أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيدرصاص- - في النزعة الأميركانية –















المزيد.....

في النزعة الأميركانية –


محمد سيدرصاص-

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن هناك اجماع عراقي ضد الاحتلال في يوم سقوط بغداد بيد الأميركان عام2003,بعكس ماكان عليه الأمر عند سقوطها بيد الانكليز في عام 1917,إلاأن ذلك لم يكن مقتصراً على بلاد الرافدين في يوم 9نيسان2003بل امتد إلى كثير من المثقفين والأحزاب والساسة العرب,الذين اعتبروا ذلك اليوم يوماً لسقوط صدام حسين وليس لبغداد.
أتى ذلك من نزعة تكوَنت خلال السنوات الثلاث الأخيرة في بلدان عربية عديدة,وقبل ذلك في العراق,يمكن تسميتها ب(النزعة الأميركانية),يرى أصحابها بأن الأنظمة العربية المعنية قد قضت أواستأصلت,عبر القمع,العوامل المؤدية إلى التغيير,لهذا لابد-حسب وجهة نظرهم-من انشاء توازنات ضد هذه الأنظمةلاجبارها على تعديل مساراتها اولاسقاطها,لايمكن للعوامل الداخلية القائمةأن تقودبحكم ذلك الوضع إليها,وإنما العامل الخارجي,الذي يمكن"استخدامه" بحكم توجهه-وخاصة بعد 11أيلول- كعامل تغييرأواسقاط للأ نظمة أوكعامل ضغط لتخفيف القمع واحداث مساحة للحريات وللإصلاح الداخلي.
لم يكن هذا سابقةًفي التاريخ العربي الحديث,حيث راهن مصطفى كامل,زعيم الحزب الوطني المصري,على الخلاف الانكليزي-الفرنسي في تسعينيات القرن التاسع عشر لاستخدامه ضد الاحتلال البريطاني,وبعده راهن الكثير من الساسة,في مصر(عزيز المصري+علي ماهر)وفلسطين(الحاج أمين الحسيني)والعراق(رشيد عالي الكيلاني),على هتلر,في ظرف الحرب العالمية الثانية, ضد الانكليز.إلاأن مايلفت النظر,الآن,أن الساسة العرب,الذين يدخلون في (النزعة الأميركانية),يريدون استخدام (العامل الخارجي),ليس ضد عامل خارجي آخرأوعاصمة دولية,وإنما ضد قوى داخلية أخرى داخل البلد المعني هي في موقع السلطة,وفي الوقت نفسه فإن هذه المراهنات تولد استقطابات لاتجعل فقط السلطة المستهدفة من الخارج أوالمختلفة معه ضد العامل الخارجي وإنما يشمل ذلك الكثير من القوى المعارضة التي ترى بأن ذلك سيؤدي في النهاية إلى تسليم زمام البلد للخارج أوإلى تحكمه بالمسار المقبل له حتى لولم يؤد ذلك للإحتلال.
يؤشر ذلك إلى تفكك داخلي في البلدان العربية التي كانت القوى السياسية ,المراهنة على العامل الأميركي,ذات أوزان اجتماعيةقوية في بلدانها,مثل العراق,فيما نرى في بلدان أخرى أن النزعة الأميركانية هي موجودة عند مثقفين أوساسة أوأحزاب تفتقر إلى النفوذ الاجتماعي أوجُففت ينابيعها الداخلية,حيث تأتي تلك النزعة كتعويض عن ذلك لاستخدامها من قبل أصحابها لتشكيل رقم في الساحة الداخلية(حيث أصبحنا في زمن يمكن لوسائل الاعلام أولمراكز الأبحاث أولمراكز القرار الخارجية أن تصنع أسماء سياسية بغض النظر عن مفاعيلها)أولاستخدام (الخارجي) كأسانسول أومصعد ل(الداخلي).
يلاحظ,في هذا الإطار,أن النزعة الأميركانية,في مهدها العراقي,قد شملت أحزاب إثنية تعرضت امتداداتها الاجتماعية إلى اضطهادات كبيرة ومجازر,الشيء الذي وجدناه أيضاً عند قوى وجماعات فئوية تعرضت طائفتها أوفئتها إلى ذلك أيضاً,فيما رأينا أحزاباً,ذات بعد عقائدي,في وضعية التردد والوسطية حيال النزعة الأميركانية,كما كان الوضع عند حزبي الدعوة والشيوعي في الأشهر القليلة السابقة واللاحقة لسقوط بغداد,بينما لم يوجد هذا التردد أوالوسطية عند سياسيين يفتقدون إلى الجذور الإجتماعية(مثلاً:أحمد الجلبي),ولاعند سياسيين تعود جذورهم وخلفياتهم إلى النظام الحاكم(الدكتور إياد علاوي+رئيس الاستخبارات السابق وفيق السامرائي,على سبيل المثال لاالحصر).
