أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله اسبري - الإرهاب بين حق المقاومة و استراتيجية التدمير /الجزء الأول















المزيد.....



الإرهاب بين حق المقاومة و استراتيجية التدمير /الجزء الأول


عبدالله اسبري

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 05:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعتبر الإرهاب إحدى القضايا المعاصرة التي شغلت تفكير الإنسان أينما كان ، حصل إجماع دولي حول خطورته باعتباره عملا من أعمال العنف المتسمة بالوحشية المفرطة والعمياء ، وزاد الاهتمام بهذه الظاهرة لكونها أصبحت أسلوبا سياسيا منظما له دور محدد في نطاق إستراتيجية الصراع بين الشعوب والجماعات والأفراد و الدول وليس مجرد عمل فردي.
إن لجوء الإنسانية للعنف لم يأتي وليد اللحظة المعاصرة ، أو نتيجة أحدات 11 شتنبر 2001 ، وإنما الظاهرة تعود إلى البدايات الأولى للوجود الإنساني ، إلى أول صراع في التاريخ الإنساني بين "قابيل وهابيل" ، لكن باندلاع الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789 ظهرت الظاهرة كنظام استخدمته الحكومة الشرعية كأسلوب عمل اصطبغ بالصبغة السياسية والتنظيمية (1)، وأتت الثورة البلشفية لتستخدمه مرتين المرة الأولى ضد الدولة القيصرية والثانية ضد من تمرد من الشعب في العهد الستاليني .
الإحاطة بهذه الظاهرة ليست بالسهلة وذلك لتناقض الرؤى المبنية على تناقض المصالح ، وهو ما يخلق نوعا من اللبس في تحديد هذه الظاهرة والتمييز في إطارها بين ما هو مشروع وغير مشروع ، أو بينما يمكن اعتباره إرهابا وما يمكن اعتباره مقاومة ، فالإرهاب كصفة للفعل يلتصق حاليا بالأعمال الصادرة عن الخصم ، والمفاهيم تتناقض في هذا الإطار بحكم المصالح المتناقضة (2) .
في العالم الرأسمالي يتم ربط العنف و الإرهاب بالقوة المعادية للمصالح الرأسمالية واعتبارها ظاهرة يسارية، وبالنسبة للدول الاشتراكية يعتبر الإرهاب كرد الفعل على السلوك السياسي للأنظمة الرأسمالية التي تبحث باستخدام كل الوسائل على إضعاف المعسكر الاشتراكي.
دخل هذا التخوف والحذر في إطار الصراع الإيديولوجي التقليدي قبل انهيار المعسكر الاشتراكي واتجاه العالم نحو أحادية قطبية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ، إلا أن هذه الظاهرة لم تختفي ، وإنما اتخذت لبوسا أخر و الذي تجلى من خلال الأحداث التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها يوم الثلاثاء 11 شتنبر 2001 والتي استهدفت مواقع إستراتيجية ذا بعد رمزي مرتبط بطبيعة الهيمنة الجديدة على العالم ، لكن هذه المرة اتخذت لبوسا دينيا لا ماديا من خلال ما هو بارز لعامة الناس .
أما بالنسبة للعالم الثالث فقد جرى الاهتمام بأعمال العنف والسيطرة التي تمارسها القوى الاستعمارية باعتبارها الصورة الأكثر تجليا من صور الإرهاب، مما يعتبر لجوء الشعوب المضطهدة من قبل الاستعمار الأجنبي إلى استثمار العنف أسلوبا أساسيا للكفاح من أجل التحرر ورفع الاستعمار عنها (3) .
الإرهاب لا يقتصر على الاستعمار وعرقلة أو إعاقة المسيرة السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية للدول الضعيفة من قبل الدول القوية فقط ، وإنما للإرهاب أنواع أخرى ، كما نجد إرهاب الدول القوية تجاه الضعيفة ، نجد إرهاب الدول تجاه شعوبها، بالإضافة إلى "إرهاب الشعوب" تجاه السلطة السياسية للدولة .

لقد تعاملت الأمم المتحدة مع هذه الظاهرة وحاولت الإحاطة بها بناء على طبيعة موازين القوة بها ، ويعتبر النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أحد العوامل التي أخرت الأمم المتحدة في بحتها عن تعريف الإرهاب .
سنبدأ دراستنا لهذا الفصل بأولى الإشكاليات التي تؤطر هذه الظاهرة و المتمثلة في التحديد المفهومي للظاهرة قبل التطرق لإرهاب الدولة ومبدأ تحريم استخدام القوة في العلاقات بين الدول من قبل الأمم المتحدة،لنعرج بعد ذلك إلى دور دورها في الحد من هذه الظاهرة .

المبحث الأول : التحديد المفهومي للـظاهرة


أصبح إصدار تعريف عالمي لمصطلح "الإرهاب" في أعلى درجات الأهمية، وضرورة لا غنى عنها، من أجل التوصل إلى حلول سلمية إنسانية للقضايا التي تعتبر الأم الحاضنة والمولدة لتلك الحركات الإنسانية التي تلجأ إلى العنف في مقاومة الاحتلال أو الظلم أو الاستبداد. لقد اختلطت الأوراق، والتفسيرات، والمصطلحات، والمواقف، حتى أصبحت المقاومة ضد الاحتلال العسكري والإرهاب الذي تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطيني في نظر البعض "إرهابا"، في نفس الوقت الذي تعتبر فيه عمليات قصف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء بالطائرات النفاثة المقاتلة، والمروحيات، والدبابات من قبل إسرائيل "دفاعا عن النفس". في مثل هذه البيئة الرهيبة يزداد الغضب، ويزداد الحقد، وينفجر التصرف اليائس الذي يجد نفسه مضطرا للخيار بين الموت المستكين، والموت المقاتل من أجل الحرية.
لتفادي تفاقم الأزمة العالمية التي نعيشها هذه الأيام يفترض إصدار تعريف عالمي برعاية هيئة الأمم المتحدة لمصطلح "الإرهاب" ليس لتحقيق النجاح الكامل في الحملة العالمية ولكن من أجل تحديد ما المقصود بالإرهاب لتمييزه عن المقاومة، وهو أمر يثير أكثر من إشكال ومن هنا تزداد المسألة أكثر تعقيدا انطلاقا من كون العلاقات الدولية أو حتى العلاقات البشرية الفردية منها و الجماعية تتحكم فيها المصلحة الفردية أو المصالح الجماعية، وهو ما سيؤدي إلى تناول المصطلح ـ المفهوم على صعيد أكثر من زاوية، وهو ما قد يجعلنا نصطدم مع بعض الرؤى المدافعة عن مصالحها، لكن التاريخ البشري والموروث الإنساني الثقافي والاجتماعي وحتى الديني يتفق على أن تقتيل المدنين بدون وجه حق يعتبر عدوانا واعتداء على حرمة الإنسان، وإرهابا يجب القضاء عليه، لضمان استمرارية الوجود الإنساني كقيمة إنسانية، وسنحاول تحديد المقصود بمفهوم الإرهاب، و الأشكال التي تتخذها المجموعات " الإرهابية " لإثارة الرعب وسط الجموع البشرية، بالإضافة للأساليب المعتمدة في ارتكاب العمليات الإرهابية، ولا ننسى أن لكل ظاهرة أسباب مؤدية لها سنتناولها هي الأخرى .
المطلب الأول: إشكالية التعريف


