أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بن مهدي صالح - الأسلام والغرب














المزيد.....

الأسلام والغرب


بن مهدي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 18:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكثيرون يستغربون من بعض المدافعين بشراسة عن الإسلام في الغرب. يستغربون أن شخصًا هاجر إلى الغرب أو وُلِد فيه ويعادي هذي البلاد وقيمها التي منحته كلَّ شيء بعدما جاء إليها خائفًا أو محتاجًا للمساعدة؟
بدايةً: أن (المتشددين دينيًّا) أو حتى (المعتدلين) بقوا محافظين على مسافة من المجتمع الغربي ولم ينخرطوا فيه، لأنهم يحملون أفكارًا دينية مغايرة لما يحمله المجتمع، لذلك فحياتهم لم تتغير كثيرًا عما كانت عليه قبل هجرتهم إلى هذه البلاد. أصبحوا أكثر مالًا واكثر امنًا فقط، لكنهم لم يصبحوا أكثر حريّة، لأنهم مقيدون بطرق خاصة للعيش يفرضها الدين.
الحنين إلى الماضي هو فشل في التعامل مع الحاضر، ومشكلة الحنين مشكلة كبيرة عند المهاجرين، انهم يحنّون لكل شيء في بلادهم، لأنهم يشعرون بالاختلاف في البلاد الجديدة. هذا الشعور بالاختلاف جعلهم ينشئون تجمعاتهم الخاصة ومطاعمهم الخاصة ومقاهيهم ودور عبادتهم، فالدين حرَّم عليهم الاندماج بمن هم ليسوا على دينهم، من باب النجاسة والطهارة ومن باب العفّة وتحريم دخولهم الى أماكن (الخمر والقمار والعُري) لذلك فهم لا يذهبون الى الأماكن الثقافية من مسارح ومتاحف ومهرجانات موسيقية، لأن كلَّ هذه الفعاليات إما أنها محرمة أو مكروهة كراهية شديدة حتى لا تفتح باب للشيطان.
المسلمون في الغرب متقوقعون على ذواتهم ولا تتعدى علاقتهم بالمجتمع علاقة السير في الطرقات والذهاب الى السوق الإسلامي والمعابد والالتقاء بالأصدقاء الذين يتكلمون لغتهم ويمارسون طقوسهم، وقد يصل ببعضهم (المتشدِّدون) أن علاقتهم تختصر على أبناء طائفتهم فقط.
كما أن المقدس الأول في الإسلام ليس الله، بل هو النبي. كلنا نلاحظ أن الذي يسب الله، مزحًا أو بجدية أكثر، لا يلتفت له المزاج العام، ويمكن أن يتحمل المؤمن الإساءة، لكن لا أحد يستطيع المزاح أو توجيه الكلام الجارح إلى شخصية النبي.
الصحف الغربية دائمًا، وربما اسبوعيًّا ترسم رسومات ساخرة عن الله، عن هذا الرب الذي تؤمن به الديانات الابراهيمية الثلاث ولا أحد يعترض أو ينفذ عملية إرهابية وحشية لقتل الرسام، لأن الله ليس مقدسٌ كما هو النبي في العقلية الباطنية للمتدينين. (الله عام والنبي خاص)
من ناحية أخرى: الغرب كذلك – وأقصد هنا الناس – وليس الدولة أو القانون، الغرب نأى بنفسه عن المهاجرين، واعتبرهم مختلفين عنه، لكنه منحهم الحقوق ذاتها أمام القانون والفرصة ذاتها للتقدم في المجتمع. هذا النأي المتبادل من قبل الجانبين جعل المهاجرين يشعرون بالدونية وتمسكوا أكثر بهويتهم، (الإسلام في الغرب هوية وليس دينًا)، لذلك فأن أي إساءة للإسلام هو إساءة شخصية للمهاجر المتدين، وهذا ربط خاطئ مبني على منطق خاطئ وعلى مقدمات خاطئة.
ختامًا: أتمنى من المثقفين من الجانبين أن يكونوا محايدين كليًّا في الكشف عن الخلل، وأن يكونوا واضحين وشفافين وغير متلونين في الوقوف مع الأنسان وحرَّية التعبير عن رأيه بلا عنف أو ازدراء.
الإنسان أولًا ومن بعده يأتي الله والأنبياء وليس العكس.
إذا ما كان هناك قدسية؛ فيجب أن تكون للإنسان، الإنسان الحي قبل الميّت، وإلا فلن يكون هناك غد، إذا ما قدسنا الموتى وقتلنا الأحياء.
....



#بن_مهدي_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثأر المكبوتات-انهيارات وأنتحارات
- القوة والفضيلة


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بن مهدي صالح - الأسلام والغرب