إذا ابتعدنا عن العراق وأيضاً السودان,حيث الإلتحاقية السياسية عند القوى المحلية بالخارج تتزامن وتترافق مع التفكك البنيوي للمجتمع أوانفجار "مكوناته",فإننا نجد النزعة الأميركانية في بلدان عربية أخرى تأتي من مثقفين وساسة (يعانون من فقر وجفاف الجذور الاجتماعية)كانوا سابقاً ماركسيين معارضين للسلطات القائمة وتحولوا بعد سقوط السوفييت إلى الليبرالية التي يربطوها الآن بمركز خارجي تماماً كما كانوا يربطون الماركسية بالمركز الدولي الذي كان ممثلاً في الكرملين حتى عندما كان بعضهم يعارض أويختلف مع الشيوعيين السوفييت,فيما نجد سجناء سياسيين سابقين عديدين قد خرجوا وهم يحملون نزعة ثأرية أصبحت مغلِفة للخطاب السياسي المعارض عندهم,الشيء الذي يتمازج عضوياً مع نزعة لاتلوي على شيء ولايحكمها الوسواس حيال أي وسائل يمكن أن تؤدي إلى اسقاط أوتغيير الأنظمة,فيما يلاحظ على هذا الصعيد بأن (الأميركانية) توجد أيضاً عند ماركسيين سابقين خرجوا من أحزاب موالية للسلطة كانت ترسم سياساتها مابين (المركز الدولي)و(السلطة)أومن خلال تلاقيهما,ونجد هذه النزعة كذلك عند أناس انضموا مؤخراً إلى المعارضة(في ربع الساعة الأخيرة وبعدأن خفَت وتيرة القمع وأيضاً بعد أن"لاحت" أجواء التغيير)ليس وارداً في اعتباراتهم,كما عند المعارض في زمن انفلات القمع الديكتاتوري,أن السياسة هي فعل تراكمي بطيء وأن الفرق الزمني طويل فيها بين الزرع والحصاد.
لاتوجد في التاريخ الغربي الحديث نزعات التحاقية بالأجنبي,باستثناء ماوجد عند آل بوربون والأرستقراطية الفرنسية بعد هزيمتهم أمام قوى الثورة الفرنسية حتى عودتهم للسلطة عبر حراب الأجنبي بعد هزيمة نابليون في عام 1815:يطرح وجود(النزعة الأميركانية),وبهذه القوة في العالم العربي, الأزمة العميقة التي يعانيها العمل السياسي العربي,ليس فقط عند السلطات وإنما أيضاً عند المعارضات,إلاأنها لاتقتصر هنا على الأشكال والواجهات والعناوين والرموز,وإنما تمتد,وهذا هو الأخطر,إلى الذهنيات وطرق التفكير المسيطرة على العمل السياسي؟........... ثم:وبغض النظر عن المثال العراقي ومدى "جاذبيته"لبلدان عربية أخرى,هل يجوز لأحد,سواء كان يملك تفويضاً شعبياً أولا,أن يكون ستارة محلية للتدخل الخارجي,وأن يؤمِر ويسلم البلد للأجنبي ليضعه في مسارات لن يحددها (المحلي) بل(الخارجي), ولايملك هو,ولاالجيل الحالي ولاالأجيال اللاحقة,وقفها أوتعطيلهابحكم التوازنات القائمة والمنظورة؟..........أيضاً: هل صحيح بناء السياسة المعارضة,كما حصل عند الكثير من المعارضين السوريين بعد سقوط بغداد, على سياسة انتظارية مراهنة على أن ماحصل في بلاد الرافدين سيحصل في عاصمة الأمويين ولوعبر سيناريوهات غير عسكرية,إلى درجة وصلت فيها الأمور إلى حدودأن تأتي البيانات والتحركات والإعلانات متزامنة ومترافقة ومتوافقة مع ماكان يفعله ميليس أومع مايطرحه جون بولتون من مسودة لمشروع قرار في مجلس الأمن؟.......وإذا كان ذلك صحيحاً ,مع أن كل الوقائع تقول العكس:هل يجوز أن تكون المعارضة العراقية السابقة هي المنارة للمعارضات العربية,بعد أن ساهمت بادخال بلدها,عبر تشكيلها غطاءً محلياً للغزو والاحتلال,في نفق 9نيسان2003 الذي لن يقل عن ذلك الذي دخلته فلسطين يوم 15أيار1948؟............



#محمد_سيدرصاص- (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيدرصاص- - في النزعة الأميركانية –