الأمر الذي يؤدي مباشرة إلى السماح بالأحزاب السياسية في أرض دكتاتورية البروليتاريا. وكل ذلك مغلف بغطاء الحديث عن "الديمقراطية الداخلية في الحزب" و"تحسين النظام" داخل الحزب."

حول هذه النقطة، تعتبر وحدة الماوية والتروتسكية واضحة تمامًا. إن موقف ماو حول الكتل في الحزب، والخطوط المختلفة داخل الحزب وحتى حول وجود البرجوازية في الحزب، يتفق تمامًا مع التروتسكية. كان تروتسكي يحاول دائما التأكيد على أن مصدر التفسخ في الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي كان التطهير من الكتل والخطوط المختلفة. في الحقيقة، أولئك الذين يعادون البروليتاريا يدعمون هذا الخط المعارض للوحدة المتجانسة للبروليتاريا في حزبها البلشفي. ويسمح ويسمح هذا المفهوم التروتسكي - الماوي للوحدة بأن يستخدم الماويون اليوم، نفس الأساليب المختلفة التي استخدمها تروتسكي لمحاولة منع اانفصال البلاشفة عن الاشتراكيين-الشوفينيين والوسطيين (في روسيا وعلى الصعيد الدولي).

إن تقارب الماوية والتروتسكية لا يقوم على أفكار مجردة. إنه يقوم على المصالح الطبقية. تم تعريف التروتسكية على أنها "انحراف برجوازي صغير معبرًا عنه بوضوح" (وفق توصيف المؤتمر الثالث عشر للحزب البلشفي – 1924) وقد ازدهرت دائمًا بين البرجوازية الصغيرة. وينطبق ذلك أيضًا على الماوية سواء في الصين أو على المستوى الدولي. إن ما يسمى بالحركة "الشيوعية" العالمية طيلة العشريات الطويلة التي سيطرت فيها الماوية وحتى يومنا هذا تتكون بشكل شبه حصري من مجموعات و "أحزاب" برجوازية صغيرة لم تتجذر قط في الطبقة العاملة، ولم تكن قادرة على تزويد هذه الأخيرة بقيادة بلشفية منظمة وحازمة (عديد المجموعات والأحزاب في وطننا العربي وفي العالم تدعي أنها أحزاب الطبقة العاملة ولا تضم في صفوفها عاملا واحدا !! ). في الحقيقة، غرقت تلك المجموعات و"الأحزاب" تحت القيادة الوسطية لماو وإلى حد ما لأنور خوجا، ومع ازدراء الماويين للنظرية و "عبادة الكتاب"، فقد أصبح لدينا الآن مجموعات تنشر وتثرثر بالأفكار التروتسكية حتى دون أن تدرك ذلك في كثير من الأحيان.

عندما كان ماو على قيد الحياة، كان هو المادة اللاصقة التي أبقت معظم هذه المجموعات البرجوازية الصغيرة معًا. عندما مات، ومثلما وقع مع أنصار تروتسكي من البرجوازيين الصغار، انقسم أنصاره إلى عدة فصائل تتجادل علانية حول من يستحق أن يرتدي عباءة ماو. هناك من يعتقد أنه أعظم ماركسي وهناك الذين يعتقدون أنه ارتكب أخطاء كبيرة، لكن ما يوحد معظمهم هو عداءهم المشترك لستالين وللبلشفية. ومن المؤكد أنهم سيواصلون العمل ضد البلشفية، لقد تعلموا تكتيكاتهم جيدًا من ماو وأدركوا أنه لا يمكن هزيمة ستالين والبلشفية دفعة واحدة. تماما مثلما أوعز ماو لأتباعه :

"عندما تم انتقاد ستالين في عام 1956 ، كنا سعداء من ناحية، ولكن من ناحية أخرى كنا قلقين. كان من الضروري إزالة الغطاء الجاثم، وتحطيم الاعتقاد، وتخفيف الضغط وتحرير الفكر. لكننا لم نكن موافقين على تدميره كله مرة واحدة ". (ماوتسي تونغ ، "محادثات في Chengtu: حول مشكلة ستالين" في كتاب ستيوارت شرام ، محادثات الرئيس ماو ، ص. 101 - ترجمتنا)

تتمثل مهمة الماويين في محاولة تدمير ستالين والبلشفية بعدة ضربات على المدى البعيد ومنع الطبقة العاملة والجماهير الكادحة من استعادة النظرية الثورية والتوحد من جديد مع البلشفية بعد أن انفصلت عنها على إثر اغتيال ستالين وإعادة الرأسمالية في روسيا*

هذا هو السبب في أنهم ينشطون على أساس دعم ستالين إلى نقطة معينة، أو على أساس معارضة تروتسكي بالكلمات فقط. وبهذه الطريقة يمكنهم اللجوء إلى هذا أو ذاك والهجوم في هذه النقطة دون تلك حسب الأحوال، مع الحرص طبعا على التصريح بولائهم للماركسية اللينينية طوال الوقت. همهم الدائم إغراء النزعة العاطفية السطحية للبرجوازية الصغيرة "اليسارية" التي لا تفهم أبدًا تعقيدات العملية الثورية، والتي لا تفهم أبدًا العلاقة المتبادلة بين الظاهرة وتطورها الديالكتيكي. يريد هؤلاء الماويون "إزالة الغطاء" والسماح بكل أنواع "حرية النقد" لستالين والبلشفية، وللاشتراكية وديكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفيتي للينين وستالين. يريدون "تدمير الإيمان الأعمى" بالاشتراكية. يريدون "تخفيف ضغط " الماركسية اللينينية الأرثوذكسية. يريدون "تحرير الفكر" من أجل قبول التحريفية. لكنهم يدركون أن الأمر يتطلب أكثر من "ضربة واحدة".