انطلاقا مما سبق يتبين أن هناك مشاكل عديدة في تحديد مفهوم الإرهاب و أبعاده المتعددة ، حيث تختلف نظرة كل مجتمع من المجتمعات للعملية الإرهابية ، وبناء عليه يكون هناك حكم نسبي في النظر لتلك الأعمال العنيفة و القائمين عليها ، فالإرهابي في نظر البعض مناضل من أجل الحرية ، وفي نظر البعض الأخر ليعدو أن يكون مجرما ، بالإضافة إلى أنه ينظر للقائمين بأعمال العنف و القتل في حق الشعوب نضرة المحتلين ، كما أن الشعوب تنظر للقائم بقتل الغزاة نضرة المناضلين ، لكن يختلف الأمر عندما يقوم الإرهابي بالأعمال العنيفة و الإرهابية نحو السلطة السياسية ورجال الأمن و المواطنين للنيل من استقرار الوطن وزعزعت الأمان وإشاعة الرعب في نفوس المواطنين .
ونتيجة تضارب الآراء حول الإرهاب وتداخله مع حالات عنيفة مشابهة، أصبح الإنسان العادي في حالة من الشك والتنازع في تحديده للظاهرة، وذلك راجع لتاريخ الظاهرة نفسها.
فالإرهاب الدولي يعد إحدى الجرائم الموجهة ضد النظام العام الدولي (4) ، ويرى الدكتور إسماعيل الغزال أن تعريفه مسألة معقدة نظرا لصعوبة توحيد الآراء حول مفهوم واحد ، والمسألة مركبة لأن كلمة الإرهاب أصبحت على كل لسان، خصوصا بعد تطبيقها على عدد من أعمال العنف لا يمكن وصفها بالإرهاب، (5) فالحكومات تعتبر كل عنف يقوم به خصومها السياسيون إرهابا ، وأعداء هذه الحكومات يعتبرون أنفسهم ضحايا إرهاب هذه الحكومات ، إذ يدخل بعضهم جميع أنواع العنف ضمن الإرهاب ، والبعض الأخر يحسب بعض أنواع العنف مشروعا خصوصا الأعمال التي لها ما يصوغها من النواحي التحررية السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية (6).
تتعدد الأسباب والغايات من العمل الإرهابي الشيء الذي يبرز صعوبة إعطاء تعريف موضوعي للظاهرة و مقبول دوليا، على اعتبار أن المناضل، إرهابي في نظر البعض، ومحارب من أجل الحرية في نظر البعض الأخر.
فلينين لم يتردد في اللجوء للإرهاب خصوصا بعد حادثة يوم الأحد الأحمر 1905 عندما أطلق البوليس القيصري الرصاص على العمال المتظاهرين بقوله "نحن لم نرفض أبدا ولن نرفض الإرهاب " وأضاف ترو تسكي في نفس السياق "لم يكن الإرهابي بالنسبة إلينا بطل رواية بل إنسانا حيا وقريبا منا" ، إلا أنه عند لينين لا يعدو أن يكون إلا إجراء تكتيكيا مرتبطا بمخططه الثوري (7).
والصورة الأخرى المتمثلة في إرهاب الدولة الذي مارسته الحكومة الشرعية للثورة الفرنسية ، وتعتبر سنة 1793 نقطة انطلاق عمل الإرهاب السياسي بأجلي صوره ، إذ صدر مرسوم يبيح للشرطة الدخول للمنازل للقبض على المشتبه فيهم، وتم القبض على حوالي 3000 شخص نفد في حقهم حكم الإعدام فيما بعد (8)،وظهر هذا الإجراء تحت ذريعة تحصين الثورة من أعدائها وتصفيتهم ، وأعلن روبيس بيير ROBESPIERRE بأنه حان الأوان لترويع المتآمرين ووجه خطابه في إحدى المؤتمرات إلى المشرعين طالبا منهم بوضع الرعب في جدول أعمالهم وأطلق على هذه الفترة الممتدة من تاريخ فرنسا بعهد الإرهاب "من10/3/1793 إلى 27/7/1794 "، لأنه أدت إلى تصفية رجال الثورة بعضهم لبعض والذي انتهى بمحاكمة روبيس بيير ROBESPIERRE بتهمة ارتكابه لجريمة ممارسة الإرهاب وإعدامه بساحة الثورة.(9)
رغم هذه الصعوبات التي أشرنا إليها سنحاول الإحاطة بهذه الظاهرة على قدر الإمكان ،وقد أشار الفيلسوف " كاستون باشلار" "GASTAN BACHLARD" في كتابه " تكوين العقل العلمي " إن تحديد المصطلحات والإحاطة بأبعادها ومعانيها يعد من الشروط الضرورية الأولى لبناء كل نسق فكري يسعى ويطمح إلى المعرفة العلمية".
ومن هنا سنقوم أولا بالتحديد اللغوي للإرهاب للبحت عن معنى المصطلح قبل التناول الاصطلاحي ، لتحديد الجوهر الأولي للإشكالية المطروحة علينا في هذا البحت، هل تعريف الظاهرة أمر بالممكن القيام به ؟ وهل يمكن اختزالها على مستوى المصطلح ؟ أم أننا أمام مفهوم ذو أبعاد متعددة؟ وهذا ما سنحاول الإجابة عنه هنا .

