أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزت حمودة - المرأة .. بين مرارة التكفير .. وحب الحياة -نص أدبي-















المزيد.....

المرأة .. بين مرارة التكفير .. وحب الحياة -نص أدبي-


عزت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 1614 - 2006 / 7 / 17 - 07:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لماذا أعيش ..؟؟؟
كان أسعد يوم في حياتي... نعم لم أثق بحكم أطلقته على أحاسيسي .. أكثر من ثقتي اليوم .. نعم إنه أسع يوم في حياتي حتى الآن ..

اليوم صدرت نتائج الثانوية العامة ..نجحت بمجموع قدره 212 درجه . ما يؤهلني لدخول الجامعة ودراسة الفرع الذي لطالما حلمت به ...

الآن ..أبواب جديدة ... أحلام جديدة ... حياة أخرى سأعيشها ....

لطالما اتسمت حياتي بالسواد , ليس لإحساسي بالخنوع والذل والسيطرة والمراقبة فحسب.. بل إن السواد ما تعنيه حرفية الكلمة . من قال إن غطاء الوجه فرض من فروض الإسلام .. ما خطبهم .. نعم إنه اجتهاد وحسب . اجتهاد دليله الوحيد آية في القرآن " الكريم " يمكن أن تحمل مئات التأويلات والتفسيرات . فاختاروا أقساها و أظلمها على المرأة. من قال إنني أقتنع برأيك حتى ترغمني على هذا الخمار .. من أنا .. ماذا أنا .. هل أنا إنسان أم شيء يتحرك .. ظل أسود له ظل أقل سوادا .. نعم لقد قارنت كثيرا بيني وبين ظلي .. فرأيته أقل سوادا .. وأكثر حرية مني . حرية قطرها خمسون مترا . هي المسافة بين المنزل والمدرسة .

ولكن اليوم .. لا.. نسيت كل شيء , نعم لقد نسيت كل تعاستي .. كل ألمي .. نسيت حقدي على الحياة وكرهي لها .. نسيت .

سأدرس التربية في جامعة دمشق.. يا إلهي .. لقد امتلكت الدنيا ... هذا كان إحساسي .

هه.. مثيرة للشفقة .. أنظر إلى نفسي .. إلى حالي .. فتنهمر الدموع نقية نقاء الوجه الذي تحنو عليه . صافية صفاء الروح التي أتخمت أحزانا و أشجانا .

لقد تحطم كل شيء .. لم تدم سعادتي أكثر من ساعات .. نعم إنها النهايه.

فقد أفتى إمام الجامع في قريتنا المقيته لوالدي بتحريم الدراسة في الجامعة .. لا بل عدها طريق للكفر والزندقة لما فيها من اختلاط الشباب بالبنات . وما فيها من بنات غير محجبات بدعوى أن مصاحبة الكفار كفر بعينه توجب الردة والقصاص.

نعم بهذه البساطه .. بهذه السذاجه .. اقتضاء سخيف .. معادلة فاشلة بائسة.. شاب لا يصلي : إذا فهو مرتد فهو كافر إذا يجب قتله وهدر دمه .. وما أكثر الآيات و الأدلة و الأحاديث التي تشير إلى قتال الكفار أينما وجدوا وإلى لإقامة الحد على المرتدين .. حدث ولا حرج .. نعم إن القرآن" الكريم" يوحي في طياته بالقتل لمن يشاء أن يقتل وبالإعتداء لمنيرغب . فتعالوا أيها الناس أقبلوا إلى الإسلام فلكم فيه ما تشاؤون .. اقتلوا من تشاؤون .. ولكم الجنة بأنهارها وحواريها.... ؟؟؟ ياللهول...

وبالمثل .. فإن الفتاة غير المحجبه مرتدة عن دين الإسلام وبالتالي يجب إقامة الحد عليها وهو القتل بكل تأكيد ... ومن يستطيع أن ينكر ..؟؟؟ فهذا حديث للرسول "الكريم" لاشك فيه ولا لبس.. " من بدل دينه فاقتلوه"..

وتبديل الدين يكون إما باعتناق دين آخر بشكل صريح .. أو "تحريف" في الدين الذي "هم" عليه وبالتالي فإنه قد اعتنق دينا آخر ـــ قد يكون قريبا أو بعيدا عن دينهم الذي يعتبرونه الدين الصحيح ــ ولكنه في النهاية يختلف عن دينهم , وذلك كفر وارتداد يوجب القصاص ...

كيف ذلك .. أليس الإسلام دين المحبة و التسامح ...؟؟ فنحن نسمع هذه الجملة مذ كنا صغارا .. ماذا يحدث .. ألا يقول الرسول "الكريم" أحبوا بعضكم بعضا...

إلى متى ستبقى عقولنا صدئة متى سَنُعمِل عقولنا بعيدا العاطفة .. بعيدا عن الترغيب والترهيب.. نعم أقولها بكل ثقة , إن أصدق وصف للدين الإسلامي هو " دبن الترغيب والترهيب " ...

