أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - افلام : -My Fair Lady -و -Shakespeare in Love - وصراع الطبقات














المزيد.....

افلام : -My Fair Lady -و -Shakespeare in Love - وصراع الطبقات


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 5 - 02:51
المحور: الادب والفن
    


في فيلم My Fair Lady ( سيدتي الجميلة) الذي قلدته السينما العربية بتبني فتاة من العشوائيات والقيام بتدريبها و تعديل سلوكها لينافس سلوكيات الاميرات باعتبار أن هناك طرق للتدريب على الاتيكيت و حسن التصرف و مراعاة طرق النطق السليم واللهجة الراقية .
في هذا الفيلم تم وضع الانسان الطموح الذي يريد أن يغيّر واقعه في موقف صعب وتأزمي و محاط بالقلق والخوف من المستقبل بسبب تغيّر نمط الحياة لفتاة قروية لتتناسب مع الطبقة المخملية .
الفيلم اعتبر أن الانسان الذي تعلم اللياقة والكياسة ليكون ندا للإرستقراطية الراقية هو بمثابة فجوة عميقة من صراع الطبقات لا يمكن ان يرتفع ليصبح واحدا منهم ولا يمكن أن يعود كما كان.
فما العمل!!!
ولماذا كل هذا الخوف الذي ظهر جليّا من مخاوف الفتاة التي نجحت للتو في اظهار كونها من تلك الفئة الارستقراطية حيث مجتمع الاميرات والملوك والنبلاء .
ولابد هنا من الإشارة الا ان العمل اتسم بتغيير سلوك الفتاة الفقيرة لتنتقل صعودا لمنافسة طبقة الارستقراطيين ولم تمر بمرحلة تجاوز البرجوازيين والتي هي طبقة اجتماعية من فئات المجتمع التي تكسبت من الثورات أو الحروب أو استغلال الأزمات مثل الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين أو اوبئة أو غيرها من تجارات ذات مستوى شعبي مثل تجار المواشي أو الأقمشة أو صناعات السجاد وغيرها من المهن العادية التي تدر دخلا جيدا لصاحبها .
طبقة البرجوازيين هذه هي طبقة تعاني من امراض المجتمع المعاصر في سعيّها للصعود و القفز للطبقة المخملية الملوكية كما نرى حيث يتم التزاوج بينهم عن طريق المال , وهذا ما نراه من تزاوج الملوك أو ابناءهم من سيدات أو شباب من الطبقة العادية من الشعب ولكنهم يملكون المال ؛مثل النسب الذي يحدث بين عائلة عادية وبين احد الامراء أو الاميرات فتجدهم قد باتوا يتصرفون كأنهم ملاك البلاد , بسبب ذلك النسب.
و ربما فيلم شكسبير محبا(Shakespeare in Love ) يظهر تلك العلاقة من تزويج الأب لأحد النبلاء المفلسين حيث تتم صفقة الزواج بإقراض النبيل المال من قبل والد العروس مقابل الحصول على اللقب الملوكي لأحفاده ,وهي صفقة المال مقابل الانتقال من الطبقة البرجوازية للطبقة الارستقراطية الملكية عن طريق التزاوج .
المهم في تبيان هذه العلاقة الفارقة بين الطبقتين هو ذلك الصراع الذي انتاب تلك الفتاة الضائعة بين صراع الطبقات ,فلا هي تملك المال لتصبح من البرجوازيين و لا تملك المال لشراء أي طبقة ولا حتى لدبها القدرة لتعود لطبقة الفقراء بعد أن استطعمت نكهة الطبقة الارستقراطية و مسالكها في الحياة .
هذا ما رأيناه في النسخة العربية والنسخة الأجنبية ولكن في النسخة الاجنبية ,كان تناول القضية من باب مختلف وهو باب العناية بالتراث اللغوي لممالك انكلترا الممتدة كان البطل في سعيّه لإجراء تجربة مع هذه الفتاة ليبشر برسالة مجتمعية قادمة وهي بتوحيد القاموس الانجليزي لكل اللهجات واغفلت النسخة العربية اجمل ما في هذا الفيلم من فكر وهو البحث عن لغة مشتركة جماعية يتكلم بها الجميع بدون مناطقية ولهجات قروية يكون وقعها على الأذن مختلفا.
اتذكر في احد السنوات قدمت زوجة عمي لدينا وطلبت مني أن احضر لها (خاشوقة ) وقفت اريد تفسيرا للكلمة الغريبة على أذني ,فأبدت استياءها واعطتني كلمة اخرى وهي (زلفة ) فقلت في سري وفسرت الماء بالماء فقلت : ماهي الزلفة ؟
فاستهجنت عدم معرفتي و غضبت وصاحت قائلة: شو تسموا هذه يلي تشربون بها الشوربة
(الحساء ) عندها صحت قائلة: إنها الملعقة
فردت بغيض : ناولينا المعلقة يا ستي .
هذا مثال على الفروقات الثقافية في تداول اللغة المحكية ورغم أن لدينا قرآن عربي فصيح إلا إنك تستعجب من اختلاف تلك اللهجات ومعانيها بحيث ننتصر بالنهاية للغة واحدة ولا نصبح اسرى للهجات منطقتنا
اختصار خلاصة الفيلم الأجنبي هو كيف يمكن ان تتكلم بشكل جميل و مفهوم بعيدا عن حواشي اللهجات القروية ذات الرنين المزعج و المنحط ,وتحظى بكل الاحترام والاجلال والتوقير ,ويرضى عنك مجتمع النخبة ولكن بدون التمتع بمكتسباتهم ولا حتى بمجرد الحلم ان تصبح فردا منهم الا اذا صاهرتهم بالنسب ولن يناسبوك الا اذا كنت غنيّا ولكنك ستحظى بالشكر منهم , لأنك اظهرت لهم الاحترام الذي يريدونه من تلك الطبقات .