الفرع الأول : التحديد اللغوي
من حيث اللغة ، فلفض الإرهاب جاء من فعل "رهب" أي خاف وبابه طرب و"رهبة" بالفتح و"رهبا" بالضم و"رجل رهبوت " أي "مرهوب" ويقال "رهبوت خير من رحموت" و"أرهبه" و"استر هبه" أخافه و"الراهب" هو المتعبد ومصدره الرهبة والرهبانية (10) ولهذه الكلمة معان عديدة منها الخشية وهو ما جاء في سورة البقرة الآية (40) " وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ" ومنها الرعب والخوف "وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ" . [ الأعراف:الآية 116].
وفي معاجم اللغة العربية كان القاسم المشترك فيما يتعلق بمشتقات كلمة "رهب" هو الخوف والتخويف و الرعب والإرهاب، ومن تم فالمصدر منها رهب و إرهاب ، يعني الإخافة و الفزع والتخويف (11) ، وتقابل كلمة إرهاب في اللغة العربية كلمة terrorisme" " الفرنسية أو كلمة terrorism" " الإنجليزية، ولفظة "terrorisme " ذات صلة اشتقاقية وثيقة بكلمة "terror – terreur - terrible" المشتقة من الكلمة اللاتينية التي تعني أرهب وأرعب و أفزع ، وكلمة"terroriser" لم تدخل قيد الاستعمال إلا بعد تطور كلمة "terroriser – terroriste" عقب الثورة الفرنسية، وابتداء من سنة 1793 - 1794 .
الأكاديمية الفرنسية وضعت للتميز بين "terreur" و terrorisme" " فعلين مختلفين "terroriser" (فرض نسق الرهبة) و "terrorifier" (جعله يضطرب من الرهبة ،يوحي بالرهبة)، ويعتبر الأستاذ صلاح الدين برحو أنه لو حاولنا نقل المفردتين "terrorisme – terreur" إلى العربية بالصورة المتعارف عليها معجميا لوجدنا أن "terreur" ترادفها كلمة "رعب" أو" دعر" أو "رهبة" كما ترادفها اصطلاحيا كلمة "إرهاب" للدلالة على نظام حكم شبيه بما عرفته فرنسا إبان الثورة التي قادها كل من " روبس بيير وسانت جست" ، ومن جهة جهة أخرى فإن كلمة " "terrorisme ترادفها كلمة "إرهاب" ويقول الأستاذ بأن هناك ما يميز بين المفردات في خصوصية كل واحدة منها ، فكلمة إرهاب ستعني في أن واحد "terreur" أي استعمال السلطة السياسية لإجراءات التخويف والرعب كأداة للسيطرة ، و كلمة"terrorisme" أي استعمال نفس الإجراءات الإرهابية من قبل الذين ليسو في السلطة (12).

