أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - براتيوش تشاندرا - الاتفاق التاريخي في النيبال والتحديات المباشرة















المزيد.....

الاتفاق التاريخي في النيبال والتحديات المباشرة


براتيوش تشاندرا

الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 10:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تستمر النيبال في صنع التاريخ. خلال بضعة اسابيع قليلة من الان سوف تتشكل حكومة مؤقتة بمشاركة من الماويين لاستباق أي مزيد من الخيانات المتوقعة للمطالب الاساسية المباشرة لشعب نيبال في جمعية تأسيسية وممارسة حقهم في تقرير مصير الملكية المستبدة ودروعها المؤسساتية. بالتحديد، تقاربت التطورات السياسية في نيبال بعد تحركات ابريل الجماهيرية لما اتفقت عليه الاحزاب البرلمانية في تفاهماتها مع الماويين.

ولكن كما نشرت رويترز (19 يونيو)، "معدل التغيير قد اصبح متلاحقا يقطع الانفاس كما سلسلة جبال الهيمالايا... هذا الاسبوع يسأل النيباليون انفسهم اذا ما كان كل هذا جيدا لدرجة انه قد اصبح حقيقة". مع التسليم بالعدوانية الرهيبة التي تظهرها قوى الهيمنة الاقليمية والدولية الى درجة انهم ما زالوا يطلقون اوصاف الارهابيين الماويين, وانتهازية الزعامات البرلمانية، تلك الالقاب التي ما زالوا حتى الان يتصارعون عليها فيما بين انفسهم حتى يفوزوا بالرضا الملكي وحتى يصبحوا وكلاء موضع ثقة لمصالح القوى الخارجية، هل الحالة وصلت فعلا بالثوريين الى الحد الذي يضعون فيه ثقتهم في اطلال النظام القديم؟ ومع ذلك، فمستوى اليقظة والراديكالية التي بلغتها الجماهير والتي وصل تأثيرها حتى الى قواعد الاحزاب البرلمانية، لتتكامل مع ايمان الثوار بالمهمشين النيباليين، هي التي جعلتهم على ثقة عند اتخاذ تلك البادرة الغير مسبوقة.

اليقظة الجماهيرية

بعد استعادة الامتيازات البرلمانية، اعاد الديموقراطيون النيباليون تعميد المؤسسات القائمة باسماء جديدة وقصقصة ريش جناح الملكية. طبعا، كل ذلك ساعد على صنع مناخ صالح لاتخاذ الخطوة الاولى نحو تسوية "الازمة النيبالية"، التي تتحدد في تشكيل جمعية تأسيسية كهيئة سوف يصبح لها القدرة على وضع اسس الاحكام الاساسية والاعراف و’المؤسسات‘ الضرورية لما اسماه الرئيس براتشاندا، ’التنافس السياسي‘.

اعتقدت النخب المحلية ورعاتها الكوكبيون ان راديكالية ابريل في شوارع نيبال سوف تخمد بعد استعادة البرلمان القديم. ولكنهم في الحال ومرة اخرى صادفوا ردعا وزجرا مباشرا عندما خرج شعب نيبال الواعي الى الشارع لاستهجان ومنع أي مساومة او تراجع يلوح في الافق. رفض الماويين لمساومة ابريل لم يسمح لهذه الراديكالية ان تنام. ديوبا، وكويرالا وآخرين من المعروفين بميولهم الملكية المعتدلة وموقفهم النخبوي المناهض للماويين في الماضي وقعوا تحت بؤرة الرصد والمراقبة بشكل مستمر، واي تصريح او تحرك منهم تفوح منه رائحة التواطؤ لاعطاء فسحة لاستمرار المؤسسات العفنة وممثليها اصبحت تقابل بما تستحقه من نقد بحشود المحتجين التلقائية في الشوارع.

لم يمر يوم واحد منذ تمردات ابريل دون لقاءات وتجمعات ناقشت فيها اقسام متنوعة من شعب نيبال مستقبل النظام ومحتوى الدستور القادم. اقسام متنوعة من الاغلبية المهمشة للمجتمع النيبالي كانت تأتي لتتظاهر في شوارع العاصمة كاتامندو من اجل ضمان تمثيلها وضم مطالبها وحقوقها في النظام السياسي المستقبلي. هذه الروح البارزة لتقرير المصير نبذت أي مساومة تقصر عن ما وعد الشعب النيبالي نفسه به. انها تلك الروح التي اكتسحت "الردة الملكية" وتستمر لانهاء أي احتمال للردة البرلمانية، تجعل من عودة البرلمان القديم غاية في حد ذاتها. واتفاقية 16 يونيو بين الماويين والحكومة هي النتيجة المحددة لهذا النهوض الجماهيري المتحدي.

