أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطيف شاكر - تأثير اللغة القبطية علي اللغة العربية















المزيد.....

تأثير اللغة القبطية علي اللغة العربية


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6701 - 2020 / 10 / 12 - 22:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ماتوقف استخدام اللغة القبطية كلغة تخاطب في الحياة اليومية بقيت مفردات وتراكيب قبطية كثيرة مستعملة في لغة المحتل العربي فحولتها الي لغة جديدة لاتستخدم في الدول العربية الناطقة بالعربية سوي مصر فقط وهي اللغة الدارجة او مايقال عنها العامية واصبحت لغة الام الحية المتداولة ,وهي اول ما ينطقها الطفل في مهده وايضا ولغة التفاهم واللسان لجميع المصريين بدون استثناء
وتضمن مفردات اللغة القبطية التي لم يعرفها المحتل العربي عن الزراعة والاثار والمصطلحات النيلية والتباتات والطيور والحيوانات وجسم الانسان والابنية والملابس والمصطلحات الكنسية والطعام والشراب والمكاييل التي لم يكن يعرفها المحتل العربي .

يقول المؤرخ عبد العزيز جمال الدين :
في الحقيقة نحن نتكلم اللغة المصرية الحديثة، وهي الطور الرابع من اللغة المصرية القديمة ,والذي يعتبرها البعض لغة عامية او دارجة لكن من اي لغة متفرعة من العربية ام المصرية . .
فاللغة ليست مجرد كلمات، وإلا نكون بمثابة معجم أو قاموس. والألفاظ وحدها لا تصلح لغة.. ويظل نظام النحو والصرف المصري هو الاساس, كما يظل محتواها الحضاري هو حجر الزاوية الذي تقوم عليه وتواصل مسيرتها..
فاللغة المصرية امتدت وتطورت في ثوب الحروف (العربية) المتطورة عن النبطية، واستقر جمهرة اللغويين علي ان الحجازيين اقتبسوا ما أصبح يعرف بالحروف العربية من الحروف التبطية المشتقة بدورها من الحروف الآرامية التي ترتبط بصلة وثيقة بالحروف الفينيقية التي ينتهي اصلها عند الابجدية الهيروغليفية. .
إن اللغـة المصرية القديمة في صوتياتها وتراكيبها وظواهرها النحوية والصرفية، وابداعاتها الأدبية، ظلت حية في لغتنا المصرية الحالية، ذلك أن الشعب المصري احتفظ في وجدانه وتعاملاته اليومية بالتراث الثقافي للغته المصرية
وللتدليل على ذلك: إنه حين غزا العرب "مصر" كان للمصريين أقدم لغة في التاريخ وهي أم اللغات.. وأن ظروف حياتهم المادية التي تميزت بالزراعة كان لها الدور الأساسي في تشكيل اللغة التي تعاملوا بها ولا يزالون.. فهم لم يتحولوا بالغزو العربي من حياة الزراعة في الصحراء، بل استمروا يستعملون لغتهم بألفاظها ونظام جملها الذي يتلاءم ويتفق مع نشاطهم الزراعي وحياتهم الخاصة .
وقول "جمال الدين": حقيقةً أن عددًا من الألفاظ العربية قد دخلت اللغة المصرية تمامًا مثل الألفاظ القبطية، وجرت على ألسنة المصريين مثلما دخلتها بعض الألفاظ الفارسية والتركية والفرنسية والإيطالية واليونانية والألمانية والإنجليزية واللاتينية... إلخ، وبالرغم من كلماتها العربية الكثيرة التي دخلت اللغة المصرية، إلا إنهم قد غيروا في صورها وأصواتها وكتابتها، وتم تمصيرها لتتألف مع نظام نطقهم وتخضع لقواعد لغتهم .