الفرع الثاني : التحديد الاصطلاحي

لاشك أنه لا يوجد للإرهاب تعريف واحد متفق عليه بين المتخصصين من الناحية الاصطلاحية لاختلاف الآراء والاتجاهات بين من تناولوا هذا الموضوع من جهة، واختلاف مواقف الدول من جهة ثانية.
ما يعتبره البعض إرهابا يعتبره الأخر على أنه عمل مشروع ، بالإضافة إلى تداخل اصطلاح الإرهاب بمفاهيم أخرى تزيد في تعقيد تعريفه ، كمفهوم العنف السياسي أو الجريمة السياسية أو الجريمة المنظمة ، وعرف النقاش الذي دار حول هذا الموضوع ورود تعريفات منهم من قال بأنه "القتل والاغتيال والتخريب والتدمير ونشر الشائعات والتهديد ،وصنوف الابتزاز، والاعتداء، وأي نوع يهدف إلى إشاعة جو من عدم الاستقرار ، والضغوط المتنوعة " وهذا التعريف واسع يأخذ به الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية (13) .
إن التعريفات السائدة لهذا المصطلح جد متعددة ، فهناك من يعتبره عنف منظم يقصد خلق حالة من التهديد الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية من قبل جماعة منظمة ، وهناك من يربط استعمال العنف لتحقيق غاية سياسية ، وهناك من يعتبره اعتداء على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وهناك من يعتبره استخدام منظم للعنف لتحقيق هدف سياسي ...
لا يشترط أن يكون الفعل الإرهابي عنيفا، فقد يقع عمل إرهابي أشد خطورة دون استخدام العنف و لا حتى التهديد باستعماله ، كتلويث مصادر المياه بالجراثيم ودفن النفايات الذرية ، وإلقاء الخلايا البكتيرية في مياه الأنهار ، كما أن السحب بعض الأحيان تكون محملة بالإشعاع والعابرة لعدة مناطق في العالم ، وقد تشكل خطورة على سلامة واستقرار الأمن الاجتماعي للإنسان عندما يؤثر الإشعاع في صحة الإنسان(14) .
في موسوعة السياسة فالإرهاب يعني استخدام العنف غير القانوني أو التهديد بأشكاله المختلفة كالاغتيال والتشويه و التعذيب والتخريب بغية تحقيق هدف سياسي معين ، ككسر روح المقاومة والالتزام عند الأفراد ، أو كوسيلة من وسائل الحصول على معلومات (15) ،وفي قاموس أكسفورد نجد أن الكلمة تعني أسلوب يعد لإفزاع المناوئين أو المعارضين لحكومة ما ، وكلمة إرهابي تشير إلى أي شخص يحاول أن يدعم أرائه بالإكراه أو التهديد أو الترويع ، وفي القاموس السياسي فالكلمة تعني محاولة نشر الذعر و الفزع لأغراض سياسية .
وعرفت مجلة سياسية أمريكية (MILITARY REVIEW) في أكتوبر 1984 الإرهاب بقولها " إنه الاستخدام غير القانوني للقوة و العنف من قبل منظمة ثورية ضد الأفراد والممتلكات، مع نية إكراه الحكومات أو المجتمعات، لتحقيق أغراض، هي غالبا أيديولوجيا "(16).
وفي قاموس العلوم الاجتماعية ، نجد أن كلمة الإرهاب تشير إلى نوع خاص من الاستبداد غير المقيد بقانون أو قاعدة ، ولا يعير اهتماما لمسألة ضحاياه، ويوجه ضرباته لأهدافه المقصودة لغاية إيجاد جو من الرعب و الخوف وشل فاعلية ومقاومة الضحايا، أما في قاموس السياسية الحديثة نجد أن كلمة إرهابي تستخدم لوصف المجموعات السياسية التي تستخدم العنف كأسلوب للضغط على الحكومات لتأييد الاتجاهات المطالبة بالتغييرات الاجتماعية الجذرية، وفي الموسوعة العالمية ، نجد أن الإرهابي هو الشخص الذي يمارس العنف ولا يعمل بمفرده ولكنه ينخرط في إطار جماعة أو نظام معين وفقا لإستراتيجية محددة (17) ، و في تعريف للمخابرات المركزية الأمريكية للإرهاب الدولي قالت "بأنه العمل العنيف الذي يرتكبه أجنبي في دولة ما ،أو العمل العنيف الموجه ضد شخص أجنبي عن بلد المجرم ،وورد هذا التعريف بموسوعة" يونيفرساليس ؛ج 18 ؛ص 722 " كما أنه يخرج في إطاره الأعمال العنيفة التي يرتكبها مواطنو دولة ما في الدولة ذاتها .
في المعاجم الفرنسية فكلمة "terrorisme " استعملت منذ سنة 1794 لتعني سياسي الرعب لسنوات 1793 – 1794، والمصطلح لم يستعمل إلا سنة 1922 ليعني جموع المحاولات وأعمال التخريب المقترفة من طرف منظمة بغية خلق نوع من الاضطراب وللتأثير على السلطة ، (18) وتعذرت محاولات التعريف لدى كل من عصبة الأمم و منظمة الأمم المتحدة ، إلا أنها لم تصل إلى تعريف محدد إلى حدود اليوم و اكتفت بتجريم بعض العمليات التي أطلق عليها عمليات إرهابية ، و أدى ذلك إلى ظهور اتجاهين أساسيين ، الأول يستبعد محاولة التعريف لعدم جدواها ، وأن المسألة غير مجدية ولا تغير من محتوى الدراسة مادامت ماهية الإرهاب مستقرة في الأذهان دون حاجة إلى شرح مفصل مضمونها ، ويتبنى هذا الاتجاه " دانييل هيراد ستيفن " المحلل البريطاني للإرهاب الدولي و الأمن القومي (19)، أما الاتجاه الثاني يلجأ للتعريف من خلال تحديد سمات عامة للعمل الإرهابي منتهين إلى أنه يتصف بكونه :
1- عمل عنيف يعرض الأرواح والممتلكات للخطر أو يهدد بتعريضها للخطر .
2- أنه موجه للأفراد أو المؤسسات أو لمصالح تابعة للدولة .
3- يقوم به أفراد أو جماعات مستقلون أو مدعومون من دولة ما.
4- يسعى إلى تحقيق أهداف سياسية .(20)
يعتبر الهدف السياسي الإشكال المحوري لمفهوم العمل الإرهابي ، وتحديد شرعية العمل الإرهابي من عدم شرعيته يرتبط بكون الهدف نفسه مشروعا أو غير مشروع ، ولا يسقط الصفة الإرهابية عن الفعل إلا إذا اتسم الهدف السياسي بالمشروعية كمقاومة الاحتلال من قبل حركات التحرر الوطنية ، إلا أن اصطلاح الإرهاب الدولي يقبل تفسيرات متعددة ، تختلف باختلاف الفلسفة السياسية والاجتماعية ، وهو مصطلح أوجدته واستعملته دول الاستعمار والقهر في وصف المقاومين لسياستها كما استعملته أنظمة الحكم الديكتاتوري لتجريح خصومها والنيل من سمعتهم ، والسؤال المطروح هو شرعية العمل الموصوف بالإرهاب عند الطرفين ؟ وكل منهما يبحث عن إبراز مدى شرعية عمله ؟ (21)
على الصعيد الفقهي جرت محاولات لتعريف هذا المصطلح – المفهوم ، وفي معظمها غربية المصدر ، جل اهتمامها على ناحية واحدة تتصل بالعنف السياسي سواء قام به أفراد أو جماعات منظمة أو غير منظمة ، ولم يعالج إرهاب الدولة إلا من ناحية إلصاقه بالإتحاد السوفيتي واتهام بعض الدول العربية بتشجيعه و دعمه ، ولم يتطرق إلى إرهاب الدول الغربية بحق الدول الضعيفة والفقيرة .
يعتبر ميكولوس أن الإرهاب هو استخدام أو التهديد باستخدام القلق الناجم عن العنف غير الاعتيادي لأغراض سياسية ، للتأثير على مواقف وسلوك مجموعة استهدافها العمل الإرهابي أكثر من استهداف الضحية المباشرة ، وبعض المفكرين ركز على البعد الإيديولوجي لتعريف الإرهاب ، كما يرى السيد A.TORK" " الذي اعتبره إيديولوجيا وإستراتيجية تبرر الإرهاب الفتاك وغير الفتاك بقصد ردع المعارضة السياسية بزيادة الخوف لديها عن طريق ضرب أهداف عشوائية ،(22) ويرى ولتر لاكور أن الإرهاب عملية رعب تتكون من ثلاثة عناصر ؛ فعل العنف ، والتهديد باستخدامه ورد الفعل الناجم عن أقصى درجة الخوف الذي أصاب الضحايا المحتملة، والتأثيرات التي تصيب المجتمع بسبب العنف أو التهديد باستعماله ونتائج الخوف . (23)
ويرى الدكتور صادق رمضان أنه لا يكفي تعريف الإرهاب بشكل عام كما عرفه "jenkins ، جينكينز " بأن الإرهاب " هو التهديد بالعنف أو الأعمال الفردية للعنف والذي يهدف أوليا إلى إشاعة الخوف و الرعب ، و أن الإرهاب عنف من أجل التأثير فقط على الضحية الحالية للإرهابيين، ولكن في الحقيقة فإن الضحية يمكن ألا تكون على صلة إطلاقا بقضية الإرهابيين و إنما يهدف الإرهاب إلى العامة الذيـن يراقبون، وأن الخوف هو الهد ف المرجو وليس الآثار الجانبية".(24)
ويرى "وارد لو؛ wardlow" أن الإرهاب السياسي هو استخدام العنف أو التهديد باستخدامه من فرد أو جماعة تعمل إما لصالح سلطة قائمة أو ضدها عندما يكون القصد من ذلك العمل هو خلق حالة من القلق الشديد لدى مجموعة أكبر من الضحايا المباشرين للإرهاب وإجبار تلك المجموعة على الموافقة على المطالب الأساسية لمرتكبي العمل الإرهابي(25) .
أما بالنسبة للإرهاب الدولي يرى كل من جيفانوفيتش و غانسبورغ أنه يرتبط باستعمال وسائل تتجاوز الإطار المحلي، ويعتبر لينين أنه لابد من توافر عنصرين لكي يتسم الإرهاب بالصبغة الدولية ، و هما من جهة ينبغي أن يهدف العمل الإرهابي إلى خلق اضطراب في العلاقات الدولية ، ومن جهة أخرى لا ينبغي أن يكون هناك انسجام بين جنسية الجاني وإقليم ارتكاب الجريمة وجنسية الضحية ، أي أنه ينبغي أن يهم عنصر من عناصره أو أكثر في آن واحد دولتين على الأقل . (26)
وقد لاحظ الأستاذ " أبراش إبراهيم " أن العنف استشرى في المجتمعات الرأسمالية و دول العالم الثالث الدائرة في فلكها، من خلال دراسة قام بنشرها سنة 1990 (27)، انطلاقا من الوضع الذي يعرفه المجتمع الدولي آنذاك، وهذه الملاحظة قد تثير نوعا من التساؤل ، من قبيل ألم يكن الإرهاب قائما بالمعسكر الاشتراكي ؟ أو ما هي الطريقة التي تعاملت بها موسكو مع معارضيها بالداخل أو بالخارج ؟ من قام بتصفية أحد قادة الثورة البلشفية "ليون ترو تسكي" ؟ ألم تكن تصفيته عملا إرهابيا؟ أو ألم تتدخل موسكو يوما في الشؤون الداخلية لبلدان المعسكر الشرقي نفسه ؟
صحيح أن ما مارسه الإتحاد السوفيتي لا يمكننا مقارنته بما قامت به الدول الاستعمارية في حق الشعوب التي استعمرتها ، ولا يمكننا مقارنته أيضا بالإرهاب الصهيوني و الأمريكي ، لكن العنف غير المشروع يبقى دائما إرهابا ، إلا أن عنف حركات التحرر الوطنية لا يمكن وصفه بالإرهاب كما تعمد و.م.أ. اليوم في وصفها للمقاومة الفلسطينية والعراقية، وكما يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش " أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحد، ولكني إذا ما جعت أكل لحم مغتصبي ، فحذار من جوعي ومن غضبي " فالجوع يعتبر أحد العتبات الأساسية للعنف ، والدول التي تعاني من المجاعة تتصف بعدم الاستقرار ، والسياسات التي تتسبب في تفقير الشعوب واستغلالها عليها الاستعداد لرد الفعل والذي تختلف صوره، والتعرض " للعمليات الإرهابية" أحد هذه الصور.

