أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خير الجهماني - أمطار الصيف...هجمة بربرية مخططة و مرسومة















المزيد.....

أمطار الصيف...هجمة بربرية مخططة و مرسومة


محمد خير الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امام مرآى العالم قاطبة وفي مشهد مباشر ينقل على كل شاشات الدنيا ... وخاصة امام مرآ الدول الكبرى التي كلفت نفسهاراعية لما يسمى (عملية السلام) في الشرق الاوسط، أمريكا ومبعوثي السلام الدائمين والمتجولين في المنطقة... وعلى مرآى ومسمع المنظمات الدولية، منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المهيمن عليهما من الولايات المتحدة الأمريكية... وعلى مرآى ومسمع منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي وغيرهم من المنظمات الدولية الراعية لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
ترتكب مجازر في بداية القرن الواحد والعشرين الذي إنتظرناه قرنا لتصفية ماتبقى من بقايا إحتلال بغيض لإنصاف الشعوب المقهورة، مجازر أقل ما يقال عنها أنها مجازر بربرية همجية بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني بذريعة عمليتين عسكريتين الأولى قام بها رجال المقاومة الوطنية والاسلامية في فلسطين المحتلة التي سميت (بالوهم المتبدد) وهي عملية عسكرية تم على إثرها أسر جندي إسرائيلي... وعملية عسكرية أخرى قامت بها قوات المقاومة الإسلامية لحزب الله سميت (الوعد الحق) وأسر على إثرها جنديين إسرائيليين. كل المصادر تشير أن المقاومة تحافظ على حياتهم وتطالب بمبادلتهم بالأسرى العرب الموجودين في السجون الاسرائيلية.
ان كل شرائع الدنيا السماوية منها والوضعية بما فيها شريعة الأمم المتحدة نفسها تبيح للشعوب المحتلة أراضيها والمغتصبة حقوقها استعادة أراضيها واستعادة حقوقها المهضومة باستخدام كل الأساليب الممكنة بما فيها الاسلوب العسكري .
وفي ظل عجز رسمي عربي مطبق، جبان، مدان، عن حماية الشعبين الفلسطيني واللبناني باستحدام أية وسيلة من وسائل الردع المتاحة ولو في حدودها الدنيا باستدعاء السفراء وتجميد العلاقات الاقتصادية والسياحية وغيرها وهو أضعف الإيمان... ولا نقول القيام بإجراءات عسكرية وعندنا ما شاء الله من الجنرالات الذين تزين صدورهم نياشين (النصر) من الرقبة حتى أخمص القدمين يكونون قد حصلوا عليها باشتراكهم في الحرب العالمية الأولى أو الثانية، لا ندري؟! ومن المعدات العسكرية التي دفعت ثمنها الشعوب العربية من قوت يومها، قسم منها مخبأ في المخازن حتى يناله الصدأ وقسم منها موجه لصدور شعوبها لحماية الحاكم المستبد وتطبيق قوانين الطوارئ والأحكام العرفية التي سنت أساسا بحجة خوض معركة المصير مع العدو الصهيوني ومن أجل تحرير الأراضي المغتصبة.
على أية حال ومن أجل أن لا نتهم بالمغامرة وسوء التقدير كما اتهمت المقاومة الشريفة التي تعيد للأمة كرامتها المهدورة؟!... وحتى لا نخترق مقولات التوازن الإستراتيجي؟... ومقولات أن العدو لن يجرنا إلى المعركة كما يريد؟...، بل نحن من يحدد مكان وزمان المعركة (وعيش يا ڤديش) كما يقول المثل الشعبي فإننا لم نطلب من قادتنا العظام سوى الحد الأدنى وهل هذا أيضا بحاجة إلى توازن إستراتيجي؟!
ولكن لا عليكم أيتها الشعوب العربية لقد تمخض(جبل) الرسمية العربية بعقد اجتماع على مستوى الجامعة العربية ضم وزراء وأمراء الخارجية العرب... وولد (فأرا) سماه أمينها العام الدكتور عمر موسى الذي كان يلوك الكلام في مؤتمره الصحفي بعد انتهاء الوزراء والأمراء من عقد اجتماعهم بالقرار الذي اتخذ بالإجماع بإحالة ملف الصراع في الشرق الأوسط إلى الأمم المتحدة وكفا الله المؤمنين شر القتال.
لكنه لم يستطع إلا أن يقول أن العالم يضحك علينا طيلة مراحل الصراع مع العدو الصهيوني... وليس هذا فحسب لكنه أضاف بأن عملية السلام التي يراهن عليها الحكام العرب قد فشلت لأن الأمم المتحدة وبعد أن اتخذت الرسمية العربية قرارا بأن السلام خيارا إستراتيجيا وبعد أن عمدت ذلك بقرارها الشهير في مؤتمر قمة بيروت بالاعتراف الكامل والتطبيع الكامل مقابل السلام الكامل... والذي قال عنه شارون في حينه أن هذا القرار لا يساوى ثمن الحبر الذي كتب به.