فنحن مثلاً في لغتنا المنطوقة لا تستعمل أسماء الإشارة العربية.. هذا وهذه وهذان وهذين وهاتان وهاتين وهؤلاء فلا تقول: (هذا الولد) و(هذه البنت)، بل تقول: (الولد دا) و(البنت دي). ثم إننا مع المثنى المذكر والمؤنث وكذلك مع الجمع المذكر والمؤنث نتعامل باسم واحد هو (دول)، فنقول: (الولدين دول) و(البنتين دول) و(الأولاد دول) و(البنات دول)، وأن أسماء التحديد ثلاثة فقط هي: (دا) و(دي) و(دول)، وهي لا تسبق الاسم بل تأتي بعده.. فاللغة المصرية القديمة لا تتعامل بأية أسماء للإشارة بل تتعامل بأسماء التحديد.. ولا يختلف اسم التحديد باختلاف المحدد أو وضعه في الجملة... وأن هذا النظام الذي نتعامل به في لغتنا المنطوقة الحالية هو نفسه نظام لغتنا المصرية القديمة.
وإذا كنا في الاسم الموصول لا نستعمل "الذي" و"التي" و"اللذان" و"اللذين" و"اللتان" أو"اللتين" و"اللائي"...الخ، ونستعيض عنها جميعًا باسم موصول واحد فقط هو "اللي"، نجد أن المصريين القدماء كانوا يستعملون اسما واحدًا للموصول في جميع الحالات مثلما نفعل الآن تمامًا.
أما المعرَّف بالنداء في لغتنا على المفرد المذكر والمؤنث ثم الجمع بنوعيه.. نقول: "يا ولد" "يا بنت" "يا أولاد" "يا بنات" لا غير .. ولا يوجد معرف بالنداء للمثنى.. مذكرًا كان أو مؤنثًا.. فنحن لا نقول "يا ولدين" و"يا بنتين"، بل ننادي عليهما "يا أولاد" و"يا بنات".
وفي الضمائر لا نفرِّق بين الجمع المؤنث أو الجمع المذكر، فيقال: "هم في البيت" للدلالة على الجمعين، كما لا توجد ضمائر للمثنى الذي يعامل دائمًا معاملة الجمع في اللغة المصرية القديمة، كما هي الحال في لغتنا الحالية.
وتجدر ملاحظة أن جميع اللغات الحديثة الحية قد ألغت صيغة المثنى منها نهائيًا مما يؤكد حيوية اللغة المصرية قديمًا وحديثًا، ومواكبتها لتطور الحياة.
وفي النطق، تتبع العامية المصرية النطق القبطي: يختفي حرف الثاء "ث" من العامية المصرية ويتحول إلى تاء، وذلك لعدم تواجده في المصرية مثل الكلمات الآتية هي كلها أصلاً بالثاء وتحوَّلت: اتنين، تلاتة، تمانية، تعلب، يتمر، متبت، تارن تعبان، توم، توب، تلج، تَمَن، حرت، كتير، تور..
ويختفي حرف الذال "ذ" وحرف الظاء "ظ" ويحل محلهم حرف الدال "د" ضهر. دبانة، ديب، دبلان، آدان، دبح، داق، ديل، أخد، ودن (أذن)، دٌره، دراع، دقن، دكر، دهب.
تختفي بعض الهمزات أو تتحول إلى حرف "ي" وذلك لقلتها في القبطية: دايم، عدرا، عباية، حداية، أٌمَرا (أمراء)، جدايل، قوايم.
وتتحول النون إلى ميم مثلا: أمبوبة (أنبوبه)، كرمب (كرنب)، امبطح (انبطح)، أمبا (أنبا)، الأمبياء (الأنبياء )
توجد أداة أمر مستقاه من القبطية، وهي (ما) التي تأتي قبل الفعل المبدوء بحرف (ت)، وهي غير موجودة في اللغة العربية وأضيفت عليها في العامية المصرية، مثلاً: ما تيجي، ماتاكلوا، ما تقوم، ماتعدي، ماتشربي.
في بعض مناطق صعيد "مصر" تتحول السين إلى شين أو العكس: (الشم = السمس، شجرة = سجرة، مرسيدس = مرشيدس. جيم معطوشة بيجامة، والجيم المعطوشة جيم عادية جامعة.
وهذا لأن حرف السين والشين كانوا يتبدلان ما بين الصعيدية والبحيرية في اللهجات القبطية في صعيد "مصر"..