المطلب الثاني: الإرهاب الدولي: أسبابه، أشكاله وسائله

تختلف العوامل التي تتسبب في الإرهاب ويتداخل فيها الاجتماعي بالاقتصادي و السياسي، وغياب الديمقراطية والفراغ السياسي الناشئ عن تقصير وإفلاس مؤسسات الدولة و الأحزاب السياسية والمجتمع المدني أو كلهم معا ، قد يجعل النزاعات التطرفية تنشط بكل سهولة ، مستغلة الفراغ القائم لملئه ، خاصة إذا تضافرت عوامل اجتماعية و اقتصادية أخرى تتسم بالاستقرار ، كانتشار البطالة ، والأزمات الاقتصادية بالإضافة إلى انتشار الفساد بين الفئات الاجتماعية .
جميع العوامل التي يمكنها أن تسبب في ظهور الإرهاب يمكن تجزيئها إلى عاملين أو سببين أساسيين ، فهناك العامل الداخلي المتمثل في طبيعة السلطة السياسية وتوزيع الخيرات الاقتصادية ،والعامل الثاني يتمثل في البعد الدولي للإرهاب المتسم بالهيمنة الاستعمارية على خيرات الشعوب وسيادة السياسة العنصرية والإبادة في حق الشعوب.
كما تتعدد الأشكال التي تتخذها العمليات الإرهابية وتتطور بتطور الظاهرة وبتطور التكنولوجيا البسيطة منها والمعقدة ، كالعمل على استثمار أسلحة الدمار الشاملة في العمليات الإرهابية ، وإتقان استعمالها خاصة وأن الجماعات الإرهابية يمكنها الحصول عليها في الأسواق السوداء أو تطوير بعض المواد لجعلها قابلة للانفجار وإحداث آثار خطيرة ، أو استهدافها لمراكز توليد الطاقة كما سنشير إلى ذلك في الفصل الثاني من هذه الدراسة .

الفرع الأول : أسباب ظاهرة الإرهاب الدولي

عرف العالم العديد من العمليات الإرهابية، التي اجتاحت معظم العدول العالمية، الغنية منها والفقيرة، وبأهداف متباينة، والبعض يتحدث عن مسؤولية الحكومات، والبعض يتحدث عن عجز التنظيمات والمؤسسات السياسية وفشلها في تأطير المواطنين ونشر قيم التسامح ونبذ العنف، والبعض الأخر يتحدث عن تأثير الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المتسمة بسيادة اللامساواة بين أفراد المجتمع من حيث التوزيع العادل للثروة، والبعض الأخر يتحدث عن سيادة وهيمنة الاستبداد و الاستعمار المرفض من قبل الشعوب التواقة للحرية والاستقلال.
وسوف نتناول هذه الأسباب من خلال زاويتين، يكاد يحصل اتفاق حولهما من قبل الباحثين، من خلال الأسباب الداخلية المرتبطة بطبيعة الأنظمة السياسية للدول وخاصة البلدان النامية التي يسود فيها خطاب أحادي الجانب الرافض لثقافة المشاركة و الديمقراطية وبالتالي سيادة نوع من الوصاية السياسية على الشعب، إضافة إلى الطابع التبعي الذي تتسم به هذه البلدان على الصعيد الاقتصادي و السياسي وما يترتب عليه من مقاومة شعبية قد توصف بالإرهاب،هذا من جهة و الأسباب الخارجية من جهة أخرى المرتبطة بالمصالح الدولية والتوازنات الدولية مابين دول الشمال ودول الجنوب.

