أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - ليس دفاعا عن البخاري














المزيد.....

ليس دفاعا عن البخاري


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 6754 - 2020 / 12 / 7 - 22:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لاحظت ان البعض يستحقر بجرأة ما يعظمه كثير منا
مثل كتب الصحاح لا سيما البخاري ومسلم،
فهم يعتقدون انهما لا يساويان شيئا،
وارجو ان يتسع صدر هؤلاء لمناقشتهم قليلا في رأيهم،
فهم يدخلون انفسهم في كثير من المتناقضات،
فمن المعروف ان ما يقوله النبي هو وحي من الله،
ونحن لا ننكر ان كتب السنة النبوية لا ترقي ابدا الي مرتبة القرآن الكريم،
فلا يستطيع احد ان يجزم بنسبة حديث الي النبي مائة بالمائة
كما هو الحال بالنسبة للقرآن،
وقد بدأ نقد الاحاديث منذ عهد الصحابة،
فقد كانوا يستدركون علي بعضهم البعض،
من خلال مقابلة النصوص بالنصوص،
ومنذ زمن مبكر انتبه التابعون الي تغير الذمم فقد ذكر ابن سيرين:
"لم يكونوا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا:
سموا لنا رجالكم فينظر الي اهل السنة فيؤخذ حديثهم،
وينظر الي اهل البدع فلا يؤخذ حديثهم"

وبعد ذلك جاءت الانقسامات الفكرية والسياسية،
وظهرت الفرق والطوائف والجماعات والمذاهب،
وكان هناك تنازعات وعصبيات،
وتحمل النص النبوي ما لم يقله النبي (ص)،
وكثر الوضاعون والأفاكون،
وقد انبري نفر من امة محمد للحفاظ علي ارث النبي وتخليصه من الشوائب التي شابته،
ومن امثال هؤلاء البخاري ومسلم وغيرهما،
فقد بذل هؤلاء جهود مضنية لذلك الهدف الذي افنوا من اجله كل حياتهم،
ولكن ما يؤسف له ان الفقه لم يستفد كثيرا من جهود اولئك الائمة،
فعندما ظهر مجهودهم كان الفقه قد بُحثت معظم مسائله،
فقد افتي من قبلهم ابوحنيفة ومالك والشافعي في كل مسائل الفقه تقريبا،
ثم تعصب الناس لارائهم واصبح من الصعب تعديل فتاواهم او حتي انتقادها،
ونحن لا نقول ان صحيحي البخاري ومسلم اعمال كاملة مقدسة لا ينتابها الخطأ،
فهذا في النهاية جهد بشر،
ولكن ينبغي الا ننكر انهما اصح ما لدينا،
فماذا يبقي لنا اذا اعتبرناهما من اساطير الاولين كما يزعم البعض،
ولو سلم الناس بهذا فسيأتي الدور علي القرآن نفسه،
ولا تستغربوا من ذلك،
فقد وجدت عند الشيعة روايات في بعض مصادرهم تشير الي تحريف القرآن نفسه،
وذلك حتي تبقي الامامة المزعومة اساسا للدين!!

ولنأخذ مثلا استدلال احدهم علي خطأ رواية البخاري
وذلك بانكار رواية تزوج النبي بعائشة (رض) وهي بنت ست،
لقد ردّ ما ورد في الصحيح بشئ مما كتبه المؤروخون،
وكتب التاريخ لا تعدو ان تكون اقاصيص نسبة الحقائق بها قليلة
وهي تُوصل مع بعضها بكثير من الاوهام والخيالات،
نحن لا نعيب استخدام العقل فهو شيء مطلوب
ولكن يجب التروي فهناك وجهات نظر متعددة،
وربما نعرض وجهة نظرنا في الموضوع قريبا
ولا نقول ان ما نري هو الحق الذي لا شئ بعده.

نحن نوافق من يقول ان السلف لم يهتموا بالمتون اهتمامهم بالاسانيد،
ومع ان البعض يضيقون بما قاله احمد امين مثلا في كتابه فجر الاسلام،
ولكننا لا نرد الحق لاننا نكره من قاله،
يقول احمد امين:
"وقد وضع العلماء للجرح والتعديل قواعد
ليس هنا محل ذكرها
ولكنهم والحق يقال
عنوا بنقد الاسناد اكثر مما عنوا بنقد المتن
فقل ان نظفر منهم بنقد
من ناحية ان ما نسب الي النبي ص لا يتفق والظروف التي قيلت فيه
او ان الحوادث التاريخية الثابتة متناقضة
او ان عبارة الحديث نوع من التعبير الفلسفي يخالف المألوف في تعبير النبي ص
او ان الحديث اشبه في شروطه وقيوده بمتون الفقه وهكذا..
ولم نظفر منهم في هذا الباب بعشر ما عنوا به من جرح الرجال و تعديلهم
حتي نري البخاري نفسه علي جليل قدره ودقيق بحثه
يثبت احاديث دلت الحوادث الزمنية والمشاهدة التجريبية علي انها غير صحيحة
لاقتصاره علي نقد الرجال"
انتهي كلام احمد امين.

فلو أُخضع ما انتجه البخاري ومسلم لشيء من دراسة المتن لكُفينا شرورا كثيرة،
ولكن خلف قوم تعصبوا لاقوال ائمة الفقه
مع ان ائمة الفقه انفسهم حذروا من الاكتفاء بما قالوه،
والخلاصة اننا يجب ان نأخذ بالعقل والنقل معا،
وهذا يحتاج لمدارسات عميقة ومستمرة،
وينبغي ان يسمع بعضنا الي اراء البعض الاخر،
من غير تعصب ولا تشدد،
علنا نصل الي الحقائق،
فنرجع بديننا كما تركنا عليه الرسول الكريم (ص)
ينبغي للكل ان يساهم في هذا،
ولهذا يدعونا القران الي التفكر والتعقل والتدبر،
وبينت السنة فرضية طلب العلم علي كل مسلم و مسلمة،
ولا يقتصر ذلك علي جماعة معينة او زمن معين،
ينبغي فعلا ان نرمي وراءنا مسميات المذاهب والفرق والجماعات،
والا ننتسب الا الي الاسلام فقط،
واحب هنا ان اورد كلاما لابن القيم،
وارجو الا يتهمني احد بالتطرف لمجرد ذكري لهذا الاسم!
يقول الرجل في كتابه (اجتماع الجيوش الاسلامية):

"فليس العلم كثرة النقل والبحث والكلام،
ولكن نور يميز به صحيح الاقوال من سقيمها،
وحقها من باطلها،
وما هو من مشكاة النبوة مما هو من أراء الرجال"



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة جديدة: الخمر ليست كبيرة.. ناهيك ان تكون ام الكبائر
- فقه التطبيع
- أمر الله بالاحسان الي ذوي القربي.. قراءة جديدة
- كشف الايهام في الاستدلال علي بقاء الرجم في الاسلام
- السعودية: حول إمكانية صعود حركة فاشية


المزيد.....




- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - ليس دفاعا عن البخاري