وتوجد بعض المناطق التي تنطق الجيم دال (جرجا= دردا)، وهذا من تأثير بعض اللهجات القبطية.
وأيضًا الأفعال، فقد عمد المصريون إلى تجسيد كثير من الأفعال بإضافة بعض الحروف إليها فالفعل "يتعظم" ينطق "يتمعظم" و"يتبختر" "يتمختر"، فإضافة "الميم" إلى أفعال التعاظم أو التدلل أو غيرها بمنحها مزيدًا من الدلالة والتأثير.
ولعل أهم ما طوَّرته اللغة المصرية على ما تتعامل به من أفعال هو زمن جديد لفعل يمثل الاستمرار
وهو (الباء) إلى الفعل المضارع، واستعمال كان أو مشتقاتها للتعبير عن فعل الاستمرار في الماضي.. كما في "يشرب" "بيشرب" و"كان بيشرب"..
وتؤثر لغة الحياة السريعة المباشرة في النظام الصرفي مدفوعة بالحاجة إلى التوحيد.. وذلك بتحويل كثير من الكلمات إلى صيغ متشابهة مما يفضي إلى إقصاء العناصر الصرفية الثقيلة النطق أو غير المتداولة، وخلق عناصر جديدة تفرضها الحاجة إلى تعبير جديد، أو انسجام صوتي في الاستعمال..
وأيضًا أوزان الكلمات:
يُلاحظ أن اللغة المصرية قد استراحت في القياس إلى أوزان معينة رأتها أقوى تعبيرًا وأعمق تأثيرًا، فحدَّدت تعاملها مع الأوزان (مفعل- فعيل- وفاعل) أحيانًا.. وفضَّلت عليها "فعال وفعلان" انطلاقًا من خبرتها الخاصة بهذه الأفعال اليدوية، فمالت إلى الوزن "فعال" بدلا من "فاعل"، كما في "شغال" بدلاً من "شاغل" لما يمله من دلالة الاستمرار والإصرار.. كذلك الوزن "فعلان" بدلاً من "فاعل" كما في "جوعان" بدلاً من "جائع" لتجسيد حالة الجوع والشعور به... و"بردان" بدلاً من "بارد" ثم "تعبان" عوضًا عن "متعب" على وزن "مفعل".. ولعل إنهاء الكلمة بالمد مع إضافة النون يحمل معنى دوام الوضع وألم المعاناة بالشكوى..
وفي النفي بنقول: لا أعرفه او ماعرفهوش.. لم أأكل أو ماكلتش
اذن نستطيع ان نجزم بان لغة المصريين المعاصرين اخذت عمودها الفقري من اللغة المصرية القديمة, وبعض نسيجها من اللغة العربية "الفصحي" ونقصد بالعمود الفقري البنية الاساسية Structure وهذا قول الراحل الكريم الاستاذ بيومي وهذا ما يؤكده قنديل في كتابه القيم حاضر الثقافة في مصر انه من السذاجة ان نوهم انفسنا ان لغتنا عربية.



#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسالة الهوية المصرية
- الانجيل مفتاح امريكا ج2
- الانجيل مفتاح الولايات المتحدة الامريكية
- حقا اللي اختشوا ماتوا
- هوكست الارمن (الابادة الجماعية للارمن)
- الرد علي الكاتبة سارة علام
- الاقباط والطب
- المصريون يبنون والغزاة العرب يهدمون
- شعب النيل
- كيف احتفل المصريون براس السنة
- خطورة الاسلام السياسي
- من هم القلة يابرهامي الاصلاء ام الغرباء ؟
- هل الاقباط قلة يابرهامي ؟ّ!
- السيد المسيح شخصية حقيقية تاريخية
- علي هامش مؤتمر- الاخوة الانسانية -
- تأثير المسيحيين في اللغة العربية
- هل الاسلام ضامنا شرعا للكنائس ؟
- اسألوا التاريخ
- ماذا لو حدث هذا؟!
- كيف يحتفل العالم بعيد الميلاد


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطيف شاكر - تأثير اللغة القبطية علي اللغة العربية