الفقرة الأولى: الأسباب الداخلية للظاهرة

للإحاطة بهده الأسباب سنعمل على تناولها بشكل شمولي، من الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ذلك لترابطها البنيوي، فالسلطة السياسية عندما لا تحظى بالمشروعية الشعبية ستضطر للمحافظة على الاستقرار السياسي إلى ضرورة اللجوء للقمع المادي منه و الأيديولوجي، ويتحدد الأول من خلال استثمار أدوات القمع البوليسية والعسكرية، والمستوى الثاني من القمع يتجلى من خلال الأدوات الأيديولوجية عبر مؤسسات الدولة (المدرسة، العائلة،الأسرة،المؤسسات الثقافية الأحزاب،الدين...) (28).
من المعلوم أن المجتمع الرأسمالي قائم على الصراع الطبقي ، الطبقات الأساسية في هذا المجتمع، البورجوازية و البروليتارية تدخل في صراع مباشر على أرضية الصالح الطبقية المتناقضة ، وتاريخ المجتمع الطبقي هو تاريخ الصراع الطبقي ،(29) فهو قائم على ثنائية المضطهد و المضطهد وهذا التناقض هو الذي يولد الصراع ، ويقول كارل ماركس في هذا الصدد " فالحر والعبد والعامي ، والسيد الإقطاعي والقن والمعلم والصانع ؛ أي باختصار المضطهدون والمضطهدون كانوا في تعارض دائم وكانت بينهم حرب مستمرة ، ثارة ظاهرة وثارة مستترة ، حرب كانت تنتهي دائما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وإما بانهيار الطبقتين معا " (30)، والطبقة الاجتماعية إذا أرادت أن تسود اقتصاديا عليها أن تهيمن سياسيا وذلك لخدمة مصالحها ، من خلال سن سياسيات تخدم هذه المصالح.
السياسات العنصرية و الاستغلالية في حق باق الطبقات الاجتماعية الأخرى تؤدي إلى بروز الاضطرابات والصراعات الداخلية وحتى الحروب الأهلية ، وتتحول السلطة السياسية هدف كل فئة أو طبقة تسعى الوصول إليها .
هكذا تتحول السلطة السياسية إلى محور الصراع الطبقي في الدولة ، الطبقة الحاكمة تسعى للحفاظ على الامتيازات التي تجنيها من وراء وجودها وهيمنتها على السلطة السياسية ، بينما الطبقة المضطهدة تسعى للقضاء على الاستغلال القائم بالمجتمع وتعمل على إجبار الطبقة الحاكمة على التنازل والتخلي على الامتيازات التي تستأثر بها ، الأمر الذي يجعل الطبقة الحاكمة تضطر للجوء للقمع حماية لمصالحها ، وهذا القمع تعتبره الطبقات الأخرى إرهابا سياسيا تمارسه الطبقة الحاكمة عليهم ،(31) كما أن عدم إشراك الشعب في ممارسة السلطة السياسية يؤدي إلى تهميشه وممارسة الطبقة الحاكمة إرهابها السياسي عليه ، يتحول استخدام العنف الخيار الوحيد للتعبير عن عدم الرضا و السير في طريق الديمقراطية . (32)
عرف العالم مجموعة حركات مناهضة للأنظمة القائمة، وارتكزت بعض هذه الحركات على العمل السري وتم استخدام العنف كلغة أساسية للتحاور، لكون هذه الأنظمة ترفض الحوار السياسي بأسلوب التحاور السلمي وترفض وجود الأخر، وتتسم بالطابع الأيديولوجي في تعبيرها عن الطبقات الاجتماعية المتواجدة.(33)
أشرنا سابقا بأن الطبقة التي تريد أن تهيمن اقتصاديا عليها أن تسود سياسيا ، من هنا تعمل على منح الامتيازات والتسهيلات الاقتصادية لممثليها وأنصارها المؤيدين لسياستها، وبالتالي تحرم الطبقات الاجتماعية الأخرى خاصة المعارضة لها .
هذا السلوك السياسي يخلق الشعور لدى الطبقات المحرومة بحيف تجاهها وبالكراهية لها ، وهو ما يكرس لإرهاب اقتصادي واجتماعي ، فتدخل الطبقة الأكثر تضررا في صراع مباشر ضد الطبقة المضطهدة ، وقد يتخذ هذا الصراع شكل تحالفات اجتماعية متضامنة للقضاء على الإرهاب الاقتصادي و السياسي ، وهذا الصراع يؤثر على الفئات الاجتماعية كذالك ،وهذا شيء طبيعي لأن الصراع الطبقي صراع اجتماعي بالأساس .
إن طريقة توزيع الخيرات تتحدد من خلال النظام السياسي السائد  الرأسمالي أو الاشتراكي  أي بين الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج ، والصراع اجتماعيا يقوم بين مؤيدي ومعارضي كل من النظامين ، وكل فريق يسعى للوصول إلى السلطة السياسية لتطبيق النظام الذي يؤمن به و الإيديولوجية التي يتبناها ، وهذا يؤدي إلى البعد الإيديولوجي في الصراع . (34)
في تحديدنا للأسباب الداخلية للإرهاب لا يمكننا فصل سبب معين عن باقي الأسباب ، فهي عوامل مؤثرة تساهم في بروز الظاهرة ، يؤثر الجزء في الكل كما يؤثر الكل في الجزء ، إلا أن العامل الاقتصادي يؤثر على باقي العوامل الأخرى (السياسي ،الاجتماعي والإيديولوجي ) ، فالمعطى المادي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي كما تشير إلى ذلك القراءة الماركسية للتحليل العلمي ، لأن الوعي مرتبط بشكل وثيق بالوسط المادي الذي يحيط بالإنسان ، والمادة مفهوم فلسفي أساسي يعني الواقع الموضوعي الموجود بشكل مستقل عن حواس الإنسان ، هذا الواقع الموضوعي هو الذي تعكسه وتصوره حواسنا حسب تعبير لينين في كتابه "المادية و النقد التجريبي"،(35) ومن هنا فالوعي الاجتماعي هو تعبير عن أوضاعنا المادية ومصالحنا الطبقية ويتجلى لنا ذلك من خلال التعبير السياسي لهذه المصالح الاجتماعية- الطبقية .