بعد هذا كما يقول الأمين العام لجامعة الدول العربية، رحلت الأمم المتحدة ملف الصراع في الشرق الأوسط من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة إلى لجان متابعة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ولو لم يذكرها بالاسم ويتحكم في مسارها الكيان الصهيوني... ولكن (أبشروا) لقد اتخذنا قرارا بالإجماع للذهاب بوفد من الجامعة العربية لنعيد الملف إلى هيئة الأمم المتحدة (وإحنا براء من دم يعقوب).
لقد أعاد العدوان الهمجي البربري الإسرائيلي المدعوم بتغطية شاملة وكاملة، واضحة وضوح الشمس عامة من الغرب وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية... وبعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج دبليو بوش بأكثر من تصريح ومؤتمر صحفي بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وعلى المقاومة أن تسلم سلاحها... ممنوع عليك وأنت تذبح أن تقول (آخ)... ليذكرنا بالمثل القائل (لقد قبضنا على المقتول بالجرم المشهود).
بهذا المنطق وهذه الظروف أعادنا رئيس وزراء الكيان الصهيوني بدعم من حلفائه وبخذلان وهزيمة كاملة للرسمية العربية للمربع الأول من الصراع .
بتصريحاته المهينة وبمنتهى الصلافة بأننا سنعيد لبنان إلى ما قبل عشرين عاما مضت مضيفا ليل نهار وبدون مواربة بأنه لا يوجد شريكا فلسطينيا للتفاوض معه، خاصة بعد فوز حركة حماس بالانتخابات الأخيرة وتشكيلها للحكومة الفلسطينية، كما أنه يرفض أي دور لمحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها حكام مصر والأردن لإقناعه بالتفاوض مع عباس.
إن اولمرت بهذا العدوان الهمجي البربري الذي يستهدف البشر والحجر، كتدمير المنازل على رؤوس أصحابها من المدنيين الأبرياء والعزل من كل سلاح، وتدمير الجسور وقطع الطرقات وتدمير محطات الكهرباء وضرب المطارات، وحتى تدمير السدود السطحية، بهذا يدمر البنية التحتية لكل من لبنان وفلسطين... والقصف بالطائرات المدججة بالصواريخ لكل ما هو فوق الأرض من بشر، مثالا مجزرة قرية حمين الجنوبية التي تتشابه مع مجزرة دير ياسين الفلسطينية، إنما هي محاولات للعودة بالصراع العربي الإسرائيلي إلى مربع العام 1948م، يذكرنا ذلك بالمجازر التي ارتكبت بحق أهالي دير ياسين، الهدف منها ترحيل المواطن عن أرضه.
وكذلك ترى أن أولمرت ينفذ سياسة سلفه شارون القابع تحت العناية الصحية المركزة والميت (إكلينيكيا) لكن خطته مازالت على قيد الحياة تتنفس الصعداء، فإذا كان شارون قد انسحب من غزة تحت وطأة ضربات المقاومة الوطنية والإسلامية فها هو ألمرت يحاصرها من جميع الاتجاهات والمنافذ، وحتى المعابر يسيطر عليها ويغلقها بإحكام بوجه الأطفال والنساء الذين يريدون العودة إلى ديارهم وأهلهم وأراضيهم رغم الموت اليومي الذي يتعرضون له.
كل هذا وعين ألمرت لم تغفل للإنتباه إلى الضفة الغربية والذي ينطوي مخططه القادم بتجميع المستوطنات الصغيرة في بؤر أو معسكرات استيطانية كبرى مع السيطرة الكاملة على حدود الأردن والقدس الكبرى التي ضمت أجزاء كثيرة من المدن والقرى المحيطة بها، ليتم الانسحاب من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ويتخلص بذلك من عدد كبير من السكان الفلسطينين، مقابل إعطاء أصغر مساحة ممكنة من الأرض.
إن إسرائيل تعتقد أنه آن الآوان لتنفيذ هذه الخطة منذ زمن طويل وخاصة بعد أن تأكدت من أن الأنظمة العربية وبالتحديد منها أنظمة الطوق والتي (تظبح) ليل نهار بخيار السلام كخيار إستراتيجي والتي استبعدت، أو قل ألغت تماما ولو بالخيال فكرة المواجهة العسكرية، ولو حتى بشعارها المرفوع (التوازن الإستراتيجي) …واختيار زمن المعركة.... وفي ظل التنسيق الإستراتيجي مع حليفها العضوي، الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد غزو العراق واحتلاله وتنصيب حكومة عميلة و إطمئنانها بخروج العراق من دائرة التهديد.
فإنه آن الأوان لتنفيذ عمل عسكري مفتوح سماه ألمرت عملية (أمطار الصيف) بحجة تحرير الجنود الاسرائليين الأسرى، إنما هي عملية لتصفية وضرب المقاومة الوطنية الإسلامية الفلسطينية وإخضاع الإرادة الفلسطينية ودفعها نحو قبول التنازلات الكبرى في الضفة الغربية، وضرب حركة المقاومة الإسلامية اللبنانية ممثلة بحزب الله ودفعها خارج حدود المواجهة مع إسرائيل، بذلك يكون المناخ مناسبا لرسم حدود دولة إسرائيل الكبرى الحلم الصهيوني الدائم والمستمر.



#محمد_خير_الجهماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير في سورية بين الممكن والواقع


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خير الجهماني - أمطار الصيف...هجمة بربرية مخططة و مرسومة