أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله تركماني - المسألة الكردية بدلالة الوطنية السورية الحامعة















المزيد.....

المسألة الكردية بدلالة الوطنية السورية الحامعة


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 23:18
المحور: القضية الكردية
    


المسألة الكردية بدلالة الوطنية السورية الجامعة
من الخطأ إنكار وجود مسألة كردية في سورية، تضاف إلى جملة المسائل أو التحديات، التي تواجه السوريين وتفرض عليهم إعادة تعريفهم لذاتهم، في ظل الوطنية السورية الجامعة. علمًا أنّ الأكراد هم جزء من النسيج الاجتماعي لسورية، إضافة إلى أنهم جزء من شعب حُرم من حقه في إقامة دولته، نتيجة اتفاقات ما بعد الحرب العالمية الأولى.
إنّ الحديث عن المسألة الكردية وتشكّلها في سورية موضوع تاريخي سياسي معاصر، وكانت مطالب وخيارات الحركة القومية الكردية، قبل تسلّط حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) على الكرد، متوائمة مع حجمهم وقدراتهم في سورية، وحريصة على الحفاظ عليهم، بتوزعهم على كامل الجغرافيا السورية.
لقد تسبّب حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في خلق شرخ بين كرد سورية أنفسهم وبينهم وبين المجتمع السوري، فلم تكن القومية الكردية وحقوق الكرد ومظلوميتهم إلّا مطيّة له لتحقيق مصالح حزبية ضيقة في سورية، بالتعاون مع النظام السوري المسبب الرئيسي للمظلومية الكردية في البلاد.
وفي الواقع، يعيش اليوم، بحسب تقديرات غير رسمية، في الجزيرة السورية (الرقة ودير الزور والحسكة) ما يقارب 3 ملايين نسمة أغلبيتهم من العشائر العربية، ويشكل الأكراد ثلث السكان في محافظة الحسكة، ويقل وجودهم في محافظتي الرقة ودير الزور. ويظهر لنا أنّ " ثمة إشكاليتين، وكل مشكلة منهما تفتح على مشكلة أخرى، سواء بحلها أو بعدم حلها: أولاهما، تتعلق بانتماء أكراد سورية للشعب السوري، مع تبعات كل ذلك بما لهم وما عليهم. وثانيتهما، تتعلق بانتمائهم إلى شعبهم، المقسم بين عدة دول، مع ما يستوجبه ذلك من تداعيات والتزامات ".
وفي الواقع فإن هاتين الإشكاليتين تطرحان على أكراد سورية مهمة " تحديد ذاتهم، أو تعريف هويتهم ". مثلاً، فإنّ اعتبارهم أنفسهم جزءاً من الشعب السوري " يستوجب منهم التصرف على هذا الأساس "، من دون أي اعتبار آخر، مع حقهم في " الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم القومية وشعورهم بالانتماء إلى قومية أوسع "، ومع حقهم بالمساواة مع سائر المواطنين، ومن ضمن ذلك مشاركتهم في تقرير شكل النظام السياسي وصوغ الدستور والحكم.
في المقابل فـ " إنّ تغليب اعتبارهم لذاتهم جزءاً من الشعب الكردي، على حساب انتمائهم إلى الشعب السوري، فإنّ هذا يعني افتراقهم عن الشعب السوري ".
وفي الواقع، يتحمل متطرفو القوميين العرب جزءاً من المسؤولية عن إيصال الكرد إلى مرحلة الكفر بالوطن الواحد والعيش المشترك، فهم طالما " نظروا إلى الكرد كأغيار، وتجاهلوا قضاياهم وحقوقهم ".
إنّ توزّع الأكراد الديموغرافي على قسم كبير من الجغرافيا السورية، خاصة في مدينتي دمشق وحلب، واختلاطهم الكثيف في مناطق الجزيرة السورية وشرق نهر الفرات بالعرب وغيرهم من القوميات الأخرى، يجعل الخيار الوطني السوري خياراً مفروضاً موضوعياً بقوة الجغرافيا والديموغرافيا.
إنّ سورية، بخلاف العراق، لا تسمح طبيعتها الجغرافية، وتداخل مكوّناتها، بالقسمة وفق هذا التصوّر الذي يُراد الاسترشاد به، أو استنساخه، إذ لا يستطيع أيّ مكوّن الانفصال عن غيره، خاصة أن المكوّنات العرقية والدينية والمذهبية في سورية، ليس لها جغرافيا محدّدة، وليس لها أغلبية بشريّة إلا في أماكن محدودة جداً، غير مؤهلةٍ لأن تكون أقاليم فيدرالية قائمة بذاتها. وفوق كل ذلك فإنّ الحديث عن فيديرالية وديموقراطية لا يستقيم مع وجود حزب (PYD) مهيمن يفرض سطوته الأحادية بالقوة المسلحة، لأنّ هذا سيكون نموذجاً لحزب بعث آخر.
واليوم لا تزال مناطق شرقي سورية واقعة في دائرة رصد قوى دولية وإقليمية تسعى لفرض وجودها فيها، عبر محاولة إقامة تشكيلات عسكرية وسياسية تدعم هذا الوجود. وفي هذا السياق، يبدو أنّ مصالحة كردية – كردية سورية ستكون " خطوة هامة على طريق المشروع الوطني السوري، والمقدمة المطلوبة للارتقاء بالعلاقة العربية – الكردية نحو مستويات أفضل، وأكثر تطوراً، تنسجم مع وقائع التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة، والموجبات الوطنية. خاصة إذا فكَّ حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الارتباط مع حزب العمال الكردستاني (PKK)، والاندماج مع الواقع السياسي الوطني السوري، وسيكون من دون شك لصالح الكرد والعرب والسريان والتركمان، وسائر المكوّنات المجتمعية في منطقة شرقي الفرات، ولصالح السوريين بشكل عام في جميع المناطق السورية ".
