أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد عزيز - متى نعرف ما نريد..














المزيد.....

متى نعرف ما نريد..


حميد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمة ينخرها الفساد.. تتصدر مراتب الغش والرشوة والكساد
..لا تكاد تنتج شيئا مفيدا لنفسها قبل غيرها.. بل تكاد  تعيش عالة على العالم لولا خيرات باطنية  ليس لها يد لا في اكتشافها ولا في تصنيعها..
أمة تأكل نفسها بالنعرات القبلية والطائفية والحروب الداخلية..
تزعم أنها ضد الظلم وهي كارهة للعدالة.. وأنها تطلب الحوار وهي كارهة لكل اختلاف.. تدعي أن التمييز جريمة وهي تحارب المساواة كما لو أنها سقوط أخلاقي وحضاري..
أمة تستهلك جهدها في الدفاع عن أسباب تأخرها وتستغرق وقتها في خلق شروط التوتر والعداء بين أبنائها.. تدفعهم إلى البحث عن فرصة للهروب بعيدا عنها
أمة تستهويها حكايات البطولات الدموية.. وتسخر نفسها لخدمة الجهل والخرافة فتنهك بذلك طاقتها العقلية والإبداعية..
هل هذا جلد للذات..ربما.. فكثيرون يرون ذلك..
هل هو توصيف لحالنا ك"أمة"..ربما.. فكثيرون أيضا يعتقدون هذا
هل ينبغي لنا أن نكذب الواقع والأرقام وكل التقارير.. ونصرخ في العالمين في كل مناسبة أننا الأفضل والأقوى والأبقى.. وأننا محسودون على نعم لا يراها غيرنا..
كلما تعرضنا لمحنة.. وعجزنا عن تجاوزها قلنا"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"... فهل تغيرنا.. أو سعينا على الأقل إلى التغيير من خارج النسق الذي أنتج تأخرنا..
من السهل جدا أن نعلق مأساتنا على الاستعمار والمؤامرات التي لم تتوقف عن معاكسة طموحاتنا..لكن مشكلتنا تتلخص بداية في عدم قدرتنا على تحديد الاتجاه وحصر ما نريد.ثم في رفضنا الدائم أن ندخل العصر من باب القيم التي نزعم أنها لم توجد إلا لتحاربنا
جميل جدا أن نطالب المجتمع الدولي بقانون يجرم ازدراء الأديان.. ويمنع الإساءة لها.. وجميل أن تندد الأنظمة العربية والاسلامية ومعها الأزهر وكل المؤسسات الدينية بما تعرضت له مشاعر المسلمين من تجريح..على خلفية رسوم بليدة.. قميئة ومثيرة للسخرية من أصحابها قبل غيرهم.. لكن المطلوب قبل ذلك أن نلتفت قليلا إلى
ما فينا من نقائص وعيوب .. أن نسائل ألذات  على كل القيم البالية التي تكبلها بدعوى الخصوصية والاستثناء والهوية المتجمدة.. وأن نفتح الباب على مصراعيه أمام مفكرينا وعلمائنا لقراءة تاريخنا واستخلاص ما يلزم للنهوض بالأمة.. بدل محاصرتهم بسياج من الطابوهات والمحرمات.. وتجريدهم من سلاح النقد..فازدراء العلم والفكر والعقل لا يقل خطورة عن ازدراء الأديان..
هل نحن مستعدون للحوار مع الآخر على أرضية واحدة.. تتوخى خدمة البشرية في المقام الأول.. وأن نقبل بأن نحتل حجمنا و موقعنا الطبيعيين بين البشر دون تحريض على معتقداتهم.. ودون أستاذية مزعومة على العالم..
هل نحن على استعداد لمنع سبهم والدعاء عليهم بالويل والثبور وعظائم الأمور كل يوم.وأن نتوقف عن تحقيرهم في مناهجنا "الفكرية " التي تقوم فلسفتها التربوية في مجملها على عقيدة الولاء والبراء "إما ولاء أو عداء"..
هل نحن مقتنعون أولا بضرورة إصدار القوانين اللازمة لمنع شيوخ الفتنة وغيرهم من الدعوة إلى الجهاد في كل مكان دون ضوابط. ومن تقسيم العالم إلى دار إسلام ودار حرب.. ومن تنجيس كل مختلف في العقيدة..قد يصل حد نزع صفة الآدمية عنه..
هل نحن مستعدون فعلا لوقف الحديث في فقه الجواري والإماء وملك اليمين..وزواج القاصرات.. تماما كما أوقفنا كل حديث عن فقه العبودية التي حرمت بقرار دولي.. ولم يجرؤ شيوخنا قبل ذلك على تجريمها وتحريمها بفتوى واضحة لا تترك  مجالا للتأويل وسوء الفهم..
هل نحن مستعدون لوقف التدخل في معتقدات الآخرين كما نطلب منهم أن يفعلوا.. والتوقف عن تصدير ثقافتنا المحلية إذا كنا نرفض استقبال ثقافات أخرى.. معتبرين إياها غزوا يستهدفنا..
لعل الكثير من  الأمور أصبحت واضحة بما يكفي للترفع قليلا عن أنانية لا تقتل إلا أصحابها.. ورفع القداسة التي تضفيها غالبيتنا على ثقافة الكراهية.. وهي ثقافة موجودة في كل مكان.. لكنها تكتسي عندنا طابع القداسة المؤطرة بنصوص تراثية لازلنا نعتبرها الفيصل بيننا وبين غيرنا في كل شيء.. نصوص أنتجها بشر عاشوا في ظروف غير الظروف.. و اجتهدوا لزمانهم.. ولم يزعموا أبدا أنهم أوصياء على زمان غيرهم..
علينا أن نقبل بكوننا جزءا من كل .. وأن نعمل مع غيرنا على تكريس العدل وتعميق الروابط الإنسانية...والقضاء على كل مظاهر الاستكبار والاستقواء أيا كان مصدرها..وعلى استغلال الشعوب المستضعفة تحت ذرائع العولمة والنظام الدولي..
هو ذا التحدي الذي تتهرب من مواجهته شعوبنا للأسف.. مدعومة بقوى الظلام والنكوص التي توهمنا  باستمرار أننا أمة متعالية على التاريخ والجغرافيا.. ومفارقة للزمان والمكان.. تغضب إذا أسيء لمشاعرها وتسعد بإساءاتها الدائمة والمتكررة  لمشاعر غيرها..
فعلا.. لن نغير ما حل بنا حتى نغير ما بأنفسنا..



#حميد_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد عزيز - متى نعرف ما نريد..