أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سلطان الحمزة - الإنسانية تُذبح من الوريد إلى الوريد في معبر رفح الحدودي














المزيد.....

الإنسانية تُذبح من الوريد إلى الوريد في معبر رفح الحدودي


سلطان الحمزة

الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 2 - 16:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


رسالة عاجلة إلى السيد أنطونيو غوتيريس أمين عام الأمم المتحدة
سيدي الأمين العام، أرجو أن تستقبل رسالتي بسعة صدر، وأرجو أن تأخذها على محمل الجد، فهي رسالة تصلكم من إنسان عانى الويلات في صالة معبر رفح الحدودي من الجانب المصري.
سيدي الأمين العام؛ أرجو أن تعطيني دقيقتين لقراءة الرسالة، ففيها ما لم يصل سيادتكم عن امتهان للإنسانية.
يشكِّل معبر رفح (من الجانب المصري) أحد أكثر الأماكن إيلاماً بالنسبة للفلسطينيين المسافرين من أو إلى غزة، حيث يعيش الفلسطينيون أسوأ لحظاتهم هناك، فيتعرضون للإذلال والمهانة مع كل خطوة أو لحظة يقضونها في المعبر، حيث لا تتوفر الخدمات المناسبة من كهرباء ومياه وصرف صحي، وهذا كله بسيط مقارنة بتعامل الضباط المصريين مع المسافرين، حيث يتم استدعاء بعض المسافرين لمقابلة المخابرات العامة أو جهاز أمن الدولة أو المخابرات الحربية، ويتعرف بعضهم لأسئلة مختلفة تجري بطريقةٍ وقحةٍ.
يجري استغلال المسافرين داخل صالة المعابر بصور مختلفة، فيقوم كل مسافر بدفع 150 جنية بدل نقل أمتعة لمسافة لا تزيد عن 6 متر، بل يدفع كل مسافر هذا المبلغ حتى لو كان يحمل حقيبة صغيرة لا تتسع سوى لجواز سفره ونفوده وهاتفه.
في نهاية اليوم تقوم السلطات المصرية بإرجاع عدد من المسافرين إلى قطاع غزة، وذلك بحجة انهم يشكلون خطراً على الأمن المصري رغم أنَهم لا يرغبون سوى بالمرور عبر مصر إلى العالم الخارجي، ولعل أسوأ ما في هذا الأمر أن يتم احتجازهم منذ وصول الصالة المصرية في حدود الساعة 11 صباحاً إلى الساعة 10 ليلاً، ولا يتم إرجاعهم قبل هذا الوقت.
هناك مجموعة من المسافرين يجري ترحيلهم من المعبر إلى مطار القاهرة مباشرة، ويتعرضون للاستغلال في الطريق، حيث يدفعون أجرة الباص كما يفرضها ضابط الأمن، ويتعرضون بين الفينة والأخرى للفحص.
لقد حوَّلت السلطات المصرية معبر رفح إلى ما يمكن تسميته ب"شركة استثمارية" حيث وضعت آلاف الأشخاص على قائمة المنع، ولم تسمح لهم بدخول الأراضي المصرية أو السفر عبرها إلا من خلال إجراء تنسيق مدفوع، حيث تجبر هؤلاء بدفع مبالغ مالية كبيرة تتراوح بين 700 دولار إلى 5000 دولار، والغالبية منهم يدفعون نحو 1500 دولار، وتختلف تسميات هذه المبالغ مثل: تنسيق صالة، أو تنسيق دون العرض أو تسميات أخرى.
تعمد السلطات المصرية إلى إدخال باصين من المسافرين يومياً بنظام التنسيق، ويشتمل كل باص على نحو 75 مسافراً، بمعنى أن 150 شخصاً يدخلون عبر معبر رفح من خلال التنسيقات، بمبالغ مالية ضخمة تزيد عن 100 ألف دولار يومياً، علماً بأن كثير من دافعي هذه الأموال هم من الطلبة أو المرضى أو أصحاب الإقامات في دول عربية وأجنبية مختلفة، وهذا يعني أن السلطات المصرية تستغل عذابات الغزيين لتضخيم خزينتها. ولا يخفى على أحد أنَّ نحو 450 مسافراً دخلوا الأراضي المصرية في المرة الأخيرة من خلال التنسيق، وهذا يعني أنَّ نحو نصف مليون دولار قد دخلت خزينة السلطات المصرية جرَّاء ابتزاز المسافرين.
كانت السلطات المصرية في بعض الأحيان تقوم بإرجاع المسافرين بحجة عطل في المنظومة، لكنها في نفس الوقت تطلب من السلطات الحاكمة في قطاع غزة إدخال أصحاب التنسيقات فقط، وهذا يؤكد على أن السلطات تتاجر بمعاناة الغزيين بشكل يندى له جبين الإنسانية.
"شركة هلا" هي الأخرى تعمل في ابتزاز المسافرين، حيث تتقاضى مبلغ 1200 دولار مقابل إدخال المسافرين إلى مصر، حيث توفر لهم كل التسهيلات حتى تجبر المسافرين العاديين للتنسيق من خلالها، وهي شركة تابعة للسلطات المصرية وذات علاقة مباشرة بأحد أبناء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
سيدي الأمين العام؛
عندما أخاطب سيادتكم فيما يتعلق بالمعبر فأنا لا أتكلم عن امتهان المسافرين فحسب، بل عن ابتزازهم، وسرقتهم، ومنعهم من السفر على نحو مخلف لما نصَّت عليه القوانين الدولية الصادرة عن مؤسستكم الكبيرة.
سيدي الأمين العام؛
ثقتنا فيك كبيرة جداً، ونتوقع أن تتدخل لوضع حدٍ لهذه المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في معبر رفح البري، وأعتقد أنَّ تدخلك في هذا الشأن يشكل إنجازاً كبيراً يتم تسجيله في سجل إنجازاتك.



#سلطان_الحمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم الفلسطيني صار ماء
- السعودية وحماس: ماذا بعد يا ترى؟


المزيد.....




- مسؤولون أوكرانيون: القوات الروسية تستخدم أسرى البلدات الحدود ...
- بعد إعلان معاناته من حرارة وألم بالمفاصل.. نبذة سريعة عن الم ...
- إدارتا هيروشيما وناغازاكي تحتجان على اختبار حالة الرؤوس الحر ...
- قتيل و16 جريحا بهجوم درون جوي أوكراني على حافلة في مقاطعة خي ...
- -كلما طال أمد الحرب، كلما ازداد نفور إسرائيل من أصدقائها الإ ...
- تراشق كلامي بين ترامب وبايدن حشدا لحملتهما الانتخابية
- بعد تكرار حوادث خطف الفتيات.. البرلمان المصري يناقش اتخاذ إج ...
- -لا بديل..- بن غفير يدعو نتنياهو لإقالة غالانت وحل حكومة الح ...
- الكونغو.. مقتل 3 أشخاص باشتباك مسلح قرب مكتب الرئيس في كينشا ...
- وزارة التعليم المصرية ترد على أنباء تداول أسئلة امتحانات الش ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سلطان الحمزة - الإنسانية تُذبح من الوريد إلى الوريد في معبر رفح الحدودي