أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد جمعة - كرامتي في إنسانيتي و ليس في عباءتي














المزيد.....

كرامتي في إنسانيتي و ليس في عباءتي


أحمد جمعة

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 10:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كرامتي في عباءتي .. كرامتي في التزامي.. كرامتي في حجابي!!!
كلمات غير مسئولة و خارجة عن الذوق العام و تشجع على تقسيم المجتمع و شقه و تمزيقه بأكثر مما هو ممزق. و للأسف تقف وراء هذه الممارسات و الفعاليات جهات حكومية رسمية تدعم مثل هذا التوجه.

كنت قبل فترة اعز و اقدر العمل الذي تقوم به وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي لكونها امرأة تتبوأ منصب وزير و تمثل توجها حضاريا يدعم المرأة في المناصب العليا. و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن البحرين دولة متحضرة و منفتحة و لا تؤمن بالتقسيم بين الرجل و المرأة و لا بين المرأة المتحجبة و المرأة غير المتحجبة، و بالتالي فنحن نعيش في ظل مساواة و تسامح و انفتاح حضاري جاءت على أساسه الوزيرة فاطمة البلوشي إلى هذا المنصب.

لكن، و أقولها بحرقة و مرارة مثلما شعر مثلي الكثيرون، فوجئت بإعلانات كثيرة عملاقة الحجم تملأ شوارع البحرين، تعلن في عناوين ضخمة مستفزة للمشاعر و الأحاسيس و للكرامة أيضا أن المرأة ليست لها كرامة إذا لم ترتد العباءة، و إن المرأة بلا كرامة بدون العباءة. و هذه الإعلانات كانت لفعالية ترأستها وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي ممثلة للدولة و الحكومة.

و السؤال هنا: هل من سياسات الدولة في البحرين الانحياز للمراة ذات العباءة ضد المرأة العادية والطبيعية و التي تشغل اليوم مناصب منها الوزارة تماما مثل الوزيرة البلوشي؟ و هل المسؤولات من مرتبة وزيرة و ما دون بدون كرامة لأنهن بدون عباءة؟ و هل أكثر من نصف نساء المجتمع البحريني بلا كرامة لأنهن غير مرتديات للعباءة؟ هل الطبيبات و المهندسات و المحاميات و كل النسوة اللواتي بنين البحرين هن بدون كرامة؟

هذه الأسئلة موجهة بطبيعة الحال إلى وزيرة التنمية الاجتماعية التي وافقت، أولا على عرض تلك اللوحات الإعلانية عن مسرحية "كرامتي في عباءتي" في جميع شوارع البحرين و بصورة مستفزة للمشاعر، و ثانيا لاحتواء الإعلانات على ما يفيد بأن الفعالية المذكورة سوف تقام تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية. و معنى هذا هو أن قرار الوزيرة برعاية الفعالية هو قرار مع سبق الإصرار والترصد منحاز إلى جانب من المجتمع، و هو الجانب العقائدي المتمثل في التيار الديني الذي يقسم المجتمع إلى قسمين: مؤمنين و كفار.

إن هذا السلوك وقع فيه للأسف من قبل وزير الأعلام، و ها هي وزيرة التنمية الاجتماعية تلحق به، و تعلن بصوت حاد من خلال رعايتها و حضورها لتلك الفعالية، أن المرأة في البحرين لا كرامة لها، حتى لو كانت وزيرة أو طبيبة أو مهندسة إلا إذا ارتدت العباءة. فهل نعتبر هذا الموقف هو موقف الدولة الرسمي؟ أم انه هفوة أو زلة من الوزيرة؟ أم انه التزام منها بتيار يتحكم اليوم في السياسات والتوجهات؟
ليس هناك أي مبرر على الإطلاق للوزيرة على هذه الزلة المتعمدة، و التي لابد من مراجعة ومحاسبة صريحة لها، بل اعتذار للمرأة البحرينية التي يبدو أن التيار الذي يدفع باتجاه تقسيم المجتمع يتربصها و صار يخترق مكاسبها بحكم تمركزه في مؤسسات الدولة.

على الجمعيات النسائية، و على المرأة بالدرجة الأولى، ألا تفوت للوزيرة البلوشي هذه الزلة. و عليها أن تطالبها باعتذار رسمي عن العبارة التي جرحت ليس فقط مشاعر المرأة و إنما سياسة و انفتاح وتحضر مملكة البحرين، و هي السياسة الحضارية التي لولاها لما وصلت البلوشي إلى منصبها لأن التيارات التي تدافع الوزيرة عنها تروج للعكس و تتحسس من وجود امرأة في مناصب الدولة الوزارية الحساسة.

إن وجود وزيرة في الحكومة هو نتيجة لانفتاح المجتمع و تسامحه، فهل تدرك الوزيرة البلوشي زلتها و تتداركها قبل أن تصبح العباءة هي مركز و محور الكرامة؟

أحمد جمعة
*كاتب و إعلامي بحريني






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 935 شهيدًا في العدوان الصهيوأميركي على إيران بينهم 38 طفلًا ...
- دراسة أثرية: النساء حكمن أولى الحضارات البشرية
- “شغال وفعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2 ...
- بيان حملة “عدالة سكنية للنساء” بشأن التعديلات المقترحة على ق ...
- للمرة الأولى.. الدانمارك توسّع التجنيد الإجباري ليشمل النساء ...
- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد جمعة - كرامتي في إنسانيتي و ليس في عباءتي