أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - مومن عبد العالي - كورونا بين الوجود بالفعل وقوة السجون.














المزيد.....

كورونا بين الوجود بالفعل وقوة السجون.


مومن عبد العالي

الحوار المتمدن-العدد: 6696 - 2020 / 10 / 6 - 20:45
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


لست عالم أحياء حتى أثبت وجود كورونا من عدمه، ففضيلة العصر أن يحترم المرء تخصصه، وموقف أهل التخصص واضح ويجب احترامه. لذا لن أتناول وجود كورونا من عدمه وإنما سأقف على جبال الألمب لأرى ما استطعت انعكاسات الفيروس على المعيش اليومي. تلك الآثار التي لم يسببها الفيروس بقدر ما سببها الإنسان، فما كورونا إلا منديل القرن الحادي والعشرين الذي ينظف الأيادي القدرة. ولو كان للفيروس ضميرا لأنتج لقاحه بنفسه، ولفضل سم سقراط على الدور الذي فرض عليه في خشبة المسرح.
الدولة ليست تنينا يحول دون وقوع الناس في حالة الطبيعة كما رآى بعض فلاسفة العقد الاجتماعي، بل هي آلة ضخمة تلتهم كل شيء وتحوله لصالحها، تتغدى على الخرافة والأسطورة والأمراض والأوبئة والجهل، وتحب العيش على ضفاف المستنقعات، لا هدف لها غير المحافظة على نفسها. ولكل دولة مستنقع حتى تلك التي توهمنا بالديموقراطية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من آليات التضليل الإديولوجي، لها مستنقعات خارجية تتجلى عموما في الشرق الأوسط وإفريقيا. فعلا قد تحترم هذه الدول مواطنيها لكنها لا تحترم موطن الغير. رغم أن مفهوم الاحترام ينتمي إلى مجال الأخلاق والدولة لا أخلاق لها. وإن شئنا التعبير بأسلوب أدق فمواطنوها فرضوا عليها الاحترام، إنها مسألة قوة.
إن آلة الدولة على علم تام بأن الحياة قوة، هذا ما تفرضه الطبيعة، ومبدأ القوة لا يعني العنف المادي بالضرورة، بقدر ما يعني السجن. إجعل المرء سجين فكرة ما والفكرة ستتولى الباقي.
أعتقد أن مجتمع اليوم لم يعاني من كورونا بقدر ما يعاني من فكرة كورونا، فقد أصيب 34 مليون شخص بكورونا في العالم حتى الآن، وقد شفي معظمهم. بينما الآثار النفسية التي خلفها التهويل الإعلامي للجائحة أصابت كل سكان العالم.
لنفترض أن قلب التنين الإعلامي حن إلى سكان المستنقع وفعل ما فعل حتى تؤخذ الأمور بالجدية اللازمة. أما كان له أن يفعل الأمر نفسه مع باقي أنواع الفيروسات الأخرى، مثل التدخين الذي يقتل حوالي ثمانية ملايين شخص في العالم سنويا، وأكثر من سبعة ملايين وفاة ناتجة عن الاستخدام المباشر للتبغ (حسب موقع أخبار الأمم المتحدة). وإن كانت الدولة قد فرضت الحجر الصحي الذي انعكس سلبا على جل القطاعات الاقتصادية -وهذا ما وقع في جل دول العالم - لمحاربة جائحة كورونا التي لم تقتل سوى مليون شخص تقريبا حى الآن، فالأجدر أن تتخذ إجراء أقوى لمحاربة فيروس التدخين الذي تعاني منه الأسر المعوزة خصوصا، الأجدر أن تتخذ إجراء أقوى لمحاربة فيروس المخدرات... طبعا لم تفعل ولن تفعل فآلة الدولة لا يهمها شيء آخر غير نفسها، فالتدخين والمخدرات... تنعش الاقتصاد من جهة وتعطل عقول المدخنين من جهة أخرى، فلا يفكر المدخن إلا في أمر واحد: متى سأحصل على المال؟ ومن أين سأحصل عليه؟... لأشتري المخدرات والسجائر . فيصبح التدخين قضية وجودية بالنسبة للمدخنين، هكذا تقلب المفاهيم في أذهانهم، ولو وظفت الدولة مئات الأطر للقيام بهذه العملية ونفقت عليهم من مالها، ما قاموا بها على أحسن وجه. فكيف لها أن تحارب التدخين الذي يقوم بمهمته ويكسب الدولة مالا.
فكرة كورنا فترة ذهبية لتنزيل مخططات صندوق النقد الدولي على أرض الواقع. قد يعترض البعض قائلا: لقد اتضح مع جائحة كورونا أن القطاعات الحساسة التي على الدولة الاعتناء بها هي الصحة والتعليم والأمن... لذا فلا أعتقد أن الدولة ستخفض نفقاتها على هذه القطاعات الثلاث . نعم إنك على حق، لذلك جمدت الترقية وفرضت على الموظفين مساهمة في تدبير جائحة كورونا وربما تخطط لربط أجر الموظف بالمردودية، مقابل الامتيازات والصفقات التي لم تعد سرا من أسرار أصحابها.
إن الأمر يتجاوز الجانب الخبزي للمغاربة، فنحن لسنا حيونات أو حشرات نعيش في المستنقع، كما ينظر إلينا من فوق، لا يهمنا سوى الطعام... بل يتعلق الأمر بمسألة العدالة، فّإن قررتم ربط أجر الموظف بالمردودية فكلنا موظفون حتى أنتم أيها الواقفون على ضفاف المستنقع، فليتجرد كل مسؤول من امتيازاته سواء كان رئيسا أو وزيرا أو مدير مكتب ما، فما أنت إلا موظف، تجرد من كل الامتيازات، آنذاك فليتم ربط الأجر بالمردودية.



#مومن_عبد_العالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنوان في المنفى
- أغنية الحياة
- حكومات صنعت الجهل حتى لا نعرف الأسترلاب
- إضافة ملاحظات الأستاذ إلى مسار في لحظة واحدة


المزيد.....




- -الحرب وصلت لطريق مسدود-.. قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل ي ...
- القبض على العشرات في معهد شيكاغو مع تصاعد احتجاجات الجامعات ...
- مشاركة عزاء للرفيق نبيل صلاح
- البروفة الرئيسية لموكب النصر في موسكو (فيديو)
- الأرصاد السعودية تحذر من الأمطار الرعدية والأتربة المثارة في ...
- رئيس كوبا يخطط لزيارة روسيا والمشاركة في عيد النصر
- البرهان يشارك في مراسم دفن نجله في تركيا (فيديو)
- طائرة تهبط اضطراريا على طريق سريع
- حرس الحدود الأوكراني: المواطنون يفرون من البلاد من طريق يمر ...
- عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - مومن عبد العالي - كورونا بين الوجود بالفعل وقوة السجون.