وتحت شعار الرغبة في العثور على "جذور التحريفية"، قاموا أيضًا، إذا أردنا استخدام كلمات لينين، بإجراء "نقد برجوازي لكل الأفكار الأساسية للماركسية". لقد فضح لينين هذه الظاهرة منذ زمن بعيد :

"ولأن هذا النقد قد تم توجيهه منذ زمن طويل ضد الماركسية من أعلى منبر للسياسة ومن الكرسي الجامعي، في شكل كميات من الكراريس وفي سلسلة من الأطروحات العلمية ، ولأن هذا النقد قد تم غرسه بشكل منهجي ولعقود في الجيل الشاب من الفئات المتعلمة، فليس من المستغرب أن يظهر الاتجاه "الجديد" "النقدي" في الاشتراكية الديمقراطية على الفور في شكله النهائي، مثل مينيرفا من دماغ جوبيتير. من حيث محتواه، لم يكن هذا الاتجاه بحاجة لأن يتطور ويتشكل، لقد تم نقله مباشرة من الأدب البرجوازي إلى الأدب الاشتراكي." (لينين – ما العمل؟)

يمكننا اليوم أن نقول إن نقد ستالين من قبل التروتسكيين والتحريفين وتيارات الأكاديميين البرجوازيين قد ساد لعقود طويلة. لذلك لا ينبغي أن نتفاجأ بانتشار "التيار النقدي" في الحركة ا"الشيوعية" العالمية. لقد تم نقله مباشرة من الأدب التروتسكي التحريفي والبرجوازي إلى الأدب "الماركسي اللينيني". وفي هذا الصدد، يجب علينا أن ننتبه بعناية لكلمات لينين :

"أولئك الذين لا يغمضون أعينهم عن قصد لا يمكنهم إلا أن يروا أن الاتجاه" النقدي" الجديد في الاشتراكية هو مجرد نوع جديد من الانتهازية. وإذا حكمت على الناس، ليس من خلال الزي اللامع الذي ارتدوه هم أنفسهم، أو اللقب الذي أطلقوه على أنفسهم، ولكن من خلال الطريقة التي يتصرفون بها والأفكار التي يروجون لها بالفعل، فسوف يتضح أن "حرية النقد" هي حرية التيار الانتهازي في الاشتراكية الديموقراطية، وحرية تحويل هذه الأخيرة إلى حزب إصلاحات ديمقراطي، وحرية غرس الأفكار البرجوازية والعناصر البرجوازية في الاشتراكية" (لينين – ما العمل؟).

إن أصحاب هذه الانتقادات "الجديدة" لستالين والبلشفية يريدون "الاستمرار في اعتبارهم ماركسيين والسماح لهم بالتمتع بـ" حرية النقد" التي تمتعوا بها دائما"، و"يريدون من الثوريين الاعتراف بـ "الحقوق الكاملة" للحركة الجارية". لكنهم مثل أولئك الذين تحدث عنهم لينين لديهم " خوف من الاشهار" و" خوف من النقد" (لينين - ما العمل ؟)، إنهم لا يريدون الصراع الفكري والسياسي المفتوح مع العناصر البلشفية داخل ما يسمى بالحركة الشيوعية إنهم يقومون بمعظم أعمالهم القذرة عن طريق الدبلوماسية السرية ويسعون لإقصاء البلاشفة من مناقشاتهم "الدولية" لأنهم لا يستطيعون الرد على النقد البلشفي ويمرون مباشرة إلى الشتائم والتشويه بالدغمائية والتخريب ...الخ.

* أنجز اعتمادا على أعمال منظمة الاتحاد البلشفي بكندا.
* أنظر مقال ع. الحديدي "اغتيال ستالين وتصفية البلشفية"- على موقع الحوار المتمدن - 2012

عزالدين بن عثمان الحديدي – فيفري 2021



#عزالدين_بن_عثمان_الحديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستالين وتطوير النظرية الماركسية حول الدولة
- المنعطف الكارثي : من الشروع في الانتقال إلى الشيوعية إلى إعا ...
- دور ستالين في الحرب الأهلية والدفاع عن الجمهورية السوفيتية ا ...
- تكتيكنا إزاء الانتفاضة المسلّحة - ترجمة عزالدين بن عثمان الح ...
- اغتيال الرفيق شكري بلعيد – من المخاطر المحدقة إلى الكارثة ال ...
- حول النضال المزعوم لماوتسي تونغ والحزب الشيوعي الصيني ضد الت ...
- النضال المزعوم لأنور خوجة وحزب العمل الألباني ضد التحريفية ا ...
- النضال الثوري للبلاشفة بقيادة ستالين ضد التحريفية المعاصرة
- حول الانتخابات في الاتحاد السوفيتي والانتخابات في الديمقراطي ...
- دروس سليانة المناضلة
- حول مسألة البرجوازية -الوطنية-
- حول بعض مسائل البرنامج البلشفي في أشباه المستعمرات - الجزء ا ...
- حول بعض مسائل البرنامج البلشفي في أشباه المستعمرات
- بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبناء الرأسمالية في الصي ...
- واجب الشيوعيين المطلق
- تحويل الثورة الديمقراطية إلى ثورة اشتراكية
- الثورة البرولتارية كنتيجة لانقطاع سلسلة الجبهة الامبريالية ا ...
- اغتيال ستالين وتصفية البلشفية
- ستالين قائد الثورة الاشتراكية العالمية لثلاثين سنة
- حول الموقف من الانتخابات الرجعية


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عزالدين بن عثمان الحديدي - الزواج التاريخي للماوية والتروتسكية*