تخطيط النخبة المتآمرة

ولكن الازمة النيبالية لم تكن ابدا متعلقة فقط بضم الماويين الى المعادلة السياسية وتشكيل مؤسسات تسمح بمثل هذه العملية. السبب الاكثر اهمية في الازمة متصل بعملية تمكين المهمشين النيباليين اقتصاديا وسياسيا. الى أن تتحقق واذا لم تتحقق المطالب الراديكالية للطبقات العاملة في نيبال – العمال والفلاحين – التي وجدت تعبيرها في الحركة الماوية، لن تجد الازمة النيبالية طريقها الى الحل. وهنا يكمن التوتر الواضح بشكل جلي في التطورات السياسية الجارية في نيبال.

كان رئيس الوزراء النيبالي قد عاد توا من رحلة "ناجحة" جدا في الهند قبل عقد اتفاقات يونيو الاخيرة. وكما هو متوقع فمقياس النجاح هذا في نيبال هم كم قدر المعونات المالية التي استطاع الحصول عليها. والهند بوصفها المجند الجديد في المشروع الامبراطوري الذي يكافح في من اجل الحصول على نصيب محدد في عملية اعادة تقسيم العالم المستمرة، الهند هذه كانت بطبيعة الحال على اتم استعداد للوفاء بتوسلات رئيس الوزراء النيبالي من اجل المساعدات المالية. من هنا كان النجاح غير مسبوق.

في المقابل، وزير المالية رام ماهات باع السلام والسيادة التي حصلت نيبال عليها حديثا، والتي حارب الشعب النيبالي من اجلها، باعها الوزير "لرؤساء الصناعة الهندية" في حفل نظمته كونفدرالية الصناعات الهندية (CII): "انها لحقبة جديدة بعد تأسيس سيادة الشعب في نيبال. تم استعادة السلام الان بعد نهاية عقد من الصراع الطويل كان سببا في عرقلة تقدم البلاد اقتصاديا واجتماعيا... في هذا السياق نركز اهتمامنا على الاستثمار المتزايد، في القطاعين العام والخاص، الداخلي والخارجي". نشرت صحيفة الهندو الهندية في 10 يونيو، "بالاشارة الى حقيقة ان الهند تواجه تكلفة انتاج مرتفعة للعمالة والتشغيل، فقد قال السيد ماهات [وزير المالية النيبالي] ان العمالة الوفيرة والرخيصة وقوة العمل المتعلمة والفنية والمداخيل الاخرى الاقل كلفة في النيبال توفر للمستثمرين حوافز استثمار لانتاج سلع وسيطة للشركات الهندية العاملة في النيبال".

النشاط الاقتصادي المحموم الجاري قبل بدء تنصيب الحكومة المؤقتة المقصود به خطوة استباقية لاجهاض أي محاولات مستقبلية للتحويل الراديكالي لمسار الاقتصاد الذي اتبعته الدولة النيبالية والطبقات الحاكمة في العقود الخمس الاخيرة – العمالة الاقتصادية والتبعية. انهم يسعون لتجريد السياسة الاقتصادية من السياسة عن طريق تحميل النظام السياسي القادم بكل انواع الترتيبات الاقتصادية التي سوف تحافظ على الوضع الراهن في نسيج البنيان السياسي الاقتصادي الاساسي. حكومة كويرالا استثمرت وقتها بفاعلية لضمان ان الاطار الاقتصادي الاساسي موطد الاساس ويصبح من الصعب تغييره بشكل شامل تحت أي تغييرات سياسية في المستقبل. فقط بعد تحقيق ذلك، اصبحت وزارة كويرالا في وضع مريح مع فكرة حل البرلمان وتشكيل حكومة مؤقتة انتقالية مع الماويين.

اكتمل ذلك بشكل مناسب تماما بواسطة المحاولة الاخيرة في اختزال "الازمة النيبالية" والحركة الديموقراطية الى مسألة وضع العرش النيبالي وضم "المتمردين الماويين" الى المجرى الاساسي للعملية السياسية. وبشكل واضح، السبيل الرهيب لتمييع أي حل راديكالي لهذه الازمة هو ان تتجاهل ببساطة مكوناتها. الحوار السياسي الحالي "لحركة الشعب" و"سلطة الشعب" الذي يسعى لتمييع "توصيف" الحركة، بتجاهل مكوناتها الطبقية وطموحاتها المتنوعة، ووضعها تحت تصنيف بلا ملامح وهلامي بمسمى "حركة الشعب"، هي اول محاولة في هذا المجال.

