أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خطيب بدلة - المونديال وفقدان الدهشة














المزيد.....

المونديال وفقدان الدهشة


خطيب بدلة

الحوار المتمدن-العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 - 09:09
المحور: كتابات ساخرة
    


سأحدثك، أيها الصديق الرياضي القح، (..رياضي بالفرجة، فقط، لأنك لا تستطيع أن تمشي خطوتين من دون طح، ونح، ولهاث)، أحاديثَ يشيب لهولها فَوْدا الطفل الرضيع، وحاجبا الصبية ذات الأربعة عشر التي تقول للقمر: (عليك أن تغيبْ- لأجلس مكانك كالرقيبْ)،.. أحاديثَ عن أشياءَ تجري في بلاد العربان التي تذهبُ فرقُها الرياضيةُ إلى المونديال، بعد أن يضعَ دافعُ الضرائب العربي دمَ قلبه، وما فوقه وما تحته، ليدربها، ويؤهلها، ويشتري لها المدربين، ويزوِّرَ لها جنسيات اللاعبين، وأعمارهم، ويفتح لها المعسكرات، ويحجز لها البطاقات، والتيكيتات، ثم يقرأ عليها (عمَّ يتساءلون)، و(تبارك)، و(تبت يدا) والمعوذتين، والصمدية،.. ثم يؤدي الخطباء العربُ الأشاوسُ (جمع أشوس، وهو الشخص المصاب بانحراف وحشي في عينيه) دورَهم التاريخي في الإشادة بإدارات النوادي، ورؤساء الاتحادات الرياضية، ووزراء الرياضة والشباب العرب، المعروفين بالتضحية، والغيرية، وسهر الليالي من أجل تطوير الرياضة في بلادهم، ويذكِّرون اللاعبين بالأمجاد الغابرة، والانتصارات العربية في القادسية، وحطين، وذات السواري، ومعركة عمورية (التي قال بحقها الشاعر خمسمئة بيت، ثم تركناه يقول بقية الأبيات وعدنا) ثم يُطلقون فرقهم باتجاه المونديال، لتصبح، منذ لحظة وصولها (مِفَشَّةً) لخُلُق الفرق العالمية، وتصبح مراميها وكأنها الغرابيل من كثرة الأهداف التي تخترقها، وتخردقُها خردقة!
سأحدثك (أيها الرياضي المدخن أكثر من الميكروباصات التي تسير ضمن مدننا المناضلة)، أحاديث لها علاقة بالرياضات العربية، من شأنها أن ترفع مستوى الدهشة لديك، ولدى القراء الأكارم، إلى المدى الأقصى،.. والدهشة، كما تعلم، هي دليل حياة، وصحة، وعافية، وغيابُها دليل مرض، وذبول، وموت، بدليل أن أستاذي الأديب الكبير الراحل حسيب كيالي قد كتب في أيامه الأخيرة قصة تحمل عنوان "مرض فقدان الدهشة"، جاء في مقولتها أن الدهشة قرينة الحياة، وما دون ذلك ينطبق عليه قول شاعر الفلاسفة وفيلسوفُ الشعراء، أبي العلاء المعري:
لقد أسمعتَ لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي!
لن أحدثك عن الفرق العربية التي تساقطت، كما تعلم، (وهرهرت) في التصفيات الأولى على طريق المونديال، كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف، ولا عن فريقي السعودية وتونس اللذين وصلا إلى ألمانيا وصولاً مشرفاً، ثم خسرا خسائر لم تكن مشرفة، كما زعم المتفائلون.. وإنما عن واقعنا الرياضي (بشكل عام)، المتردي، الذي لا يمكن أن نتجاوزه طالما محسوبك، كاتب هذه الأسطر، على قيد الحياة، بدليل القصة التي رويت عن رجل حمصي خفيف الظل، يدعى أبو فرحان، زعموا أنه كان يمشي في أحد شوارع حمص المحروسة العدية وإذا ببوز قدمه يعلق بنتوء لريجار خاص بفتحة لمراقبة المجارير، فتشقلب أبو فرحان شقلبتين، ووقع على رأسه نكساً، وبينما هو يعن، ويتوجع، ويتحسس جبينه ليرى إن كان قد أدمي أم لا،.. إذ رأى عموداً من الدخان لا يقل عن أربعة أمتار، يخرج من فتحة الريجار، تجلى، بعد قليل، على هيئة عفريت مارد، وقف أمام أبي فرحان باستعداد، وقال له:
-شبيك لبيك، (وطالما أن عصر العبودية لم ينته بل إنه يتطور) عبدُك بين يديك.
قال أبو فرحان، من دون تفكير: أبي، رحمة الله عليه، مات من خمسة عشر سنة، وأنا مشتاق له، أرجع لي إياه بسرعة إذا سمحت.
أمال العفريت رأسه على كتفه مثل المحكومين بالإعدام وقال:
-عفواً سيدي، إحياء الموتى ليس من اختصاصنا نحن العفاريت. أرجوك اطلب طلباً آخر.
قال أبو فرحان: على عيني. اسمع أخي، أنت تعرف أن سورية لم تتأهل للمونديال، أريد منك أن تجعلها تتأهل، وتجتاز كل الأدوار، وتصل إلى النهائية مع البرازيل، وتفوز في المباراة النهائية على البرازيل ستة صفر.
صفن العفريت طويلاً ولم يرد، فقال له أبو فرحان:
- ما بك؟ بماذا تفكر؟
فقال العفريت:
- أفكر بطريقة أرجع لك أباك، رحمة الله عليه إلى الحياة، فهذه أهون من تلك!



#خطيب_بدلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حدث في البلد انقلاب؟


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خطيب بدلة - المونديال وفقدان الدهشة