أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سومر الجباوي - ستالينغراد التي شتمت العرب














المزيد.....

ستالينغراد التي شتمت العرب


سومر الجباوي

الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 11:29
المحور: كتابات ساخرة
    


"إلى بيروت...
الساكنة في رحم الروح...
المتعبة على درب المجدلية...
إليها أرفع هذه الكلمات..."


ستالينغراد عطشى وإثمها على القدر...هربت من أقاصيص جدي، مثقلةً بالضجر...لجأت إلى زاوية منسية في أرض مهجورةٍ مخصية...ستالينغراد قصفت...سقطت...نزفت شرفاً أخضر لنا...والشرف شجر ينمو من رحم البشر...ستالينغراد قصفت...صرخت... بكت بحرقة.. دموعاً ضرجت كفن جدي وصمم حفيده المحتضر...
ستالينغراد... لا وقت للحب... للجنس...لاستماع الخطب...لاوقت للشعر...للنثر..للحبر والتفاوض...لا وقت للأحزان...للآلام....لقرع الأجراس وتلاوة الأسفار...لا وقت للصابون...للآس الأخضر...لصلوات الشهداء على عتبات المدافن...لا وقت للبكاء..للموت..للحياة...لا وقت إلا للوقت الذي تستغرقه الدماء كي تجف على جدران الأزقة الخلفية... لا وقت إلا للوقت الذي تستغرقه الروح وهي تداعب للمرة الأخيرة أهداب الجسد المنهك...
ستالينغراد سقطت...وتناثر الحقد غباراً غطى بياض ساقيها، وتقاسيم وجهها المتعب...ستالينغراد سقطت أمام عينينا كمخلوق جصي محدود بالموت.. بالحب ..بالشرائع الدولية...سقطت وأشحنا بوجوهنا عنها وانتظرنا أن يغمض جفنها المثقل بالتعاسة والأحلام ...لنندفع منتحبين..ننبش القبر المخمر بالغدر والخيانة، ونرفع الجسد الغض ونلفه بكوفيات العز ونهتف بإسم الشهيد...
وعند الغروب.. نعود للجنس...للمال...والتكاثر...
جنود..بنادق...رشاشات..دبابات...وأقول لهم بيروت تشبه ستالينغراد...رأس كبيرة صلبة...شعر أسود أجعد..وجبهة عريضة كحقل خريفي تعصف به الأنواء...اتمنطق رشاشاً..واسدد البارودة...واصرع عسكراً خشبياً...تبتسم بيروت لي وتقبلني في جبيني... تهمس في أذني: أصبح في بيتي رجل...ابتسم بزهو وأضع رأسي المتعب في حجرها...استمتع بأصابعها وهي تعبث بخصلات شعري... يغلبني النوم..وأغمض عيني..أسمع غنائها وأسأل نفسي لماذا لم يخلقها الله حورية...تطل عليّ حوريات البحر، يقهقهن لمنظر شعري المنفوش...ألمح العسكر الخشبي...أفتح عيني مذعوراً..ولا أجدها قربي... ابحث عنها في كل مكان...أصادفهم في طريقي...يرفعون جسداً غضاً...ملفوفاً بكوفياتهم...يملأ الرعب قلبي وأنا أراقبهم وهم يختفون في الأفق...اسمع صوتها...تناديني..انظر نحوها..أراها محاطة بكل حوريات البحر.. بغداد الغجرية ودمشق الأبية والقاهرة الفاطمية،..أطأطأ رأسي بخجل وأمسد شعري المنفوش...أرفع نظري إليها... أراها شاحبة...غاضبة..دامعة...ترقب الأفق بصمت...كصمت القناصة في ستالينغراد...ولكنه صمتٌ لا يشبه الصمت... ولا يشبه القعقعة...







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- راهبتان برازيليتان تفاجئان مقدم برنامج ديني بالرقص والغناء
- 37 مليون جنية في أسبوع واحد بس! .. ايرادات فيلم مشروع اكس بط ...
- -أريد موتًا صاخبًا لا مجرد عدد-.. ماذا قالت بطلة فيلم وثائقي ...
- هونر تشعل المنافسة بين الهواتف العملاقة بهاتفها HONOR X9c ال ...
- -صحفيو غزة تحت النار-.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف ...
- شاهد/استقبال حافل بالورود للفنان الايراني همايون شجريان في ا ...
- ايران وحق تخصيب اليورانيوم.. والمسرحيات ا?مريكية الاسرائيلية ...
- “متفوتش الحلقة الأخيرة” القنوات الناقلة بجودة عالية القنوات ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 100% على صناعة الأفلام السينما ...
- أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سومر الجباوي - ستالينغراد التي شتمت العرب