أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاءالدين - هل نجروء على الانتصار















المزيد.....

هل نجروء على الانتصار


ابراهيم علاءالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ حوالي 24 عاما كتبت مقالا تحت هذا العنوان في احدى المجلات العربية "التقدمية"، وكان ذلك بمناسبة الغزو الاسرائيلي للبنان في عام 1982، كتبته اثناء وجودي في بيروت امارس عملي كمراسل صحفي لاحدى الصحف الخليجية لتغطية عمليات القتال والصمود البطولي امام الهجمة الصهيونية البربرية انذاك.
وكان دافع كتابتي لذاك المقال هو الشعور الشديد بالالم لان اللبنانيين والفلسطينيين هم وحدهم الذين كانوا يقاتلون العدو الصهيوني، فيما الانظمة العربية كلها بلا استثناء وقفت موقف المتفرج "لكن افضل مما هي عليه اليوم" واكتفت بالمناشدة ودعوة العالم الى وقف سفك الدماء.
شعرت انذاك بوحدة قاتلة، ولطالما رددت ومعي كثيرين مقطعا من احدى قصائد محمود درويش يقول فيه "يا وحدنا.." وها انا الان اشعر بان الاخوة في لبنان كل لبنان يرددون القول "يا وحدنا.."
نعم انهم لوحدهم وليست المرة الاولى التي يتخلى فيها عنهم اخوانهم العرب ، ولكن لان هذه المرة يمكن ان تكون الفرصة سانحة لتحقيق نصر استراتيجي فانه يجب الا يبقى اللبنانيين لوحدهم .. ولكن كيف ؟؟
سؤال كبير .. كيف تكون الشعوب العربية كلها مع لبنان تساهم في نصره وتساهم في انجاز خطوة تاريخية قد لا تتكرر المناسبة لتحقيقها اذا ما فشلت لا سمح الله الا بعد عشرات السنين.
ان المسأة جدا سهلة وبسيطة اذا ما توفرت الارداة " لاحظوا انني اتحدث عن دور الشعوب العربية وليس الانظمة وذلك لقناعتي بان الانظمة الرسمية لا يوجد دور لها على الاطلاق في معركة الامة مع عدوها الرئيسي ومن يقف خلفه من الاعداء، وذلك لسبب واضح وبسيط ايضا وهو ان هذه الانظمة تمثل طبقة ارتبطت مصالحها بمصالح الولايات المتحدة وشركاتها ومؤسساتها المالية ولذلك فهي لا تستطيع وليس من المنطق ان نطالبها بالوقوف ضد مصالحها، بل انه من العبث دعوة مثل تلك، وفي احسن الاحوال نتمنى ونرجو الله ان تتمكن الشعوب من تحييد انظمتها ، والحيلولة دون ان تقوم هذه الانظمة باجهاض ومحاربة اي خطوة شعبية تقدم دعما حقيقيا للشعب اللبناني والشعب الفلسطيني.
اذا كيف تستطيع الشعوب ان تقدم الدعم والمساندة المطلوبة للشعبين اللبناني والفلسطيني في معركة الصمود في وجه الهجمة البربرية التي يتعرض لها الشعبان.
بداية لا بد من تحية جميع الاحزاب والمنظمات والمؤسسات والشخصيات العربية التي اعلنت موقفا مؤيدا وداعما للمقاومة البطلة في فلسطين ولبنان، والحقيقة ان البيانات والمؤتمرات التي تصدرها وتنظمها تساهم بدرجة او باخرى في استنهاض همة الامة وتحريضها على القيام بعمل ايجابي مباشر لدعم المقاومة ، كما انها تكشف بعض الزيف والتحريف الذي تمارسه بعض القوى العربية مما يساعد الجماهير البسيطة على معرفة الحقائق ، الامر الذي يؤدي الى مساعدة ابناء الشعب على تحديد موقفهم بوضوح ، وان يكون وقوفهم الى جانب المقاومة والمقاومين صادرا عن قناعة ، وليس فقط مجرد موقف عاطفي وفي ذلك جهود تشكر عليها الاحزاب والمنظمات والمؤسسات والشخصيات الوطنية.