الملكيون المعتدلون، وصحافة المؤسسة (الاجنبية والقومية) والمنظمات الغير حكومية التي تتمول من الخارج وجماعات "المجتمع المدني" تقود حملة التعقيم هذه. وجدت المصالح الاجنبية هي ايضا في هذا الخطاب جدارة، حيث انه يقلل الاضرار، بتعتيم المطالبات. هذا الخطاب يتحاشى بفعالية عنصر الماوية في الحركة النيبالية ويضعها في خط "الثورات الملونة" لشرق اوروبا، ملونا العناصر الفاسدة للنظام القديم من اجل توفير قيادة "راسخة"، و"محنكة" للجديد القادم.

من الواضح على كل جبهة من الجبهات، تحاول الطبقات النيبالية الحاكمة بقوة قطع اتصال مسألة الديموقراطية عن قضايا بناء المؤسسات الجوهرية للوفاء باحتياجات الناس، اعظاء "الارض لمن يفلحها"، حق تقرير المصير السياسي والاقتصادي لاقسام متنوعة من المضطهدين في المجتمع النيبالي. انهم يسعون لاكتساح مسألة التنمية المحلية بأكملها جانبا – مسألة المحاسبة فيما يخص الموارد الطبيعية المحلية، ووضعها تحت سيطرة ديموقراطية للوفاء باحتياجات الناس.

التسوية الثورية

من الناحية الاخرى، تم تعبئة وحشد الطبقات الشعبية في نيبال – العمال والفلاحين النيباليين – لاول مرة بشكل مستقل اثناء حرب الشعب، التي لم تهذبها انتهازية الاقسام الساخطة من طبقات ملاك الاراضي والتجار واصحاب مكاتب التسليف والرهونات والبرجوازية الصغيرة التي تترعرع في "العناقيد" المحلية التي تنفذ الاجندة المحلية للامبريالية. لقد كانت الحركة الماوية لاول مرة هي التي فيها وجد معدمي الارض النيباليين واشباههم الذين تورطوا في دورات لا تنتهي من الهجرة قومية ودولية لتحقيق غاياتهم، وجد هؤلاء لاول مرة تعبيرا سياسيا منظما عنهم. الجذور الريفية للطبقات العاملة في نيبال حتى في القطاعات الثانية والثالثة منها سمحت للطموحات الشعبية الديموقراطية التي اطلقتها الحركة الماوية من عقالها ان تدمج افتراضيا المجتمع النيبالي كله خلف حركة الديموقراطية الجديدة، رغم المزاعم التي تروجها الاحزاب السياسية الاخرى بانها قد حققت الديموقراطية في 1990.

بكل وضوح، مفهموم براتشاندا عن "التنافس السياسي"، والذي كان الماويين في النيبال قد طوروه بطريقة او باخرى من الوقت الذي اعلنوا فيه مطالبهم المكونة من 40 نقطة عام 1996، لا بد من تفسيره على هذه الارضية.

يسعى الماويون من اجل منافسة مفتوحة بين "الديموقراطية من اعلى" التي اسستها ترتيبات 1990 وطموحات "الديموقراطية من اسفل" التي ضمنوها في الحياة اليومية وكفاحات المهمشين النيباليين. بالمعايير القياسية، على مستوى السياسات الاقتصادية، فتلك منافسة بين اطار العمل الموجه للتنمية واطار العمل الموجه لتلبية الاحتياجات. باتفاقات 16 يونيو، امكانية مثل هذا التنافس كمستوى جديد للصراع الطبقي قد اصبح مؤكد بكل تأكيد. ولكن سوف يكون من المثير متابعة كيف سيستطيع الثوريون في الحكومة المؤقتة، في حالة تشكيلها، افشال ما قد حققته توا الطبقات النيبالية الحاكمة على ارض الواقع لتجعل من تلك المنافسة بشكل متضمن تميل لمصلحتهم بفرض اطار عمل اساسي يهزم مسبقا أي هجوم ملموس على مكتسباتهم ويأتي من اسفل.

ZNet - كفاية زي نت العربية



#براتيوش_تشاندرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - براتيوش تشاندرا - الاتفاق التاريخي في النيبال والتحديات المباشرة