أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بوريس كاجارليتسكي - التضحية بستالين














المزيد.....

التضحية بستالين


بوريس كاجارليتسكي

الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 10:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


منذ خمسين عاما هذا الشهر، اقام الحزب الشيوعي السوفيتي مؤتمره العشرين. القرارات التي وصلت اليها معظم قمم مؤتمرات الحزب قد نسي معظمها منذ زمن طويل، الا احداث فبراير 1956 تستمر في استثارة الجدل والاهتمام.

بالنسبة للشباب الذين ترعرعوا في المجتمع الاستهلاكي ما-بعد- السوفيتات، الرابع عشر من فبراير -- يوم افتتاح المؤتمر العشرين -- هو الفالنتاين (يوم الحب)، اليوم الذي ترسل فيه الناس بالورود وكروت المعايدة لمن يعشقونهم. الا ان الافكار التي تردد صداها لاول مرة في مؤتمر الحزب العشرين تتردد بشكل متواصل في الجدالات السياسية المعاصرة.

زعيم الحزب الشيوعي الحالي جينادي زيوجانوف، في تعليق له على الذكرى الخمسين لهذا المؤتمر، قال ان "الخطاب السري" الشهير الذي القاه نيكيتا خروشيتشيف في جلسة مغلقة من جلسات المؤتمر كان مدمرا لحد بالغ. في رأي زيوجانوف، خطاب خروشيتشيف، الذي ادان فيه جرائم ستالين ونزعة عبادة الشخص عنده، كانت بداية النهاية. لقد خلف هذا الخطاب المجتمع وقد انقسم بعمق. كل شيء في خطابه كان حقيقيا، طبعا، ولكن ما هي الفائدة في نشر الغسيل القذر للحزب؟ يقول زيوجانوف، "خروشيتشيف في خطابه كان يحرز مكاسب شخصية على حساب ستالين. يجب التشديد على ان الخطاب لم يناقش مقدما بواسطة المجلس الرئاسي والمجلس الجماعي للحزب الشيوعي".

القى خروتشيشيف الخطاب السري في الخامس والعشرين من فبراير، اخر ايام المؤتمر. ولم يكن بالخطاب الكثير مما هو سري. ارسلوا بنص الخطاب عبر البلاد ليقرأ في اللقاءات الحزبية، التي كانت هي الاخرى بطبيعة الحال لقاءات مغلقة. نتيجة لذلك، علم ملايين الناس بما جاء في الخطاب خلال اسبوع واحد. وعلى عكس ما يزعمه زيوجانوف، لم ينقسم المجتمع بسبب الخطاب. قبل الناس الخطاب، بالضبط كما تقبلوا الاوامر الحزبية السابقة التي تكشف وتفضح "المخربين" والتي تضرب بيد من حديد "اعداء الشعب".

بتعابير جيوبوليتيكية واقتصادية، بلغ الاتحاد السوفيتي اوج قوته تحت حكم خروشيتشيف وليونيد برجنيف. لقد شق الزعيمان الطريق نحو غزو الفضاء، وحققا نفس المرتبة في السباق النووي مع الولايات المتحدة وحصدا عديد من الحلفاء الجدد في الشرق الاوسط وافريقيا. تحسن مستوى المعيشة في الداخل. ولكن الوحدانية الايديولوجية لعصر ستالين كانت قد ولت غير مأسوف عليها.

لم يكن المجتمع السوفيتي في أي يوم وحداني الفكر تماما. البرهان على ذلك يمكن اكتشافه من روايات الكسندر سولزينتسين اضافة الى الارشيف السوفيتي. ومع ذلك، كان هناك شعورا قويا بمصير مشترك وقضية مشتركة لم توحد فقط الطبقة العاملة والنخبة البيروقراطية، ولكنها وحدت حتى الاصدقاء الكولاج واسيادهم. النظام الستاليني كان متصلا اتصالا مباشرا بتاريخ الثورة. لقد كان نوعا من البونابرتية الشيوعية. لقد امتزجت الشمولية بالمبادئ الديموقراطية، والخوف والقمع مع الحماسة والاخلاص. هذا المزيج جعل من المؤتمر العشرين للحزب امرا ممكن الحدوث.