لكن هل هذا هو فقط دور هذه الاحزاب والمنظمات والمؤسسات وما اكثرها وما اكثرها ، وليس هنا المجال ولا الوقت المناسب لكشف نقاط ضعف هذه القوى وكل ما نستطيع ان نقوله لها هو الله يعطيك العافية ، ولكن ما تقومين به لا يكفي ابدا.
ولذلك فهذه القوى هي المطالبة بالتحرك وهي المطالبة بالقيام بدور ايجابي ، فالشعوب لا تستطيع ان تفعل شيئا بدون مؤسسات تقودها وتنظم عمليها.
وحتى لا يستغرقنا التنظير والكلام العام يرد السؤال بالحاح : ما هو الدور المطلوب من هذه القوى وهذه التنظيمات والمؤسسات والاحزاب ؟؟
واود ان ابدأ بالاجابة على ذلك بسؤال .. هل توجد مهنة من المهن ليس لها اتحاد نقابي او جمعية او ناد يضم غالبية اعضائها في عالمنا العربي ؟ الا تضم هذه المؤسسات (مؤسسات المجتمع المدني) الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب العربي؟.
والجواب نعم
اذا فان الشعب ليس كتلة هلامية مشتتة ضائعة الكل يخاطبه وكانه لا يخاطب احدا ، فالشعب منظم ومؤطر في مؤسسات المجتمع المدني ، وبالتالي فحتى يتحرك هذا الشعب في أي اتجاه يكون واجبا على هذه المؤسسات ان توجهه وتقوده.
والان تصوروا معي لو ان هذه المؤسسات وكلها او معظمها اعلن موقفا رافضا للعدوان ودعا الى مواجهته، تصوروا معي السيناريو التالي:
1- قررت نوادي القضاة عدم الذهاب الى المحاكم ليوم واحد فقط..
2- قررت نقابات المحاماة عدم مرافعة المحامين في جميع المحاكم العربية ليوم واحد فقط
3- قررت نوادي اساتذة الجامعات العربية عدم التدريس ليوم واحد فقط
4- قررت نقابات المهندسين التوقف عن العمل ليوم واحد فقط
5- قررت نقابات واتحادات المعلمين عدم التدريس ليوم واحد فقط
6- قررت اتحادات المرأة والجمعيات النسوية عدم الذهاب الى العمل ليوم واحد فقط
7- قررت اتحادات الطلبة الاعتصام في كلياتها وجامعاتها ومدارسها في يوم واحد فقط
8- قرر البرلمانيون العرب الاعتصام امام برلماناتهم ليوم واحد فقط
9- قرر الاطباء عدم ممارسة عملهم الا في الحالات الطارئة ليوم واحد فقط
10- قرر ائمة المساجد تخصيص صلاة ظهر احد الايام ليعتصم المصلون ف يالمساجد الى ان تحين صلاة المغرب
11- قررت اتحادات وجمعيات الكتاب والادباء ان يتوقفوا عن العمل ليوم واحد فتتوقف صدور الصحف والمجلات
12- قرر اتحاد الفلاحين والمرزارعين التوقف عن عملهم ليوم واحد فقط
13- قرر اتحاد صناعة الاسمنت توقبف العمل في مصانع الاسمنت في الوطن العربي ليوم واحد فقط
14- قررت اتحادات الصناعة المختلفة التوقف عن العمل ليوم واحد فقط
15- قرر اتحاد العمال العرب والاتحادات الفرعية التوقف عن العمل ليوم واحد فقط
16- قررت اتحادات وجمعيات العاملين بالمؤسسات الحكومية التوقف عن العمل ليوم واحد فقط.
17- قرر اصحاب المطاعم اغلاق مطاعمهم ليوم واحد فقط
18- قرر اصحاب الصيدليات اغلاق صيدلياتهم ليوم واحد فقط
19- قرر اصحاب سيارات الاجرة التوقف عن العمل ليوم واحد فقط
20- قرر سائقوا السيارات الشاحنة والقطارات وسيارات النقل العام التوقف عن العمل ليوم واحد فقط