إنه غرور التعالي الطبقي حتما و بإمكانك أن ترفضه بعدم التعاطي اصلا مع هذه الطبقة الحاكمة .
فما رأيك بتلك الفجوة العميقة من صراع الطبقات !



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا : السيد المهذب - الذي قتل الملايين بدون ان يراق على ا ...
- الإرهاب : للمسيحي و اليهودي : ورقة جنون , أما الأرهاب للمسلم ...
- لماذا شيطن ابن زايد الفلسطينيين لهذا اليوم ,,,, ليوم التط/ ب ...
- ريال السعودية : تبرعات مغمسة بالمنة والسقوط
- عندما تفرط مسبحة التطبيع الخليجي
- التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وأعمال المافيا
- آيا صوفيا : من متحف الى مسجد ,هل من معترض !
- عودة آيا صوفيا كمسجد ازعج البابا واليونان والسيسي ومشايخ الث ...
- ترامب في غرفة الإنعاش
- حروب السعودية الإلكترونية ومثال عليها حكاية #مرزوقة #ابو_قحط ...
- منصة `twitter العالمية والعالم الإفتراضي الرقمي وتجييش الذبا ...
- استخدام فناني الخليج كأداة تطبيعية ناعمة عبر المسلسلات
- كورونا والعدوى : ما لم يأخذه ترامب , ستأخذه كورونا
- فيروس كورونا : الإطاحة بعرش الفيروس التاجي
- رحيل ثاني اكسيد النيتروجين السام على وقع رقصة كورونا
- يوميات كورونا , رحيل ثاني اكسيد النيتروجين السام على وقع رقص ...
- يوميات كورونا , والحبس الإضطراري والأسرى في سجون الإحتلال
- يوميات كورونا ومذكرات الإقامة الجبرية في البيوت -وأحن إلى خب ...
- يوميات كورونا وعالم يموت حرقا وعالم يغسل يديه , وعالم يرتدي ...
- سأسلخ جلد الوجودية - مذكرات السارترية الكبيرة في قوة الأشياء ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - افلام : -My Fair Lady -و -Shakespeare in Love - وصراع الطبقات