بالعودة الى المؤتمر ثانية، اتهم البعض خروشتشيف بعدم انسجام منطقه وافتقاده للراديكالية، بينما اعترض الاخرون على حقيقة انه اظهر جرائم ستالين في العلن وتحول بالاصلاح السياسي الى تجريس شخصي لستالين بعد موته. مع ذلك، جريرة او تآمر الاعضاء الاخرين في المكتب السياسي ليست هي القضية. اهال خروشتيشيف اكوام من اللوم على ستالين لانه اراد تجنب حدوث مناقشات جدية عن حوادث الثلاثينات والاربعينات التي جرت في الاتحاد السوفيتي.

لو كانت وجهة نظر خروشتشيف عن الديكتاتور الراحل اكثر توازنا، ربما ثارت التساؤلات عن التناقضات الكامنة والموروثة في الدولة السوفيتية وثارت تساؤلات عن المدي الذي يعكسه النظام القائم للمفاهيم الماركسية عن الاشتراكية. تلك التساؤلات كان تروتسكي قد اثارها، تروتسكي الذي كان شيطانا رجيما في نظر النخبة التي يترأسها خروشتشيف التي كان حالها بالضبط هو حال النخبة التي كانت تحت سيطرة ستالين. لو كان خروشتشيف فقط اقل شراسة في معاداة الستالينية ، لكان بالتأكيد قد اندفع في اتجاه التروتسكية.

النخبة الحزبية في نهايات الخمسينات اختارت الا تعفو عن احد واختارت الا تفهم شيئا. يجب التضحية بستالين من اجل حماية النظام. الخطاب السري لم يكن مبادرة رجل واحد؛ لقد عكس الخطاب وجهة النظر العامة لجهاز الحزب بعد ثلاث سنوات من الصراع الداخلي.

مرت ثلاثين سنة اخرى، وقادت بريسترويكا جورباتشوف الاتحاد السوفيتي الى الانهيار التام. الاصلاحات اللاحقة تركت ملايين الناس يحاربون من اجل لقمة عيشهم، كما كانوا يحاربون فيما مضى للبقاء على قيد الحياة في الكولاج. هل يمكن اعتبار كل ذلك نتيجة مباشرة للمؤتمر العشرين للحزب، والذي كان له كل هذا الاثر على جورباتشوف وخليفته، بوريس يلتسين؟

كلا من جورباتشوف ويلتسين ينتميان الى جيل اخر، طبعا، كل جيل منهما تشكل وفسد بسنوات حكم برجنيف. تحولت البيروقراطية صاعدة صعودا كبيرا في تلك السنوات كذلك. رغم ذلك كان المؤتمر العشرين للحزب منبعا لاصناف عدة --انتصارا سطحيا للتيار الديموقراطي في المجتمع السوفيتي، ولكنه كان نصرا حقيقيا للبيروقراطية. تم تنفيذ اصلاحات ديموقراطية، ولكن فقط تحت هيمنة البيروقراطية، وفقط لخدمة مصالحها. بالنسبة للبلاد كانت تلك هي اسوأ المحصلات.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- يوم عالمي لنيلسون مانديلا الذي قال -حريتنا منقوصة بدون حرية ...
- أعياد دينية وأحزاب يسارية
- جورج عبد الله يشيد بالدعم الذي أدى للإفراج عنه
- الصحراء الغربية: هل تراجع جنوب إفريقيا دعمها التقليدي للبولي ...
- بعد اعتقال لـ41 عاما.. فرنسا تعلن الإفراج عن الناشط البارز ج ...
- وفد عن حزب التقدم والاشتراكية بآيت بوكماز
- ملابسات تجريم الإجهاض، قضية أدريانا سمث نموذجا!
- محكمة فرنسية تقرر الإفراج عن جورج عبد الله وتعتبره -رمزا من ...
- القضاء الفرنسي يأمر بالإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم ...
- بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بشأن فاجعة حريق -ه ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بوريس كاجارليتسكي - التضحية بستالين