اذا الفكرة التي تنطوي عليها تلك القرارات تندرج في اطار استخدام سلاح الاضراب وهو سلاح ديمقراطي مشروع للشعوب للتعبير عن رأيها ، وبالتالي فان الانظمة ومهما كانت ميولها القمعية لا تستطيع وهي التي تتغنى بصداقتها لزعيمة "الديمقراطية – الولايات المتحدة" ان تستخدم الاتها القمعية لمواجهة الشعوب ، واذا ما حدث ذلك فان ردة فعله ستكون ايجابية وتساهم اكثر فاكثر في حجم ونوع ودرجة التضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وتصوروا معي الاثر الهائل لهذه الخطوة ومعناها الخطير في تجسيد التضامن الفعلي مع الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة الهجمة الصهيونية البربرية.
سيكون امامنا شهر على الاقل في كل يوم منه قطاع من القطاعات الحيوية معطل عن العمل ، وتعطل بعض القطاعات سيكون تأثيره معنويا ليس الا ولكنه يشكل ضغطا هائلا على الانظمة الرسمية ويدفعها للضغط على اصدقائها في واشنطن ، بل ان بعضها سيعتبر هذا الضغط مبررا لتحسين موقفه التفاوضي مع البيت الابيض.
اما توقف بعض القطاعات عن العمل فسيكون تأثيره مادي ملموس وقوي ومؤثر على الطبقة الحاكمة برمتها ، ويلحق الضرر بمصالحها ، وهذا يدفعها اما الى ان تقتنع بان مصالحها يجب ان ترتبط بمصالح شعوبها وان تقوم بممارس الضغط على شركاءها الاوروبيين والامريكيين لتغيير موقفهم ، واما انها ستقف موقفا عدائيا سافرا فتؤلب السلطة على قمع وضرب هؤلاء "المتوحشين الهمج " من ابناء الشعب.
وفي الحالتين هناك مكسب كبير ودعم هائل للمقاومة واصطفاف حقيقي ومؤثر في وجه العدوان الاسرائيلي.
فتخيلوا كيف ان العمال توقفوا عن العمل ، ماذا سنشاهد ؟ سنشاهد مصافثي النفط وعمليات شحن النفط والموانيء وعمل قناة السويس والمرافي الحساسة في الدولة قد توقفت عن العمل ، فتتوقف سفن اصدقاء العدو عن الابحار في مياهنا وسفنها تتوقف عن انزال منتجاتها في موانئنا ، وتنخفض شحنات النفط المصدرة بكميات هائلة مما يربك اسواق النفط ، وبالتالي يحدث ارتباك شديد في اسواق المال.
وماذا اذا توقف عمال وموظفي الاتصالات عن العمل، تصوروا كيف ستكون حالة رجال الاعمال واصحاب المؤسسات من ذوي الارتباطات بالشركات والمؤسسات الامريكية، وكيف ستضطرب حركة اسواق المال والبورصات ، وصفقات العقار وخلافها.
اكاد اجزم بان الصورة اصبحت واضحة لكل قاريء كريم ، وبالتالي لا ضرورة للاستطالة بشرح الاثار الناجمة عن هذه الخطوة البسيطة والسهلة واثرها الهائل على العدو واصدقائه .
لكن من يجروء على اتخاذ هذه الخطوة ،، من يجروء على الانتصار؟؟؟
ان الخطابات والصوت العالي والتعبير مهما كان صادقا عن الموقف السياسي لا يقدم ولا يؤخر بشكل حقيقي في توفير الدعم المطلوب في هذه المعركة الكبرى ، بل مطلوب من هذه القوى ان تتخذ خطوات فعلية وهذه الخطوات سهلة وبسيطة وفي متناول ايديها ، ومن حقها حسب الدساتير والقوانين المعمول بها في معظم الدول العربية.
واذا اردتم خطوات اخرى تضاف لهذه الخطوات مما سيكون لها اعظم الاثر في تجسيد التضامن والتعاون والالتفاف حول نضالات الشعبين الفلسطيني واللبناني منها :
لتخرج جماهير الامة العربية كلها من المحيط الى الخليج مساء يوم الجمعة المقبل الى اسطح منازلها او الى الساحات العامة لتقول فقط الله اكبر بالطريقة التي تراها مناسبة فقط لمدة عشر دقائق لمدة ثلاثة ايام .
ليدفع كل رب اسرة عربية دولار واحد يخصص لرعاية وتقديم العون والمساعدة لضحايا العدوان الصهيوني في فلسطين ولبنان.
لنرسل ملايين الرسائل العادية والالكترونية الى الييت الابيض والامم المتحدة والمؤسسات الانسانية الدولية
لنرسل ملايين الرسائل الى الاتحادات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني في اوروبا وامريكا واسيا والى انحاء العالم
ليقوم الفنانون بتقديم برامج فنية توضح عدالة قضايانا وفضح البربرية الصهيونية
لننظم قوافل المساعدات الغذائية والصحية والادوية وارسالها الى الشعبين العظيمين
لتسير التظاهرات السلمية في كل العواصم والمدن وحتى القرى والنجوع
ان قيمة كل ما سبق هو بان يكون منظما وبقيادة مؤسسات المجتمع المدني واي عمل عشوائي ستكون اثاره بالغة السلبية
فهل نجروء على الانتصار
يمكن لكل من يشاء ان يساهم باضافة خطوات اخرى لاستكمال برنامج نضالي جماهيري واسع وشامل ومؤثر حتى تكون المواقف المؤيدة لنضال الشعبين الفلسطيني واللبناني فاعلة ومؤثرة، وحتى يتم الخروج من دائرة ان الكل يطالب الكل ، فما معنى ان يدعو رئيس نقابة تضم في صفوفها الاف الاعضاء الى دعم المقاومة والشعب اللبناني ، الا يتفضل هذا القائد النقابي فيقول ان نقابتنا قررت القيام بكذا وكذا.
مرة اخرى هل نجروء على الانتصار
بكل يقين وتاكيد وجزم اننا نستطيع بخطوات بسيطة ان نحقق الانتصار



#ابراهيم_علاءالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاءالدين - هل نجروء على الانتصار