الفقرة الثانية: الأسباب الخارجية للإرهاب
تعود هذه الأسباب إلى طبيعة العلاقات الدولية المتسمة بانقسامها إلى ثنائية شمال - جنوب ، دول متقدمة ، دول سارية نحو التقدم و دول متخلفة ، فدول العالم الأول أو الدول المتقدمة والتي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية تستعمل دبلوماسية التغذية للضغط على الدول والشعوب الفقيرة ، وقد عبر الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين على هذا الوضع من منبر الأمم المتحدة في دورتها السادسة /10 أبريل 1974 "... إن النظام الاقتصادي العالمي القائم يعتبر نظاما غير عادل ومتقادم ، فقد أخد منبعه ومصدره من النظام الاستعماري ذلك أنه يعمل من أجل إغناء الغني و إفقار الفقير ، فهذا النظام يعوق جميع حظوظ التنمية و التقدم بالنسبة لجميع دول العالم الثالث ". (36)
عملت السياسة الاستعمارية على نهب ثروات الشعوب و الاستئثار باستغلالها لوحدها وبنت بها حضارتها التي تدعي أنها متمدنة ، مست هذه السياسة سيادة الشعوب على ثرواتها وعرقلت تنميتها ، وهو ما أدى إلى إحساس الشعوب بالاضطهاد والقيام برد الفعل تجاه الاستعمار الذي تتعرض له والعنصرية السياسية والإفقار الدولي لها ، سياسة الأبارثايد أبرز صور العنصرية الناتجة عن السيطرة الاستعمارية لجنوب إفريقيا .
حركات المقاومة تستند في ممارستها للعنف إلى شرعية الدفاع عن كرامتها من المواثيق الدولية التي تقر بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، التي أنجزتها المنظمات الدولية المعنية لإظهار الأسباب الكامنة وراء أشكال الإرهاب وأعمال العنف الناشئة نتيجة السياسة التوسعية و الهيمنة الاستعمارية المستمرة عبر العالم ، و الإرهاب يعتبره البعض الوسيلة الأكثر فاعلية حسب تعبير MOROZOV أحد منظري العنف بقوله " الإرهاب هو وسيلة جديدة للصراع أكثر فاعلية من أي حركة جماهيرية ثورية ... إنه يسمح بتركيز العمل الثوري من جانب ويخلق الإطار النفسي الذي وحده يمكن من قلب السلطة من ناحية أخرى ". (37)
التاريخ سجل لنا أمثلة كثيرة فيما يخص اللاتوازن الذي عرفته وما تزال تعرفه العلاقات الدولية المستندة على الرؤية الاستعمارية و المبنية على المحافظة على المصالح الرأسمالية الكبرى العالمية، ففي الربع الأخير من القرن الثامن عشر فرضت الولايات المتحدة الأمريكية على دول المغرب العربي معاهدات تجارية غير متكافئة لصالح تجار الأفيون الأمريكيين، ولما رغب العرب في إلغاء تلك المعاهدات هب أسطول الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام القوة ضد الشعوب العربية، وضربت سفنه مدينة طرابلس سنة 1805 واستولوا على درنة و أجبروا مدينة عميلهم حاكم طرابلس يوسف كراما نلي على توقيع معاهدة تعود بالنفع على الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد خلد الأمريكيون هذا الانتصار بنشيد لمشاة البحرية " من تلال مونتيسوما إلى شواطئ طرابلس ... خضنا معارك الوطن في الجو والبحر والأرض "، ونفس الشيء وقع في طنجة سنة 1804 ، وقصفت السفن الأمريكية تونس سنة 1805 دون سابق إعلام . (38)
أما إسرائيل فقد قامت على الإرهاب ، وأيديولوجية الحركة الصهيونية إرهابية بالأساس، قائمة على مقولات "الأمة الأسمى " و " الشعب الله المختار " وإقامة دولة إسرائيل الكبرى ، يهودية العرق ، وطرح منظري الصهيونية شعارات وتصريحات إرهابية كشعار " الأرض التي لا شعب لها للشعب المحروم منها " كأن لا شعب بفلسطين و الفلسطينيون ليسو إلا لاشيء أو ليسو فلسطينيين أصحاب الأرض، وصرح بن غور يون بأن " القضية الفلسطينية سيتم حلها بقوة السلاح وليس بفعل قرارات رسمية " ومن تصريحات ميناحيم بغين يقول فيها " أيها الإسرائيليون يجب عليكم ألا تظهروا الرحمة عندما تقتلون عدوكم،تخلو عن الرأفة ضد عدوكم مادمنا لم نهدم الثقافة العربية التي سنبني على أنقاضها مدينتنا الخاصة " " فلسطين لليهود لكن بدون عرب " "كل العرب خارج فلسطين " . (39)
ارتكبت مجازر كثيرة بالمنطقة في حق الفلسطينيين  مجزرة دير ياسين، مجزرة كفر قاسم، مجازر صبرا و شتيلا... ففي مخيم جينين بالضفة الغربية تم استخدام الذخيرة الحية ضد المدنيين العزل، ذهب ضحيتها أزيد من 500 فلسطيني وبقاء العديد من الضحايا تحت الأنقاض وحصد العديد من القتلى و الجرحى في رام الله ونابلس وبيت لحم وقطاع غزة وغيرها من مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية .(40)
إن ما للقضية الفلسطينية من رمزية تاريخية و روحية لدى الملايين من الشعوب في العالم ، إضافة للتواطؤ الأمريكي الإسرائيلي على القضية الفلسطينية وعجز الجماعة الدولية عن حل الأزمة لن يزيد إلا من تنامي المقاومة وتعدد جبهاتها وانتشارها عبر العالم ، لتتحول القضية الفلسطينية إلى قضية تحررية ، مدرجة في جدول أعمال جميع الحركات التحررية في العالم بأسره.
بعد أحدات 11 شتنبر كان الاحتلال الإسرائيلي المستفيد الأكبر من شرعنة مجلس الأمن لحرب الإرهاب ، ونجح في توظيف الأحداث من أجل إجهاض الحق الفلسطيني في الوجود، وهو ما يفسر رفض إسرائيل التوقيع على اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في ظل الاحتلال و العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية .(41)