وهكذا، في ظل صراع الهويات القائم اليوم، وكذلك المقتلة التي عصفت بسورية، أصبح السوريون في حاجة ملحّة إلى عقد اجتماعي جديد، ينقلهم إلى الحالة الوطنية الجامعة، يخلق مساحة لمشاركة قوى سياسية واجتماعية واقتصادية في العملية السياسية الوطنية. وما ينبغي قوله، هنا، هو أنّ الانطلاق من البعد القومي فقط، لحل المسألة الكردية بدلالة الوطنية السورية الجامعة، قد يحمل نتائج سلبية قاتلة، لجهة التخندق خلف الأيديولوجيا القومية الضيقة، فقضايا الدول " لم تعد تحلّ بمثل هذه النظريات الضيقة، وإنما من خلال تأسيس دولة عصرية، لا تسخّر السلطة لصالح هوية قومية أو دينية أو طائفية محددة على حساب باقي الهويات والمكوّنات، فنموذج الحكم في الدول ينبغي أن يجسّد كل هذه الهويات والمكوّنات الاجتماعية والسياسية لها ". ومن دون ذلك، يبقى الجدل أو النقاش بشأن الهوية الكردية، أو غيرها من الهويات، عقيماً، في إطار ما قبل الدولة المعاصرة، بمفاهيمها الدستورية والقانونية والإدارية والاجتماعية.
ويبدو أننا أحوج ما نكون لإعادة رسم الخريطة الإدارية السورية، التي تساعدنا على تحاشي اشتراط البعض لنصوص دستورية أو قانونية تشكل ألغاماً يمكنها أن تنفجر بأي لحظة. ولعلَّ مشروع اللامركزية الإدارية الجغرافية سيكون مساهماً في بناء مستقبل سورية الغد في إطار التعددية والديمقراطية، كما سيساهم في ازدهار البلاد اقتصادياً، وتماسكها كوحدة جغرافية تقطع السبيل أمام التقسيم والتشتت.
وفي هذا السياق فإنّ وحدة القوى الديمقراطية العربية والكردية ضرورية، لنيل حقوق كل مكوّنات الشعب السوري كاملة في مرحلة ما بعد الاستبداد، بدعم من جميع الأطياف الديمقراطية التي ستشترك في بناء النظام الجديد.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمط الأميركي من بناء الدولة القومية في التاريخ الحديث (1)
- النمط الإيطالي من بناء الدولة القومية في التاريخ الحديث (2)
- النمط الإيطالي من بناء الدولة القومية في التاريخ الحديث (1)
- النمط الألماني من بناء الدولة القومية في التاريخ الحديث (3)
- النمط الألماني من بناء الدولة القومية في التاريخ الحديث (2)
- النمط الألماني من بناء الدولة القومية في التاريخ الحديث (1)
- النمط البريطاني - الفرنسي من بناء الدولة القومية في التاريخ ...
- في أهمية العلمانية للاجتماع السياسي السوري (3)
- البناء من تحت للوطنية السورية الجامعة
- في أهمية العلمانية للاجتماع السياسي السوري (2)
- في أهمية العلمانية للاجتماع السياسي السوري (1)
- حق الشعوب في تقرير مصيرها والمسألة الكردية في سورية (4 - 2)
- حق الشعوب في تقرير مصيرها والمسألة الكردية في سورية (4 - 1)
- حق الشعوب في تقرير مصيرها والمسألة الكردية في سورية (3 - 3)
- حق الشعوب في تقرير مصيرها والمسألة الكردية في سورية (3 - 2)
- حق الشعوب في تقرير مصيرها والمسألة الكردية في سورية (3 - 1)
- حق الشعوب في تقرير مصيرها والمسألة الكردية في سورية (2)
- حق الشعوب في تقرير مصيرها والمسألة الكردية في سورية (1)
- مكانة الماركسية في العلوم الاجتماعية
- الأسس النظرية لأهم قضايا المسألة القومية (2)


المزيد.....




- منذ بداية حرب غزة: اعتقال 120 مصرياً على الأقل بينهم طفلين و ...
- لدعمها صندوق -الأونروا-.. المفوض العام للوكالة يشكر الجزائر ...
- بينهم مسؤول وإعلامي.. حملة اعتقالات في السعودية بسبب منشورات ...
- بعد اعتقالات الثلاثاء.. احتجاجات الطلبة تجتاح نيويورك
- أردوغان: من يتشدقون بحقوق الإنسان اكتفوا بمشاهدة مقتل 35 ألف ...
- إيرلندا: قانون الترحيل إلى رواندا يدفع بالمهاجرين إلينا
- منذ بداية حرب غزة: اعتقال 120 مصرياً على الأقل بينهم طفلان و ...
- للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان
- اعتقال ما لا يقل عن 167 شخصا خلال يومين في الجامعات الأمريكي ...
- بايدن يرحب بالمهاجرين ويحذر من رهاب الأجانب


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله تركماني - المسألة الكردية بدلالة الوطنية السورية الحامعة