تخيلوا لو أن الرسول "الكريم" قال : اكرهوا بعضكم بعضا .. ماذا كان سيحدث .

نعم لقد كان الرسول "الكريم" ذكيا وربما عبقريا إلى حد يفوق ذكاء عهده بكثير ...

ـــ أيتها الفتاة الحزينة المسلمة أينما كنت ....

يقولون إن الإسلام أعاد للمرأة كرامتها وصان حقوقها ورفع منزلتها ..؟؟ هل هذا صحيح ..؟؟

تعالي بحق نعدد بعضا من هذه التحف التي أتحفنا الإسلام بها..

منع الوأد .. نعم صحيح لقد منع الإسلام وأد البنات .. حتى يقوم بوأدها كل يوم في الحياة وحتى الموت .. فتكون قد وئدت بعدد أيام حياتها ..بين جدران منزلها الموحش المظلم .. الفرق الأكثر أهمية ..أنها كانت توأد في الجاهلية لمرة واحدة فقط ... أما الآن .....؟؟؟

ماذا هناك أيضا ... أوجب على الذكر نفقة الفتاة ... ياإلهي ... حق يراد به قمة الباطل .. وقاحة لا مثيل لها ..

ماذا يعني ذلك ..؟؟ ببساطة.. أيتها الفتاة لا يحق لك العمل وهذا مختصر الحديث.

صديقتي المعذبة أينما كنت .... هذا غيض من فيض .. فلتسألي نفسك هذا السؤال دائما .. انزعي كل جواهرك ..كل أقراطك الذهبية ..أساورك .. ضعي هذا السؤال مكانها .. اذكريه وذكري نفسك به دوما .. اجعليه اسما لك ومعنىً.. جسدا وروحا ً .. قلبا وقالباً...

لماذا أعيش ....؟؟؟ من أنا .... أو بالأحرى .. ما أنا ..؟؟

لا أكتب هذه العبارات كي أزيد من معاناتك واضطرابك أيتها الأخت المسلمة المعذبة ..

لا .. ولكن تذكري بأنك أنت وحدك .. ووحدك فقط .. الخاسر الأكبر ..

فإما أن ترضي بذلك خانعة قانعة ذليلة ... أو .. أن تجيبي على هذا السؤال ..أجيبي عليه بكل م أوتيت من قوة .. من علم .. من ثقافه.. بغير اندفاع ولا عاطفة .. فالعقل هو الحكم ..

تعلمي أن تناقشي غيرك في اختصاصه.. لا تجعلي من الخوف.. والقلق . طعما تقعين فيه أنت .

نعم سيرهبونك من النار .. سيرغبونك في الجنة وأنهارها المعسله ..؟؟ وكأنهم قد خبروا الاثنتين ..؟؟

تأكدي يا أختي العزيزه أن عاطفتك هي نقطة ضعفك .. كلما كنت أقوى كلما ازداد تكفيرهم لك ..نعم سيتهمونك بالرده .. بالزندقه .. سيحاربونك بكل ما يملكون من وسائل الترغيب والترهيب .. كلما طالبت بحياة سعيدة ستجدين نفسك في جه عُبّاد القتل والتكفير.. لا تيأسي .. لاتخافي ..احترمي قدرتك وشجاعتك .. نعم فأنت أكثر شجاعة ..أكثر قوة ..أكثر جرأة مما تظنين بكثير.. .. وتذكري أن الخيار لك .. لك وحدك..

أما أنا ...فلن أكون خانعة قانعة ذليلة .. نعم سأجيب على السؤال بأعلى صوتي .. بكل قدرتي .. لن أتذلل لأحد مادام القمر يسطع كل ليل لينير ظلامه الداكن .. وما دامت الشمس تعطي الحياة لكل كائن على هذه الأرض..

نعم سأدخل كلية التربية رغما عنك يا قدري ..سأعلم أبنائي ..سأعلم أطفالي وطلابي معنى الحياة .. سأزيحك أيها الجبل بيدي الناعمتين هاتين ..سأقتلع أشواك الحياة بفمي الطري الندي.. نعم .. سأعلمهم أن يستمتعوا بحياتهم ما استطاعوا .. أن يعيشوا حياتهم كلها .. ألاّ يتركوا لحظة تمر دون ابتسامة تعلوها ..سأعيش حياتي بكل متعتها .. سأجيب عن السؤال .. سأحفر إجابته بأسناني البيضاء اللؤلؤيه .. سأحفرها على كل صخرة تهاوت أمام جسدي النحيل .. سترى النساء في كل مكان قوتي .. نعم سأجيب على السؤال .. بأعلى صوتي ..

فأنا أعيش .... كي أحيا.



#عزت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى العلمانيه....نص أدبي


المزيد.....




- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزت حمودة - المرأة .. بين مرارة التكفير .. وحب الحياة -نص أدبي-