الفرع الثاني : في أشكال ووسائل الإرهاب

يتم القيام بالعمليات الإرهابية من خلال مجموعة من الصور و الأشكال، وقد حدد المشرع المصري صور الإرهاب في القوة والعنف والتهديد والترويع من خلال المادة 86 من قانون العقوبات ، ويقصد بالقوة كافة أعمال القهر إذا كان من شأنها إيذاء الأشخاص أو إلقاء الرعب بينهم ، وتعريض حياتهم أو حرياتهم ، وأمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو الاتصالات أو المواصلات أو بالأموال أو المباني أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو وضع أو عرقلة ممارسة السلطات العامة أو دور العبادة أو معاهد العلم لأعمالها أو تعطيل تطبيق الدستور أو القوانين أو اللوائح ، والقوة تتم باستخدام السلاح أو اللجوء لبعض صور العنف المادي ، ويعتبر القانون أن العنف صورة من صور الضغط الممارس من قبل الإرهابيين على السلطة السياسية لغرض معين .(42)
تهدف فلسفة الإرهاب إلى إنهاك أو إعاقة أو تدمير المؤسسة التي يعتقد الإرهابي أنها عدوته ، و الأسباب المؤدية لهذا العمل تختلف اختلافا يؤدي إلى نشوب أكثر من شكل للإرهاب ، وصنفها الباحث هيثم الكيلاني في ثلاث أشكال رئيسية وهي :
1) _ إرهاب ضد نظام قائم للإطاحة به و تغييره بنظام أخر ، و إرهاب مضاد يقوم به النظام ضد أعدائه.
2) _ إرهاب الثوار بعد حسم السلطة السياسية بغية تصفية أفول النظام السابق و أعداء الثورة من أجل تحصينها
3) _ إرهاب حركات التحررية بعد عجزها عن شن حرب تحررية واسعة النطاق من أجل نشر القلق و الذعر بين قوات الاحتلال ،ويعتبر الباحث أن الشكل الأخير من الإرهاب هو نضال مشروع يدرجه أعدائه بطلانا تحت اصطلاح الإرهاب الدولي. (43)
بالنسبة للقانون الدولي يعتبر شكل استخدام القوة في العلاقات الدولية أو التهديد باستخدامها من قبل الدول ضد سيادة دولة أو استقلالها السياسي جريمة ضد السلم طبقا لمبادئ القضاء الدولي بالاستناد للقيمة الجنائية للمادة الثانية الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة ، وأخذت محكمة NUREMBERG بتجريم كل أشكال أعمال القوة حينما حددت في المادة السادسة من نظامها الأساسي مفهوم الجريمة الدولية المرتكبة ضد السلم العالمي ، في كونها تشمل الصورة المباشرة وغير المباشرة لاستعمال وسائل القوة التي تستهدف شخصية دولة ذات سيادة وعناصرها السياسية و الاقتصادية و الثقافية . (44)
أما بالنسبة للوسائل المستخدمة في الإرهاب الدولي هي الأخرى كثيرة ولعل أبرزها وأكثرها شيوعا وسائل الاغتيال ، واحتجاز الرهائن وخطف الطائرات ونسفها ، وخطف السفن وإلقاء القنابل ، كما تتم بعض العمليات عن طريق العمليات الانتحارية أو الاستشهادية التي يقوم بها عناصر من المقاومة ، والمقاومة العراقية و المجموعات التي فجرت نفسها في أحداث 11 شتنبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية ، ومجموعة من العمليات التي تمت في العديد من المناطق بالعالم لم يسلم منها العالم الإسلامي نفسه منها ، كالأحداث التي كان المغرب مصرحا لها في 16 مايو 2003 بالدار البيضاء ، بالإضافة إلى التي عرفتها كل من مصر والسعودية و الأردن و اندونيسيا ، كما أن أوربا لم تسلم من هذه "العمليات الإرهابية" ، في كل من اسبانيا و مدينة الضباب لندن عاصمة المملكة المتحدة...
وسيلة الاغتيال عادة ما تستهدف القادة و المسؤولين من العدو الخصم ، هذه الوسيلة قد تنتج عنها آثار تتحول إلى ذريعة للرفس والركل في حق الشعوب ، واندلاع الحروب ، كما وقع سنة 1914 عندما تم اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته ، في سرايفو، الحادث الذي كان أحد الأسباب المباشرة للحرب العالمية الأولى ، التي أودت بحياة أكثر من عشرة ملايين إنسان. (45)
هناك وسيلة أخرى بات الاهتمام بها يتزايد وهي السلاح النووي، والأسلحة الكيماوية والجرثومية، التي تشكل خطرا يهدد الإنسانية في المعمور، وسنتطرق لهذا السلاح الفتاك في الفصل الثاني من هذه الدراسة.
إن أول من استخدم الرسائل و الطرود الملغومة هي الحركة الصهيونية ، التي لم تتورع في استخدامها لكافة أشكال الإرهاب حتى على اليهود أنفسهم ، خاصة إذا كان ذلك يساعد تحقيق أغراضها ، وقد أشارت بعض الدراسات أن الوثائق و المعلومات أثبتت تعاون الصهيونية مع النازية قبل الحرب العالمية الثانية و أثنائها لإجبار اليهود الألمان للهجرة لفلسطين ، فكان اضطهاد النازية لليهود الألمان الوسيلة التي اتفق عليها الطرفين لبلوغ الهدف ، وإلقاء القنابل على البيئات و الأماكن التي يتجمع فيها اليهود في بغداد وفي بعض مدن المغرب العربي في الخمسينات ، وتكررت هذه العمليات في عدة مدن أوربية لنفس الهدف (46).
يعتبر الإرهاب إحدى القضايا المعاصرة التي شغلت تفكير الإنسان أينما كان ، حصل إجماع دولي حول خطورته باعتباره عملا من أعمال العنف المتسمة بالوحشية المفرطة والعمياء ، وزاد الاهتمام بهذه الظاهرة لكونها أصبحت أسلوبا سياسيا منظما له دور محدد في نطاق إستراتيجية الصراع بين الشعوب والجماعات والأفراد و الدول وليس مجرد عمل فردي.
إن لجوء الإنسانية للعنف لم يأتي وليد اللحظة المعاصرة ، أو نتيجة أحدات 11 شتنبر 2001 ، وإنما الظاهرة تعود إلى البدايات الأولى للوجود الإنساني ، إلى أول صراع في التاريخ الإنساني بين "قابيل وهابيل" ، لكن باندلاع الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789 ظهرت الظاهرة كنظام استخدمته الحكومة الشرعية كأسلوب عمل اصطبغ بالصبغة السياسية والتنظيمية (1)، وأتت الثورة البلشفية لتستخدمه مرتين المرة الأولى ضد الدولة القيصرية والثانية ضد من تمرد من الشعب في العهد الستاليني .
الإحاطة بهذه الظاهرة ليست بالسهلة وذلك لتناقض الرؤى المبنية على تناقض المصالح ، وهو ما يخلق نوعا من اللبس في تحديد هذه الظاهرة والتمييز في إطارها بين ما هو مشروع وغير مشروع ، أو بينما يمكن اعتباره إرهابا وما يمكن اعتباره مقاومة ، فالإرهاب كصفة للفعل يلتصق حاليا بالأعمال الصادرة عن الخصم ، والمفاهيم تتناقض في هذا الإطار بحكم المصالح المتناقضة (2) .
في العالم الرأسمالي يتم ربط العنف و الإرهاب بالقوة المعادية للمصالح الرأسمالية واعتبارها ظاهرة يسارية، وبالنسبة للدول الاشتراكية يعتبر الإرهاب كرد الفعل على السلوك السياسي للأنظمة الرأسمالية التي تبحث باستخدام كل الوسائل على إضعاف المعسكر الاشتراكي.
دخل هذا التخوف والحذر في إطار الصراع الإيديولوجي التقليدي قبل انهيار المعسكر الاشتراكي واتجاه العالم نحو أحادية قطبية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ، إلا أن هذه الظاهرة لم تختفي ، وإنما اتخذت لبوسا أخر و الذي تجلى من خلال الأحداث التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها يوم الثلاثاء 11 شتنبر 2001 والتي استهدفت مواقع إستراتيجية ذا بعد رمزي مرتبط بطبيعة الهيمنة الجديدة على العالم ، لكن هذه المرة اتخذت لبوسا دينيا لا ماديا من خلال ما هو بارز لعامة الناس .
أما بالنسبة للعالم الثالث فقد جرى الاهتمام بأعمال العنف والسيطرة التي تمارسها القوى الاستعمارية باعتبارها الصورة الأكثر تجليا من صور الإرهاب، مما يعتبر لجوء الشعوب المضطهدة من قبل الاستعمار الأجنبي إلى استثمار العنف أسلوبا أساسيا للكفاح من أجل التحرر ورفع الاستعمار عنها (3) .
الإرهاب لا يقتصر على الاستعمار وعرقلة أو إعاقة المسيرة السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية للدول الضعيفة من قبل الدول القوية فقط ، وإنما للإرهاب أنواع أخرى ، كما نجد إرهاب الدول القوية تجاه الضعيفة ، نجد إرهاب الدول تجاه شعوبها، بالإضافة إلى "إرهاب الشعوب" تجاه السلطة السياسية للدولة .

لقد تعاملت الأمم المتحدة مع هذه الظاهرة وحاولت الإحاطة بها بناء على طبيعة موازين القوة بها ، ويعتبر النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أحد العوامل التي أخرت الأمم المتحدة في بحتها عن تعريف الإرهاب .
سنبدأ دراستنا لهذا الفصل بأولى الإشكاليات التي تؤطر هذه الظاهرة و المتمثلة في التحديد المفهومي للظاهرة قبل التطرق لإرهاب الدولة ومبدأ تحريم استخدام القوة في العلاقات بين الدول من قبل الأمم المتحدة،لنعرج بعد ذلك إلى دور دورها في الحد من هذه الظاهرة .



#عبدالله_اسبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله اسبري - الإرهاب بين حق المقاومة و استراتيجية التدمير /الجزء الأول